أوجبت الاتجاهات الجديدة في أنماط التعليم، تنوع أساليب التعلم وطرقه ودورهما في العملية التعليمية والتربوية؛ لذا برزت نظم التعليم خارج المدرسة، وهذه النظم تعد نمطًا من الأنشطة التي تساعد على ربط المقررات الدراسية بالبيئة المحيطة بالتلاميذ من جانب، وتحقيق أهداف المنهج من جانب آخر؛ فالمدرسة ليست الجهة الوحيدة المعنية بالتربية والتعليم؛ لأن هناك مؤسسات غير نظامية ثقافية واجتماعية كثيرة في المجتمع تؤثر في الأهداف التعليمية التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها.
وتتضح أهمية مصادر التعلم خارج المدرسة من خلال تنوع الخبرات والمعارف التي تقدمها هذه المؤسسات حيث يكتسب المتعلم فيها الخبرة عن طريق العمل والممارسة الشخصية والملاحظة المباشرة والمحسوسة، وذلك من خلال الرحلات التعليمية والزيارات الميدانية للمسارح والمعارض والمتاحف وغيرها، وهذا ضمن المرحلة الجديدة من التطور التي يمر بها التعليم حاليًا وتعرف باسم التعليم غير النمطي، والذي يقصد به الخروج بالعملية التعليمية من القالب التقليدي لها واستخدام مصادر تعلم جديدة متاحة في البيئات المؤسسية المختلفة.
وفى دراسة بعنوان: «الدور التربوي والتعليمي للمتاحف»، للباحثة سمر محمد علي حمدون، ترى أن المتاحف بأنواعها المتعددة تعد من أهم مصادر التعلم في البيئة؛ وذلك للدور المهم الذي تؤديه في حياة الناس الثقافية والعلمية والاجتماعية، وأيضًا لكونها وسيلة تعليمية مهمة تستخدم في تعزيز العملية التعليمية عن طريق الخبرات الواقعية الملموسة التي تهيؤها للطلاب في جميع المراحل الدراسية، حيث يعد المتحف في الوقت الحالي بمثابة معهد للعلوم ومركز للثقافة ومدرسة للفنون المختلفة، فضًلا عن كونه وسيلة للترفيه والمتعة، فمتاحف اليوم ليست مخازن لحفظ الأشياء الثمينة فقط، بل هى مؤسسات علمية وثقافية تقدم المعلومات في شكل جذاب وشائق، وتوضح الأشياء التي لا تتضح في الكتب المدرسية والتدريس التقليدي، كما أنها تعد مصادر ثرية بالمعلومات النادرة التي قد لا تتوافر في مكان آخر.
وظائف المتحف ومهامه
في بداية القرن العشرين، وبالتحديد في الربع الأول منه أثناء الحرب العالمية الأولى في أوروبا، أدت المتاحف دورًا مهمًا في توفير الوسائل التعليمية المدرسية للأطفال، وفى توصيل أفكار ثقافية مهمه من خلال المعارض التي خُصِّصّت لتعليم العامة.
ومنذ ستنيات القرن العشرين أصبحت التربية والتعليم بالمتاحف مجالًا يُدرس، ومهنة تُمارَس في معظم المتاحف الصغيرة والكبيرة، وانتشرت انتشارًا واسعًا جمعت بين عالم المتاحف وعالم التربية والتعليم، وسعت معظم المتاحف إلى تحديد أهداف تعليمية وتربوية لها لتصبح معارضها مجهزة بإشراك الزائر نفسه، أما الدور البارز للتربية المتحفية فقد ظهر خلال الثلاثين السنة الماضية حيث عقدت العديد من المؤتمرات التي نادت بأهمية وإثراء السياسة المتحفية وخاصة التربوية والتعليمية.
الوظائف التربوية والتعليمية للمتاحف
تمثل المتاحف من خلال برامجها المتحفية ركيزة أساسية في زيادة الوعي المتحفي والأثري والتراثي بصفة خاصة، حيث تعتبر المتاحف معاهد ومعامل مفتوحة للزائر كل حسب تخصصه، ينهل منها كيفيما يشاء، فهى تعمل على تنمية قوة الملاحظة والتفكير المنطقي السليم وتزيد من حب الاستطلاع وتعمل على زيادة المعلومات والمعارف عن الفترات السابقة والأحداث المهمة والتى أثرت على أحداث التاريخ وأمدتنا بكل الحقائق المعرفية بأسلوب مبسط وسهل وبأقل وقت وجهد.
أكدت نتائج بعض الدراسات على أهمية وظائف المتحف التربوية والتعليمية ودورهما الفعال في خدمة التعليم، حيث ترى هذه الدراسات أن المتاحف بما تتضمنه من مقتنيات لعصور مختلفة قد تشكل معامل تطبيقية للتلاميذ الذين يدرسون التاريخ والآثار، فلا يمكن تقدير حجم الفائدة العلمية والتربوية من المشاهدات الواقعية الميدانية لما يلقي بصورة نظرية داخل الفصول الدراسية أو القاعات وبذلك تعمل المتاحف على مساندة المؤسسات التعليمية التقليدية في تحقيق أهدافها التعليمية والتربوية المنشودة.
كذلك تسعى المتاحف التي لم يكن بها مناهج تعليمية وثقافية الآن إلى مواكبة التطور، مستندة في ذلك إلى تقديم المعلومات التي تمثلها المعروضات في المتحف بحيث تؤلف جوهر العملية التعليمية والثقافية، فالمتاحف في هـذه العملية تمثل نوعًا آخر من كتب المراجعة، إذ تقدم المعلومات في إطـار تطبيقي جـذاب وشائق، وتوضح العلاقة بين الأشياء التي قـد لا تتضح دائمًا من خلال الكتب والدروس في الفصول الدراسية.
يمكننا القول هنا: إن التعليم والمتحف مرتبطان ببعضهما بعضًا حيث يكمل كل منهما الآخر؛ فالمتاحف إذا أريد لها أن تكون لها وظيفة حقيقية فلا تستطيع أن تتجنب خدمة التعليم، والتعليم إذا أريد له أن يكون مؤثرًا فإنه لا يمكن أن يهمل المتحف بكل عناصره وأدواته وأنشطته ويؤكد (آدامز فليب – 1993) أن كل شيء يؤديه المتحف يُعَدُّ تعليميًا حتى عندما لا يكون ذلك هو الغرض الأصلي، حيث نجد أن عرض المعروضات ونوعية الفكر الذي يساير تنظيمها، وشكل اللوازم والتجهيزات كل ذلك يشكل جزءًا من التعليم، إلى جانب بعض مظاهر العمل المتحفي تكون تعليمية على وجه الخصوص، ويمكن أن يقوم بها عاملون متخصصون يُجَنَّدون لهذا الغرض.
ولقد اهتمت المؤسسات التربوية حديثًا بالمتاحف ضمن اهتماماتها باتساع دائرة التعليم والتعلم، فبدأت في شق قنوات اتصال مختلفة بين المتاحف من جهة، والمؤسسات التربوية التي تُعَدُّ الملتقى الرئيس لخدمات المتحف من جهة أخري، وأعطيت الأنشطة التربوية أولوية واتسع نشاط التعاون بين القائمين على المتاحف والتربويين للإفادة من خدمات المتحف، وإبراز دوره في هذا المجال، فأصبحت المتاحف في بعض البلاد خاصة في أوروبا وأمريكا عنصرًا مهمًا في الدراسة للمراحل الدراسية المختلفة، بدءًا من رياض الأطفال وصولًا للجامعات والكليات، وأعدت البرامج التعليمية والتربوية من قبل العاملين في المتاحف لقوائم المناهج الدراسية لكل مرحلة دراسية، فالزيارة من قبل المدرسة لم تَعُد للمتعة فقط أو لمزاولة أنشطة لا منهجية، بل أصبحت تفرض نفسها بين مناهج التعليم في جميع المراحل الدراسية، وأيضًا طلاب الجامعات فإنهم يجدون في المتحف المكان الطبيعي للتجارب والبحوث العلمية والتاريخية، وقد أدى ذلك إلى ظهور مصطلح جديد على الساحة التعليمية وهو «التعليم المُتْحَفِيّ» مصطلحًا شاملًا يصف الخبرة التعليمية الإجمالية المكونة لدى المتعلم عن طريق زيارته للمتحف من خلال السمات الفريدة للمتحف ومقتنياته والعاملين به.
تعد المتاحف وسيلة مهمه للتعلم، حيث توفر للمتعلم معلومات لا يتسنى توفيرها أو إتاحتها عن طريق وسائل التعليم المعتادة لأن أسلوب الرؤية في المتحف ينقل عددًا أكبر من الحقائق في وقت قصير وبأسلوب بسيط ومؤثر، فيستحوذ ذلك على شعور المتعلمين ويزيد من تشويقهم وقدرتهم على الفهم، وأيضًا توفر المتاحف فرصًا كبيرة للطلاب للمشاركة في عملية التعليم كما تتيح فرص الاستكشاف والتجريب وتطبيق النظريات العلمية، ومن خلال الملاحظة والدراسة يتفاعل الطلاب مع المعروضات المتحفية، فضلًا عن إمكانية تنمية اتجاهات معينة لدى الطلاب مثل: القدرة على التأمل والملاحظة والتفكير المنطقى والنقد والتحليل ورفع مستوى الذوق العام للمتعلمين.
ترى (دينا إسماعيل- 2009) أنه تتعدد وتتنوع الإمكانيات التي يمكن أن تقدمها المتاحف بوصفها إحدى الوسائل التربوية والتعليمية المدعمة لتحقيق أهداف العمل التربوي وهي تلبية الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين على اختلاف أعمارهم، استثارة الدافعية للتعلم وتركيز الانتباه وقوة التأثير، تسهيل التعلم، مع إكساب المعلومات واتجاهات ومهارات جديدة وتدعيم حرية التعلم وذلك على النحو الآتي:
- تلبية الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين:
نظرًا لأن المتاحف يمكن أن تتبنى تعليمًا غير رسمي فمن الممكن أن يستفيد منها الطلاب من سن السابعة وما قبلها وحتى الجامعة، فهناك الكثير من المتاحف تقدم برامج لطفل ما قبل المدرسة، كل منهم يدخل المتحف بخبراته وقدراته وإدراكاته الذاتية ويخرج كل منهم بمنظورات صادقة ناجحة، هذا إلى جانب أن هناك متاحف تقدم برامج تعليمية للفئات الخاصة، كتعليم المعوقين وكذلك إعداد برامج للصُّم تستخدم فيها لغة الإشارة وكذلك تتيح بعض القطع للمس من جانب المعوقين بصريًا في محاولة من هذه المتاحف تلبية الاحتياجات المتنوعة للمتعلمين كل على حسب اهتمامه وظروفه.
- استثارة الدافعية للتعلم:
تستثير المتاحف الدافعية للتعلم بوسائل شتى منها أنها تعرض بعض العينات والنماذج الخاصة بموضوع التعلم للطلاب مما يولد الرغبة لديهم نحو دراسة هذا الموضوع والبحث فيه.
- تركيز الانتباه وقوة التأثير:
يستعمل المتحف وسائل العرض المتعددة والإضاءة المركزية المناسبة والأدوات والأجسام المتحركة والخلفيات المتحركة وبطاقات الشرح وغير ذلك، من الوسائل التي تعد من أنسب الطرق لجذب انتباه المتعلمين والتأثير فيهم عقليًا وانفعاليًا واجتماعيًا ونفسيًا، وبذلك تخلق صـورة مجسمة في أذهانهم تستمر مدة أطول من أية وسيلة تعليمية أخري.
- تسهيل عملية التعلم:
تشمل المتاحف على وسائل متعددة من شأنها تسهيل عملية التعلم مثل الوسائل السمعية والبصرية والملموسة، وأيضًا تقدم خبرات محسوسة قد يصعب الحصول عليها في الحياة اليومية أو في المؤسسات التعليمية التقليدية.
- إكساب معلومات واتجاهات ومهارات جديدة:
تسهم الزيارات المتحفية في إكساب الفرد كثير من المعلومات التاريخية والأدبية واالفنية والعلمية والتقنية وغيرها من المعلومات التي تنتقل له بأسهل الطرق وأقصرها وقتًا ويسود جوّ المتحف سعة من الحرية والتفكير والمقارنة والاستنتاج.
- تدعيم حرية التعلم:
تتيح المتاحف فرصة التحـرر من الوصايا والقيود المنزلية والمدرسية والجامعيـة مما ينمي لـدى المتعلمـين الاستقلالية والاعتماد على النفس.
وبذلك يثبت أنه تتعدد وتتنوع إمكانات المتحف التي يقدمها لدعم أهداف العملية التعليمية وتحقيقها ويتم ذلك من خلال أنشطة المتحف التعليمية والتربوية التي نتناولها فيما يلي:
أنشطة المتحف التربوية والتعليمية
تقيم المتاحف العديد من الأنشطة التربوية والتعليمية التي تخدم البرامج الدراسية المختلفة وتساعدها على إنجاز الأهداف التعليمية المرجوة منها وهي:
- حجرات الاستكشاف:
يعتبر مفهوم حجرات الاستكشاف إسهامًا كبيرًا في عملية التعليم الفعالة بالنسـبة للمتعلميـن، فهـي تعتمد على أسلوب يجعل التعليم تسـلية وليـس فرض، بحـيث يتكاتف المتعلمون ويلعبون ويتفاعلون مع المعروضـات والعينـات، وهذا النشاط التعليمي الإيجابي من قبل المتعلم كافيًا لتنميـة المهـارات لديـه، ويعمل على اتساع مداركه وإكسـابه الثقـة بالنفـس، وغالبـًا ما تزود هذه الحجرات ببعض الوسـائل السـمعية والبصريـة التي تسـاعد على فهـم وشـرح الأشياء الغامضة، حيث تعمل هذه الوسائل على تعزيز التعلم لـدى المتعلم.
ويتفق مع ذلك «سينثيار» والذي يرى أن متحف «أباستوفي إيرس» بالأرجنتين تعتمد فكرة عمله على أساس أن المعرفة تتكون من خلال التفاعل بين الكائنات والأشياء، وبين الأفراد وزملائهم، وعلى هذا الأساس يضم المتحـف قاعـات للعروض الدائمة بها وحدات متفاعلة، وبها مساحات تتـم فيها الأنشطة الاجتماعية والإنتاجية، حيث يتجول المتعلمون خلال هذه المساحات، وتتاح لهم الفرص للعب والقيام بأدوار مختلفة، وأنشطة متعددة تساعدهم في التفهم والتفكير في مواقف المشاكل المرتبطة بالكيان المـادي والاجتماعي للحياة المعاصرة في العالم وحل هذه المشكلات.
- ورش العمل:
من أهم الأنشطة التعليمية والثقافية في المتحف هي الورش، ويقوم المتعلمون في هذه الورش بمزاولة فنون التصوير والرسم والتشكيل، وكافة الأعمال اليدوية التي تعمل على توجيه طاقات المتعلمين إلى ما يفيد ويعمل على تشجيع رغباتهم المعرفية، ويرفض معظم التربويين المتحفيين فكرة أن يسود الجو المدرسي التقليدي في جو المتحف، وينادون أن يحل الشعور بالسعادة والسرور والمتعة الفكرية أثناء تلقي المعلومات داخل المتحف.
وتقيم المتاحف العديد من ورش العمل المدعمة للبرامج التعليمية المتنوعة التي توفرها لطلاب المراحل الدراسية المختلفة، فعلي سبيل المثال متحف «رومر وبلتسيوس» بألمانيا يقدم ورشة عمل فنية تفتح للمتعلمين بعد إنتهاء زيارة المتحف، وممارسة أعمال الرسم والتشكيل بالصلصال أو تفصيل بعض الملابس لارتدائها في النشاط المسرحي الذين يقدمونه في نهاية البرنامج التعليمي، وغالبًا ما يكون عن الحياة الفرعونية القديمة.
- قسم الوسائل التعليمية:
يتيح هذا القسم لجميع زوار المتحف من أفراد ومدارس وشركات وقطاعات مختلفة استخدام الوسائل السمعية والبصرية، لذلك يجب أن يحتوي القسم على جميع مستلزمات الاستقبال والتخزين والعرض والتسجيل، سواء من المواد أو الأجهزة التعليمية، كما يجب أن يحتوي القسم على بعض الحقائب التعليمية التي تشتمل على بعض النماذج وبطاقات التعريف والأفلام الصوتية وغيرها من الوسائل التي تساعد المعلم في شرح موضوع ما أو تطبيق حقائق علمية.
- قاعات خاصة للطلاب:
توجد ببعض المتاحف قاعات خاصة بالطلاب، خاصة المتاحف المركزية، والتي غالبًا ما توجد بالمعاهد والكليات، وهي تهدف إلى خدمة التعليم والبحث العلمي وتدريب الطلاب ذوي الصلة بالمتحف، ويتم فيه عرض بعض النماذج المقلدة لمعروضات المتحف الأصلية بغرض الدراسة، كما يتم عرض لوحات وماكيتات لمعالم وآثار مشهورة وصور فوتوغرافية، وفي بعض المتاحف توجد أماكن للعرض الضوئي عن طريق الشرائح.
- مكتبة المتحف:
تعتبر المكتبة من أهم الأجزاء بالمتحف، حيث لا يوجد متحف بدون مكتبة تابعة له متخصصة، حيث تعد هذه المكتبات ضرورة مكملة لوظائف المتحف ومن الأِسس المهمة عند التفكير بإنشاء المتاحف بصفة عامة، وذلك لأهميتها التي لا تقل عن أهمية المتحف نفسه، فمكتبة المتحف تلعب دورًا هاما في مجال التعليم والثقافة، فهي المَعِين الذي يأخذ منه المتخصصون معلوماتهم في مجال الآثار والفنون والتاريخ والتراث و........ الخ.
ويرى أوديل تاريت أنه على الرغم من أهمية مكتبات المتاحف إلا أن أحد الدراسات التي أجريت على 4000 متحف أثبتت أن 90% من الجمهور لم يكن على علم بوجود مكتبة بالمتحف، ولذلك يرى أهمية الإعلان عن وجود المكتبات في المتاحف لكي يتعرف الجمهور على الخدمات التي تقدمها المكتبة مثل المواد الوثائقية وكتيبات المعلومات وقوائم الكتب وبعض المراجع المتخصصة.
- مطبوعات المتحف:
معظم المتاحف تقوم بطباعة وإصدار بعض الكتيبات الشارحة والتي تتضمن معلومات مبسطة وجذابة عن المتحف ومعروضاته، حيث تساعد الزائر في التعرف على مجموعاته ومقتنياته، وهناك أيضًا بعض الخرائط التفصيلية لتخطيط المتحف والتي تساعد الزائر في تحديد أماكن القطع الأثرية داخل المتحف، والمداخل والمخارج وأماكن الراحة والعرض الضوئي وغير ذلك.
- قوافل الثقافة:
يقصد بهذا النشاط التعليمي أن تتحرك المتاحف لتنتقل إلى جمهورها لتؤدي نشاطها التعليمي والثقافي بعيدًا عن جدران المتحف، خاصة في المناطق والأقاليم البعيدة والنائية عن العواصم التي لا تتوافر فيها المتاحف الإقليمية، ولهذا الغرض صممت سيارة تعرف باسم المتحف السيارة، وهي مجهزة بكل المواد الضرورية للعرض، وتحتوي على أقسام عدة للعرض السينمائي ومعرض وقاعة صغيرة للمحاضرات ومصحوبة بثلاثة أو أربعة مربيين متحفيين، وتلقي تلك المتاحف المتنقلة إقبالًا شديدًا حتى على مستوى الدول المتقدمة، فعلى سبيل المثال، في ليفربول بإنجلترا نجد أن المتحف يمتلك سيارة عبارة عن متحف متحرك ينتقل إلى أنحاء ليفربول المختلفة، حاملًا أوراق عمل وأفلامًا تسجيلية ونماذج للمعروضات التي يحتويها المتحف، كما يحتوي المتحف المتحرك على ورشة عمل ومسرح صغير للسماح للمتعلمين بممارسة لعبة الأدوار التاريخية.
أما متحف «موتو موتو» في إمبالا بزامبيا، فإنه يستخدم المتحف السيارة لأغراض بحثية وأغراض تثقيفية تربوية، حيث يستقله عدد من الباحثين والمربيين المتحفيين، ينتقلون به إلى الأماكن المختلفة، حاملين معهم أجهزة لتسجيل التراث وجمع الشواهد الدالة على المراحل الحضارية المختلفة للبلاد، في حين يقوم التربويون بتوصيل المعلومات الضرورية لتعريف الشعب بميراثه الثقافي والتاريخي.
لذلك يجب ألا يقف دور المتحف عند حد جمع التراث والحفاظ عليه وعرضه، بل يجب أن يتخطى ذلك إلى إعداد البرامج التربوية والتعليمية التثقيفية التي تعمل علي نشر الثقافة لدى جمهوره، بما يسهم في تطوير وتنمية طاقات الأفراد الاجتماعية والثقافية بطرق جديدة ومبتكرة تحفز على الإبداع والتميز، وتساعد في الوقت نفسه المؤسسات التعليمية النظامية في تحقيق أهدافها المرجوة.
.