تطبيقات أسلوب الثواب والعقاب:
أ- في البيت:
يمكن للآباء إثابة أبنائهم فور وقوع السلوك الإيجابي من الابن؛ إما إثابة معنوية؛ مثل: «هذا عمل عظيم، حياك الله، بارك الله فيك، عافاك الله، ممتاز، هذا جهد طيب.. إلخ» وإما إثابة مادية؛ مثل: «الحلوى، المال، الهدية، القصة، الكتاب، القلم، الدراجة، الملابس الجديدة... إلخ».
وكذلك الحال بالنسبة للعقاب فور وقوع السلوك السلبي من الابن ومن صور العقاب المعنوي: «هذا سلوك غير محبوب، أنا غاضب عليك، لا يصح منك أن تفعل هذا.. الخ». ومن العقاب المادي: «الحرمان من: المصروف، والهدية، والقصة والنزهة الأسبوعية، والدراجة، والملابس الجديدة... الخ».
ب- في المدرسة:
يمكن للمعلم تطبيق الثواب المعنوي بقوله للتلميذ المجيد: «هذه إجابة جيدة هذا فهم عميق، تحية لك على هذه الطلاقة، أشكرك على هذه الإجابة، ممتاز، عظيم، أنا سعيد بك لمواظبتك على الصلاة.. الخ».
تطبيق صور الثواب المادي: كتقديم حلوى أو جائزة، أو إعطاء درجة عالية على سلوكه الحسن أو لتفوقه الدراسي، أو إعطاء المتعلم حافزًا مناسبًا تعبيرًا عن تقدير المعلم لجهوده في الأنشطة الحرة... الخ.
وعندما يسلك المتعلم سلوكًا سلبيًا، يعاقبه المعلم بالحرمان من الثواب، والمعنوي، بنفس الطريقة التي أوضحناها عند الحديث عن تطبيق الثواب والعقاب في البيت.
وتجدر الإشارة إلى خطأ شاع في بلاد المسلمين، ألا وهو رفض العقوبة البدنية في مدارسنا، ما دعا هؤلاء إلى ذلك سوى للتشبه بالغرب، نقلوا ذلك من الغرب إلينا دون إدراكهم بتراثنا الإسلامي وبتعاليم الدين الحنيف، وجهلًا بمبادئ وأسس التربية الإسلامية؛ فقد نسى هؤلاء أن الدين الحنيف قرر هذه العقوبة، ولكنه خصصها لمن يرتكب الأخطاء ومن ذلك مثلًا عقوبة الزاني والزانية غير المحصنين (أي غير متزوجين).
ومما تجب الإشارة إليه هنا أنه ينبغي للآباء والمعلمين أن ينوعوا في صور الثواب والعقاب؛ لأن في غير ذلك أضرارًا تربوية تلحق المتعلم؛ فمثلًا: إذا كانت صورة الثواب بإعطاء المتعلم الحلوى أو الأطعمة فإننا بذلك نخرج طفلًا تدور اهتماماته حول ملذات الطعام، وإذا تعودنا إثابته بزيادة المصروفات أي المال الكثير نشأ يقدس المال، وإذا تعودنا أن نثيبه بنزهة نشأ على الكسل وعدم تحمل المسئولية.. وهكذا. وكذلك الحال في استخدام العقاب فالطفل الذي يعاقب دائمًا بالضرب والزجر ينشأ جبانًا ومعقدًا، وربما تفاقم الوضع؛ ففزع من نومه كثيرًا؛ مما يؤدي إلى اضطرابات تنعكس على صحته العامة وتصرفاته في الحياة.. وهكذا.
.