إن فهم المربي لوسائل التربية يمكنه من أن يربي طلابه عليها بشكل جيد كما أنه يدفع التربية لتحقيق غايتها المنشودة في كل الجوانب... وهذه الأساليب هي:

1- أسلوب القدوة:

يتربع أسلوب القدوة على قمة الأساليب الجماعية؛ لذا فقد ركز عليه القرآن الكريم، كما ركزت عليه السنة الغراء، وأوصى به علماء التربية المسلمون.

تأصيل الأسلوب:

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21)

تطبيق الأسلوب:

أ‌- في البيت: التزام المربي بقيم الإسلام أمام أسرته؛ كالصدق، والأمانة والكرم، والنظافة، وسائر أوامر الله، وانتهاؤه عما نهى الله عنه.

ب‌- في المدرسة: التزام المعلم بتعاليم الإسلام أمام تلاميذه؛ فالمعلم الذي يكذب أمام تلاميذه لا يمكن أن يغرس فيهم قيمة الصدق. وقد قيل: «عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل».

2- أسلوب النموذج والممارسة:

ويتضمن خطوتين أساسيتين: الخطوة الأولى: يقدم فيها المعلم أداءً نموذجيًا في أناة تتيح للمتعلم متابعة هذا الأداء؛ ليتعلمه.

وفي الخطوة الثانية: يمارس المتعلم هذا الأداء الذي أدّاه المعلم في صورة نموذجية.. ودور المعلم في هذه الخطوة تصحيح أخطاء المتعلم، وتوجيهه إلى تكرار الأداء مع التصويب؛ حتى يتقن الأداء. ويستخدم أسلوب النموذج والممارسة -غالبًا- في الخبرات العملية.

تأصيل الأسلوب:

يبرز هذا الأسلوب في الخبرات العملية من التربية الإسلامية؛ مثل تعليم الوضوء، والصلاة، والحج، وسائر الشعائر.. ومن ذلك ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه توضأ كما توضأ جبريل عليه السلام، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رآه يصلي، وجاءته السيدة خديجة؛ فتوضأ أمامها؛ «ليريها كيفية الطهور للصلاة؛ كما أراه جبريلُ عليه السلام، ثم صلى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صلى به جبريلُ؛ فصلت بصلاته».

تطبيق الأسلوب:

أ‌- في البيت: يستخدم في تعليم الأبناء الشعائر؛ وخاصة: الوضوء، والتيمم، والصلاة، والحج، وأداء الأعمال المختلفة، والتدريب على بعض المهارات؛ كقيادة السيارات، وأداء الأعمال لكسب الأرزاق.

ب‌- في المدرسة: تعليم الشعائر، والتحدث في المناسبات الدينية، وإدارة اللقاءات والاجتماعات والندوات والمؤتمرات، وتعليم الشعائر.