أكد عدد من الخبراء والمثقفين مؤخرًا، على أهمية التعليم التفاعلي وضرورة اعتماده في التدريس؛ لما له من تأثيرات إيجابية على الأطفال، وقدرته على دمجهم بكل سلاسة في عملية التعليم، جاء ذلك خلال ندوة أدبية نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، تحت عنوان: «التعليم التفاعلي».
وخلصت الندوة إلى أن استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، بات أمرًا مهمًا؛ فيمكن للتكنولوجيا أن تعزز من مفاهيم الأطفال وتحسن من طرق التعليم، بحيث يكونون على استعداد تامٍ لمواجهة المستقبل، وذلك كون التكنولوجيا تفتح الآفاق أمامهم نحو العالم، وهو ما يمكن أن يُحَوِّلَ التعليم إلى عملية تفاعلية، تُكَوِّن المعرفة فيها الأساس الذي ينمو عليه الطفل.
وأشارت إلى أن طرق التعليم التفاعلية الجديدة أصبحت أكثر قدرة على ربط الطالب بالواقع، وهو ما يتماشى مع أبحاث الدماغ التي بدأت قبل عقدين من الزمن، ولا تزال مستمرة.
وأكدت أن التعليم التفاعلي استطاع أن يخلق بوسائله المختلفة بديلًا عن التعليم التقليدي، بحيث أصبح الطلبة أكثر قدرة على التعامل مع ثقافة التقصي، والقيام بالأبحاث، والدراسات التي تتناسب مع أعمارهم، حيث يسهم في ترسيخ رغبة التعليم لدى الطلبة، وهذا يعد أهم ما في العملية التعليمية برمتها.
وأوضحت أن التعليم التفاعلي يمكنه أن يرسخ لدى الطلبة أساسيات التفكير النقدي والإبداعي، بحيث يصبحون أكثر قدرة على طرح الأسئلة الصحيحة، وبالتالي الحصول على الإجابات الصحيحة من مصادر عدة.
وبيّنت أن التعليم التفاعلي ينقسم إلى ثلاثة محاور، أولها هو التعليم الالكتروني، والتعليم التعاوني، والعصف الذهني، وهذه المحاور يمكن لها أن تؤمن للطالب مجالًا رحبًا، قادرًا على تقوية ذاكرته ويسمح له بالتفكير فيما يجري على أرض الواقع، والسعي إلى إيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها المجتمع.
وبالمقارنة بين التعليم التقليدي ونظيره التفاعلي، أوضحت أن هناك فرقًا شاسعًا بين التعليم التقليدي ونظيره التفاعلي، ففي الأول كان المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومة، حيث ظل الكل يتعامل مع عقل الطفل على أنه «اسفنجة» قادرة على امتصاص المعلومات التي تُقَدَّمُ له داخل الغرفة الصفية من دون أي تفاعل مع المادة الدراسية، بينما في الثاني، تعددت المصادر، وأصبح الطالب أكثر قدرة على تحصيل المعرفة وأكثر قدرة على بناء شخصية حقيقية قادرة على التعامل مع المعلومة وتوظيفها والتفاعل معها بالشكل المطلوب.
.