اللغة العربية لغة القرآن الكريم، بها خاطب الله– سبحانه وتعالى- الناس كافة، وهي لغة الحديث النبوي الشريف الذي احترم العقل البشري، فقدم له الإسلام بلغة ترتقي بفكره، وتوجهه نحو الطريق السليم، وتخاطبه ببلاغتها وسمو معانيها، لذا فقد تكفل الله تعالى بحفظها، فهي محفوظة بحفظ كتابه إلى قيام الساعة.
وفى هذه الدراسة، يرى الباحث ياسر ذيب أبو شعيرة، أن اللغة العربية لا تمتد ولا تنهض ولا تعمل بذاتها، وإنما هي مطواع تستجيب لفعالية الناطقين بها، ولذا فقد اقترح عدة خطوات للنهوض بالعربية الفصيحة، بالدعوة إلى التمسك بها في ظل الانفتاح على الثقافات الأجنبية من خلال محاور عدة من أهمها:
أولًا: التوعية بأهمية اللغة العربية
تأكيد أهمية الاهتمام باللغة العربية بوصفها وعاء المعرفة وسبيل الأمة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، وذلك باستخدام مرافق المدرسة مثل الإذاعة المدرسية والمسرح لبث الكلمات والموضوعات، وعرض المسرحيات التي تدعو للمحافظة على الهوية العربية المتمثلة في لغتنا الأم (اللغة العربية)، وكذلك إعداد مواد خاصة باللغة العربية، للإفادة منها، إضافة إلى الدعوة لتأليف النصوص الشعرية والأدبية التي تتغنى بعظمة اللغة وتحث على العناية بها، وأخيرًا إصدار المطبوعات والمنشورات التي تحفز الطلبة على التحدث بالفصيحة والاعتزاز بكونها لغة الوطن والأمة.
ثانيًا: المناهج المحوسبة والبرامج التلفزيونية
إن التعريف بأساليب تعليم اللغة العربية القائمة على اقتصاد المعرفة والتنويع فيها باستخدام إستراتيجيات التدريس، والوسائل التعليمية الحديثة، وإستراتيجيات التقويم إضافة إلى التعريف بواقع تنفيذ هذه الأساليب وسبل النهوض به في ظل التطور التكنولوجي بات أمرًا ملحا لا غنى عنه.
ثالثًا: الأنشطة التربوية
ولأن للأنشطة التربوية المنهجية واللامنهجية دورًا مهما في توجيه سلوكيات الطلبة نحو القيم السامية، فإنه يمكن استثمار تلك الأنشطة في توجيه الطلبة وتحفيزهم على العناية بلغتهم العربية قراءةً وكتابةً، وفهمًا وتطبيقًا بحيث تصبح العناية باللغة سلوكًا فكريًا يوميًا يمارسه الطلبة في حياتهم.
رابعًا: التوعية الإعلامية
يجب ألا نغفل دور الإعلام والتوعية الإعلامية بأبعادها كافة في النهوض باللغة العربية، والقيام بدورها المكمل لدور الوزارة في رعاية اللغة العربية، والتعريف بها وبفضلها، لتكون لغة التخاطب بين الناس، وتحل الفصيحة مكان العامية. وحث مستخدمي الشبكات الخلوية والهواتف النقالة على تفعيل استخدام الفصيحة في التخاطب والتواصل في المناسبات الدينية والوطنية، وفي التواصل الاجتماعي والإنساني عبر رسائلهم القصيرة.
ولمزيد من تفعيل استخدام الفصيحة في الغرفة الصفية، وليس في حصة اللغة العربية وحسب بل في المواد جميعًا، فإنه يجب تطبيق شعار (كل معلم هو معلم لغة عربية)، لحث المعلمين كافة على تفعيل الفصحى في حصصهم، بما يضمن استخدامًا أشمل للغة العربية الفصيحة بين الطلبة.
خامسًا: المناهج والكتب المدرسية
يجب الحرص على خلو الكتب المدرسية من الأخطاء كافة، النحوية والصرفية والإملائية والعروضية، والعمل على الوقوف على الأخطاء النحوية واللغوية الواردة في المناهج والكتب المدرسية للمباحث الدراسية جميعها، وتصويبها ومراجعة الكتب المدرسية وتطويرها، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية جميعها، وإجراء التعديلات اللغوية عليها، وتعديل محتواها والتخفيف منه، والتركيز على مهارات اللغة العربية.
.