تعد مرحلة الجنين من أهم المراحل الإنسانية وأشدها أثرًا على النمو النفسي للإنسان خلال المراحل التالية له، وهذا ما أكدته نتائج البحوث النفسية.

وفي وهذا البحث الذي أعدته الدكتورة عزه بنت عابس بن محمد الشهري، تم عرض مبادئ التربية النفسية في الإسلام خلال مرحلة الجنين وطرق تطبيقها داخل الأسرة.

فتعتبر المرحلة الجنينية من أخطر مراحل الإنسان، حيث إنها مرحلة تكوين معظم أعضاءه وأجهزته المختلفة، بل وكثير من صفاته النفسية، وأي اختلال في هذه المرحلة يؤثر غالبًا في مراحل النمو التالية، وهي أسرع مرحلة نمو، لا تعادلها أي مرحلة أخرى من مراحل نمو الإنسان.

وقد عني منهج التربية النفسية في الإسلام بمرحلة الجنين، وعده كائنًا مستقلًا من حيث حقه في الحصول على نمو نفسي سوي؛ ووضَع مبادئ للتربية النفسية خاصة به، والتي تتعلق معظمها بالأم، كون الجنين مستظل بحياة أمه وغير منفصل عنها؛ فالإسلام يعد الجنين كائنًا مستقلًا يتمتع بالحقوق الإنسانية التي يتمتع بها الآخرون دون أن يؤثر في ذلك أنه مستظل بحياة أمه داخل في كينونتها وغير منفصل عنها.

مبادئ التربية النفسية في الإسلام لمرحلة الجنين

1. قدم الإسلام حقائق علمية عن الجنين، ومنها:
2. تكوين الجنين اية من آيات الله في الخلق.
3. وجود الجنين ونوعه خاضع لإرادة الله وقسمته في عباده.
4. للجنين أطوار نمو متدرجة.
5. الجنين يتكون في ثلاث مناطق مظلمة في الرحم.

التطبيقات التربوية لتحقيق حاجات الجانب الروحي

1. يجب على الزوجين عدم إغفال الدعاء قبل الجماع، مع كثرة الصلاة بشكل عام ودعاء الله وسؤاله صلاح الذرية وسلاماتها من العاهات والأمراض.
2. لا بد على الوالدين الرضا بما قسم الله، ذكرًا كان أو أنثى، وعدم تفضيل جنس معين، فزيادةً على أن في هذا اعتراض على قضاء الله، فإن له تأثيراته الواضحة على النمو النفسي للطفل.
3. تخصيص صندوق صغير في البيت يتم وضع مبلغ يومي فيه ويُحصل آخر الشهر ويدفع للجمعيات والمحتاجين، بنية صلاح الذرية وسلاماتها من الأمراض.

التطبيقات التربوية لتحقيق حاجات جانب الانفعالات

1. على الزوج إشباع حاجة زوجته للحب والرعاية النفسية، خاصة وهي حامل، وإسماعها الكلمات الجميلة، وإكرامها بحسن التعامل معها.
2. على الزوج الصبر واحتساب الأجر في مراعاة الحالة النفسية للزوجة، فهناك بعض الحوامل اللاتي تتغير حالتهن النفسية خلال فترة الحمل، وتجنّب كلّ ما يؤدّي إلى الإضرار بحالتها النفسية؛ لأن في ذلك تأثير على الجنين بطبيعة الحال.
3. يجب على الحامل تفادي الانفعالات السلبية، مثل: الغضب، والقلق، والتوتر؛ لأن لها دورًا غير مباشر في نمو الجنين وسلامة صحته، فعليها أن تكون سعيدة وراضية ومطمئنة حتى تسعد جنينها.
4. يجب أن يكون اتجاه الأم نحو حملها أو نظرتها نحو جنينها تتسم بالسرور والاستبشار؛ لأنها حين تكون غير راضية عن هذا الحمل فإن هذا سيؤثر على نفسية الجنين وصحته.
5. أثبتت الأبحاث والتجارب استجابة الجنين للمؤثرات الخارجية؛ لذا على الوالدين ضرورة التحدث مع الجنين وإسماعه كلمات الحب ولمسات الحنان.
6. من الأسـاليب التي تزيد الألفـة والمحبة بين أفـراد الأسرة الواحـدة اختيار أوقات مناسـبة لإشراك الجميع في الحديث عن الجنين ووضعه، والتحدث إليه وتهيئة الجو بقدومه والمشاركة في شراء حاجاتـه ومستلزماته بعد ولادته.
7. يجب على الزوج أن يكون قريبًا من زوجته خصوصًا في الأيام الأخيرة من حملها.

التطبيقات التربوية لتحقيق حاجات الجانب الجسدي العقلي

1. يتوجب على الحامل أن تأكل ما يفيدها ويفيد جنينها.
2. على الأم الحامل بالاهتمام بصحتها الجسدية والنفسية؛ لأن الجنين يستمد منها جميع مقومات الحياة السليمة والصحيحة.
3. على الحامل أن تضع نفسها تحت إشراف طبيبة مختصة، تتابع حملها وتجرى لها الفحوصات اللازمة وتصف لها الأدوية المناسبة والمكملات الغذائية المفيدة لها ولجنينها.
4. تحتاج الحامل للراحة النفسية، لذا يجب على زوجها وبقية أفراد أسرتها حسن التعامل معها ومساعدتها في شؤون البيت التي لا تستطيع إنجازها وحدها.
5. ينبغي على الحامـل ممارسة تماريـن رياضية مناسـبة لوضعها، كالمشـي مثلًا في أمكـان مشبعة بالأكسـجين والهـواء النقـي؛ ليستفيد جنينهـا منـه.
6. على الحامل تجنب السهر والحرص على النوم المبكر.
7. يجب عليها تجنب الأشعة والبعد عن تناول العقاقير الطبية إلا باستشارة مختص؛ حتى لا يؤثر على حواس الجنين وعقله.
8. يجب على الحامل متابعة وملاحظة رفسة الجنين بعد بداية الشهر الرابع؛ لأن ذلك يعكس تحركات الجنين ونبضات قلبه وتيقظ حواسه ونشاطه.
9. على الحامل أن تقرأ القرآن وبعض القصص بصوت مسموع لجنينها، فقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أن الجنين يميز الأصوات ويستجيب لها.