Business

التربية على التسامح في عصر العولمة.. منظور تربوي إسلامي

إن الثقافة الإسلامية، وكما يشهد التاريخ بذلك، هي ثقافة تقدم وإبداع وعلم وعمل، احترمت دائمًا التنوع وتعاملت معه، وقد ظل تنوع الثقافات والحضارات وتعايشها داخل الرقعة الجغرافية الواسعة التي يدين أهلها بالإسلام على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم وحضاراتهم الخاصة، خير دليل تاريخي على ثقافة الحوار والتسامح التي ينادى ‏بها الإسلام دائمًا، بصرف النظر عن الظروف والمتغيرات.

‏وعالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفَعَّال والتعايُش الإيجابيّ بين الناس أكثر من أي وقت مَضَى؛ نظرًا لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يومًا بعد يومٍ بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التقنية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة.

وفى دراسة بعنوان: «ضرورات التربية على التسامح في عصر العولمة.. منظور تربوي إسلامي»، للدكتورة فخرية بنت محمد إسماعيل خوج، أستاذ التربية الإسلامية، كلية الآداب، جامعة أم القرى، ترى ضرورة تعزيز قيم التسامح في حياة المسلم المعاصر الذي يعايش عصر العولمة، ويُقابَل بتحديات عديدة من قِبَل بعض المفكرين والساسة في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من أصحاب مفاهيم: صراع الحضارات، والبحث عن عدوّ مسلم، والمسلم الإرهابي، وغيرها. وإنّ تَجَلِّيَةَ مفهوم التسامح والسلام من منظور الإسلام يصبح ضرورة في مواجهة هذه المفاهيم المغلوطة، ويترافق مع ذلك إبرازُ دور التربية الإسلامية في التربية على التسامح والسلام في كافة المراحل العمرية، ومن جانب كافة مؤسسات التربية الإسلامية.

 

النموذج القرآني والنبوي في التسامح

‏إن التسامح وفقَ المنظور الإسلاميّ، فضيلة أخلاقية، وضرورة مجتمعية وسبيل لضبط الاختلافات وإدارتها، والإسلام دينٌ عالميٌّ يتجه برسالته إلى البشرية كلها، تلك الرسالة التي تأمر بالعدل وتنهَى عن الظلم وتُرسِي دعائم السلام في الأرض، وتدعو إلى التعايش الإيجابي بين البشر جميعًا في جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس، بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم. فالجميع ينحدرون من (نفس واحدة)، كما جاء في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ} (النساء: 1).

‏كما أن الإسلام من جهته يعترف بوجود المخالف فردًا كان أو جماعةً، ويعترف بشرعية ما لهذا المخالف من وجهةِ نظرٍ ذاتية في الاعتقاد والتصور والممارسة تخالف ما يرتئيه الإسلام شكلًا ومضمونًا. ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم قد سَمَّى الشرك َدينًا على الرغم من وضوح بطلانه، لا ‏لشيء إلا لأنه في وجدان معتنقيه دين.

‏والواقع أن المرء إذا نظر إلى تلك المبادئ المتعلقة بموضوع حرية التدين التي أقرها القرآنُ بموضوعية، لا يسعه إلا ‏الاعتراف بأنها فعلًا مبادئ التسامح الدينيّ في أعمق معانيه وأروع صُوَرِهِ وأَبْعَدِ قِيَمِهِ.

  • التسامح في القرآن الكريم:

‏ إن الإسلام الذي جاء به رسول الإنسانية محمد ﷺ وقَدَّمَهُ ذلك التقدم الملحوظ، حمل بين طياته قوانينَ عدةٍ مهمة عَمِلَت على نشره في شتى أرجاء العالم الأكبر.

‏فمن أشهر هذه القوانين المهمةُ التي كان لها الدور الأكبر والطائل في تقدم المسلمين في مختلف الميادين، وهو قانون: اللين والتسامح الذي أكدت عليه الآيات المباركة، ففي القرآن الكريم هناك أكثر من آية تدعو إلى اللين والسلم ونبذ العنف والبطش، يقول سبحانه وتعالي: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل 124)، ‏ويقول: {وإذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} (الفرقان: 125)

‏ويقول: {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (العنكبوت: 46)

ويقول: {خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} (الأعراف: 199)

ويقول: {ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (الأنعام: 108)

‏ويقول: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ولَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ واسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (آل عمران: 159).

‏ويقول: {ولْيَعْفُوا ولْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} (النور: 22).. إلى غير من آيات الذكر الحكيم.

  • التسامح في السنة النبوية:

أما التسامح من وجهة نظر السنة النبوية فإنه يتشارك مع ما جاءت وحَمَلَتْهُ هذه اللفظة لُغَوِيًّا فإن معنى التسامح هو التساهل والمساهلة في كل جوانب الحياة لذلك جاء قول الرسول الأكرم محمدٌ ﷺ: «رحم الله عبدًا سَمْحًا إذا بَاعَ وإذا اشترَى وإذا اقتضَى».

‏إن سيرة الرسول محمد ﷺ وأهل بيته عليهم كانوا أبرز تَجَلٍّ ومِصْدَاقٍ لسلوك منهجية السلام والتسامح في الأمة؛ فالرسول الأكرم ﷺ قائد الحركة السلمية اللاعنفية الأولى في تاريخ العالم.

وهو ﷺ حامل راية السِّلْمِ والسَّلَام؛ لأنه يحمل للبشرية النور والهداية والخير والرشاد والرحمة والرأفة، فيقول ﷺ: «إنما أنا رحمة مهداة»، ويتحدث القرآن الكريم عن رسالته فيقول: {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)، فإن الرحمة والسِّلْمِ والسلام جاء بها الإسلام للناس كافة. وكثرةُ لفظِ وتَكرَارِ السَّلام على هذا النحوِ مع إِحَاطَتِهِ بالجوِّ الدينيّ النفسيّ من شأنه أن يوقظَ الحواس جميعَهَا ويُوَجِّهَ الأفكار والأنظار إلى مبدأ التسامح العظيم.

 

بعض تطبيقات مفهوم التسامح في منظور الإسلام

لعلَّ خلقَ التسامح، وهو ركيزةُ النظام للإنسان المسلم، ينصرف أكثرَ إلى أعضاء الحضارات الإنسانية من غير المسلمين، فالمنطق يفترض أن هذا الخلق يمارَسُ داخل المجتمع المسلم بين أعضاء الأمة الإسلامية. ولقد جاءت التوجيهات القرآنية واضحةً في الحضِّ على التسامح والتعايش الحضاري كما وُضِّحَ في الصفحات السابقة، ولكنَّ الأهم أنَّ التوجيه القرآنيّ والنبويّ يطالب المسلمين بتطبيق هذا الخلق وإظهاره في المعاملة في الوقع المُعَاش: {وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ} (البقرة: الآية 2).

‏وفيما يلي بعض تطبيقات مفهوم التسامح، كما ظهر في سلوك أبناء المجتمع الإسلامي وقاداتهم حيال أهل الذمة وأعضاء الثقافات الأخرى:

  • توفير حق الحماية:

لقد أقامت النصوص الشرعية سياجًا منيعًا حول حقوق أهل الذمة. وجعلت من الاعتداء عليها اعتداءً على المُثُلِ والقِيَمِ السامية التي دعا لها الدستور الحضاري الإسلامي (القرآن والسنة) والتي منها قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: «مَنْ آذَى ذِمِّيًا فأناْ خَصمُهُ»‏.

وحذّر كذلك من الاعتداء على أموال أهل الذمة وتكليفهم فوق طاقتهم ووصل الأمر إلى تحريم الجنة على من قتل ذميًا بغير حق فقال: «من ظلم مُعَاهِدًا، أو انتقصه حقًا، أو كَلَّفَهُ فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ منه، فأنا حجيجه يوم القيامة.

‏ولم تكتفِ التشريعات الإسلامية بحماية أرواح وممتلكات أهل الذمة حتى لو كانت هذه الممتلكات محرمة على المسلمين، ‏بل تعدَّى الأمرُ إلى عدم جواز جرح مشاعرهم ولو بكلمةٍ لأنهم في ذمه الله وذمة رسوله ﷺ ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم فقد ضَيَّع هذه الذمة، يقول الإمام القرافي- رحمه الله- مؤكدًا هذا المعني: «إن عقد الذمة يوجب لهم حقوقًا علينا لأنهم في جِوارنا، وفي خفارتنا (حمايتنا) وذمتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله ﷺ ، ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة فقد ضيع ذمة الله وذمة ورسوله وذمة دين الإسلام».

‏وقد نَصَّ الفقهاء على أن من حق حماية أهل الذمة إذا تعرض الحربيون لبلادنا، وقصدوهم في جوارنا أن نموت في الدفاع عنهم، ويلخص لنا الإمام القرافي ‏رحمه الله حقوق الذمة على المسلمين: بأنه من واجب المسلمين للذميين: الرفق بضعفائهم، وسَدِّ خَلَّةَ فقرائهم، وإطعام جائعهم، وإِلْبَاسِ عارِيهم، ومخاطبتهم بلين القول، واحتمال أذى الجار منهم مع القدرة على الدفع، وإخلاص النصح لهم في جميع أمورهم.

‏وتبلغ ذروة العطف الحضاري الإسلامي على أهل الذمة عندما يُصِرُّ قادة وفقهاء المسلمين على عدم التفرقة في فداء وإطلاق الأسرى بين المسلم والذميّ، فها هو شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تغلب التتار على الشام، ‏وذهب الشيخ ليكلم (قطلو شاة) في إطلاق الأسرى، فسمح القائد التَّتَرِيّ للشيخ بإطلاق الأسرى المسلمين وأبَى أن يسمح له بإطلاق أهل الذمة، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن قال: «لا ‏نرضى إلا بافتكاك جميع الأسارى من اليهود والنصارى فهم أهل ذمتنا، ولا ندعُ أسيرًا لا ‏من أهل الذمة ولا من أهل الملة، فلما رأى إصراره وتشدده أطلقهم له».

  • المساواة أمام القضاء:

حدث أن رجلًا ادَّعَى عَلَى عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه عند عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه وعَلِيٌّ جالس، فالتفت عمر إليه وقال: «يا أبا الحسن قم فاجلس مع خصمك»، فتناظرا وانصرف الرجل، ورجع عَلِيٌّ إلى مجلسه، فتبين لعمر التغير على وجه عليّ رضي الله عنه فقال: «يا أبا الحسن ما لي أراك متغيرًا؟ أكرهت ما كان؟» قال: «نعم» قال: «وما ذاك؟»، قال: «كَنَّيْتَنِي بحضرة خصمي، هلّا قلت: يا عليّ قم فاجلس مع خصمك»، فأخذ عمر برأس عليّ فقبله بين عينيه.

  • أمير أُمويّ وذمي من أهل حمص:

قَدِمَ ذميٌّ من أهل حمص على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في دمشق فقال: يا أمير المؤمنين، أسألك كتاب الله. فقال: وما ذاك. قال: إن العباس بن الوليد اغتصبني أرضي، والعباس جالس. فقال عمر: ما تقول يا عباس؟ قال: إن أمير المؤمنين الوليد أقطعني إياها وكتب لي بها سجلًا. فقال: ‏ما تقول يا ذميّ، فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله عز وجل، فقال عمر: كتاب الله أحق أن يُتَّبَعَ من كتاب الوليد بن عبد العزيز الملك، اُرْدُدْ عليه ضيعته يا عباس، فردها عليه.

  • التأمين الاجتماعي:

يُعتبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أوائل من أقر التأمين الاجتماعي ‏للفقراء من غير المسلمين في الدولة الإسلامية بشكل رسمي، ‏وتفصيل الأمر أنه بينما كان يتفقد الرعية إذ رأى شيخًا ضريرًا يسأل الناس إحسانًا، فسأله عمر: من أي أهل الكتاب أنت؟، فقال الرجل: يهودي، قال عمر: فما ألجأك إلى ما أرى؟ فلما أخبره الرجل أنه يسأل للحاجة والجزية، أخذه عمر رضي الله عنه بيده وذهب به ثم أعطاه شيئًا، ثم أرسل إلى خازن بيت المال وطلب منه أن يجعل له إعانة مستمرة من بيت المال، وقال له: انظر إلى هذا وضربائه، وأعطهم من بيت المال، فوالله ما أنصفنا إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم، إنما الصدقات للفقراء والمساكين، ثم أسقط عمر عن هذا الرجل الجزية وأسقطها عن أمثاله.

  • حرية العبادة والاعتقاد:

إن الرسالة الحضارية للإسلام جاءت لتحرير الإنسان من العبودية، وصيانة كرامته، وحماية حرية اختياره للمعتقد الذي ارتضاه لنفسه، وعدم إجباره على الدخول في الإسلام وذلك بناءً على توجيهات قرآنية واضحة تدعو إلى عدم الإكراه لأصحاب الديانات على الدخول في الإسلام لقوله تعالي: {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} (البقرة: 256). وقوله سبحانه وتعالى: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99).

‏لقد نصَّ أول دستور للدولة الإسلامية بعد قيامها مباشرة في المدينة المنورة على ضمان الحرية الدينية للجميع (من يهود، ووثنيين) ممن كانوا يقطنون في المدينة المنورة، ولعل الناظر لعهود ومواثيق المصطفى ﷺ لأهل الذمة من يهود ونصارى ومجوس، يجد الدليل الشافي على سماحة هذه الحضارة مع غير المسلمين، حتى أن النبي ﷺ سمح لوفد نصارى نجران المُكَوَّن من ستين رجلًا بدخول مسجد والصلاة فيه، وعندما أراد الناس منعهم أمر الرسول ﷺ بتركهم، وقد عقب الإمام ابن قيم الجوزية على هذه القصة بقوله: «إنه يجوز دخول أهل الكتاب مساجد المسلمين وتمكين أهل الكتب من صلاتهم بحضرة المسلمين، وفي مساجدهم، إذا كان هذا عارضًا ولا ‏يُمَكَّنُون من اعتياد ذلك».

 

بعض مسئوليات التربية الإسلامية في تعليم ثقافة التسامح في عصر العولمة

لا شك في أن ميدان التربية الإسلامية هو الميدان الذي تطبق فيه القيم والمبادئ الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة بالدرجة الأولى، ومن أعمال وأفكار المربين المسلمين بعد ذلك.

وعند تناول مسألة تعليم التسامح من منظور تربوي إسلامي، فإن هذا التناول ينظر إلى التسامح ضمن منظومة القيم الإسلامية الشاملة، فمن خلال هذه المنظومة القيمة والأخلاقية، نرى أن المطلوب من المسلم دائمًا وأبدًا وفي كل أحواله وأوضاعه أن يلتزم بمقتضيات التسامح ومتطلبات العدالة.

وهذه المنظومة الأخلاقية والسلوكية وفي الصدارة منها التسامح، والتي شرعها الدين الإسلامي بحاجة إلى تربية وتعليم للنشء والشباب، وتسلك في ذلك طرائق شتى، وتتم من خلال مؤسسات التربية: المنزل، والمدرسة، والمسجد، والنادي، والمكتبة، والإعلام.

 

أولًا: منطق التربية الإسلامية في تعليم التسامح:

تنظر التربية الإسلامية إلى التسامح- كما أشرنا- باعتباره قيمة عُلْيَا من قيم الحياة والمجتمع، وإن في تحقيق هذه القيمة وإكسابها للنشء والشباب هو في ذات الوقت تحقيق للاستخلاف، ووسيلة المسلم إلى تعمير الحياة وإسعادها.

‏ ‏فالتسامح تتمثل أهميته التربوية في كونه ذا بعد وجودي، أي ضروري لاستمرار الحياة، وتدفق الحيوية المجتمعية. ولقد اقتضت سُنة الوجود أن يتواجد الناس جماعات بشرية، وهي وإن اتفقت فيما يجمع بينها من وحدة الأصل والحاجة إلى التجمع والحرص على البقاء، والرغبة في التمكن من مقومات الحياة، والسعي في إقامة التمدن والعمران، فتلك سنة الله في خلقه، ولقد أوضح القرآن الكريم تلك الحقيقة الوجودية في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: آية 13).

‏وهكذا نلاحظ أن الغاية ومن اختلاف الناس إلى شعوب وقبائل وتنوعهم إلى ثقافات ومدنيات إنما هو التعارف لا التناكر، والتعايش لا الاقتتال، والتعاون لا التطاحن، والتكامل لا التعارض، وبات واضحًا أن أهمية التسامح تتمثل في كونه ضروريًا ضرورة الوجود نفسه.

‏وغاية تعليم التسامح أن يستقر لدى المسلم اعتقادًا وسلوكًا وممارسةً بأنه إذا كان له وجود، فإن للآخرين وجود كذلك، وإذا كان لهؤلاء دين له حرمته فلأولئك دين له الحرمة نفسها، وإذا كان لهؤلاء خصوصية ثقافية لا ترضى الانتهاك، فلأولئك خصوصية ثقافية لا تقبل المساس أبدًا.

 

ثانيًا: غايات التربية على التسامح والسلام:

تختلف غايات التربية على التسامح من مجتمع إلى آخر تبعًا لاختلاف ظروف كل مجتمع، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الدينية، الأمر الذي يسبب تضاربًا بين الآراء والمعتقدات ووجهات النظر التي تتعلق بتلك الغايات.

‏لكن في خِضَمّ هذا التضارب والصراع فيما بين الآراء، نجد قاسمًا مشتركًا بين دول العالم، يتمثل في إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو (التربية من أجل السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية)، والذي يمثل أرضية مشتركة تم الإجماع عليه من الدول الأعضاء، حيث جاء فيه:

‏«إن الغاية الأساسية للتربية من أجل السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية هي أن تنمي لدى فرد روح التمسك بالقيم العالمية وأنماط السلوك التي تقوم عليها ثقافة السلام، من خلال تحديد مجموعة من القيم والسلوكيات التي تمثل أرضية عالمية مشتركة رغم اختلاف المجتمعات والثقافات».

ولتحقيق هذه الغاية الأساسية للتربية من أجل السلام، على المؤسسات التعليمية أن تسعى من خلال برامجها ومناهجها الدراسية إلى:

  • تنمية الإحساس بقيمة الحرية وتقديرها، وتعزيز المهارات اللازمة لمواجهة تحدياتها، وهذا يعني إعداد المواطن لمسايرة المواقف الصعبة وغير المتوقعة الأمر الذي يدعم الإحساس بالاستقلالية والمسؤولية مصحوبًا بالإحساس بقيمة الالتزام نحو المجتمع المدنيّ، هذا بالإضافة إلى التشاركية في حل المشكلات لتحقيق مجتمع قائم على السلام والديمقراطية.
  •  ‏تنمية قدرة الأفراد (المتعلمين) على تعرف القيم بأنواعها وتقبلها ورغم تنوعها بين الأشخاص والأجناس والثقافات مع العمل على تنمية القدرة لدى الأفراد على الاتصال والتواصل والشراكة والتعاون مع الآخرين.
  • تنمية الإحساس لدى الأفراد بأن عليهم تقبل حقيقة أنه ليس لدى الفرد وحده ولا لدى الجماعة الإجابة الوحيدة للمشكلات، وأن للمشكلة الواحدة حلولًا عديدة. ولهذا على الناس تفهم وتقبل بعضهم بعضًا وعليهم ممارسة عملية التفاوض الذي يهدف بل ويؤدي إلى إيجاد أرضية مشتركة.
  • تعزيز الهوية الشخصية جنبًا إلى جنب مع تشجيع تعدد الآراء والأفكار، وإيجاد الحلول التي تدعم قيم السلام والصداقة والتكافل بين الأفراد والشعوب.
  • تنمية قدرة المتعلمين على فض النزاعات دون اللجوء إلى العنف، من خلال تعزيز الإحساس بالسلام الداخلي في أذهانهم حتى تُمكنهم من تبني سمات التسامح والود والشراكة واحترام وتقدير الآخرين.
  • تنمية القدرة لدى المتعلمين على اتخاذ القرارات المبنية على الدراية والمعرفة الكاملين والمعلومات الوفيرة حتى تكون الأحكام الصادرة منهم قائمة على أساس من التحليل الواعي للمواقف الحالية، وعلى ما يمرون به، وعلى تصورهم للمستقبل المنشود.
  • غرس قيم احترام التراث الثقافي وحماية البيئة لدى المتعلمين، والعمل على تبني طرائق وأنماط للإنتاج والاستهلاك تؤدي إلى التنمية المهنية المستدامة.
  • غرس قيم التضامن والمساواة على المستوى المحلي والعالمي لدى المتعلمين بهدف التنمية المتوازية على المدى البعيد.
  •  ‏تعليم الطلبة مبادئ التعايش السلمي، وحثهم على أن يطبقوها عمليًا في سلوكياتهم بحيث يتعلمون العيش في سلام مع غيرهم من الطلاب الآخرين وغيرهم من الكبار.
  • تبنى مدخل (المشروعات) ‏التي تقوم على رؤية مشتركة للسلام يستطيع المعلمون من خلالها تدريس المهارات الاجتماعية المختلفة وأساليب فض النزاعات وقيمة تقبل الرأي الآخر.
  • دمج تربية السلام في ميادين المنهج الدراسي المختلفة التي يتم تدريسها في المؤسسة التربوية بحيث تتغلغل في جميع المواد الدراسية والأنشطة الصفية واللاصفية ولا‏ تقتصر على محتوًى دراسيٍّ بعينه دون غيره.

 

ثالثًا: طرق تعليم التسامح:

‏تتنوع المواقف المربية والطرق التي تتبع في تعليم التسامح ومنها‏:

1- ‏النصوص والقصص الواردة الكتب المدرسية: وهو من الأساليب التي تجذب انتباه المتعلمين.

2- الأنشطة الصفية واللاصفية للمناهج: التي تسهم في غرس قيم السلام والتسامح والحوار والديمقراطية في نفوس المتعلمين، وتتمثل بعض هذه الأنشطة في العمل الجماعي، حيث تُعد الأشغال الجماعية داخل الصف إحدى الأساليب التي تركز على مشاركة التلاميذ. ولقد أبانت التجربة أن المناقشة ضمن مجموعات صغيرة تزيد من حجم مشاركة المتعلمين، تمنح لهم فرصًا أكثر للتعبير عن آرائهم والتعلم من بعضهم بعضًا والثقة بالنفس، وبلورة حسن تقبل التنوع في الآراء واختلافها. ويمكن لهذا النشاط أن يأخذ الأشكال التالية:

  • المجموعات الصغيرة: تجري المناقشة حول قضية مرتبطة بقيم العدل والسلام في مجموعات صغيرة لمدة زمنية محددة، ثم يقدم ممثل عن كل مجموعة تقريرًا شفهيًا للصف كله، تليه أسئلة حول الأفكار التي خلصت إليها المجموعة.
  • العصف الذهني: تشجع هذه الطريقة التلاميذ على الإسهام بأكبر عدد من الأفكار لحل مشكلة أو نزاع بخصوص قضية تتعلق يقيم العدل والسلام. ومهما كانت هذه الإسهامات صغيرة أو غير عملية، فالواجب تدوينها في قائمة الأفكار المقترحة وأن يعمل المدرس بمشاركة التلاميذ على تحسينها. وبذلك يشعر التلاميذ أصحاب هذه الأفكار بالرضا والثقة بالنفس. ولا شك أن عدم الثقة بالنفس عنصر من العناصر الثاوية خلف أعمال العنف في كثير من الأحيان.
  • مجموعات الحوار: في هذا النشاط يشارك التلاميذ بكثافة عبر تبادل المعلومات والأفكار والاقتراحات بخصوص قضية تتعلق يقيم العدل والسلام.

والوسيلة المحورية في هذا النشاط تتمثل في إلقاء أسئلة محددة من طرف المدرس، يكون الغرض منها الشروع في المناقشة أو التركيز أكثر على إحدى مساهمات التلاميذ وبلورتها، أو الانتقال من نقطة إلى أخرى، أو تلخيص ما تم الحوار بشأنه، أو توحيد اتجاهات الأفكار المعبر عنها من طرف التلاميذ أو إدراج نقط تم إغفالها. وتتجلى أهمية هذا النشاط في كونه جد مناسب ليتأكد المدرس من أمرين في غاية الأهمية: أولهما: تطبيق التلاميذ للمبادئ المرتبطة بقيم العدل والسلام، والعمل على ترجمتها في سلوكهم الشخصي باستمرار. وثانيهما: مدى قدرة التلاميذ على تبرير السلوك والبرهنة عليه بنصوص شرعية مفادها تعزيز قيم العدل والسلام من منطلقات إسلامية.

3- حل المشكلات: يقترح المنهاج نشاطًا يقوم التلاميذ من خلاله بإجراءات عملية وأعمال فعلية تسمح لهم بحل مشكلاتهم دون ممارسة العنف. وفي هذه الأنشطة يواجه التلميذ تحديًا حقيقيًا: وهو تطبيق المعلومات التي النظرية التي درسها المتعلم لحل مشكلات حقيقية قد تواجهه في حياته اليومية في المدرسة أو البيت أو المجتمع دون اللجوء للعنف. ويحتاج التلميذ في هذا السياق لأساليب وأدوات من شأنها أن تشجعه على التدبر بشكل أوسع وأعمق في حل المشكلات المرتبطة بقيم العدل والسلام، من خلال حرائق تعتمد على الأعمال التطبيقية.

 

 

نماذج تضمين مناهج التربية الإسلامية قيم ثقافة التسامح

‏فالقرآن الكريم والسنة المطهرة يحثان على تمثل هذه المعاني العظيمة قال تعالى: {ومَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107)، وقال تعالى: {وقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (الإسراء: 53)، ‏ وقال رسول الله ﷺ: «من آذى ذميًا فأنا خصمه»، وكذلك دروس الأخلاق والسيرة النبوية والتراجم تزخر بصور مضيئة وعطرة تظهر تسامح الإسلام وميله إلى نشر الأمن والمحبة والإخاء الإنسانيّ والإيمان.

‏وفيما يلي المضامين والمرجعيات التي يمكن أن تشكل مادة مهمة في محتوى مناهج التربية الإسلامية لنشر قيم السلام والتسامح التي دعا إليها الإسلام:

1- تعاليم التسامح والعيش المشترك بين الأديان:

قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وبَيْنَكُمْ} (آل عمران 63).

قال تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ ولِيَ دِينِ} (الكافرون: 6‏).

وقال أيضًا: {وقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن ومَن شَاءَ فَلْيَكْفُر} (الكهف: 29).

وقال كذلك: {وإن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} (الأنفال: 61).

وقال تعالى: {وإنْ أَحَدٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} (التوبة: 6).

وقال تعالي: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} (الممتحنة: 8).

‏ وقال رسول الله ﷺ: «من آذى ذميًا فأنا خصمه»،

2- تعليم حقوق الإنسان (احترام الحق في الحياة):

قال تعالى: {ولا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ} (المائدة: 87)، ‏وقال كذلك: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة: 32)، وقال أيضًا: {ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29).

‏وقال رسول الله ﷺ: «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تَحَسَّي سُمًّا فقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا».

3- المرأة والرجل متساويان في الكرامة والعدل:

 قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل: 97)، وقال رسول الله ﷺ: «النساء شقائق الرجال».

3- احترام الحق في الديانة:

قال تعالى: {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة: 256)، وقال كذلك: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس: 99).

4- احترام حرية الإنسان وعدم استعباده أو قهره أو استغلاله:

 قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا».

5- الحوار:

 قال تعالى: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125).

     وقال تعالى: {ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (العنكبوت: 46).

وقال أيضًا: {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وبَيْنَكُمْ} (آل عمران: 63).

وقال أيضًا: {ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (الأنعام: 108).

وقال كذلك: {وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83).

6- تعليم العدل والمساواة:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: 8)، وقال أيضًا: {وإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (المائدة: 58).

وقال كذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ولَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ والأَقْرَبِينَ} (النساء: 135).

قال رسول الله ﷺ: «يا أيُّها النَّاسُ ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ وإنَّ أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ ولا لعَجميٍّ على عربِيٍّ، ولا لِأحمرَ على أسودَ ولا لِأسودَ على أحمرَ، إلاَّ بالتَّقوى»، وقال أيضًا: «من بطَّأ به عملُه لم يُسرِعْ به نسَبُه».

7- الشورى:

قال تعالي: {وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (الشورى: 38).

وقال أيضًا: {وشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران: 159).

8- نبذ العنف والتطرف:

قال تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (الحجر: 85).

وقال أيضًا: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: 34).

ويقول كذلك: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} (الممتحنة: 8).

9- الأخوة والتعاون والتضامن:

قال تعالى: {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات: 10).

وقال أيضًا: {ولا تَجَسَّسُوا ولا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} (الحجرات: 12).

وقال كذلك: {وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ} (المائدة: 2).

قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

وقال أيضًا: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

وقال أيضًا: «لا تحاسدوا ولا تدابروا ولا ‏تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا».

 

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم