يشهد العالم المعاصر العديد من المتغيرات والمستجدات على الساحة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وهذه المتغيرات التي يعيشها العالم غيّرت وبدّلت العديد من المفاهيم والنظريات التي كانت مستقرة في الأذهان لسنوات طويلة مضت.
فثورة المعلومات والاتصالات والثورة العلمية والتكنولوجية قد تخطت حواجز الزمان والمكان، ونتج عنها متغيرات يتجه بها العالم نحو نظام عالمي جديد يتغير فيه نمط الحياة، مما جل لهذه الثورات انعكاسات اجتماعية وأسرية وأخلاقية يترتب عليها التفكك الأسري والانحلال الأخلاقي وتفشي سلوكيات غير مرغوب فيها كالعنف والجريمة والإدمان.
وفى دراسة بعنوان: «التربية والأزمة الأخلاقية في المجتمع المصري: المظاهر والأسباب والحلول» -2012-، للدكتورة رانيا وصفي عثمان، مدرس بقسم أصول التربية، كلية التربية جامعة دمياط، ترصد فيها كيف أن المجتمع المصري يعاني من عِلل أخلاقية خطيرة، والأزمة في المدرسة وفي المجتمع أزمة أخلاقية، وإذا أردنا تنمية الإنسان وجعله منتجًا حضاريًا فإنه يجب تنمية الجانب الأخلاقي فيه أولًا، الأمر الذي يفرض على المؤسسات التربوية أن تقوم بدورها في تربية النشء على الالتزام بالأخلاق الفاضلة.
مصر والأزمة الأخلاقية الخطيرة
والمتأمل لواقع المجتمع المصري يرصد بوضوح مدى التغير الحادث في المعايير الأخلاقية حتى يبدو الأمر لدى البعض وكأنه في مجتمع آخر لم يعرفه، وفي زمن مختلف لم يَعِشْه؛ فالراصد لواقع التغيرات الاجتماعية في المجتمع المصري يجد أنه أصبح أكثر عنفًا؛ فهؤلاء أخوه يتشاجرون مع بعضهم، وأخ يقتل أخاه، أو ابن يقتل أمه أو أباه من أجل حفنة جنيهات قليلة، ومجتمع أقل انضباطا وأكثر لا مبالاة بالقانون، وأكثر سلبية وأكثر تساهلًا حتى في عاداته الأصلية المتوارثة عبر آلاف السنين.
فقد أصبح هناك نوعٌ من عدم الاهتمام بالأخلاق الفاضلة الأمر الذي جعل الأطفال اليوم أكثر سوءًا في طباعهم، وأكثر استخداما للّغة بذيئة، وأقل عناية بمظهرهم وملبسهم عن ذي قبل؛ فقد انحدرت معايير السلوك لدي الصغار وانتشرت مظاهر سلوكية داخل المدرسة تبتعد عن السلوك الأخلاقي القويم، ومنها ظاهرة الغش التي لم تعد حالة فردية بل أصبحت حالة غش جماعي يشترك فيه المعلم والطالب، مما حدا بالمسئولية عن الامتحانات العامة حشد طاقات هائلة لضمان عدم وقوعه وقد أظهرت نتائج الدراسات السابقة انتشار العديد من المشكلات الخلقية الخاصة بالتلاميذ، والتي تكاد تكون سائدة بينهم تتمثل في الكذب والسرقة والخوف والانحلال.
فالنشء في حاجة إلى تربية خلقية سلوكية تعلمه كيف يحافظ على قِيَمِهِ في عصر العولمة، ويزداد الاهتمام بالتربية الخلقية كلما تقدم المستوى الحضاري والثقافي للإنسان لعدة أسباب أهمها:
1- ظهور المجتمع المتنوع الأجناس والأعراق، وما صاحب هذه المجتمعات من ظهور مشكلات نفسية واجتماعية وبيئية مع تأخر سلطات المؤسسات التربوية التقليدية في معالجة تلك المشكلات.
2- شيوع الآلية في العلاقات الإنسانية، وفقدان الدفء والحرارة في هذه العلاقات نتيجة التوسع في استعمال التقنيات والتركيز على العمليات والوسائل والأدوات.
3- ثورة الحريات في العالم ضد المظالم على المستوي الفردي والجماعي.
4- الحاجة إلى معالجة أمراض المجتمع والجوانب السلبية فيه، وإلى تنمية الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان وسلوكه.
5- الحاجة إلى نضج شخصية الإنسان، وعدم الرضى بالتربية المعاصرة التي تقتصر على التدريب العملي والمهني، فهي تريبه جافة تكتفي بتنمية المعلومات والمهارات وإعداد الناشئة للعمل فقط.
أدت هذه الأسباب جميعها إلى اهتمام العلماء والمفكرين والمربين بالتربية الخلقية، وذلك لتكوين معايير وحدود أخلاقية تضبط السلوك الإنساني في المجتمع ليتحقق الاتساق الكامل بين حاجات الفرد واهتمامات المجتمع.
أولًا: مظاهر الأزمة
1- انحراف القيم الخُلُقِيّة:
إن الكثير من القيم الخلقية انحرفت عن مسارها الصحيح، وأصبحت بمثابة المرض الذي ينخر جسد المجتمع؛ حيث صار الكذب والتلون والخداع والغش والاحتيال مكان الصدق بين أفراد المجتمع؛ للحصول على منافع أو التهرب من مسئوليات وواجبات، أو لتسويق أفكار ومبادئ؛ فضاعت الحقائق وتشوهت لإحساس الفرد العادي بتزييفها أو قلبها، وبالتالي صارت أزمة انعدام الصدق سببًا في حدوث أزمات حياتيه أخري كأزمة «انعدام الثقة» داخل المجتمع المصري.
2- ازدواج القيم:
يظهر هذه الازدواج بين أفراد وجماعات ومؤسسات المجتمع من خلال تبني قيمة أو سلوك أو مبدأ، ثم ممارسة أضداده تمامًا، ويبدو أن هذا الازدواج في القيم يمثل عادةً يوميةً يمارسها الأفراد والجماعات في الأسرة والشارع دون وعي وانتباه لخطورتها للمبادرة في معالجتها أو الحد منها. فالآباء على سبيل المثال يمارسون مخالفات أمام أبنائهم ومع ذلك ينهونهم عن ممارستها «كالتدخين والكذب وتوبيخ الأخت في لباسها بينما الزوجة تلبس ما تشاء».
3- أزمة إهدار الوقت:
إن أزمة الوقت لا تتوقف على المسئوليات الرسمية أو الفردية المقررة في مواعيدها، بل تمتد إلى العلاقات بين الأفراد؛ وإهدار الوقت الرسمي أو الفردي هو خسارة جسيمة في كل المجالات الحياتية والإنسانية والربانية على حد سواء، تعوق المجتمع عن القيام بواجباته المقررة في الدنيا والآخرة.
4- أزمة فكرية وثقافية:
وتبرز هذه الأزمة في المظاهر التالية:
- عدم فعالية المثقفين في تغيير المجتمع نحو الأفضل رغم كثرتهم، وكثرة مؤسسات التعليم العامة والجامعات.
- اهتزاز القيم والأخلاق وعدم الالتزام بأعراف المجتمع وتقاليده الجيدة.
- الانبهار بثقافة الغرب ولغته وحضارته، إلى درجة استلاب الإدارة والشخصية الثقافية للأمة.
- جمود مؤسسات الفكر الإسلامي التقليدية عن مواكبة العصر والتطور بالسرعة المناسبة، والاتجاه الصحيح لتلبية متطلبات العصر، دون فقدان عنصر الأصالة.
- وجود أزمة تربوية تتعلق بإيجاد الشخصية الإسلامية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتتخطى حاجز الازدواجية بين تعليم دينيّ وتعليم دنيويّ، وذلك مقابل الشخصية التي ينخرها التغريب الفكري أو تعشش فيها الأيدولوجيا الغربية، أو يهيمن عليها حالة الفراغ الفكري المميت.
- وجود أزمة تتعلق بالأمن الثقافي لأجيالنا، من حيث ما نأخذ، وما ندع، من الحضارات الأخرى المعاصرة وكيف تتم هذه العملية في هذا العصر الذي يتسم بانفجار المعرفة وتسارع نموها، كما يتسم بثورة الاتصالات وتواصل الشعوب في آن واحد.
- حاجة الأمة للعدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، وتكافؤ الفرص والحرية والشورى والمساواة؛ فليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان؛ بل باحترام إنسانيته وكرامته وتحقيق ذاته، وتأمين المساواة بين أعضاء المجتمع.
5- أزمة عدم توقير الصغار للكبار، وعدم عطف الكبار على الصغار:
فنجد سوء الأدب من الأطفال على كبار السن، تقابلها سوء معاملة وقسوة من الكبار، حتى إن الأب الرحيم والأم الحنون وحتى المدرس في مدرسته، والمعلم في حلقته، في أغلب معاملتهم للأبناء، تخلو من العطف والحنان بل تجد الغالب الأعم هي القسوة والغلظة، وشتى أنواع الإهانات والشتائم، وكل ذلك تحت شعار «تربية الأبناء» حتى ظهر لنا جيلٌ فاقد المشاعر، ضعيف المسئولية قليل التمسك بأصول التعامل الأخلاقي ومبادئه، وما ذلك إلا نتيجة حتمية لما يغرسه المربون في الأبناء.
6- أزمة عدم مراعاة مشاعر الآخرين، وعدم الاهتمام بحقوق الإنسان:
ومن نتائج ذلك الاستهانة بالآخرين، واستصغارهم، وصعوبة الاعتراف بحقوقهم، مهما كانوا على الحق؛ فبعض الناس يرى لنفسه الحق والألوية في كل شيء حتى في الطريق أو في طابور الخبز، فلا يحب أن يكون مثل عباد الله المسلمين، وإذا ناقشه أحد، أهانه وجرح مشاعره كِبرًا وعلوًّا؛ فيمارس الإقصائية وعدم الاعتراف بالآخرين، ويمجد نفسه وأهله وأولاده وكل شيء ينسب إليه، وبالمقابل يحتقر الآخرين وكل ما يملكون وحتى ما يقولون أو يفكرون.
ثانيًا: أسباب الأزمة الأخلاقية
هناك أسباب عديدة لأزمة الأخلاق؛ ويأتي على رأس هذه الأسباب ما يلي:
1- القصور في التربية الأسرية التي تبدو في التساهل أو اللامبالاة أو الانشغال عن تربية الأبناء؛ خاصة في المرحلة العمرية المبكرة.
2- يعتبر المركز القومي ببحوث الاجتماعية والجنائية وسائلَ الإعلام إحدى العوامل المؤدية إلى إضعاف السياق الثقافي والقيمي، حيث يعمل الإعلام بوسائله المختلفة على نقل تيارات وأفكار وصور من الخارج قد لا تتلاءم مع نظائرها المحلية، ومن ثم يوجد تناقض أو عدم تكامل في لغة الثقافة والقيم.
3- القصور الواضح في الدور التربوي للمدرسة في غرس القيم الخلقية في نفوس النَّشْء.
4- إبعاد الأخلاق والسلوك عن الدين يعتبر حرمانًا لها من الإطار المرجعي الثابت؛ فقد أصبحت الأخلاق تقوم على المكاسب المادية وتبادل المنافع، وليس على الحب والتقدير والوفاء والتناغم الخلقي والروحي.
5- سوء الأحوال المعيشية والفقر والجهل والمرض والبطالة والاستبداد وسوء النظام الإدارة والإحباط وانسداد الآفاق؛ وهذا كله لا يشكل الوسط الصالح للاستقامة الخلقية ولا لوضوح المثل العليا في أذهان الناس.
6- كثير من المصرين يعيش بدون أهداف سامية ودون شعور بالمثل والأخلاق الإسلامية، وأصبحت الأهداف فقط رفع مستوى المعيشة والتقدم الاقتصادي.
7- ضعف إحساس السواد الأعظم من المصريين بالواجب تجاه الغير والانطواء على الذات أو الأسرة.
8- الاستهلال الترفي عند بعض المصريين الميسورين؛ وحب الاكتناز وشراء العقارات والقصور والسيارات الفارهة الفاخرة.
9 - تغيّر مفاهيم أخلاقية كثيرة عند الناس.
10- وجود أزمة ثقة بين الأفراد والدولة تبدو في مظاهر الإحباط اليومي لدى أبناء المجتمع الذي يجعلهم منفلتين من المعايير والقيم الاجتماعية؛ فيغلب عليهم الاعتقاد بفلسفة التحايل على البقاء من خلال شيوع وأنماط سلوكية غريبة على القيم التقليدية، كسلوك الفهلوة والشطارة والنفاق.
ثالثًا: التربية في مواجهة الأزمة
أ- التنشئة الاجتماعية والأزمة الأخلاقية:
يتولى رعاية الطفل منذ ولادته، مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تستخدم شتى طرق التعليم لإكسابه القيم الخلقية من خلال العديد من الأساليب منها:
1- القدوة الحسنة:
للقدوة أهميتها البالغة في تأديب الأطفال وذلك لأسباب عديدة أهمها:
أ- اتباع حاجة الطفل وميله الفطري إلى الاجتماع بغيره ومحاكاته وتقليده فيما يصدر عنه من أقوال وأفعال.
ب- أن مستوى الفهم لدي الأطفال أدنى بكثير منه عند الكبار؛ فتبقي الرؤية بالعين المجردة لواقع حيٍّ أقوى أثرًا في نفس الأطفال من التوجه بالوعظ والقول.
ج- أن الطفل يشعر بضعفٍ إذا قارن حاله وقدراته الضعيفة بجانب والديه، أو غيرهم ممن هم أكبر منه.
د- أن القدوة الحسنة المتحلية بالمبادئ والفضائل تعطيه قناعةً بأهمية هذه الفضائل وضرورة التحلي بها.
2- الموعظة والنصح:
ويكون النصح رقيقًا وبأسلوب هادئ بسيط يميل إلى إقناع الطفل، وعرض أمثلة تكشف له وجه الحق الذي لا يعرف.
3- الأسلوب التخصصي:
أجمع المربون على أن القصة هي أكثر أنماط الأدب حيويةً وامتلاءً بالصور الحسية للأطفال وأقواها جاذبية لهم ومتعة، فالقصة تستهوي الطفل في سن مبكرة، وتظل متعة الاستماع إليها نامية في نفسه حتى بعد مرحلة المراهقة، وهي مزيج من الحوار والأحداق والترتيب الزمني مع وصف للأمكنة والأشخاص والحالات الاجتماعية والطبيعية التي تمر بشخصيات القصة، وهي قدرة على تأكيد الاتجاهات المرغوبة لدي الطفل وترسيخ القيم المعنوية، وذلك عن طريق استثارة مشاركته العاطفية لنماذج السلوك التي تقوم القصة بتقديمها، وللمواقف التي تصورها.
4- الممارسة العملية:
يَشترِط القرآن أن يكون العمل قرينًا للعلم، إذ أنَ أخلاق الإنسان وبناء علاقاته الاجتماعية لا تقوم بالوعظ وحده، ولا بالحفظ وحده، بل تحتاج إلى أفعال يمارسها الإنسان لتتكون أخلاقه عمليًا؛ فالتربية تكون فعالة إذا ارتبطت بأنماط سلوكية يمارسها الطفل، ولا سيما السلوكيات المرتبطة بالدين لغرس الأخلاق الإسلامية في الأطفال، ويجد المربي في الفرائض الدينية فُرصًا مواتيه للتربية الخلقية للطفل وتوجيهه نحو الأهداف السامية.
5- ضرب الأمثال:
يفيد استخدام هذا الأسلوب التربوي كثيرًا في تربية الأطفال، وذلك لأن مدارك الطفل تقف عند الأمور الحسية، فلا يقوى على فهم المعاني الكلية فضلًا عن التأثر بها في مراحل طفولته الأولى، ولذلك كان البدء مع الطفل بالمحسوسات والانتقال تدريجيًا إلى المعنويات هو ما يحتاجه الطفل لنموه العقلي السليم، وهذا الأسلوب يحقق ذلك.
6- الثواب والعقاب:
الثواب والعقاب من الوسائل المهمة في تربية الطفل وتهذيبه، فمن المألوف أن المربين من معلمين ووالدين وقادة يثيبون على السلوك الصحيح أو المرغوب فيه، ويعاقبون على السلوك الخاطئ أو غير المرغوب فيه، وهم يهدفون من ذلك التحكم في السلوك؛ حتى تتكرر وتوافر أنماط السلوك المرغوب فيها في المستقبل، وتتلاشي الاستجابات غير المرغوب فيها أو تزول.
7- الحوار والمناقشة:
من الأساليب التي تقوم عليها التربية الخلقية؛ أسلوب الحوار والمناقشة وأسلوب الإقناع والاقتناع عن طريق العقل والمنطق، ويتضمن أسلوب الحوار والمناقشة في التربية الخلقية ضرورة تعريف الناشئة بالأساس العقلاني والمنطقي لأي قضية مطروحة أمامهم، وألا يرددوا المعلومات ترديدًا أعمى دون فهم لمضامينها الحقيقة أو دون إدراكٍ لارتباطها بواقعهم الفردي والاجتماعي، كما يجب أن تُتاح لهم الفرصة للمناقشة الجادة والبناءة التي تحلل أبعاد الموضوع المطروح للمناقشة وتلقي الضوء على جوانبه.
ب- دور فعاليات التعليم في علاج الأزمة الأخلاقية:
تستطيع المدرسة أن تسهم بفاعلية في تنمية أخلاق التلميذ من خلال العديد من الأدوار التي يقوم بها كل ما يندرج تحتها كمنظومة من معلم وإدارة مدرسة ومواد دراسية ونشاط وبيئة مدرسية، على النحو التالي:
1- دور مدير المدرسة في دعم التربية الخلقية للتلاميذ:
ويمكن توضيح بعض المهام التي يقوم بها مدير المدرسة والتي تمكنه من أداء دوره في التربية الخلقية للتلاميذ على النحو التالي:
- الحرص على أن تكون العلاقة بينه وبين جميع القائمين بالعمل داخل المدرسة قدوة أخلاقية لجميع التلاميذ.
- اختيار المعلمين من العناصر المتميزة بحسن السير والسلوك بحيث يمثلون قدوة لتلاميذهم.
- تنظيم ندوات يشارك فيها رجال الفكر والدين لتوعية التلاميذ خلقيًا ومناقشة قضاياهم ومشكلاتهم الخلقية.
- معالجة المشكلات السلوكية والخلقية التي تطرأ يوميًا بطريقة إنسانية وهادئة.
- إصدار نشرات دورية تحث على التمسك بالفضائل، ونبذ الرذيلة وسوء الخلق.
- توجيه القائمين على الإذاعة المدرسية للعناية بموضوعات الأخلاق والتربية الخلقية.
- تشجيع اتحاد طلاب المدرسة على عمل بعض مجلات الحائط التي تتضمن معلومات تتعلق بالفضائل الخلقية.
- استغلال العطلة الصيفية في عمل برامج لتنمية القيم الخلقية لدى التلاميذ.
- إقامة مسابقات لاختيار التلاميذ المثاليين في السلوك وتكريمهم.
- تشجيع التلاميذ على ممارسة الشعائر الدينية.
- عمل زيارات للمدارس الأخرى والاستفادة بما فيها من أنظمة أو جهود ناجحة في محال التربية الخلقية.
2- دور المعلم كوجه أخلاقي للتلاميذ:
لا يقتصر دور المعلم في التربية الخلقية على تخصص بعينه، فهي مسئولية يشارك فيها المعلمون على اختلاف تخصصاتهم سواء كان معلمًا للعلوم الطبيعية أو العلوم الإنسانية أو معلما للدين ويستطيع المعلم القيام بدوره الخلقي من خلال أربعة بدائل أساسية يستطيع المعلم أن يختارها لتنمية القيم الخلقية لتلاميذه، وليس معنى ذلك أن يختار أحد البدائل فقط، ولكنه يستطيع أن يعتمد على بديل أو أكثر، وهذه البدائل هي:
أ- التعريف بالقيم الخلقية عن طريق الإلقاء، وكذلك التعريف بأنماط السلوك المتوقعة ويستخدم في ذلك أسلوب التوجيه والوعظ والإرشاد والثواب والعقاب.
ب- حياد المعلم بحيث لا يكون مع القيمة أو ضدها، ولكنه يترك بناءها ونموها لمؤسسات أخرى غير المدرسة.
ج- تخطيط المواقف التي يستطيع فيها تلاميذه فهم القيم، وهنا يوضح المعلم لهم كل شيء متعلق بالقيم ويترك لهم حرية المفاضلة بين البدائل ووجهات النظر المتاحة.
د- تَبَنِّى وجه نظر معينة والدفاع عن القيم الثابتة، والمتفق عليها اجتماعيًا وهنا يكون متمسكًا بها حريصًا على ممارستها والالتزام بها في أقواله وأفعاله ويشجعهم أيضًا على الالتزام بها.
3- دور الأنشطة المدرسية في تنمية القيم الخلقية لدي التلاميذ:
يمكن استغلال الأنشطة المدرسية في تنمية القيم الخلقية في نفوس التلاميذ من خلال:
- تنظيم الندوات التي تدور حول القضايا والمشكلات الخلقية المختلفة التي قد يتعرض لها التلاميذ.
- تكليف التلاميذ بإعداد البحوث والتقارير في المسائل الأخلاقية المختلفة ومناقشتها مع معلميهم.
- تعد الصحافة المدرسية من وسائل نشر القيم الخلقية داخل المدرسة، من خلال مخاطبة الرأي العام المدرسي وتوجيه للالتزام بالقيم الخلقية المنشودة.
- تسهم الإذاعة المدرسية في غرس القيم الخلقية لذي التلاميذ من خلال عرض موضوعات مرتبطة بالأخلاق في طابور الصباح.
- يعد المسرح المدرسي من الوسائل الفعالة في نشر الفضيلة وتعميقها.
- تعد المكتبة من المصادر الرئيسية للحصول على المعلومات، التي تسهم في زيادة قدرة التلاميذ على التعلم الذاتي، واكتساب القيم الخلقية.
رابعًا: حلول الأزمة
إن أزمة الأخلاق في المجتمع المصري يمكن التغلب عليها والخروج منها بوسائل شتي يصعب حصرها؛ ولعل من أهم الحلول التي تساهم في ذلك ما يلي:
- التربية الدينية التي تعزز القيم الخلقية في علاقة الفرد بالناس، وذلك بدءًا من الأسرة ومرورًا بالمدرسة وانتهاء بالجامعة.
- ضرورة تطبيق القانون بصورة متساوية تؤتي ثمارها في خلق نوع من الطمأنينة لاحترام القانون مما يؤدي إلى تحسن صورة العلاقة بين الدولة والفرد.
- محاولة حل مشكلة البطالة خاصة بين الشباب.
- ضرورة إعادة النظر في وظيفة الإعلام المصري حتى يمكنه التصدي للمشكلات القائمة ورفع مستوى الوعي الاجتماعي والسياسي، وترسيخ قيم الأصالة الإيجابية والحد من السلوكيات السلبية.
- العمل على إعادة دور المدرسة والأسرة كمؤسسات فاعلة في مجال التنشئة الاجتماعية والتربوية، وتأكيد دورهما الإيجابي في خلق القيم الإيجابية الأصيلة.
- إعادة تنظيم حياتنا الأخلاقية والروحية والعقلية في ضوء المنهج الرباني القويم، ومخالفة العلمانيين الذين يحرصون على تدمير هذا الإطار المرجعي ونقله إلى العقل والعُرف والمصلحة.
- تدريس مقرّر خاص بالقيم والأخلاق في جميع المراحل الدراسية، وعلى جميع الصفوف.
- مراعاة البعد الديني القيمي الأخلاقي فيما تقدمه الصحف والمجلات من آراء وأفكار ومعلومات وقصص خاصة ما يُوجه للشباب من مسائل تتعلق بالشذوذ والانحراف.
- وضع حد لما يعرضه التلفاز من أغانٍ هابطة وإعلانات مستفزة لعقول الكبار والصغار معًا، ومراعاة الذوق والأخلاق للمشاهدين في مجتمع يؤمن إسلاميّ ملتزم.
- على الآباء والأمهات وجميع أفراد المجتمع تطبيق مبادئ وقيم الإسلام الأخلاقية في حياتهم قولًا وعملًا، فمثلًا الكذب صفة تتنافي مع الأخلاق الإسلامية الصحيحة فينبغي الابتعاد عنها، خاصة من هو في مكان القدوة كالأب والأم أو المعلم، حتى يعرف الأبناء والشباب أن هذا سلوك ذميم وصفة غير أخلاقية.
- على المؤسسات الدينية أن تقوم بواجبها في نشر الحق والأخلاق والفضيلة، وتوعية أفراد المجتمع بأضرار ونتائج البعد عن الدين والقيم والأخلاق، خاصة وأن النتائج والمؤشرات تؤكد أن خير وقاية من بعض أمراض العصر كالإيدز وغيره هو الالتزام بالقيم الخُلُقية التي دعت إليها جميع الأديان السماوية.
- يجب على الدول العناية بالتربية الخلقية في جميع مؤسساتها والعناية بذلك عن طريق إلزام كافة المؤسسات والهيئات بإبراز السلوك والقيم الفاضلة في كل ما يُطرح ويُنشر ويُقال.
- على الإعلام أن يعرض المثل الأعلى أمام النشء، مع إبراز نواحي الامتياز فيه دون مبالغة أو إسراف، وعليه أن يعرض القصص الواقعية والمشكلات الحية المرتبطة بواقع الحياة حتى يعيشها الشباب وينفعل بها، بحيث لا يبقى أمامه إلا التقليد والمحاكاة للنماذج الخيرة التي رآها وشاهدها.
- تكوين مجلس قومي من علماء الدين والتربويين وممثلين عن جميع قطاعات المجتمع لرصد حركات الغزو الفكري، وتقييم الأوضاع الخلقية في المجتمع، والتخطيط لما يجب القيام به من أجل صيانة الأخلاق.
- إصدار نشرات وكتيبات ودراسات وبرامج إذاعية وتلفازية موجهة للآباء والأمهات لتوعيتهم بأفضل سبل التربية الخلقية.
.