الهجرة ليست مناسبة احتفالية، نقيم لها الاحتفالات ونجهز لها الخطب، ولكن الهجرة مدرسة لا ينفد عطاؤها، ولا دروسها ولا قيمها ولا مستخلصاتها، فهي حدث عظيم احتوى مجموعة من القواعد الذهبية القابلة للتطبيق في حياتنا كلها بكافة تفريعاتها الدنيوية والأخروية.
ما قبل الهجرة كان مرحلة، وما بعدها كان مرحلة أخرى متمايزة تماما في أولوياتها وترتيباتها، فقبل الهجرة كانت الأولوية لبناء الانسان المؤمن القادر على تحمل المهام الثقال التي تستوجبها مرحلة بناء الأمم العظيمة والحضارات الكبيرة.
وبعد الهجرة كان بناء الفكر السياسي والعسكري والإداري والاجتماعي والفقهي للجماعة المؤمنة، التي انتقلت من مرحلة الفرد إلى مرحلة الدولة التي تهيأت بدورها للمرحلة الأكبر وهى مرحلة الأمة.
ستظل الهجرة تلهمنا الدروس والعبر، وترشدنا في ظلمات الدروب والطرق، وتعلمنا كيف نواجه التحديات التي لم تتوقف يوما طوال مشوار أمتنا، سواء في فترات انكسارها أو في حقب ازدهارها وتعاظم سلطانها.
دروس كثيرة سوف نتعلمها ونستلهمها معا من الهجرة بإذن الله، في هذا الملف: