من روائع الإمام البنا إلى الطلاب

قد ينشأ الشاب فى أمة وادعة هادئة، قوى سلطانها، واستبحر عمرانها، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير. وقد ينشأ فى أمة جاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها، واستبد بشئونها خصمها، فهي تجاهد ما استطاعت فى سبيل استرداد الحق المسلوب، والتراث المغصوب، والحرية الضائعة، والأمجاد الرفيعة، والمثل العالية، وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشباب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه. وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل فى ميدان النصر، والخير الآجل من مثوبة الله. ولعل من حسن حظنا أن كنا من الفريق الثاني، فتفتحت أعيننا على أمة دائبة الجهاد، مستمرة الكفاح فى سبيل الحق والحرية. واستعدوا يا رجال، فما أقرب النصر للمؤمنين، وما أعظم النجاح للعاملين الدائبين.

أيها الشباب:

لعل من أخطر النواحي فى الأمة الناهضة -وهى فى فجر نهضتها- اختلاف الدعوات، واختلاط الصيحات، وتعدد المناهج، وتباين الخطط والطرائق، وكثرة المتصدين للتزعم والقيادة. وكل ذلك تفريق فى الجهود، وتوزيع للقوى يتعذر معه الوصول إلى الغايات. ومن هنا كانت دراسة هذه الدعوات والموازنة بينها أمرًا أساسيًّا لابد منه لمن يريدون الإصلاح.

ومن هنا كان من واجبى أن أشرح لكم فى وضوح موجز دعوة الإخوان المسلمين أو دعوة الإسلام فى القرن الرابع عشر الهجري.

دراسة: من روائع الإمام البنا إلى الطلاب

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم