خلال الأيام الماضية، حدثت عدة جرائم جديدة على المجتمع المصري، تقشعر لها الأبدان وتنفطر عليها القلوب، جميع ضحاياها أطفال أبرياء ليس لهم أي ذنب غير أن آباءهم وأمهاتهم فقدوا مشاعر الإنسانية، وارتكبوا جرائم لا يفعلها أي إنسان عاقل.
من جانبه قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على المواطنين تعد أحد الأسباب التى تدفع هؤلاء الأشخاص إلى قتل فلذات أكبادهم، لافتًا إلى أن ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية بشكل كبير من المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع معدل الجريمة والانتحار، وذلك نتيجة الاكتئاب الذى يصيب هؤلاء الأشخاص بسبب عدم قدرتهم على مواجهة تلك الضغوط.
وأضاف فى تصريح صحفي أن الرجل فى المجتمع المصري هو الذى يتحمل مسئولية الأسرة كاملة، وفى تلك الظروف الصعبة يكون عاجزًا عن إيجاد حلول للمشكلات التى تواجهه، ويكون أمامه طريقتان لحل تلك الأزمة، وهما إما أن يسرق أو ينتحر.
وتابع، فكرة الانتحار تجعله يخاف على أولاده من بعده، ومن وجهة نظره أن أفضل حل للمحافظة على أسرته أن يأخذ أولاده معه بعيدًا عن هذه الحياه الصعبة فيقتلهم جميعًا، وهذا يسمى فى العلم إبادة عائلية.
وأوضح، أنه كلما زادت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية سوءًا ستزيد معها هذه الجرائم، مشيرًا إلى أن المخدرات تجعل صاحبها يقتل نفسه فقط ولا يقتل من حوله، بينما الظروف الاجتماعية والأمن المجتمعي من أهم العوامل لاستقرار المجتمع.
بينما قال الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي، إن بعض أولياء الأمور أصبحوا غير قادرين على تحمل المسئولية تجاه أولادهم، ولا يستطيعون تربيتهم بشكل صحيح، بعيدًا عن الضغوط التى يتعرضون لها فى الحياه، مشيرًا إلى أنه خلال الفترة الأخيرة أصبح أقرب شيء للتنفيس عن تلك الضغوط يكون فى الأضعف منهم وهم أولادهم، فمنهم من يعاقب أبناءه ويضربهم حتى الموت.
وأضاف، أن الناس أصبحت تعيش فى حالة من الاضطرابات النفسية والعصبية المستمرة نتيجة تلك الضغوط، لذلك عندما يُقبل هؤلاء الأشخاص على قتل ذويهم يكونون فى حالة من عدم الإدارك لأي شيء.
وتابع، الانفلات الأخلاقي فى الفترة الأخيرة ظهر بشكل كبير فى المجتمع المصري، وفقدنا العديد من عاداتنا وتقاليدنا مما أدى لزيادة معدل الجريمة داخل الأسرة، لأن الأب أصبح لا يملك القدرة على تحمل مسئولية أولاده، وبالتالي فهو يفكر أكثر من مرة فى التخلص منهم.
وطالب استشاري الطب النفسي، بضرورة عمل دورات تأهيلية للأسرة لتعليم الأب والأم كيفية مواجهة المشكلات الزوجية والاجتماعية، وكيفية فصل الضغوط الحياتية عن أولاده، لأنهم ليس لهم أي ذنب لتلقي مثل هذه القسوة من أقرب الناس لهم.
واستطرد، هذه القسوة لو لم تقتلهم ستصنع لهؤلاء الأطفال عقدًا نفسية صعبة، ستؤثر بشكل كبير في حياتهم المستقبلية، وليس كل أب وأم تزوجا صالحين لإنجاب أطفال.
وفى نفس السياق قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الاضطراب العقلي أو الفصام الشديد يمكن أن يؤدي إلى إيذاء أفراد الأسرة، لافتًا إلى أن القدرة على التفكير بالنسبة لمن يعانون من هذه الأمراض تكون منعدمة.
وأضاف، أن الاكتئاب العقلي من الممكن أن يدفع الإنسان إلى التفكير بأنه هو المسؤول عن الكوارث والمشكلات الموجودة في العالم، مما يدفعه إلى ضرورة التخلص من نفسه، ومن نسله لحماية العالم من شروره.
.