Business

دور الإدارة التربوية والتخطيط التربوي في التنمية البشرية

التربية هي استثمار ذو عائد اقتصادي، وهي قوة ومصدر للتقدم الاجتماعي والتنموي والنمو التكنولوجي، ودفع لعجلة الإنتاج والتنمية البشرية في المجتمع، وبقدر ما تقدم التربية من وسائل فعالة في تنشئة الإنسان، تكون نوعية المجتمع وفاعليته أفضل. فهي من أهم الوسائل التي بنى عليها العالم ثقته بمستقبل البشرية، وقد أصبحت مسئولة عن تخلف المجتمعات أو تقدمها، وإليها تتجه أصابع الاتهام إذا حلت نكسة أو هزيمة.

وفى دراسة بعنوان: «دور الإدارة التربوية والتخطيط التربوي في التنمية البشرية»، للدكتور يوسف محمد صالح، عضو هيئة تدريس بكلية التربية جامعة سرت، برى أنه لمواجهة تحديات الحاضر وإرهاصات المستقبل لا بد من إعادة هيكلة المنظومة التربوية بما يتماشى مع الإجراءات الهيكلية في إصلاح الاقتصاد، فالتعليم بمعناه الواسع من كسب خبرات وتدريب وقدرة على تطوير الإمكانات وتطويعها لتحقيق الأهداف، والذي أصبح ذا أبعاد دولية متعددة الجوانب، يتطلب مهارات وقدرات عقلية رفيعة المستوى مطلوبة عالميًا، هو السبيل الوحيد لتطوير الحياة وهو القاطرة التي تشد المجتمع إلى المستقبل، فجودة التعليم ورفع كفاءته الإنتاجية عوامل أساسية للتنمية الشاملة، وإن إصلاح المنظومة التربوية يحتاج إلى تحول استراتيجي في فلسفتها وأهدافها وهياكلها ومضامينها وطرائقها وأدواتها لإعداد المواطن المتقن لفن التكيف مع الحياة الذي يعيش غده ومستقبله وفق أفضل ظروف ممكنة.

 

المفاهيم والمصطلحات

مفهوم الإدارة:

وجدت الإدارة في المجتمع منذ بدأ الإنسان يعيش في جماعات وقد تطور المفهوم العام للإدارة عبر العصور المختلفة، تبعًا لتطور حياة الناس، وتطور نظرتهم للأمور. ومن بعض ما عرفت به الإدارة أنها ترتيب وتنظيم خاص يحقق أهدافًا معينة.

ويرى معظم الإداريين في الوقت الحاضر أن الإدارة هي تنظيم الجهود وتنسيقها واستثمارها بأقصى طاقة ممكنة للحصول على أفضل النتائج بأقل جهد ووقت ممكنين. إن الإدارة بهذا المفهوم تعتبر أداة للتطوير للمجتمع، تعمل على تقدمه ورفاهيته باستغلال الطاقات المتوافرة لديه في الاتجاه المرغوب فيه إلى أقصى مدى ممكن.

مفهوم الإدارة العلمية:

يرجع مفهوم الإدارة العلمية إلى الأمريكي (فردريك تايلور) والفرنسي (هنري فايلول) في مطلع القرن العشرين ويستند مفهوم هذه الإدارة إلى ضرورة التمسك بالقواعد العلمية حتى تكون الإدارة علمًا يستند إلى القوانين.

مفهوم الإدارة التربوية:

الإدارة التربوية هي النظام التربوي على مستوى الدولة والمجتمع بما فيه من مدارس ومؤسسات تربوية وخدمات تعليمية وصحافة، وإعلام، وما يحكم ذلك كله من تشريعات وقوانين.

مفهوم التخطيط:

هو مجموعة العمليات الذهنية التمهيدية القائمة على اتباع المنهج العلمي والبحث الاجتماعي وأدواته لتحقيق أهداف محددة لرفع المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي والتربوي أو جميعها لتحقيق سعادة الفرد ونمو المجتمع.

وهو أيضًا مجموعة العمليات الذهنية التمهيدية القائمة على اتباع المنهج العلمي والبحث الاجتماعي وأدواته التي تستهدف تحقيق أهداف معينة محددة وموضوعة بقصد رفع المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو هذه المستويات جميعًا بما يحقق سعادة الفرد ونمو المجتمع.

مفهوم التخطيط التربوي:

هو العملية المتصلة المستمرة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ومبادئ وطرق التربية وعلوم الإدارة والاقتصاد، وغايتها أن يحصل الطالب على تعليم كافٍ ذو أهمية واضحة وعلى مراحل محددة، وأن يتمكن كل فرد في المجتمع على الحصول على فرصة تعليمية ينمي بها قدراته ويسهم إسهامًا فعالًا بكل ما يستطيع في تقدم بلاده في شتى النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

كما يعرف التخطيط التربوي بأنه عملية منظمة لتحقيق أهداف مستقبلية بوسائل مناسبة تقوم على مجموعة من القرارات والإجراءات الرشيدة لبدائل واضحة وفقًا لأولويات مختارة بعناية بهدف تحقيق أقصى استثمار ممكن للموارد والإمكانات المتاحة ولعناصر الزمن والتكلفة كي يصبح نظام التربية بمراحله الأساسية أكثر كفاية وفعالية للاستجابة لحاجات المتعلمين وتنميتهم الدائمة، وبما شأنه الإسراع بمعدلات تنموية مرتفعة وخلق الرغبة في التقدم المستمر.

مفهوم تخطيط الموارد البشرية:

تخطيط الموارد البشرية هو: «تنظيم وتوجيه الموارد. ومنها الموارد البشرية والمستخدمات الداخلية في العملية الإنتاجية بشكل متناسق وفعال وبموجب برمجة متكاملة ومحدد مسبقًا تستهدف الوصول إلى أفضل النتائج وبأقل الجهود والتكاليف».

كما يعرف بأنه: «التنبؤ باحتياجات المنظمة من الأفراد وتحديد الخطوات الضرورية لمقابلة هذه الاحتياجات والتي تتكون من تطوير وتنفيذ الخطط والبرامج التي تؤمن الحصول على هؤلاء الأفراد بالكم والنوع الملائمين وفي الوقت والمكان المناسبين للإيفاء هذه الاحتياجات».

ويذهب آخرون إلى اعتبار تخطيط الموارد البشرية نشاط داعم لأنشطة المنظمة الأخرى ويعرفوه بأنه: «النشاط الذي لا يستهدف قياس وتغيير الأفراد أو الوظائف في المنظمة، وإنما لتأمين تطوير النشاطات وتنفيذها بأسلوب يتناسب مع التطورات المتوقعة في الأعمال والاتجاهات البيئية العامة».

مفهوم التنمية البشرية:

عرف تقرير الأمم المتحدة التنمية البشرية بأنها: «عملية توسيع نطاق خيارات البشر، والدخل هو أحد تلك الخيارات لكنه ليس الخيار الوحيد إذ أن التنمية تعني أن يتمتع الناس بحياة صحية وخلاقة».

فالتنمية البشرية تكمن وراء السعي إلى تلبية الاحتياجات البشرية الأساسية وتتطلب عالمًا لا يحرم فيه طفل من التعليم ولا يحرم فيه إنسان من الرعاية الصحية، ويستطيع جميع الناس توظيف طاقاتهم في كافة الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

فالتنمية البشرية لا تنتهي عند تكوين القدرات البشرية مثل تحسين وتطوير المعرفة والمهارات، بل تمتد إلى أبعد من ذلك حيث الانتفاع بها سواء في مجال العمل من خلال توفر فرص الإبداع، أو التمتع بوقت الفراغ، أو الاستمتاع باحترام الذات وضمان حقوق الإنسان أو المساهمة الفاعلة في النشاطات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ونظرًا لكل ذلك أصبحت التنمية البشرية توجهًا إنسانيًا للتنمية الشاملة المتكاملة وليست مجرد تنمية موارد بشرية.

 

إدارة التخطيط التربوي وعلاقة التخطيط بالتنمية البشرية

يعتبر التخطيط التربوي أحد عمليات التخطيط الكبرى، الغرض منها الغرض منها الوصول لتحقيق أهداف تنمية معنية، وهي عملية تتضمن اختيار وتحقيق أولويات على أساس من الدراسة للحاضر واحتياجات المستقبل.

يرى مطاوع: أن التخطيط التربوي أعم وأشمل من التخطيط التعليمي، وأنه رسم مشروعات لمزيد من العناية بالعملية التربوية واستثمار الجهود لأقصى حد.

ويعد التخطيط التربوي أهم مجالات التخطيط القومي وقاعدة ارتكازه، حيث يقوم بتنمية القوى البشرية وصقل وصياغة القدرات والمهارات والمعارف والاتجاهات للكفاءات البشرية في جوانبها العلمية والعملية، والفنية والسلوكية، على أساس أن العنصر البشري أصبح الركيزة والأساس في بناء التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ومن خلال علاقة التربية بالتنمية تبرز أهمية التخطيط التربوي فيما يقوم به من ترجمة تلك العلاقة ووفاء النظام التعليمي باحتياجات خطط التنمية من القوى العاملة المؤهلة والمدربة، وفي حالة وجود عجز فيها يبرز دور التخطيط لتوفير القوى العاملة المؤهلة والمدربة، بأكبر قدرة وسرعة ممكنة، ويتم ذلك من خلال العديد من الإجراءات والعمليات لإصلاح التعليم وحل مشكلاته. والاختيار الواعي للأهداف التي ينبغي الوصول إليها.

 

أهداف التخطيط التربوي

1- الأهداف الاجتماعية:

كتوفير فرص متكافئة للتعليم، توفير التعليم المناسب لكل فرد حسب قدراته وإمكانياته، توفير احتياجات المجتمع من القوة العاملة اللازمة لتطويره، إضافة إلى الحفاظ على ما له قيمة من تراث المجتمع وتقاليده، لا بد أن تأخذ في اعتبارها إعداد القوى البشرية اللازمة للتنمية. كما أن هذه القوى البشرية إذا ما كانت مدربة تدريبًا عاليًا أمكنها أن تقود الجهود التنموية اجتماعيًا واقتصاديًا، ليتطور المجتمع وتحقق أهدافه.

وأدى التطور العلمي والتكنولوجي إلى حدوث تغيير في مما يتطلب من التعليم الاهتمام بالتدريب المنظم والمستمر للحصول على المهارة والخبرة اللازمة للانتقال بين المهن والوظائف.

ويضيف حسين أبو الوفا أن التخطيط يهدف إلى المساعدة في معالجة المشكلات المدرسية ومحاولة جذب العناصر الداعمة والمساهمة في التغلب على العقبات ومواجهة التحديات، تحديد العناصر المادية والبشرية الواجب استخدامها لتحقيق الأهداف، والانسجام بين الأفراد بعضهم البعض وبين الإدارات المختلفة ما يحول دون حديث التضارب أو التعارض عند القيام بتنفيذ هذه الأعمال.

ويحدد محمد سيف الدين أن التخطيط يهدف إلى منح جميع أفراد الشعب رجال ونساء فرص متكافئة للتعليم. وإعطاء كل فرد نوع من التعليم يتناسب مع قدراته وإمكانياته وميوله المساهمة في تطوير وتدريب القوى العاملة وتوفير احتياجات المجتمع من قوى عاملة.

ويهدف التخطيط التربوي إلى إزالة المتناقضات الاجتماعية والفوارق الاقتصادية بين الأفراد، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين الأفراد، وفتح فرص العمل أمام الأفراد، وتنوع فرص العمل الإنتاجي.

2- الأهداف الاقتصادية:

من خلال مقابلة احتياجات البلاد في المدى القصير والبعيد من القوة العاملة كمًّا وكيفًا. زيادة الكفاية الإنتاجية للفرد، وزيادة قدرته على التحرك الوظيفي بسهولة من مهنة إلى أخرى تبعًا للظروف. تنسيق ومواجهة البطالة. تنشيط البحث العلمي والتكنولوجي والاستفادة منهما في تطوير الموارد البشرية والطبيعية. تنسيق وترشيد سياسة الإنفاق على التعليم.

يهدف التخطيط التربوي إلى الاقتصاد في الموارد، لأن الموارد تستخدم وفقًا للطريق المرسوم، ولتحقيق الأهداف والقدرة على التجاوب مع الظروف البيئية المختلفة. زيادة القدرة التنافسية للمنظمة، لأن التخطيط يركز على دراسة العوامل البيئية باستمرار، وأخذ التدابير اللازمة. والقدرة على توفير الاحتياجات المادية، والبشرية، والمعلوماتية في الوقت المناسب.

ويعمل التخطيط على تحديد وتخطيط احتياجات المنظمة المستقبلية من حيث الكم والنوع ويساهم في زيادة العائد على استثمارات المنظمة ويخفض التكلفة عن طريق الاستفادة المثلى من الموارد البشرية. يساعد على تهيئة المنظمة لمواجهة التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية، يظهر نقاط القوة والضعف في نوعية وأداء العاملين مما يؤثر في النشاطات المتعلقة بالموارد البشرية كالتدريب. إشباع وتحقيق رغبات وأهداف كل من المنظمة والفرد.

يمكن التخطيط السليم من الاستفادة من الموارد المتاحة في تحقيق أكبر استيعاب في التعليم، والتخطيط يساعد على ردم الهوة الزمنية بين السماع بالمعرفة وبين الأخذ بها في عالم يواجه في كل يوم معرفة متغيرة ومتجددة وأصبح الاقتصاد عاملًا أساسيًا من عوامل زيادة فعالية التربية باعتبار أن التخطيط هو روح التنمية الاقتصادية والعامل الأساس في نجاحها، لذا فإن التخطيط أمر لازم لزيادة فاعلية النظم التعليمية من الناحية الاقتصادية.

3- الأهداف الثقافية:

يساعد التخطيط على الثقافة الإنسانية ونشرها. تنمية الثقافة وتطويرها وتنوعها عن طريق البحث العلمي ونشر التعليم وإزالة الأمية. مواجهة مشكلات البطالة التي أصبحت ظاهرة اجتماعية واقتصادية تؤثر سلبًا على الاستقرار السياسي والاجتماعي وخاصة في المجتمعات النامية. رفع مستوى الثقافة بين أبناء الشعب عن طريق رفع مستوى التعليم في جميع مراحله. حصول كل فرد على نوع من التعليم يمكنه من تنمية شخصيته وقدراته مع مراعاة التخصص والكفاءة النوعية المتطلبة لإعداد الموارد البشرية القادرة على تطوير المجتمع.

4- الأهداف السياسية:

وتتمثل في المحافظة على الكيان السياسي للدولة. تنمية الروح القومية بين أفراد المجتمع. تربية المواطن الصالح. زيادة التفاهم والتعاون بين جميع الأفراد والشعوب. المساعدة على توحيد جهود الجماعة لتنفيذ الأهداف. المساعدة على تنسيق العمل بين الأفراد المجتمع بشكل واضح ومحدد.

ويعمل التخطيط على زيادة الاستثمار والإنتاج القومي لزيادة الدخل القومي وزيادة الخدمات للمجتمع وإتاحة الفرصة للمواطنين للحصول على قدر أساس من التعليم وإعداد المواطن إعدادًا سليمًا من النواحي البدنية والعقلية والروحية والسلوكية، وتحقيق التنمية في القوى البشرية وجعلها تتمتع بكفاءات وخبرات تعينها على العمل وزيادة الإنتاج.

يقوم التخطيط التربوي بتنمية وصقل وصياغة القدرات والمهارات والمعارف والاتجاهات للكفاءات البشرية في جوانبها العلمية والعملية والفنية والسلوكية على أساس أن العنصر البشري أصبح الركيزة والأساس في تطوير المجتمع بما يحقق المزيد من الانسجام بين الفرد والمجتمع. تنمية الروح القومية بين الأفراد. تربية المواطن الصالح وإعطائه جميع الفرص التعليمية. زيادة التفاهم والتعاون بين الأفراد.

 

علاقة التربية بالتنمية البشرية

في العقد الأخير من القرن الماضي تنامى الوعي بقيمة الإنسان هدفًا ووسيلة في منظومة التنمية الشاملة، وبناء على ذلك كثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها، كإشباع الحاجات الأساسية، والتنمية الاجتماعية، وتكوين رأس المال البشري، أو رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة.

وتستند قيمة الإنسان في ذاته وبذاته إلى منطلقات قررتها الديانات السماوية التي تنص على كرامة الإنسان والذي جعله الله خليفة في أرضه ليعمرها بالخير والصلاح. لقد ترسخ الاقتناع بأن المحور الرئيس في عملية التنمية هو الإنسان.

إن مفهوم التنمية البشرية هو مفهوم مركب من جملة من المعطيات والأوضاع والديناميات. والتنمية البشرية هي عملية أو عمليات تحديث نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل والمدخلات المتعددة والمتنوعة من أجل الوصول إلى تحقيق تأثيرات وتشكيلات معينة في حياة الإنسان وفي سياقه المجتمعي وهي حركة متصلة تتواصل عبر الأجيال زمانًا وعبر المواقع الجغرافية والبيئية على هذا الكوكب.

والتنمية البشرية المركبة تستدعي النظر إلى الإنسان هدفًا في حد ذاته حين تتضمن كينونته والوفاء بحاجته الإنسانية في النمو والنضج والإعداد للحياة. إن الإنسان هو محرك الحياة في مجتمعة ومنظمها وقائدها ومطورها ومجددها. إن هدف التنمية تعني تنمية الإنسان في مجتمع ما بكل أبعاده الاقتصادية والسياسية وطبقاته الاجتماعية، واتجاهاته الفكرية والعلمية والثقافية.

وهكذا يمكن القول إن للتنمية البشرية بُعْدَيْنِ؛ أولهما: يهتم بمستوى النمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة لتنمية قدرات الإنسان، وطاقاته البدنية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، والمهارية والروحية.

أما البعد الثاني فهو: أن التنمية البشرية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية التي تولد الثروة والإنتاج لتنمية القدرات البشرية عن طريق الاهتمام بتطوير الهياكل والبنى المؤسسية التي تتيح المشاركة والانتفاع بمختلف القدرات لدى كل الناس.

يتلازم التخطيط مع كل جهد موجه للفرد أو الدولة كسلوك تلقائي، ولكنه في غالب الأحيان لا يكون ذا أثر فعالٍ إلا عندما يكون مجهودًا هادفًا من أجل التنمية الشاملة لرفاهية الفرد والمجتمع. ولعلنا نسترجع العناصر الرئيسة لهذا المجهود المسمى بالتخطيط حتى نرى وجه الصلة بينه وبين التنمية؛ فالتخطيط يعني الاختيار لمسار محدد من السياسات العامة كما يعني أيضًا تخصيص ميزانيات وموارد معينة لإنجاز الخطط. التخطيط يعني أيضًا تحقيق الأهداف المحددة لتناسب طموحات الدولة، كما يعني بالطبع التفكير المستقبلي لتحقيق الأهداف على مراحل حسب حجمها، بهذه العناصر يتضح لنا أن التنمية والتخطيط متلازمان فالتنمية هي أهداف طويلة المدى ويتم تحقيقها على مراحل عبر خطط تنموية محددة وتراجع بعد كل فترة.

 

التخطيط الفعال للموارد البشرية

ويكون التخطيط في المنظمات كامنًا في تقديراتها بالاحتياجات من الموارد البشرية المتنوعة بالعدد والتخصص المطلوب في أقسام المنظمة، وإن عملية التخطيط للموارد البشرية تضع النقاط على الحروف بالنسبة لرسم أسس واضحة لإدارة الموارد البشرية كما أنها تسهل عملية التوظيف للموارد البشرية وتقسيم العمل وتحديد أهداف كل خطوة أو مرحلة من مراحل العمل، لا سيما عندما يتضح ذلك من خلال بيان علاقة كل نوع من العمل مع المورد البشري الملائم له، والذي يعمل على توفير الإنتاج ضمن الهدف المخطط له.

وتكمن عملية تخطيط الموارد البشرية في المنظمات من خلال تحقيق الأهداف التالية:

  1. تحقيق قدرة المنظمة في الاستثمار الأقصى لمهارات العاملين فيها، وتحقيق مبدأ الإنتاج الأكثر بأقل التكاليف من خلال الاستخدام الأمثل للموارد البشرية المتوفرة في داخل المنظمة.
  2. يعتبر التخطيط هو السبيل الذي يتم من خلاله تعويض الوظائف الشاغرة بالموارد البشرية المناسبة والتي تنشأ نتيجة حالات متنوعة، إضافة إلى حالات تطوير العمل أو توسيع خطوط الإنتاج، ويعمل التخطيط على توفير دراسات واضحة لتكاليف الموارد البشرية وأجورها، كما إنه يوضح حالات الترقيات والمسارات الوظيفية المتناسبة مع العاملين في المنظمة.
  3. يعتبر من الوسائل المهمة في الكشف عن مستوى العاملين، مما يساعد في وضع الخطط التدريبية المناسبة لتطويرهم وتنمية مستوياتهم بما يخدم تقدم الإنتاج في المنظمة.
  4. يعتبر من الوسائل المهمة لحصول المنظمة على الموارد البشرية المرغوبة وضمن المواصفات المطلوبة وحاجة العمل لمستويات معينه منهم، ويقدم التخطيط التهيئة الجيدة لأعمال الاستقطاب والاختيار والتعيين للموارد البشرية، كما أنه يوفر للمنظمة الأسس التي يعتمد عليها في اكتشاف العدد الفائض من العاملين وكذلك العمل على إكمال العجز إن وُجد في عدد أو نوع العاملين.
  5. يوفر التخطيط المسبق للمنظمة آلية التعامل مع مختلف الأنظمة دون التعرض للمساءلة، وذلك بسبب حصول المنظمة من خلال التخطيط على القدرة لتحديد الاحتياجات المستقبلية من الموارد البشرية وغيرها سواء من داخل المنظمة أو من خارجها.
  6. إن التخطيط المسبق يساعد المنظمة على مواجهة جميع المتغيرات في العمل، كما إنه يعمل على توفير آلية الترابط والتكامل بين البرامج الأخرى في المنظمة مثل التدريب والتنمية للموارد البشرية وبين جميع مراحل عملية التوظيف، لذا يعتبر التخطيط من أهم العناصر في إدارة الموارد البشرية.

 

أهم النتائج

  1. الإدارة التربوية والتخطيط التربوي من أدوات وآليات العمل التربوي لإعداد القوى العاملة للعمل والعيش في المجتمع المعاصر الذي يعتمد على اقتصاد تقني سريع التطور والتغير.
  2. أن النجاح في الإرشاد والتوجيه المهني إنما يعني نجاحًا في التنمية وتطوير وتحديث سوق العمل، بحيث تزداد فيه فرص العمل للخريجين والشباب من مختلف التخصصات المهنية.
  3. الإدارة التربوية والتخطيط التربوي يجب النظر إليهم كقضية تعليمية وتربوية واجتماعية واقتصادية ومهنية تنطلق من حاجات الطلاب، وتراعي اعتباراتهم في سوق العمل.
  4. يتبين أن الإدارة التربوية هي أسلوب نظام متميز عن بقية الأنظمة الإدارية، لأنها تأخذ بأفضل القيم الإنسانية منها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، وهي الدافع الكبير لأي تنمية بشرية.
  5. كما يتضح لنا أن التخطيط التربوي هو حلقة وصل بين الإدارة التربوية والإدارة التعليمية.
  6. تعد الإدارة التربوية هي أساس تطوير أو تجديد للتعليم في سبيل تحقيق أهدافه وتطور المجتمع وتنميته البشرية والشاملة.
  7. الإدارة التربوية عملية استثمارية تنموية منظمة وشاملة تهدف إلى بناء الإنسان المتكامل وتسعى إلى خدمة المجتمع عن طريق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية التي يخصصها مجتمع ما إلى قطاع التعليم.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم