اهلّ علينا شهر رمضان المبارك بنفحاته الطيبة ورياحينه العطرة التي جاءت لتعطر الجو برحمات الله سبحانه، وتخفف من حالات التوتر والاحتقان التي تتملك الأسرة للأوضاع التي يعيش فيها الجميع والضغوطات التي يحياها الناس في كل مكان.
غير أنه جاء وقد بدأت الأسر في الاستعداد لامتحانات الأبناء، سواء في مصر أو بعض الدول العربية، وهو ما كان على الحكومات مرعاه هذا البعد– خاصة مع دخول الصيف- فتعمل على تقديم أيام الامتحانات قبل رمضان خاصة للتعليم الأساسي وسنوات الدراسة الغير مؤثرة لتخفيف وطأة الضغط العصبي على الأسر وعلى طلابهم، غير أن ذلك لم يحدث فوجب على الأسر والطلاب على التعاطي مع الواقع بشيء من التوازن وإدارة الأمر حتى تظل الحياة هادئة نوعًا ما دون الوقوع في الضغوط.
يسبب الصيام للبعض الصداع، وسرعة الشعور بالإرهاق، مما يؤثر على قدرته على المذاكرة، فيفقد تركيزه بسرعة، ويستغرق وقتًا أطول في الاستيعاب، والاستذكار، وإنجاز المهام المطلوبة منه، وذلك لبعض الأسباب أو لربما للوقوع في بعض الأخطاء، مثل العطش والجفاف، أو نقص الفيتامينات والمعادن، أو تناول البعض الكافيين والمنبهات، أو اضطراب النوم بسبب تبديل وتغيير أوقات النوم في رمضان، وهو ما يجب على الطالب مراعاة هذه الأمور بالبعد عن المكيفات والمنبهات، وتناول السوائل الكثيرة قبل الامساك، والحرص على نيل قسط كافي من النوم خاصة في أوقات الليل.
تقول الدكتورة بثينة عبد الرؤوف- الخبيرة التربوية–: إن المشكلة ليست في الامتحانات في شهر رمضان، لكنها تكمن في المذاكرة وما يقوم به الطلاب وكذلك دور أولياء الأمور، داخل المنازل من خلال تخفيف حالة الضغط النفسي والعصبي، لأبنائهم أثناء فترة الامتحانات، التي تعد كابوسًا لهم، وهذا يعد أمرًا خطيرًا ولا بد من التخلص منه بأمور عديدة بتوفير سبل الراحة.
وعلى الرغم من ذلك يرى بعض الأطباء والمتخصصون في التغذية أن الحرمان من الطعام يزيد اليقظة، عند مختلف الكائنات الحية، وقد أظهرت أبحاث علمية أن الصيام يزيد التركيز.
كيف نجمع بين الصيام والامتحان
رخّص بعض العلماء في إفطار الطالب غير القادر أو الذي يخشى على نفسه، غير أن علماء آخرين رفضوا ذلك ما لم تكن هناك الأعذار المباحة للفطر، وغير ذلك لا يجوز لها الفطر، ولذا وجب على الطالب التعامل مع الأمر بما يحقق المكاسب في كلا الحالات ويأخذ ببعض الأمور ليتغلب على متاعب الصيام أثناء الامتحان ومنها:
- حسن الاستعانة بالله والتوكل عليه، والحرص على أداء العبادات لتكون سببًا في تجديد النشاط.
- اختيار الأوقات المثالية للمذاكرة والتي يرتفع فيها التركيز مثل الأوقات التي عقب صلاة الفجر حتى الصباح، والأوقات التي تلي صلاة العصر حتى المغرب، بالإضافة للوقت الذي يلي صلاة التراويح.
- اتباع نظام غذائي يساعد على رفع نسبة التركيز في المخ، ويبعث بالنشاط في الجسم، مع البعد عن الأطعمة المشبعة بالدهون والتي تزيد من النعاس.
- الحرص على تناول وجبة السحور للاستفادة من الصيام مع الحفاظ على الأداء الأمثل خلال الامتحانات.
- أخذ قدر كافٍ من النوم خاصة في وقت الليل لأنه من أفضل الأوقات، مع الحرص على نوم القيلولة.
- وضع بعض الوسائل لزيادة التركيز مثل تنظيم الوقت، واختيار مكان هادئ يساعد على التركيز، كي لا يقاطعك فيه أحد، وبين الحين والآخر أخذ فترة استراحة لاستعادة النشاط.
- لا تزاول أي نشاط يأخذ منك وقتًا ومجهودًا كبيرًا إلا في أيام العطلة الأسبوعية، مثل: لعب كرة القدم، لكونها تحتاج إلى مجهود جسمي وإلى وقت طويل وتحتاج بعد المباراة إلى راحة طويلة.
- الابتعاد عما يشغلك أثناء وقت المذاكرة من قراءة الصحف ومشاهدة التلفزيون أو المسامرة مع الأصدقاء والإخوة أثناء المذاكرة.
- وفي قاعة الاختبارات لا تنسى قبل البدء في حل الأسئلة أن تُسمي الله وتتوكل عليه؛ ثم تقرأ كل التعليمات والأسئلة الواردة في ورقة الأسئلة قبل الشروع في الإجابة.
.