Business

من أبرز المضامين التربوية للزمن من منظور الشيخ الشعراوي

دراسة في المضامين التربوية للزمن من منظور الشيخ الشعراوي

 

ترتبط حياة البشر العملية والعلمية بالزمن، ولذا كتب كثير من الخبراء والمفكرين عن الزمن، وقد تحدث الشيخ محمد متولى الشعراوي عن الزمن بطريقة بسيطة، مستعينا بأمثلة سريعة الفهم، وقريبة من الخلفية العلمية والحياتية للأفراد، وعميقة الفائدة لسهولتها في التطبيق، وإسقاطها على مجال مهم من مجالات الحياة ألا وهو مجال التعليم والتربية.

 

ودراسة: «المضامين التربوية للزمن من منظور الشيخ الشعراوي»، للباحث: ياسر عبد الحافظ علي، تهتم بالزمن في القرآن الكريم من منظور فضيلة الشيخ الشعراوي، وإمكانية الإفادة من الوقت في مجال التربية بوجه عام، والتعليم بوجه خاص.

 

عُني الإسلام بالشباب قبل أن يولدوا- فيقول الرسول ﷺ: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»، وحين يطلب المنهج الإسلامي من الرجل أن يختار ذات الدين، ويطلب من ذات الدين أن تختار ذا الدين، فهذه إقامة لأرضية صالحة لأسرة طيبة ومناخ سليم.

بعد ذلك تأتي مرحلة أخرى، وهي العملية التي أقيمت من أجلها الأسرة، وسوف تتسبب في وجود الشباب الذي عليه تقام الأسرة في المستقبل، فنجد أن الإسلام يوضح أنه يجب على الرجل حين يأتي أهله أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ حتى ينشأ النشء سليمًا وقد علّم رسول الله ﷺ أن يقول المسلم: «اللهم جنبني الشيطان، وجنب الشيطان ما وهبتني».

 

التربية (السُباعية) للأبناء في الإسلام

يقول فضيلة الشيخ الشعراوي: «يطلب منك الإسلام أن تربي ولدك سبعًا، وأن تؤدبه سبعًا، وأن تصاحبه سبعا، فأما عن سبعة التربية؛ ففيها تربي جسمه وتربي عقله، وإن أخطأ تصوب له خطأه، برحمة ورفق. ثم تأتي سبعة التأديب؛ ففيها الضرب وتصحيح الأخطاء، وبعد ذلك تأتي السبعة المُخيفة؛ أي من سن 14 سنة، فاجعله صاحبًا لك تعتني به دائمًا معك في تحركاتك، تحت إشرافك، فإذا تجاوز الولد سن الحادية والعشرين كنت مطمئنًا له.

 

قضايا تعليمية لها دلالات زمنية

  • تربية الأبناء تربية طموحة.. كيف؟ لماذا يتعلمون ويتعبون؟

يجب أن تغرس في نفس المربي أنك كما أخذت خير غيرك من تجاربه ومعارفه السابقة، فيجب أن تترك أثرًا يأخذه غيرك ممن يأتي بعدك، وبذلك لا تفصل ذاتيته عن القديم، لأنه محتاج إليه، ولا عن الجديد لأنه، مطلوب منه أن يؤدي إليه، ولو أن كل إنسان اتصل بالمجتمع اتصالا أخذ منه دون عطاء له، لوقف المجتمع، ولما تطورت الحياة، فتطور الحياة إنما ينشأ من عبقريين مصلحين تأثروا بما أخذوا، ثم حاولوا أن يؤثروا فيما بعد.

  • المعلم الناجح والتلميذ المجتهد وعلاقتهما بالزمن

المعلم الناجح هو الذي يلفت أذهان كل التلاميذ لما يقول، وما دامت الأذهان قد التفتت إليه، فلن تمر كلمة دون أن يستوعبها التلاميذ، عكس المدرس غير الناجح الذي يؤدي عمله برتابة وركاكة تصرف عنه التلاميذ.

والتلميذ المجتهد هو الذي يقرأ الدرس بعقليه قادرة على مناقشة ما فيه من أساليب ومعلومات، وهو يستصحب حضور الذهن في أثناء القراءة، أما التلميذ المحقق، فهو الذي يقرأ دون يقظة أو انتباه.

  • لماذا ينسى التلاميذ المعلومات؟

يجيب فضيلته على هذا التساؤل بمثال من واقع حياتنا، فيقول: عندما يقذف طفل، حجرًا بالماء تتكون دوائر (موجات) متحدة المركز حول هذا الحجر، ونجد أن الموجات تبدأ قوية حول المركز، ثم تضعف تدريجيًا إلى أن تنتهي؛ فكذلك التلميذ الذي يكتسب المعلومات، ولا يربطها بروابط من خبرته الحياتية، والبيئة تفقد بسهولة، وينساها.

لذا فإن فضيلة الشيخ يقسم التلاميذ من حيث اكتساب المعلومات إلى عدة أنواع:

  1. نوع لا يكتسب المعلومات؛ وذلك لأن عقله مشغول أثناء شرح المعلم بأشياء أخرى، وهذا هو التلميذ المخفق دراسيًا.
  2. نوع يكتسب المعلومات ولكنه يفقدها بسرعة؛ لعدم تنظيمها وربطها بعضها ببعض، وكذلك لعدم ربطها بخبرة حياتية.
  3. نوع يكتسب المعلومات ويربطها بخبراته الحياتية، ويراجعها باستمرار، ويفقدها ببطء شديد، وهذا هو التلميذ الفاهم للمعلومة.

إذًا المشكلات، وكثرتها وعمل المعاصي تؤدي إلى سوء الحفظ والنسيان وضياع المعلومات، وقد وضع فضيلة الشيخ خطوات إجرائية- كما ذكر سابقا- لعدم نسيان المعلومات، وهي:

  • أولًا: التهيئة النفسية للتلميذ لتلقي المعلومات.
  • ثم التهيئة الذهنية.
  • ثم المناقشة مع النفس، ومع الغير.
  • وأخيرًا: العمل بالمعلومة، الاقتناع بالمعلومة أولًا، ثم العمل بها ثانيًا؛ حتى تصبح سلوكًا عاديًا، وليس فيه كُلفة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم