Business

العيد لمن؟

ها قد ودعنا شهر رمضان بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وقد فاز في هذا الشهر من فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وخسر فيه من خسر بسبب الذنوب والعصيان!

وليس العيد كما يظن كثير من الناس أوقاتًا ضائعة في اللهو واللعب والغفلة، بل شرع العيد لإقامة ذكر الله وإظهار نعمته على عباده، والثناء عليه سبحانه بها، وشكره عليها، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده عند إكمال العدة بتكبيره وشكره فقال سبحانه: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 185). فالشكر ملن أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه، ويتقوه حق تقات

وفى هذه الدراسة، يرصد الباحث خالد أبو صالح، كيف أن العيد شكر لا فسق؛ فاحفظوا أبناءكم وإخوانكم، وانظروا في ملابس زوجاتكم وبناتكم وأخواتكم التي أعدت للعيد، وألزموهن اللباس الشرعي، ولا تسمحوا بأي مخالفة للإسلام في هذه الملابس، وكونوا عونًا لشباب الأمة على غض أبصارهم وحفظ فروجهم.

 

العيد لمن؟

فالعيد لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه، العيد لمن أحسن في نهاره الصيام، وأحيا ليله بالقيام. العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا على الأغاني والألحان.

قال الحسن: «كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد».

إخواني: ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد،

ليس العيد لمن يجمل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب،

ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار، إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.

 

احذر الغفلة

نظر بعض العلماء إلى الناس يوم الفطر وما هم عليه من الغفلة، وانشغالهم بما هم فيه من الطعام والشراب واللباس فقال: «لئن كان هؤلاء أنبأهم الله عز وجل أنه قد تقبل منهم صيامهم وقيامهم، فقد كان ينبغي لهم أن يكونوا أصبحوا مشاغيل بأداء الشكر؛ ولئن كانوا يخافون أنه لم يقبل منهم، كان ينبغي لهم أن يكونوا أشغل وأشغل!».

 

أكل الحلال

قال أبو بكر المروزي: «دخلت على أبي بكر بن مسلم يوم عيد، وقدامه قليل خرنوب يقرضه! فقلت: «يا أبا بكر! اليوم يوم عيد الفطر وأنت تأكل الخرنوب؟! فقال: لا تنظر إلى هذا، ولكن انظر إن سألني من أين لك هذا؟ أي شيء أقول؟».

 

غض البصر

قال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: «إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر!».

 

زكاة الفطر

في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر من رمضان، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين» (متفق عليه). وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مؤونته.

أما وقت إخراجها فالأفضل أن يخرجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فمن أخرها عن صلاة العيد لم تقبل منه.

 

أعياد المؤمنين

لما قدم النبي ﷺ المدينة كان لهم يومان في الجاهلية يلعبون فيهما فقال: «إن الله أبدلكم يومين خيرًا منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى» (رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه). فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يوم الذكر والشكر والمغفرة والعفو.

وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وليس للمؤمنين في الدنيا إلا هذه الأعياد الثلاثة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم