تطبيق أسلوب المشكلة
أ- في البيت:
ينبغي ألا نبادر بتقديم حل لأية مشكلة يعرضها علينا أبناؤنا، بل علينا أن نوجههم لممارسة مواجهة هذه المشكلة؛ متبعين في ذلك خطوات حل المشكلة؛ لأننا أن قدمنا لهم الحلول فور لجوئهم إلينا عودناهم أن يرجعوا إلينا دائمًا في حل مشكلاتهم؛ وبذلك نحرمهم من فرصة التفكير في حل المشكلة؛ فإذا حالت الظروف بيننا وبينهم؛ بسبب سفر، أو غياب مثلًا، فهناك لا يقدرون على حل المشكلة، وتزيد الأمور تعقيدًا وتعسيرًا. وعلى العكس من ذلك عندما ندربهم على مواجهة المشكلات ونكتفي بدور التوجيه، فإننا بذلك نعدهم للحياة؛ إذا إننا لا نضمن أن نكون مرجعًا لهم دائمًا؛ فقد يموت الأب ويترك أبناءه، وقد يسافر، وقد يغيب عن البيت أو غير ذلك.
وزيادة في الإيضاح، أسوق الموقف التالي:
لقد كنت وأسرتي الصغيرة ذات يوم في نزهة، فتعطلت دراجة ابني الذي بلغ من العمر ثماني سنوات، وكان هذا المشهد على مرأى من عيني، فناداني، فقلت له: ماذا تريد مني؟ قال: أريد أن تحل لي هذه المشكلة. فقلت له: بل أنت الذي ستحل المشكلة بنفسك. وهنالك نظر إليّ وفي عينيه سؤال: كيف؟ فقلت له: ما تصورك لحل المشكلة؟ ماذا ستفعل؟ قال: أحاول إصلاحها بنفسي. فقلت حاول... ووقفت أرقب الموقف، وأوجهه بقدر محدود؛ فلما فشل في إصلاحها قال: لم أستطع إصلاحها. قلت له: فكر في حل آخر. قال: هل يوجد من يصلح الدراجات في هذا المكان؟ قلت له: اسأل. فسأل رفيقًا له كان يمر بجوارنا راكبًا دراجته، فدله على من يصلح الدراجة، واستطاع في النهاية حل المشكلة بنفسه.
ب- في المدرسة:
يمكن تطبيق هذا الأسلوب باستثمار المعلم المواقف التي تمثل مشكلات بالنسبة للتلاميذ، أو بوضعهم في مواقف حقيقية تمثل مشكلات، ويوجههم إلى تحديد المشكلات وإدراك جوانبها، وفرض الفروض (الحلول)، واختبار صحتها، وتجريب الحل المختار.كما يمكن استخدام مدخل المشكلة في تدريس الدروس المقررة؛ فبدلًا من تدريس التيمم بالشكل التقليدي، يمكن أن يكون المدخل إلى ذلك توجيه سؤال إلى التلاميذ في صورة مشكلة؛ كأن يسألهم المعلم: لو كنت على سفر، وحان وقت الظهر، ولم يكن بجوارك ماء، لأنك في صحراء، فماذا تفعل للتغلب على مشكلة عدم وجود الماء كي تصلي؟ ويمكن للمعلم أن يدرس لهم التيمم في موقف سفر فعلى، وقت وجوب الصلاة؛ فيعلن على تلاميذه أن الصلاة قد حانت، ولكن المشكلة الآن عدم وجود الماء.. فكيف نتغلب على هذه المشكلة؟
.