مَنّ الله -سبحانه وتعالى- على عباده بأزمنةٍ مباركةٍ تتضاعف فيها الأُجور، وتسمو فيها الأرواح، ومن تلك الأزمنة شهر رمضان المبارك الذي يُعدّ فُرصةً للتوبة، والإقلاع عن الذنوب، وتجديد الإيمان في القلوب، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يقولون: «اللهمّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغّنا رمضان».
وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يستقبل شهر رمضان بصورةٍ خاصّةٍ؛ فلم يكن استقباله كاستقبال سائر الشهور، بل كانت له مكانةٌ خاصّةٌ عند النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وعند الصحابة -رضي الله عنهم-، وكان -صلّى الله عليه وسلّم- يُبشّرهم بقدومه؛ فقد رُوي عنه أنّه كان يقول: «أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ».
وممّا يدلّ على عِظَم مكانة شهر رمضان المبارك في قلوب الصحابة -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يدعون الله -سبحانه وتعالى- ستّة أشهرٍ أن يُبلّغهم رمضان، ويدعونه ستّة أشهرٍ أخرى أن يتقّبل أعمالهم فيه.
وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يستعدّ لشهر رمضان المبارك بالأعمال الصالحة، ومنها الصيام؛ فقد ثبت أنّه كان يصوم شهر شعبان؛ استعداداً لقدوم شهر رمضان؛ رُوي عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: «وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيَامِهِ مِن شَعْبَانَ كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلَّا قَلِيلًا».
من هنا كان اهتمامنا بإفراد ملف خاص عما هو واجب علينا عمله في الاستعداد لرمضان، بشكل يجعلنا أكثر قدره على الاستفادة القصوى من فضائل الشهر الكريم والامتيازات الربانية التي منحها الله لشهر رمضان عن بقية الشهور.
تقرأون في الملف:
.