خلق الله الزمان وفضل بعضه على بعض، فخص بعض الشهور والأيام والليالي بمزايا وفضائل يعظم فيها الأجر، ويكثر الفضل، رحمة منه بالعباد، وتجديد النشاط ليحظى المسلم بنصيب وافر من الثواب
والدراسة التي أعدّها الباحث أحمد زهران، يرصد توضح فوائد مواسم الطاعة التي تتيح للعبد سد الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات، موضحة أنه ما من موسم من هذه المواسم الفاضلة، إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته.
فضل العشرة من ذي الحجة
- أقسم الله تعالى بها: وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله: {وَالْفَجْرِ (1) ولَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر: 1-2).
- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} الحج: 28.
- أن رسول الله ﷺ شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا: فعن جابر رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «أفضل أيام الدنيا أيام العشر، يعني عشر ذي الحجة، قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب».
- أن فيها يوم عرفة: ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران.
- أن فيها يوم النحر: وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال ﷺ: «أعظم أيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر».
- اجتماع أمهات العبادة فيها: قال الحافظ ابن حجر في الفتح: والذي يظهر في السبب في امتياز عشر ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج.
- هي الأيام التي أعطاها الله لموسى عليه السلام كي يتم ميقاته أربعين ليلة: قال تعالى: {ووَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} (الأعراف: 142).
- مضاعفة العمل الصالح: فعن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من أيام أفضل عند الله، ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام- يعني من العشر- فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر الله، وإن صيام يوم منها يعدل صيام سنة».
الأعمال الصالحة
ومن الأعمال التي لا تغيب عن العاملين المسارعين للجنات:
- التوبة الصادقة: يقول تعالى: {وتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور: 31).
- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام: قال تعالى: {والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العنكبوت: 69).
- الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض والمسارعة إلى الصف الأول، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات.
- الصيام: عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ، قالت: «كان رسول الله ﷺ يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر».
- أداء الحج والعمرة: لقوله ﷺ: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
- التكبير والتهليل والتحميد: فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». وقال البخاري: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
- الإكثار من الاعمال الصالحة عموما؛ لقوله ﷺ: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعنى أيام العشر..»، ومن الأعمال الصالحة التي غفل عنها بعض الناس: قراءة القرآن وكثرة الصدقة، والإنفاق على المساكين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والصدقة، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه.
- الحرص على أداء صلاة العيد: فعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى، وحضور الخطبة والاستفادة.
- الأضحية: والأضحية شكر لنعمة الله تعالى، وإحياء لسنة خليله إبراهيم عليه السلام.
.