نظم مركز النيل للاعلام بالأسكندرية التابع للهيئة العامة للاستعلامات، الاثنين 26-2-2018، ندوة تربوية بعنوان «القيم الأخلاقية وتقويم سلوك الطلاب» بالتعاون مع الاتحاد النوعى للطفولة المبكرة وجمعية إشراقة لتنمية المجتمع.
من جانبها، بيّنت سوسن رضوان خبيرة الطفولة المبكرة، أهمية مرحلة رياض الأطفال فى تأهيل الطفل وتربيته اجتماعيًا واعداده إعدادا يسيرًا لخوض معترك الحياة، مشيرة الى أن تربية الطفل اجتماعيًا لا تنفصل عن تربيته أخلاقيًا لأن الأخلاق هي أسلوب الفرد في التعامل مع الناس في الحياة؛ وتهدف التربية الاجتماعية والأخلاقية للطفل الى تزويده بالقيم السائدة فى المجتمع التى تساعده على التكيف السليم مع بيئته الاجتماعية والمادية وتقبل الآخرين وتقديرهم فى أثناء العمل واللعب.
وأكدت أن الشعور الأخلاقي لا يولد مع الطفل بل يتشكل نتيجة امتصاصه المعايير الأخلاقية وتأثيرات الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، فيتشرب منه المبادئ والعادات، لذلك فإن القيم التى يجب غرسها فى أطفالنا منذ الصغر فى «الأمانة، والصبر، والرحمة، وبر الوالدين، والنظام، والاحترام، والعطف، والشهامة، والصدق» وغيرها من الصفات الصالحة للمجتمع، وأن اكتساب هذه القيم وتعلم كلمات الشكر والاستئذان والمشاركة والاعتماد على النفس يحتاج الى تذكيرات منظمة حتى تصبح مكتسبة لديه.
وقالت إن أدب الأطفال وسيلة ناجحة محببة لقلوب الصغار واداة مهمة من أدوات تنشئة الطفولة المبكرة مثل «القدوة، والقصة المصورة، والكتاب المصور، والأغاني، ومسرح العرائس، والمسرحيات».
فالكتاب له أهميته في توصيل القيم الأخلاقية للطفل ليس لأنه مصبوغ بألوان أساسية مبهرة، ولا لأنه حافل بالحيوانات والطيور ويستعرض مهارات الرسم، وإنما لأنه القادر على نقل الخبرات الإنسانية والإبداعية والحضارية والمعرفية والعاطفية من إنسان واعٍ إلى إنسان آخر، مؤكدة أن القصة من أقدر الأساليب الأدبية التى تعمل على تنمية الفضائل فى النفس، فهى السبيل للدخول لعالم الطفل ويبقى أثرها فى نفسه ووجدانه، ولها أثر كبير على الطفل من الناحية التربوية، حيث يعتبر أبطالها قدوة له ومن خلالها يكتسب القيم والعادات ويتعلم كيف يواجه مشاكله ويعدل من سلوكياته، وكذلك يكون الأثر كبيرًا على نفوس الأطفال فى الأنشودة والأغنية شرط أن تتلاءم الكلمات شكلًا ومضمونًا مع مستويات نمو الأطفال الأدبي والعقلي والعاطفي والاجتماعي.
أما مسرح العرائس فيعتبرـ وفق قولهاـ أحد أهم الوسائل التربوية الراقية والمؤثرة بالإضافة إلى أنه أحد أبرز وسائل الاتصال الجماهيرى الفعالة فى مجال الطفولة؛ إذ يفوق جميع الوسائط التربوية الأخرى بما له من خاصية مخاطبة الطفل بصورة مباشرة، كما أنه قادر على إعطاء المثل والنموذج والقدوة بطريقة أكثر تجسيدًا.
وأضافت أن مسرح العرائس قادر أيضًا من خلال النصوص التى يقدمها على إكساب الأطفال قيمًا تربوية وأخلاقية كما يخفف من الضغوط النفسية الواقعة، ويعمل على تنمية القدرة على الصبر والتحمل لدى الطفل وتنمية ذوقه الفني والجمالي، ويكسبه العديد من العادات الاجتماعية والقيم السلوكية الجميلة.
.