تستقبل الأمة شهرًا عظيمًا تنتظره كل عام، والمسلم في عمره المحدود، وأيامه القصيرة في الحياة قد حباه الله تعالى بمواسم الخيرات، ما يجعله يسد الخلل ويقوم المعوج في حياته، ومن تلك المواسم شهر رمضان المبارك.
وفى هذه الدراسة التي أعدّها الدكتور محمد الحمود النجدي، تناول فيها جملة من المقترحات، تساعد على تهيئة النفس والبيت والمسجد، لاستقبال شهر رمضان المبارك وقد جعلها مقسمة، فبدأ بالإنسان نفسه ثم البيت ثم المسجد.
أولًا: الإنسان في خاصة نفسه
- العزم على التوبة من جميع الذنوب والخطايا في شهر التوبة والمغفرة والرحمة.
- إخلاص العمل لله عز وجل في هذا الشهر المبارك، واحتساب الأجر من الله تعالى، في الصيام والقيام وقراءة القرآن. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبي ﷺ قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليهما.
- استشعار نعمة الله سبحانه بقدوم هذه المواسم المباركة علينا ونحن على قيد الحياة.
- العلم بأن رمضان ميدان المنافسة على الخيرات الكثيرة المتنوعة، كالرحمة والمغفرة والدرجات والحسنات.
- إعداد المصحف الخاص بك، والمكان المناسب الهادئ، ومحاولة التفرغ والانقطاع فيه كل يوم عن الشواغل، للتلاوة والقراءة والتدبر.
- اختيار كتاب من كتب التفسير المختصر والميسر.
- ومما ذكره بعض أهل العلم: أن يخصص الإنسان لنفسه تلاوتين في رمضان: الأولى: تلاوة تدبر، وذلك بقراءة جزء واحد في كل يوم بتدبر وتأمل، ويقف عند عجائبه وآياته. والثانية: تلاوة أجر وثواب، وهي التي تكون فيها القراءة للآيات بقصد الختمة، وابتغاء الأجر والثواب.
- تعويد النفس على الدعاء ورفع اليدين في الزمان الفاضل، والوقت المستحب، ووقت الصيام من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، كما في قوله ﷺ: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر» رواه البيهقي في شعب الإيمان. وكذا تلمس أوقات قيام الليل، خصوصًا الثلث الأخير من الليل.
- تعويد النفس على الجلوس في المسجد أدبار الصلوات، ولاسيما صلاتي الفجر والعصر، للاستفادة من الوقت بالقراءة.
- تعويد النفس على الصدقة والبذل والعطاء، وشهر رمضان هو شهر إطعام الطعام.
- الحرص على تحفيز النفس في رمضان، ومضاعفة العمل الصالح فيه، فقد كان النبي ﷺ يجتهد في رمضان، ما لا يجتهد في غيره.
- الاستماع إلى المحاضرات والدروس في المساجد والحرص عليها، وكذا ما يسر الله لنا في الزمن من الدروس النافعة في الفضائيات.
- تعويد النفس على قيام الليل والتهجد في رمضان، وبعد رمضان ولو بركعتين، فعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم».
ثانيًا: في البيت
- توفير المصحف وحامل المصاحف، لجميع أفراد الأسرة، لتشجيعهم على القراءة والتلاوة في شهر رمضان شهر القرآن.
- تخصيص مصلى في المنزل، لصلاة أهل البيت فيه، وقراءتهم للقرآن فيه، وهو من السنن المهجورة، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه أمر ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب.
- التحدث مع أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا عن رمضان وفضله وأحكامه وأعماله، وكيفية الاستعداد له بالنية والقول والعمل.
- شراء الأشرطة والمطويات والكتب الخاصة برمضان، وتوزيعها على العائلة، ومحاولة عمل مسابقات عائلية خاصة برمضان، لتثبيت المعلومات.
- تجهيز المنزل بما يتطلبه من المأكولات والمشروبات الرمضانية الصحية، ولاسيما الرطب والتمر، مع البعد عن الإسراف المذموم.
- العزم على مقاطعة ما تبثه وسائل الإعلام الهابطة في رمضان، والإعراض عن مشاهدة المسلسلات والأفلام، وكذلك البعد عن متابعة مباريات الكرة واللعب، أو السهر على لعب الورق ونحوه؟! مما لا يليق بفضل هذا الشهر المبارك؟
- تنسيق وتوزيع الأعمال المنزلية بين أهل البيت، حتى تجد ربة المنزل وقتًا للطاعة والعبادة، تنال نصيبها من العبادة والخير والأجر.
- تنسيق برامج الزيارات العائلية، والاستضافات الرمضانية مع الأهل والجيران والأصدقاء، لئلا يذهب وقت رمضان بالسهر والحديث فيما لا ينفع
- حث الأهل والأولاد والأقرباء والأصدقاء على الاعتكاف في المسجد القريب من البيت، فإن الاعتكاف سنة نبوية مؤكدة.
- المشاركة في إعداد طبق يومي يُتصدق به أو يُهدي للجيران والأصدقاء.
- عمل مسابقة في حفظ أحاديث كتاب الصيام، من كتب الحديث، مثل كتاب (بلوغ المرام) أو كتاب (رياض الصالحين) للنووي.
ثالثًا: في المسجد
- الاهتمام بإصلاح وإعداد كل مرافق المسجد، من تكييف أو تدفئة، وإنارة داخلية وخارجية، وصيانة لدورات المياه وتنظيفها، وملاحظة ما يلزم تغييره من الفرش والسجاد، والاهتمام بالطيب والبخور، وفحص مكبرات الصوت الداخلية والخارجية وغير ذلك.
- استضافة بعض العلماء والدعاة وطلبة العلم إلى المسجد، لإلقاء الدروس والكلمات والمواعظ، لتعريف الناس بدينهم عامة، وفضائل وأحكام شهرهم خاصة، والإجابة عن أسئلة المصلين.
- إعداد المسابقات اليومية والأسبوعية لجماعة المسجد، ورصد الجوائز التشجيعية للمشاركين، تشجيعًا لهم على حفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة.
- تخصيص لجنة من شباب المسجد، تقوم بإعداد وجبة إفطار للصائمين، والإشراف عليها.
- توزيع الرسائل والكتب النافعة، والأشرطة المفيدة، على جماعة المسجد، وأهل الحي، ووضع النسخ المجانية للتوزيع بالمسجد، وحث الناس على قراءتها، والاستفادة منها.
- الحرص على أن يختم الإمام القرآن الكريم في صلاته، ولو ختمة واحدة، في صلاة التراوح والقيام، ليسمع أهل المسجد كتاب الله تعالى كاملًا
- إعداد برنامج لجمع الزكاة وتوزيعها على فقراء الحي وغيرهم، وكذلك زكاة الفطر.
- إعداد برنامج للعيد، مثل اجتماع أهل المسجد والجيران بعد صلاة العيد في المسجد، لتبادل التهنئة بالعيد، وتقوية الروابط الأخوية بينهم، وتناول بعض الطعام أو الحلوى.
.