4- أسلوب القصة:
يفيد أسلوب القصة في تربية الكبار والصغار على حد سواء، وهو مع الصغار أفعل. ويستخدم بوجه خاص مع المتعلمين ذوي الحساسية العالية الذين يتضررون من النصح المباشر والنقد الصريح؛ فتقدم لهم النصيحة في شكل غير مباشر عن طريق القصة؛ وهنالك يتفاعل المتعلم مع أحداث القصة وشخصياتها تفاعلًا يجعله يعيش هذه القصة؛ لتنتقل دروسها وعبرها إلى عقله وخياله ووجدانه وتصرفاته؛ فتغرس في نفسه القيم والمثل التي تتضمنها.
وتجدر الإشارة إلى أن مهارة المربي في تقديم القصة أمر في غاية الأهمية؛ إذ أن كثيرًا من الآباء والمعلمين يقدمون القصة أو يحكونها لأبنائهم وكأنهم يحكونها لأنفسهم أو يقصون على كبار من أمثالهم، وينسون أن هؤلاء المستمعين أطفال، ينبغي أن تقدم إليهم القصة بأسلوب مؤثر، يعتمد فيه على النبر والتنغيم؛ أي تلوين الصوت حسب المعنى والمواقف، ومراعاة عناصر التشويق والإثارة في القصة، وحركات الجسم، وإشارات أعضائه التي تعبر عن المعاني بشكل مؤثر في الأطفال.
تأصيل الموقف:
كثرة القصص القرآن؛ ففي القرآن الكريم: قصص: نوح وإبراهيم ويوسف، وموسى، وعيسى (عليهم السلام)، وغيرهم كثير من الأنبياء، وفي القرآن الكريم أيضًا قصة أهل الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة أصحاب الجنة. وفي الحديث الشريف: قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، وغيرها كثير.
تطبيق أسلوب القصة:
أ- في المنزل:
يمكن تطبيق أسلوب القصة في المنزل باختيار الآباء القصص المناسبة لأبنائهم حسب مستوياتهم وأعمارهم وميولهم ومشكلاتهم، ويحسن التنويع في وسائل تقديم القصة؛ فهناك القصة المسموعة، وهناك القصة المسموعة المرئية، وهناك القصة المصورة، وهناك القصة المصورة التي تصاحب صورها تعليقات بجمل قصيرة بسيطة، وهناك القصة المقروءة. وتنبغي الإفادة من الوسائل التكنولوجية في ذلك، كما يجب استثمار الجد والجدة في ذلك -إن وجدا- وتطوير أدائهما، وإمدادهما بالقصص.
كما يجب تزويد مكتبة الأسرة بالقصص المناسبة، وخاصة القصص الدينية للكتاب المجيدين المعروفين بأمانتهم وعلمهم.
ب- في المدرسة:
الاهتمام بمكتبتي الفصل والمدرسة، وتزويدهما بالقصص المتنوعة؛ المناسبة لأعمار التلاميذ ومستوياتهم، والملبية لاهتماماتهم وميولهم المختلفة؛ المتضمنة قيمًا إسلامية. كما ينبغي الاهتمام بتطوير أداء المعلم في تقديم القصة، وتشجيع التلاميذ على الاهتمام بالقصة: قراءة، واستماعًا، وإلقاء، وتأليفًا. ويحسن بالمدرسة أن تكوِّن جماعة نشاط حرة تسمى (جماعة القصة)، تهتم بتطوير القصة، وعقد مسابقات وجوائز لتشجيع التلاميذ في هذا الميدان.
ويمكن استخدام القصة في النصح غير المباشر للتلاميذ ذوي الحساسية العالية؛ فعندما يخطئ أحد هؤلاء التلاميذ، يمكن إبداع سياق قصة تعالج هذا السلوك السلبي بصورة غير المباشرة.
.