تهدف التربية الإسلامية إلى تنمية الفرد عاطفيًا وجسديًا وفكريًا واجتماعيًا وروحيًا، وحثه بكافة الطرق الممكنة كي يكون ذكيًا وزكيًا، مؤهلًا للحياة الطيبة المقترنة بالحرية والرشد والطاعة والعبادة لله وحده. والأسماء الحسنى وسيلة تربوية هائلة تستوعب ميادين شتى، وأفاد من فضها الأنبياء وكل من سار على دربهم لتزكية الروح، وترقية الإرادة، وتنمية الوجدان، وتربية الإنسان؛ فإن فقه الإيمان يقود إلى فقه العمران.
وتنبع أهمية هذه الدراسة التي أعدّها كلٌّ من: الدكتور د. بدر محمد ملك و د. لطيفة الكندى، من أن التربية الروحية تغذي مشاعر الفرد وتهدي سلوكه نحو الحياة الكريمة.
الآداب الواجب التحلي بها مع أسماء الله الحسنى
ذكر الحسين بن المنصور في كتابه آداب العلماء والمتعلمين، أن من الآداب المرتبطة باسم الله سبحانه ذكره في بداية ونهاية الدرس، حيث جرت العادة بذلك وهي من أهم الآداب، وأيضا كلما كُتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم مثل، تعالى، أو سبحانه، أو عز وجل، أو تقدس ونحو ذلك.
ومن أوجب الواجبات التي أجمعت عليه الأمة أنه لا يجوز إطلاق اسم على الله من وجهة القياس، وإنما يطلق من أسمائه ما ورد به الشرع في الكتاب والسنة الصحيحة أو أجمعت الأمة عليه، فلا نسميه ولا نصفه إلا بما ثبت بالشرع.
- ومن الأمور المكرهة في هذا المجال كثرة القسم بالله وأسمائه لغير حاجة واضحة وبلا مصلحة راجحة.
-ولا بد أيضًا من تعظيم أسماء الله تعالى وتجنب ذكرها في أماكن ومواقف لا تليق بجلالتها.
- ومن الأدب ألا نستغل اسم الله سبحانه لتصريف بضاعة وترغيب الناس في الشراء، ولهذا يجب أن نتجنب إقحام اسم الله في مواضع لا تليق وفي الحديث النبوي الشريف: «الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للربح»، وفي رواية: «إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق».
أطفالنا والأسماء الحسنى
أجمع علماء التربية الإسلامية على أنه يستحب أن تكون أول كلمة تلج أذن الطفل هي ذكر الله تعالى كي تكون فاتحة الخير، والقرآن الحكيم بحر أسماء الله الحسنى ونهر صفاته العليا، وهو أول وأجل وأكمل مصدر يتلقى منه الطفل ويتعلمه بالتدريج كي يحافظ على فطرته السليمة.
كما أجمع العلماء على أنه يستحب أن تكون آخر كلمة يتلفظها المؤمن في احتضاره اسم الله سبحانه كعلامة لحسن الختام.
آليات لترسيخ القيم المتعلقة بأسماء الله الحسنى في الناشئة
- تعليم وتعويد الصغار على حفظ الأذكار.
- التذكير بالله سبحانه لتسكين الغضب.
- انتقاء الأوقات المناسبة للتحدث عن آلاء الله التي تترى، ونعمه التي لا تعد ولا تحصي.
- التأكيد على مفاهيم العفو والتسامح لا سيما بين الأشقاء والأصدقاء كي يعاملنا الله على ذلك المنوال الرحيم.
- يمكن استخدام أسماء الله الحسنى كأحد مداخل تعليم الطفل اللغة العربية وإثراء حصيلته كتابةً، ونطقًا، ومحاورة.
- ربط أسماء الله الحسنى بالمهارات الحياتية والآداب الإسلامية، فنعلم الأطفال حب الجمال وآداب الطعام، وأداء السلام، وتنظيم وإدارة الوقت، وأصول النظافة، وخطوات تحقيق الأمن والسلامة في البيت، والمدرسة، والمرافق العامة، والمنطقة التي يعيشون فيها، وضوابط المزاح واللعب خاصة.
- التعرف على مخلوقات الله سبحانه التي تدل على عظمته ويمكن تحقيق ذلك باللعب مباشرة ثم غرس القيم بطريقة غير مباشرة .
- تشجيع اليافعين على استخدام التكنولوجيا الحديثة؛ كالحاسب الآلي لنشر معاني أسماء الله الحسني باللغة العربية وغيرها وبطرائق إبداعية بالصوت والصورة، مع رصد الجوائز التشجيعية وتوفير التغطية الإعلامية، والتطوير المستمر لمثل هذه المسابقات الثقافية وتوسيع نطاقها للبنين والبنات .
.