Business

المؤسسات التربوية وتنمية مفهوم المسؤولية الاجتماعية

تعد المسئولية الاجتماعية واحدة من دعائم الحياة المجتمعية المهمة، فهي وسيلة للتقدم الفردي والجماعي، فقيمة الفرد في مجتمعه تقاس بمدى تحمله للمسئولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين وبما أن التربية تمثل إحدى المسارات المتاحة لإعداد وتنشئة المواطن المسئول وتنمية مهاراته الاجتماعية فهي بذلك تمثل جوهر ومضمون مفهوم المسئولية الاجتماعية.

إن تعلم مهارات الحياة ومنها المسؤولية الاجتماعية تعد حاجة ضرورية لكل فرد، ومن متطلبات التنمية البشرية في العصر الحالي، فالعلاقة التي تربط الإنسان بالمجتمع علاقة ضرورة وليست علاقة سلبية أو علاقة تعارضية متضادة، ومن أبرز معالمها أنها ديناميكية، فبتفاعل الفرد مع المجتمع يتكون التماسك والتداخل والتشابك الاجتماعي بأشكاله الثقافية والاقتصادية والسياسية والروحية وبتأثير هذا التبادل والتفاعل للأدوار الاجتماعية، يحصل التكامل النفسي والاجتماعي للمجتمع ككل. فالفرد يحقق ذاته من خلال الجماعة والجماعة تحقق وجودها من خلال الجماعات في وحدتها الكلية لتشكل ديناميكية ارتقائية تنشد الرقي.

وفى دراسة للدكتورة شروق كاظم، الأستاذة بكلية التربية للبنات جامعة بغداد، بعنوان: «المؤسسات التربوية وتنمية مفهوم المسؤولية الاجتماعية»، ترى أن أهمية المسئولية الاجتماعية تظهر أكثر إذا ما درب المجتمع أبنائه عليها لكي يقوموا بأدوارهم كما ينبغي، ابتداءً من الأسرة، فالمجتمع المحلي فالأمة وحتى المجتمع الإنساني الكبير بوسائل متعددة ومنها البرامج التربوية التي تتعلق بالعلاقات الاجتماعية بين الفرد والمجتمع والتي تنمي المسئولية لديهم.

 

مفهوم المسؤولية الاجتماعية

تعرف المسئولية الاجتماعية لُغَوِيًّا بأنها طلب المعرفة أو الاستعطاء أو الاستخبار، فمسئول على وزن مفعول وهي قريبة من معنى الفعل المبني للمجهول، فإن المسئول فرد جُعِلَ مسئولًا دون بيان من جعله مسئولًا، أما كلمة مسئول في المعاجم الأجنبية فتعني القدرة على اتخاذ قرار أو السلوك بتوجيه ذاتي دون رقابة.

والمسئولية هي مجموعة استجابات الفرد الدالة على اهتماماته بالجماعة التي ينتمي إليها، وفهمه لمشكلاتها وفهمه لحلها، بينما يرى زيدان أن المسئولية الاجتماعية تعني ضمانًا أو تكاملًا أو إصلاحًا للضرر الواقع على الآخرين وما يترتب على هذا الضرر من مسئولية على نطاق المجتمع، ويشير البادي أن مصطلح المسئولية الاجتماعية يرادف عددًا من المصطلحات في اللغة الانجليزية وهي:

  • الاهتمام.
  • الضمير الاجتماعي.
  • المشاركة الاجتماعية.
  • الاستجابة الاجتماعية.

 

المسؤولية الاجتماعية (منظور غربي)

إن دعاة الأخلاق الوضعية ترى أن من حقائق الحياة أن البشر ينقسمون إلى أفراد وجماعات أفعالها تؤثر في بعضها البعض، فالمسؤلية تصبح لها معنى في ضوء الوجود الاجتماعي فهناك علاقات تكون الواجبات فيها محددة مثل علاقة العامل برب العمل، وعلاقات يكون الفرد بها مشارك بشكل متساوٍ في القوة والسلطة يختار تبادل الواجبات والمسئوليات وهنا تسمى مسئولية تعاقدية، أما النوع الآخر فيسمى المسئولية الذاتية وهي التعبير عن ذات الفرد دون انتظار المقابل.

ويرى «إدلر» عالم النفس أن الفرد والمجتمع شيئين مترابطين ويعتمد كل منهما على الآخر وأن البشر هم مخلوقات اجتماعية متأثرة بالقوى الاجتماعية أكثر من تأثرها بالجانب البيولوجي وعلى البشر العمل بطريقة بناءه وبأسلوب التعاون من أجل خدمة الكل. إن شعور الفرد بأنه جزء من المجموعة سوف يعمل بشجاعة للتغلب على مشكلاته ومن خلال ذلك تتحقق مسؤولية الفرد تجاه المجتمع وخلاف ذلك فإنه يعيش وجودًا أنانيًا لا يقدم خدمة للمجتمع، أما «فروم» فيرى أن الإنسان يملك نضالًا فطريًا للعدل والحقيقة، وأن سعيه لذلك يعد جوهر المسئولية الاجتماعية وأن إخفاق الفرد في تحقيق إمكاناته على الوجه الأكمل يُعَدُّ نقصًا يؤدي إلى التعاسة وإلى تدني الصحة النفسية، كما أنه يرى أن الإنسان لا يولد خيرًا أو شريرًا بالفطرة لكنه يصير شريرًا إذا أخفق من أن ينمو ويتطور وبشكل كامل، إذا ما اعيقت حاجة الخلق والإبداع لديه لأي سبب كان، ولهذه يصبح الفرد مخربًا من وجهة نظره وهذا هو البديل الوحيد للخلق. فالهدم والإبداع موجود في الطبيعة البشرية لكن السبب في ظهور هذه السمة أو تلك هو المجتمع الذي يحيط الفرد من خلال أنماط التنشئة الاجتماعية.

ولا يختلف «سوليفان» عن «فروم» في نظرته للإنسان في هذا الجانب فهو لا يمكن أن يحيا بمعزل عن المجتمع وعن الآخرين، فهو مخلوق واعٍ، وأن أساس فكره عن نفسه مبني على أساس علاقته بالآخرين ككائن اجتماعي يسعى إلى الاندماج في الجماعة فهو يؤثر ويتأثر بهم وأن العزلة عنهم سببها عدم الشعور بالأمن والذي يُعَد إحدى مؤشرات نقص المسئولية الاجتماعية. و«سوليفان» قد صور الإنسان بطريقة إيجابية تبعث على الأمل فالشعور بالمسئولية هو الذي يحكم التغير ويحدد مساراته على أساس المحيط الأسري والاجتماعي للفرد في تنمية الشعور بالمسئولية الاجتماعية وإمكانية تعزيزها من خلال الإيمان بأهمية الفرد ودوره في المجتمع وأهمية المجتمع في رعاية أفراده وإعدادهم للتفاعل مع الحياة.

ويرى «سترونك» صاحب نظرية التأثير الاجتماعي أن التفاعل يعتمد على إمكانية الفرد في أن يكون مصدر قوة وجذب للآخرين حتى تكون خبراتهم مفيدة ويتمكنون من أداء مهامهم ومسئولياتهم الاجتماعية بنجاح، فالفرد من خلال شخصيته وخبرته في التشخيص سوف يتمكن من كسب ثقة الآخرين وتغيير سلوكهم وأداء مهامهم وتوجيهها بالاتجاه الأفضل، وقد ربط «سترونك» بين تنمية المسئولية الاجتماعية وبين امتلاك الفرد لمهارات محددة فضلًا عن قدرته في التأثير على الشخصية.

 

المسؤولية الاجتماعية (رؤية عربية)

إن مفهوم المسئولية يتعدد تبعًا لوجهة النظر التي يؤمن بها الباحث والتي تنعكس على توجهاته الفكرية وأفعاله، فباحثو الأخلاق ينقسمون إلى دعاة الأخلاق الدينية ودعاة الأخلاق الوضعية فالتعاليم الإسلامية تدعو إلى اتباع المثل العليا التي ينبغي على المسلم اتباعها، وضرورة أن يتحلي بها الفرد بمعايير أخلاقية عالية وضمير اجتماعي يقظ يجعله يتصرف بمسئولية أخلاقية كما يدعوه إلى التعاون والتكاتف من أجل تحقيق الخير للفرد والمجتمع.

فقد أشار الرسول محمد ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته». هناك موائمة بين المفهوم الإسلامي ومفهوم المسئولية الاجتماعية من حيث إقامة علاقات اجتماعية سليمة خارج أو داخل العمل والاهتمام بمشاكل الآخرين.

فالمسئولية الاجتماعية تضامنية ومن لا يشعر بها تحدث ضررًا كبيرًا للمجتمع الذي يعيش به الفرد وعلى أفراد المجتمع إصلاح الضرر هذا إذا حدث، فيقع على الجميع مسؤولية معالجة المشكلات وتحمل المسئولية بشكل فعلي. فالمسئولية في الإسلام شاملة ومتوازنة لأنها تتناول الفرد والجماعة فالفرد مسئول عن عمله في سلوكه ولسانه وهو مسئول عن حواسه وعقله ومسئول عن قلبه في تنقيته وسلامته وعن جسمه في الاعتدال وعدم الإسراف، فالمسلم يراعي جماعته أيضًا لأن عمله مؤثر في الجماعة. إن المسئولية في الإسلام متوازنة لأنها تتحقق بنسب متقاربة فالفرد مسئول عن الجماعة في عمله وعليه بذل قصارى جهده وكذلك الجماعة مسؤولة عن أعضائها.

وإذا كان (الاهتمام، والفهم، والمشاركة) هي العناصر المكونة للمسئولية الاجتماعية، فإن من وجهة النظر الإسلامية نجد أن المسئولية الاجتماعية لها أركان ثلاثة تقوم عليها هي: الرعاية، الهداية، الإتقان.

أولًا: الرعاية: يضع القرآن الكريم الإنسان أمام مسئوليته الكبرى عندما يجعله خليفة في الأرض، قال عز وجل في كتابه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (البقرة: 30)، ومسئولية الخلافة في الأرض هي مسئولية الرعاية لكل ما استخلف الإنسان فيه، فمسئولية الرعاية موزعة في الجماعة بلا استثناء، لكل عضو من أعضائها نصيبه منها مهما كان وضعه الاجتماعي، فالكل راعٍ.

ثانيًا: الهداية: وهي مسئولية دعوة ونصح نابعة من الفهم للجماعة ولدور الفرد المسلم فيها، وأصلها في الخواص الاجتماعية والجماعة في حاجة دائمًا إلى هداية فالجماعة في حاجة إلى الهادي بالأمر بالمعروف حاجتها إلى الهادي بالنهي عن المنكر.

ثالثًا: الإتقان: وهي تتصل بالمشاركة تقبلًا وتنفيذًا وتوجيهًا، وهي ذات صلة بالوعي والرحمة، والإتقان ليس مهارة أو أي ظاهرة بقدر ما هو تعبير عن قوة نفسية، قوة توازن وطمأنينة وثقة.

إن هناك اقترانًا بين أركان المسئولية الاجتماعية وعناصرها وتتصاعد بترتيبها ابتداءً من الرعاية (الاهتمام) ثم الهداية (الفهم) وأخيرًا الإتقان (المشاركة) وهو أرقى مستوي للمسئولية الاجتماعية.

 

 

المؤسسات التربوية وآليات تطبيق المسؤولية الاجتماعية

تعد المسئولية الاجتماعية واحدة من دعائم الحياة المجتمعية المهمة، فهي وسيلة للتقدم الفردي والجماعي فقيمة الفرد في مجتمعه، تقاس بمدى تحمله للمسئولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين؛ وبما أن التربية تمثل إحدى المسارات المتاحة لإعداد وتنشئة المواطن المسئول وتنمية مهاراته الاجتماعية فهي بذلك تمثل جوهر ومضمون مفهوم المسئولية الاجتماعية.

وتجد الدراسات أن هناك فرقًا كبيرًا بين التطبيق العملي والمفهوم النظري في مجتمعنا العربي، فلم تتحول المسئولية الاجتماعية للأسف إلى اتجاه أيديولوجي تتبناه الدولة، ولم تتحول هذه الفلسفة إلى منهج عمل وسلوك منظم ينعكس على التخطيط ومن ثم ينتقل إلى مرحلة التنفيذ داخل المجتمع العراقي لعدة أسباب وستظل هذه الفجوة تتسع بمرور الوقت لأن المسئولية الاجتماعية هي جزء من النمط الاجتماعي المرتبط بالمؤسسات وعملها، وبما أن المسئولية الاجتماعية كاتجاه له أيديولوجية جاء نتيجة ظروف المجتمع وتحولاته ولعدم وضوح قواعده أصبح هناك فجوة بين القول والعمل، وقد أنعكس هذا الواقع على التطبيق العملي فبدت المسئولية الاجتماعية غريبة عن عمليات اتخاذ القرار للدول ومؤسساتها لأنها من وجهة النظر الاقتصادية لم تصل إلى المستوى الذي يمكنها من التخطيط والتنفيذ ثم التقييم.

إن تحليل الواقع الذي يعيشه المجتمع العراقي يعطي تصورًا أكثر تحديدًا لفهم إشكالية التطبيق للمسئولية الاجتماعية كما أنه يبين لنا ما ينبغي أن يكون عليه المفهوم النظري للمسئولية الاجتماعية وبين مضمونها الحالي في العراق ونتائج التطبيق العملي من ناحية أخرى، مما يفتح لنا المجال أمامنا لتحليل الاحتمالات المستقبلية للمسئولية الاجتماعية نظريًا وعمليًا.

إن البعد الأخلاقي المجتمعي في إدارة المؤسسات يأخذ على عاقته الانتقال بالعمل من مفهوم تقديم الخدمة التطوعية إلى تطبيق أوسع يقوم على تبني مفهوم المسئولية المجتمعية التي تركز على التأمل الدائم في محطات المرور المنجزة في المؤسسة مع وجود حاجة لهذه الخدمة المقدمة مع القدرة على تشخيص مصادر القوة بهدف التحسن وتبني سياسة التجديد. ومع زيادة الوعي الثقافي والتعليمي وحركة حقوق الإنسان تنامى مفهوم الالتزام الاجتماعي لدى أفراد المجتمع وبذلك تحولت الكثير من الجهود الفردية إلى حركات جماعية منظمة تعمل على زيادة الضغوط على المجتمع بكيفية إدارة المؤسسات لإعمالها نتيجة تنامي الوعي البيئي الإنساني.

وفي عام 2000 قامت الأمم المتحدة بعقد مؤتمر قمة الألفية حيث التزمت 189 دولة عضوًا في الأمم المتحدة بالعمل من أجل خلق عالم يكون فيه التخلص من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة على قمة الأولويات. وقد وَقَّعَ على إعلان الألفية 147 رئيس دولة، وتم تمرير هذا الإعلان بإجماع أعضاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

 

تنمية المسؤولية الاجتماعية من خلال الأنشطة (الصفية واللاصفية)

تلعب الممارسة دورًا فعالًا في اكتساب المهارات، وهي أحد الشروط الهامة للوصول إلى درجة الإتقان المطلوبة، وتتم الممارسة من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية التي يمارسها الطالب داخل الصف وخارجه تحت إشراف وتوجيه المعلم لذلك سوف نلقي الضوء على أهمية هذه الأنشطة وأنواعها لتحقيق الهدف المطلوب منها.

تعمل الأنشطة الصفية على إكساب الطلبة نشاطًا وفاعلية، وتضفي الحيوية على عمل المعلم داخل الصف، وهي تساعد على ربط خبرات المتعلمين السابقة مما يعني استمرارية التعلم، كما أنها تحقق التطبيق الوظيفي للحقائق والمعلومات والمهارات الأساسية التي يكتسبها المتعلمون، ولكي تحقق هذه الأنشطة الهدف منها ينبغي مراعاة ما يلي عند بنائها:

  • ارتباطها بطرق التدريس، حيث يؤدي تنويع الأنشطة الصفية إلى إثراء المعلومات.
  • ارتباطها بأساليب التعلم ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، مع إعداد ما يلزم لها من أدوات ومعينات تربوية تسهل طرق تنفيذها.

هناك أنواع من الأنشطة الصفية وهي الأنشطة الاستهلالية، والهدف منها إعداد الطلبة نفسيًا وذهنيًا للتعامل مع الدرس الجديد، وكلما كانت هذه الأنشطة مبتكرة وجذابة كلما ازداد إقبال الطلبة على التعلم. ومن هذه الأنشطة: قراءة فقرة من مصدر خارجي له علاقة بموضوع الدرس جريدة يومية أو مجلة، أو مطبوعات مختلفة... الخ.

والنوع الثاني من الأنشطة الصفية هي الأنشطة التنموية وهي المحور الرئيس للأنشطة الصفية، ويتم من خلالها ترجمة الأهداف السلوكية إلى مواقف تعليمية تحقق للمتعلم نموًا في المعارف ومختلف المهارات الأساسية، وذلك من خلال ممارسته لتلك المواقف، وقد تكون هذه الأنشطة فردية أو جماعية، وهنا تتعدد المعينات التربوية وتستخدم ورقة العمل.

وأخيرًا الأنشطة الختامية وتهدف إلى التأكد من تحقيق الأهداف السلوكية المخططة للدرس ومدى استيعاب المتعلمين للحقائق.

الأنشطة اللاصفية وهي الأنشطة التي يمارسها الطالب خارج الفصل لاستكمال أو بناء الخبرات والمهارات الأساسية، وعلى المعلم عند إعداده لهذه الأنشطة مراعاة أن تكون هادفة ومكملة للأنشطة الصفية وتساعد على اكتساب المهارات والخبرات التربوية. وأن تربط الطالب بواقعة ويساعد على ذلك استغلال الأحداث الجارية من خلال متابعة الطالب لوسائل الإعلام وتتنوع بحيث تغطي المستويات المعرفية المختلفة وتتدرج في صعوبتها لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وهنا من الأفضل أن تكون بعض الأنشطة اللاصفية اختيارية بما يتناسب وإمكانيات المتعلمين واستعداداتهم. ومن أهم المهارات التي يمكن تحقيقها من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية مهارات القراءة والكتابة. مثل الكتاب المدرسي، والمكتبة المدرسية والقراءات الخارجية، وتعود أهمية القراءات الخارجية إلى أنها تكمل ما اكتسبه المتعلمون داخل الصف من حقائق ومفاهيم، وتنمي مهارات القراءة والإطلاع، وتمكنهم من متابعة الأحداث والقضايا المعاصرة. وينبغي على المعلم أن يقوم في بداية العام بحصر الكتب والأطالس والموسوعات ومختلف المطبوعات في مكتبة المدرسة والتي تخدم المقرر الذي يقوم بتدريسه ليسهل عليه إرشاد وتوجيه المتعلمين عندما يكلفهم بنشاط لاصفي مرتبط بالمكتبة المدرسية؛ وأن يخصص حصة أو أكثر للتطبيق العملي داخل المكتبة المدرسية، مع تشجيع الطلبة على ارتياد الكتبة المدرسية، وكتابة التقارير المبسطة.

كما ينبغي علي المعلم أن يدرب الطلبة على كيفية التعامل مع المصادر الخارجية والتي تتمثل في الكتب التاريخية والجغرافية والأطالس، والجرائد.

إن عدم مشاركة التلاميذ في المناقشة والأنشطة الصفية في كثير من الأحيان يشكل عائقًا كبيرًا أمام تقدم التعليم وتنوع أساليبه وطرقه، كما تثبط من حماس المعلم للتدريس وتبعث في نفسه خيبة الأمل والتذمر. إن مشكلة عدم المشاركة يعاني منها الطالب في مدارسنا على اختلاف مراحله. وتظهر مشكلة عدم المشاركة الصفية على شكل عدم استجابة التلاميذ لأسئلة المعلم المباشرة وعدم قيامهم بالأنشطة الصفية الشفوية أو الكتابية والاكتفاء بجلوسهم في مقاعدهم بهدوء يلاحظون بعض أقرانهم المشاركين. إن أسباب عدم المشاركة قد ترجع إلى الشعور بالخجل الذي قد يمنع بعض التلاميذ من المشاركة أو يبطئ منها. أو قد ترجع إلى معاناة بعض التلاميذ من مشاكل أسرية مما قد يشوش تركيزهم وانتباههم العام ويضعف من رغبتهم في آراء الغير والتعليق عليها. أو وجود سبب آخر هو عدم حفظ أو تعلم البعض لمادة المناقشة أو المشاركة الصفية مما يجبرهم على الجلوس في مقاعدهم بصمت بانتظار انتهاء النشاط الصفي.

النشاطات اللاصفية هي نشاطات مختلفة يمارسوها الطلبة خارج الدرس والمناهج وتهدف هذه النشاطات إلي:

  • اكتشاف المواهب والاستعدادات المختلفة لدى الطلبة وتطويرها وتوجيهها الوجهة السليمة المفيدة.
  • تحول الدراسات النظرية إلى خبرات عملية، مع ربط الطالب باحتياجات البيئة وتوسيع معرفته بها.
  • تنمية الروح الجماعية عند الطلبة بإشراكهم في العمل الجماعي.
  • تربية الطالب على احترام العمل اليدوي المهني وكسر الحاجز النفسي بينه وبين ذلك العمل.
  • ملء فراغ الطلاب بالأنشطة الفعالية.

 

تنمية المسؤولية الاجتماعية من خلال المناهج المدرسية

ويمكن تقسيم النشاطات إلى قسمين أساسيين: نشاطات لا منهجية نظرية، ونشاطات لامنهجية عملية.

1- النشاطات اللامنهجية النظرية، وتشمل:

  • جماعة الإذاعة المدرسة:

تقوم هذه الجماعة بتنظيم الإذاعة المدرسية من حيث: برامجها، وأوقاتها، وترتيب الإسهام في نشاط الإذاعة المدرسية، وتنسيقها بين فصول المدرسة والمواد المختلفة، والتدريب على استعمال الأجهزة الإذاعية المتوفرة في المدرسة.

  • جماعة الصحافة المدرسية:

تقوم هذه الجماعة بإنتاج بعض الصحف الحائطية التي تحوي توجيهات المهمة، وعرض بعض الفوائد العلمية التي تتعلق بالمواد الدراسية المختلفة، وإجراء المقابلات الصحفية مع بعض الشخصيات المدرسية والتربوية وغيرها.

كما تقوم هذه الجماعات بإنتاج المطويات والمجلات الدورية التي تنفع المجتمع المدرسي ككل.

 

2- النشاطات اللامنهجية العملية وتشمل:

  • الوسائل التعليمية: وتقوم هذه الجماعات بإنتاج الوسائل التي تحتاجها المواد المختلفة من لوحات، ومجسمات، وأجهزة، وغير ذلك من الوسائل ويتم تدريب هذه المجموعات على استخدام الخامات المتوفرة في البيئة.
  • التربية الفنية: وتتكون هذه الجماعة من الطلاب الموهوبين ذوي الحس الفني الذين يصلحون لمتابعة العمل في مثل هذه الجماعة.
  • التربية الرياضية: وتتكون هذه الجماعة من الطلاب الرياضيين الذين يملكون قدرات جسمية عالية.
  • تحسين الخطوط: وهي جماعة تهتم بالموهوبين في الخط، حيث يتدرب الطلاب في هذه الجماعة على تحسين خطهم وهذه الجماعة تتعاون مع جماعة الصحافة المدرسية في كتابة الصحف الجدارية وكذلك مع جماعات الوسائل.
  • المجالات المهنية: نشاط التربية المهنية الذي يعني بتدريب الطالب على أعمال الكهرباء والنجارة والكهرباء من قبيل ربط المدرسة بالحياة وإعداد الناشئة للحياة العملية.

 

المعلم ودوره في تنمية المسؤولية الاجتماعية

يتمتع المعلمون بتأثير فعال ومستمر على تلاميذهم فهم يؤثرون مباشرة في كيفية تعلم التلاميذ، وعلى ما يتعلمونه ومقدار ما يتعلمونه وعلى أساليب تفاعلهم مع بعضهم بعضًا ومع العالم من حولهم.

  1. صياغة ورقة العمل: تصاغ ورقة العمل على شكل أنشطة محددة متنوعة يقوم بتنفيذها المتعلم، بعد أن يحدد له المعلم المعين التربوي الذي سيساعده في تنفيذ النشاط المطلوب وهو (المسئولية الاجتماعي). ويمكن استخدام ورقة العمل في المواقف التربوية التالية: تعيين لموضوع جديد، وتحديد بعض المصادر الخارجية التي يمكن الاستعانة بها كنشاط استهلالي لتحفيز المتعلم على التفاعل الإيجابي مع موضوع الدرس كنشاط تنموي من خلال مراحل الدرس المختلفة، وباستخدام المعينات المناسبة إما فرديًا أو جماعيًا تحت إشراف المعلم بعض المهارات التي يمكن تحقيقها باستخدام أوراق العمل من قبل المعلم لتعزيز مفهوم المسئولية الاجتماعية.
  2. التحليل: تحليل فقرة من الكتاب المدرسي، جدول إحصائي، أو رسم بياني.
  3. التركيب: اقتراح الحلول لمشكلة ما، توزيع المعلومات على الخرائط الصماء.
  4. المقارنة: وفقًا لمعايير معدة مسبقًا.
  5. التعليل: تعليل الظواهر والأحداث.
  6. رسم الخرائط: رسم الخرائط– توزيع بيانات متنوعة عليها... الخ.
  7. استخدام الأطالس: قراءة الرموز والمصطلحات ينبغي أن يحرص معلم الاجتماعيات على تحقيق التوازن بين الهدف المعرفي والهدف التنموي من خلال توفير الوقت الأكبر (60%) من جملة وقت الخطة للأنشطة التربوية، وإعطاء وزن نسبي لتنمية المهارات الأساسية (كمفهوم تنمية المسئولية الاجتماعية عند الطلبة).

 

ومن واجبات المعلم:

  1. الاطمئنان على امتلاك المتعلم لهذه المهارات والانطلاق منها لتنمية المهارات التي تُبني عليها.
  2. وضع خطة متكاملة من قبل التوجيه الفني، الهدف منها تطوير تطوير أداء المعلم بحيث يتمكن من:
    • الاستخدام الجيد للمهارات اللغوية خلال تحدثه داخل الفصل، طرحه للأسئلة، وإداراته للأنشطة المختلفة.
    • الإعداد الجيد للأسئلة الصفية ومعرفة أهدافها ووظائفها، خاصة أسئلة التفكير التباعدي الإبداعي.
    • اتباع استراتيجيات تدريسية تراعي الفروق الفردية، وتساعد في نهاية المطاف على النماء المتكامل للمتعلمين من خلال تنمية ميلهم للقراء وإتاحة الفرصة لهم ليشاهدوا ويلاحظوا ويسجلوا بطريقتهم بأعين وأذهان نابهة.
  3. إعداد أنشطة تعليمية منتظمة وملائمة لمستويات وحاجات المتعلمين تقوم على مبدأ التتابع والتكامل.
  4. تدريب المتعلمين على اكتساب مهارة التفكير النقدي لتنمية مفهوم المسئولية الاجتماعية الذي لا يسلم بصحة أي وظيفة أو فكرة إلا بعد التأكد من سلامتها وصحته.
  5. تخصيص فترة زمنية محددة للمكتبة المدرسية للتعرف على مصادر المعرفة المختلفة وخاصة التراث العربي واستخدامها في الحصول بأنفسهم على المعلومة من المصادر الصحيحة.
  6. الاستخدام الهادف والواعي والمقصود للمجالات والدوريات والجرائد وإدارة مناقشات هادفة حول الأفكار العامة والأساسية والجزئية بهدف تطوير القدرة لدى المتعلم وهو ما يؤدي إلى تحسن قدراته الأخرى.
  7. الاستخدام الفعال للتقنيات والتوظيف والإعداد السليم لأوراق العمل.
  8. تطوير مهارات وعادات العمل المثابر والمنتج وما تتطلبه من ممارسات العمل الجماعي والجهد التعاوني والإحساس بالمسئولية وتعميق احترام المتعلم لذاته وللآخرين.
  9. تدريب المتعلمين على مهارات التعامل مع الخرائط، واستخدام وتفسير الجداول الإحصائية والرسوم البيانية.
  10. على المعلم حصر ومراجعة عناصر المقررات الدراسية في بداية العام الدراسي، ووضع خطة مرحلية متتابعة ومتكاملة يتم من خلالها وضع برنامج يغطي المهارات السابقة.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم