دراسة حصرية: الأزمة الاقتصادية وحلولها في فكر الإمام البنا

لقد تعرض العالم إلى أزمة اقتصادية شديدة، كان من نتاجها أن أعلنت بعض الدول إفلاسها، هذا غير البنوك الكبيرة التي أغلقت أبوابها وأعلنت إفلاسها، كما تأثر الاقتصاد العالمي كله، والسبب في ذلك يكاد يكون معروفا لدى الجميع.

ولقد وضع القرآن الكريم والسمة المطهرة كثيرا من الحلول التي تخرج العالم من أزماته الاقتصادية، ولقد اقتبس الإمام البنا هذه الحلول من الكتاب والسنة وصاغها كصياغة عملية في زماننا هذا، فكتب يقول:-

«يتصور كثير من الاقتصاديين -ولهم بعض العذر- أن من المستحيل أن يسير النظام الاقتصادي على غير أساس الفائدة، وحجتهم في ذلك: تركز كل الأعمال الاقتصادية الحالية على هذا النظام، وارتباط بعضها ببعض؛ مما يجعل من المستحيل على دولة من الدول أن تخرج على هذا النظام.

هذا كلام له دليله العملي القائم، ولقائليه بعض العذر؛ لأنهم ألفوا هذا النظام، ولكن هل من الصواب أن يعتقد الناس أن أي نظام من النظامات لا يمكن تغييره مهما ترسخت أصوله وتثبتت قوائمه؟ فكم من النظم خرجت عليها الإنسانية، واستبدلت بها غيرها، وظروف الحياة قُلَّب، وليس هذا فى النظام الاقتصادي وحده؛ بل هو فى كل شئون الدنيا من سياسية واجتماعية واقتصادية، بل وفى النظريات العلمية الكونية التي تعتمد على الأرقام والتجارب المحسوسة؛ فهل يقال بعد هذا: إن نظام الفائدة فى الاقتصاد لا يمكن العدول عنه؟ ومتى رضي العقل البشرى بهذا العجز واستكان إلى هذا الخمول؟ وما خلق إلا ليجاهد ويكافح فى سبيل الحق والخير، وتلك مهمته وخاصته.

أعتقد أنه لمن الممكن الميسر أن يعالج النظام الاقتصادي العام علاجًا يشفيه من داء الربا، لا أقول: إن جريمة الربا ستمحى من نفوس البشر؛ فإنه متى كانت هناك بشرية فهناك جرائم ولا بد، حتى يتطهر الناس بالروحانية الكاملة، فسيظل -مهما كان من علاج- أفراد يرابون، ولكنى أقول: إن النظام العام فى الاقتصاد يمكن أن يقوم على غير أساس الربا (الفائدة) إذا صدق العزم، واقتنع الاقتصاديون بشناعة هذه الجريمة.

لقد كان نظام الاسترقاق ضرورة بشرية فى عرف الإنسان، وما كان يشعر أحد بانحطاطه بالإنسانية وبخسه قيمتها، وما كان يجرؤ مشرع على أن يمسه أو ينال منه؛ حتى هذه الأدمغة الكبيرة من الفلاسفة لم تستطع إلا الاعتراف به وبضرورته، حتى جاء الإسلام فحاربه، وسد منافذه، ووقف فى طريقه، وقامت الدول الحديثة تحاربه كذلك؛ فنجحت، وتحررت نفوس وأرواح، وتطهرت الإنسانية من عار لصق بها منذ القدم.

لمطالعة الدراسة الحصرية: الأزمات الاقتصادية وحلولها في فكر الإمام البنا

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم