متعة الحياة، وغايتها في التواصل مع الآخرين؛ فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، خلقه الله؛ ليتعارف، والأكرم هو الأنقى، والتواصل أهم وظائف اللغة، وأبرز أهداف تعليمها؛ فلا قيمة لتعليم وتعلم اللغة دون أن يكتسب المتعلم- في نهاية تعليمه وتعلمه- مهارات التواصل الفعال.
والحوار مجال خصب للتواصل بين الأطراف في مواقف الحياة بعامة، والمواقف التعليمية بخاصة، به تتغذي العقول بالمعارف، وتكتسب الحواس والمهارات، ويوظف الإنسان معارفه لتطوير مهاراته في مناقشة الآخـرين، والـرد عليهم، وإقناعهم، ومجادلتهم إذا لزم الأمر.
وفى دراسة بعنوان «مواجهة أزمة عسر الحوار لدى الناشئة رؤية تربوية» -2010-، للأستاذ الدكتور محمد رجب فضل الله أستاذ تعليم اللغة العربية بكلية التربية بالعريش في مصر، يرى أن الأزمة في الحوار هي أزمة عصـر، وأزمة مجتمع، وأزمة نظام عام للتربية، ونظام خاص للتعليم، والحلول لابد أن تنبـع من الآسـرة، وتؤكـدها المـدرسة، وتدعمهـا كـل مؤسسات التربيـة، ونظم التعليـم.
الأهمية التربوية للحوار
يُعد الحوار أحد أبرز أشكال التواصل اللغوي والاجتماعي، فهو قانون للعلاقات الاجتماعية، ووسيلة للتفاهم والتضامن والتعاون بعيدًا عن الصراع والتناحر والتعسـف، وهو النـافذة التي يطل منها طرفَا الحوار على بعضـهما؛ فيتعرف كل طرف شخصية الطرف الآخر، وفكره وتطلعاته وهمومه، وربما بعض أسراره، وما ذلك إلا لأن الإنسان اجتماعي بطبعه، يأنس بمن حوله من بني جنسه، يحاورهم ويحاورونه؛ وصولًا للإفهام والتفاهم.
بالحوار يمكن للإنسان مواجهة المشكلات التي تواجهـه، والبحـث عن حـلول لها، ولاسيمـا هذا العصر؛ حيث الحاجة لأن يتعلم الجميع كيف يعملون سويًا، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالحوار والتفـاوض؛ فالحوار سلاح من أسلحة الوجود الثقـافي، وهو وسيـلة نـاجحة من وسـائل الدفاع عن المصـالح العليا للأمة، وشرح قضـاياها وإبراز اهتمـامـاتهـا، وتبليغ رسالاتها وإسماع صوتها، وإظهار حقيقتها، وكسب الأنصار لها، وجلب المنافع إليها، ودرء المفاسد عنها.
ومع تعدد عناصر التعصب الديني، وظـهور التطـرف السيـاسي، وانتشـار التحـيز الفكري يأتي دور الحـوار باعتباره قناةً لتبادل الأفكار، والتقريب بين الآراء، وتذويب الخلافات. إن الحـوار من أهم الوسـائل للتـواصل والإقناع وترويض النفس على القبول بالرأي والرأي الآخر، واحترام النقد، والوصول لحول المشكلات.
إنّ تحاور الكبار مع الصغار في المنزل، واحترام آراء الطلاب، وتشجيعهم على التعبير المستمر عن أنفسهم؛ يساعد على بث الثقة بأنفسهم، والتغلب على المخاوف التي تنشأ عن شهورهم بالضعف والعجز.
من المهم تدريب الناشئة على مهـارات على مهـارات الحـوار، وحسـن الاستمـاع إليهم، وإتاحة الفرصة لهم لاتخاذ القرارات الخاصة بهم، وقبول آرائهم الصائبة والعمل بها، وتهيئتهم للتعامل مع أخطائهم على أنها تجارب مفيدة، وخطوات إيجابية؛ لتحقيق الهدف لا للتعسر في بلوغ الأهداف.
إن إتقان الناشئـة لمهـارات الحـوار في مـراحل مبـكرة من العمر ينمي لديهم القدرة على التفاعل الاجتماعي، وإنشاء العلاقات الطيبة مع الجماعة، وحب العمل الجماعي، والاهتمام بأمور الآخرين، مما يساعدهم على تحقيق التوافق الانفعالي لديهم، وإبعادهم عن الأنانية وحب الذات.
والفرد الذي يمتلك لغة الصحيحة وفنون التواصل اللغوي المختلفة يصبح قادرًا على أداء حوار اجتماعي جيد، ومن ناحية أخرى؛ فإن الأداء الجيد للحوار يسهم في تنمية مهارات اللغة المختلفة، ويدعم استخدامها.
ولعل هذه الأهمية للحوار، وهذه القيم التربوية- إلى جانب الفوائد اللغوية والفكرية- لهذا النشاط تؤكد الحاجة الماسة إلى جودة الحوار، وإلى توفير المعايير الداعمة لهذه الجودة، وذلك على مستويات تبدأ من المنزل، وتستكمل في المدرسة، وتستمر في كل المؤسسات، وفي جميع المواقف.
أنواع الحوار، ومواقف الأزمات
تتعدد أنواع الحوار، وتكثر أشكاله، ويعتمد تصنيفها- في أغلب الأحوال- على طرفي الحوار، وطريقة كل طرف في إجرائه.
ونظرا لأننا نعاني- في كثير الأحيان- من أزمة حقيقة واضحة، والتربية الناشئة على حسن التواصل، والتحاور، والتعامل مع الآخر، والموضـوعيـة في تفنيد أقواله، وعدم التحـامل في الـرد على أفكاره وآرائه؛ فإن أكثر أشكال الحوار السائدة في مجتمعنا (العربي خاصة، والإنساني عامة) يمكن أن تندرج تحت الأنواع السـالبة للحـوار، التي تخـلق- عادة- أزمة خلاله، وبعده، والتي يجب أن توجه جهود المؤسسات التربوية لمواجهة هذه الأزمة المتوقعة قبل الحـوار، والتقـليـل من مشاكلها أثناءه، وعلاج آثارها بعده.
ويمكن- لهذه الورقة- استعراض أنواع من الحوار الأزمة، والتركيز على النوع الايجابي والفعال.
ومن المواقف الحوارية التي تظهر خلالها أو بعدها أزمات واضحة، والتي تعكس أشكالًا من التعسر في الحوار، وتعكس أنواعًا مرفوضة من هذا الحواء المواقف التالية:
- موقف لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات، ويسـود الحـوار كله أو معظمه التشاؤم والقتـامة، ولا ينتهي الحـوار- عادة- إلى فائدة، ويسمـي هذا النـوع بالحوار العدمـي أو التعـجيزي، وهي تسمية تعكس إهدار الوقت والجهد والفكر في نشاط عديم الفائدة، مستحيل القيمة.
- موقف ينشغل فيه الطرفان أو أحدهما بالصنعة اللفظية دون الرؤية الفكرية أو العرض المعـلومـاتي، مـع الانشغال أو التباهي؛ في المناقشة على حساب الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة، وتسمية هذا النوع من الحوار تصف- بدقة- ما يدور بين طرفيه؛ فهو حوار المناورة، أو حوار «الكر والفر» بما يعني اللف والدوران الذي يستنزف الجهد، ويستهلك الوقت، ويدور طرفا الحوار- أثناءه- في حلقة مفرغة.
- موقف يميل المتحاورون فيه إلى استخدام الألفاظ الغامضة أو المبهمة ذات المعاني المتعددة التي تعطي في ظاهرها عكس ما يعطيه باطنها؛ لكثـرة ما تحـويه من توريـة، وهي مواقف تعطي نتائـج مزدوجـة وأحيانًا متعـارضة أو متضاربة، وهذا الحوار مزدوج.
- موقف حوار من طرف واحد يلغي فيه أحد الأطراف كيان الطرف الآخر، لا يمنحه فرصة الكلام أو التعقيب أو الرد باعتباره أنه الأفضل، ومن أمامه لا يستـحق أن يحـاوره، وهو أدنـى منه، وعليه أن يسمـع فقط، ويستجيب، ولا شيء غير ذلك؛ وعلى هذا فهو حوار سلطوي.
- موقف حوار يلجأ فيه أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوار، وتهميش ما يطرح خلاله من أفكار أو معلومات، أو آراء؛ طلبًا للسلامة، وتجنب أي نزاع، أو كنوع من الهروب من أعمال العقل أو الغموض في التفكير؛ للوصول إلى الرؤية الأعمق، وهو- بهذا الشكل- حوار سطحي.
- موقف حوار بين طرفين، أعلن كل طرف منهما تمسكه- قبل بداية الحوار- بما سيقوله أو سيطرحه من أخبار أو أفكـار أو معلومـات أو غيرها، وقبل أن يستمـع إلى الطرف الآخر؛ وهو يؤكد أنه مهما كانت الأخبار أو الأفكار أو المعلومات التي سيتم طرحها من الطرف الآخر، فسوف يظل متمسكًا بما يرى أنه ثوابـت، لن يحـيد عنها، وطريق التراجـع عنها مغلق؛ بما يمكن أن يشار إليه بأنه حوار مسدود.
- موقف حوار يصر أحد طرفيه على أن كل ما يطرحه من معلومات أو آراء فهو الصواب، وفي المقابل يصر على خطأ كل ما يطـرحه الآخـرون؛ فهو لا يرى الصـحة إلا فيمـا يقوله، ويرى الخطـأ فيمـا يصـدر عن الطـرف الآخر، ويمكن تسمية هذا النوع من الحوار: الحوار الإلغائي أو التسفيهي.
- موقف الحوار الفلسفي أو شبه الفلسفي، حيث تطرح القضايا الجدلية، وغير الواقعية، والتي لا ترتبط بصلة ملموسة بمتطلبات الحياة اليومية، والأحداث الواقعية، والمواقف الفعلية المجتمعية، وهي قضايا لا تقع في دائرة الاهتمام السواد الأعظم من أفراد المجتمع، ولا تعنيهم، وتقتصر جدوى متابعة هذا النوع من الحوار على ما يطـلق عليهم النخـبة من المثقفين أو أولئك المرفهين الذين لا يعيشون الهموم اليومية للمواطن العادي. إنه حوار البرج العاجي.
- موقف الحوار القائم على المبالغة في المسالمة؛ حيث يلـغي أحد الأطـراف حقـه في التحاور لحسـاب الطـرف الآخر أما خوفًا منه، أو تبعيةً له، وقد يكون هذا التنازل استخفافًا بالطرف الآخر للحوار، وبما يعني أنه أقل من أن يحاور، أو رغبة في إلقاء المسئولية على الطرف الآخر، بما يجعله يتحمل- وحده- عواقب هذا الحوار. ويسمى هذا النوع: الحوار المرافق.
- موقف الحوار بين أطراف متناقضة، تغلب عليه العناد والمشاكسة، يتجه فيه كل طرف في الاتجاه المعاكس للطرف الآخر، رافعا شعار «أنا عكسك دائما» إذا قال أحدهما شرقًا أسرع الآخر بالقول غربًا، وعندما يقول الأول «أنا موافق بشدة»، يرد الثاني «وأنا أرفض بشدة»؛ إنه الحوار المعاكس.
- موقف حوار عدواني سلبي: حيث يبدأ الطرف الأول في الكلام، وعرض ما لديه، وأحيانًا بطرح أسئلة، ويلجأ الطرف الثاني إلى الاستماع السلبي: بالصمت، كنوع من التجاهل، والمعانـدة في عـدم الـرد، والنـظر دون التعـليـق رغبـة في الكيد والمضايقة، وإظهار الاستهانة بالشخص، وكلامه، إنه حوار عدواني سلبي.
- موقف حوار لا يستهدف حل مشكلة، أو الوصول إلى إجابة، أو الاستقرار على رأي، أو تغليب لوجهة نظر؛ فالهدف معرفة كل طرف ما لدى الطرف الآخر من معلومات أو أفكار أو آراء. فهو مجـرد حـوار استطـلاعي فضـولي.
ومجمل ما سبق: إن كثيرًا من مواقف الحوار قد تكون مواقف مشكلات تؤدي إلى أزمات أكثر من كونها مواقف للمعالجة، والحل.
ومثل هذه المواقف شائعة الحدوث، لا يمر يوم دون أن نعيش واحدًا منها أو أكثر: عن قرب، وبصورة مباشرة، قد نكون أحد طرفيها، أو عن بعد، وبصورة غير مباشرة، بمشاهدتها عبر التلفاز أو الاستماع إليها عبر المذياع، وذلك من خلال البرامج الحوارية.
ولا تتوقف أنواع الحوار، وأشكاله عند مواقف العسرة، والحوار الأزمة، ولكنها تتجاوزه إلى مواقف حوارية عادية، تلقائية، كثيرة الحدوث، ضرورية ووظيفية، لازمة؛ لتيسير كثير من مواقف الحياة، وهي مواقف يمكن وصفها بالتقليدية إذا مرت دون تجديد أو أبداع، ويمكن تحويلها إلى مواقف حوارية فعالة ومؤثرة.
ومن هذه المواقف:
- موقف الحوار التلقائي الوقتي السريع الذي يحدث بين طرفين يلتقيان لأول مرة، وليس بينهما موضوعٌ أو مشكلة أو أية أمور مسبقة. إنه حوار كثيرًا ما يحدث في محطات السفر، وأماكن الانتظار؛ فهو حوار التعارف.
- موقف الحوار الهادف للنصح والإرشاد، الـموجه من طرف إلى الطـرف الآخر؛ وهو حوار قد يكون طبيعيًا بين أب وابنه، أو معلم وتلميذه، فهو حوار تناصح وتشاور وقد يكون مصطنعا- وهذه هي الأزمة- عندما يحدث بين ندين: يأخذ أحدهما دور الوصي بلا مقومات للوصاية؛ مما يؤدي إلى كثير من المشكلات الحياتية.
- موقف حوار بين أطراف تجمعها أهداف مشتركة في موضوع أو قضية واحدة، وهذه الصورة الحوارية تتسم بالأخذ والعطاء، والتمسك والتنازل، والرفض والرضا، وقد تشهد إصرارًا ورفضًا أو قبولًا واستسلامًا، وغالبًا ما يرضى كل طرف، ولو بالحد الأدنى لأهدافه من الحوار. إنه حوار التفاوض.
- موقف الحوار مع العمـلاء أو المستفيـديـن؛ بهـدف التسويـق لفكرة أو لسلعة أو لرأي، وإقناع الطرف الآخر «المتلقي» به، وهو نوع الحوار السائد- غالبًا- في اللجان والمجالس التي يغلب عليها الطابع السياسي، وكذلك في المواقف التجارية: حيث البيع والشراء، وفى المناظرات، حيث يسعى كل طرف من أطراف الحوار إلى إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره؛ ولذا يسمي هذا الحوار: الحوار الإقناعي.
وتزخر المواقف الإنسانية بأنـواع الحوار- جميعها- بنسب متفـاوتة، ووفقًا لمتغـيرات عـديـدة، وحسـب المـواقف والأشخاص، وهنا يأتي الدور التربوي والتعليمي للأسرة والمدرسة؛ حيث ينبغي على الكبار متابعة حوارات الصغار معًا، ومراجعة حواراتهم مع الكبار؛ لتخليص هذه أو تلك من سلبيات الحوار بعامة، ومن الأنواع المرفوضة منه بخاصة.
إن الحوار يصبح أمرًا إيجابيًا، وموقفًا مثمرًا ومفيدًا؛ عندما يتجنب المتحاورون سلبياته، ويبتعدون عن أشكاله المرفوضة، وهذا لا يتأتى إلا إذا أناح النظام التربوي والتعليمي الفرص المتنوعة للمتعلمين الناشئة للتدريب على مواقف الحوار عبر المحاكاة ولعب الأدوار التمثيل، والمناقشات الصفية، وغيرها من أساليب التعليم والتعلم.
أزمة الحوار
يتعرض الحوار شأنه شأن أي عمل فكري أو نشاط اجتماعي لمعوقات تصادفه يصنعها بعض المتحاورين، أو تسببها عوامل خارجة عنهم؛ فالحوار يكون أزمة عندما تعتريه كثير من الصعاب، والمعوقات، ويمكن عرض أبرز تلك المعوقات فيما يلي:
- الرغبة في الكلام من أجل الكلام دون هدف محدد، أو ما يسمي الثرثرة.
- التعصب للآراء والمذاهب والأفكار والأشخاص.
- اختلاف اللغة أو المفاهيم بين الطرفين، أو الأطراف المتحاورة.
- النطق غير السليم، حيث يتعذر ظهور الكلمات بصورة واضحة.
- عدم وضوح الصوت أثناء الحوار، وعدم اختيار المكان المناسب للحوار.
- النظرة الأحادية حيث يدور الشخص حول رأيه ووجهة نظره، ويرفض ما عداها.
- المِرَاء المذموم واللجاجة في الجدل ومحاولة الانتصار للنفس ولو على ذبح الحقيقة.
- عدم وضوح العرض، واللجوء إلى الغموض والإبهام.
- طول الصمت أثناء الحوار حيث يشير هذا الفعل إلى إن الحوار قد توقف أو انقطع.
- التسرع في إصدار الأحكام بسبب الغرور أو الكسل الذهني أو الانفعال النفسي.
- عدم الاستعداد النفسي لأي من الطرفين لأية سبب «وقت- مكان- ظروف....».
- غياب الأدلة والبراهين أثناء الحوار.
- التفكير السطحي الذي لا يغوص في أعماق المشكلات، ولا يدرك العلاقات بين الأشياء.
- الخلط بين الموضوع والشخص فيتحول الحوار إلى هجوم على الأشخاص واتهامهم.
- إخفاء جزء جوهري من الحقيقة بهدف التعمية على الطرف الآخر والإخفاء عليه.
- عدم التركيز والإصغاء من كل طرف من الأطراف المشاركة في الحوار.
- الغضب والانفعال؛ لأن الهدوء يُعد من الأمور الضرورية لتحقيق مناخ طبيعي للحوار.
- عدم تحديد الهدف من موضوع الحوار وتشعب الموضوع.
- الضوضاء والتشويش في قاعة الحوار أو من قبل الأشخاص أو من عوامل خارجية.
الحوار الفعال
الحوار: فن يقوم على عنصرين هما: المعلومات والأفكار الممتزجة بالآراء ووجهات النظر من ناحية، واللغة المتمثلة في الألفاظ والعبارات والأساليب من ناحية أخري.
ويمكن للحوار أن يكون فعالًا إذا تمت مراعاة ما يلي:
- مراعاة كل طرف من أطراف الحوار للمنطق السليم في العرض، واستخدام الدليل/ الأدلة الداعمة للرأي، وتقديم ما يرجح أية افتراضات، وما يبين أية دعاوى، مع تحري الدقة، والصحة في نقل أي معلومة.
- تجنب أية أقوال غامضة أو آراء متعارضة فيما يعرضه أي من طرفي الحـوار، والوعي بما يقدم؛ لضمان عدم الاختـلاف أو الخـلاف، أو إساءة الفـهم، أو إساءة الفـهم، أو سـريان الغمـوض، مع تحقيق اليسـر والسهـولة في التحـاور والتفاهم.
- الحفاظ على حق كل طرف من أطراف الحوار، وإنصاف من يستحق، بعض النظر عن أية تمييز على أساس الجنس أو اللون أو العقيدة أو البيئة أو ما يشابه ذلك، بما يضمن الحماية الكاملة لكل طرف، والمساواة بينهما في كل الفرص المتاحة، والوقت المخصص.
- توفير جو هادئ للتفكير وللحوار، والتركيز على الهدف من الحوار، والسير في فعالياته، دون الحيد أو الخروج عن المسار؛ للوصول إلى خط النهاية؛ حيث الاتفاق والرضا.
- اتباع خطـوات، وإجراءات محددة سلفًا، ومنظمة، ومنهجية، وعلمية، وتتمثل في تحديد: الموضوع قبل بدء الحوار، والمفاهيم التي سوف يتم استخدامها في المحاورة، والهدف الذي يريد الطرفان الوصول إليه من وراء عملية التحاور، والآليات والإجراءات التنظيمية التي تساعد على بلوغ الحوار إلى مسعاه النهائي.
إن أهداف الحوار يمكن أن تتحدد في الوصول إلى تفسير متفق عليه حول موضوع المحاورة، أو الرغبة في تخطي حالة العقم الفكري. والانغلاق الفكري، بما يعني تجاوز التعصب المذهبي أو الفكري أو السياسي أو الاجتماعي.
والإجراءات التي يمكن اتباعها لإتمام الحوار، وتحقيق أهدافه تتحدد في:
- التأكد من صحة المعلومات المعروضة في الحوار.
- مناقشة القضايا دون أن يكون في الذهن قرار مسبق.
- الاستعانة بذوي الخبرة والمختصين، واستخدام المناهج العلمية والمنطقية أثناء الحوار.
- ترتيب عناصر الحوار خطوة خطوة؟
- الابتداء بالمبادئ الجزئية وصولًا إلى الكليات والنتائج الكبرى.
وهذه السمات للحوار الفعال يمكن توفيرها، وإعلام الناشئة بها، وتعريفـه بخصائصها، وجوانب التمـيز فيهـا، والمقارنة بين الأمثلة الصحيحة، والأمثلة الخاطئة فيها، والتدريب عليها، من خلال مواقف محاكاة أو تمثيل أدوار، ويمكن تقديم نماذج لها؛ وإتاحة فـرص متنـوعة، ومواقف حوارية حقيقيـة، وما يجب أن يتوافـر فيه؛ لكـي يكـون فعـالًا، وهذه إجراءات يمكن أن تنمي لدي الناشئة مهارات الحوار.
تنمية الحوار
لتنمية مهارات الحوار وعلاج الضعف فيه لدي الصغار والمتعلمين، يجب مراعاة المبادئ التالية:
- تعرف المتعلمين المشاركين في الحوار للأهداف العامة والخاصة المطالبين بتحقيقها، وكذلك الزمن المحدد لهذه الأهداف.
- المراجعة الذاتية؛ وذلك بأن يلاحظ المتعلمون الصغار أداءهم اللغوي أثناء الحوار، وما يقعون فيه من أخطاء، وما يواجههم من صعوبات؛ لتفاديها فيما بعد.
- المخاطرة بحذر وذلك من خلال مشاركة الصغار في الحوارات والمواقف اللغوية المتعددة، رغم ما يواجهونه من صعوبات في التعبير عن أفكارهم بدقة.
- خفض مستوى القلق لدي المتعلمين، من خلال إرخاء عضلات الجسد، وأخذ نفس عميق قبل بدء الحوار، ومن خلال إدخال عنصر الفكاهة في سياق الحوار.
- التقويم الذاتي، وذلك بأن يقوم المتعلمون بتقويم مهاراتهم في التحدث من خلال تسجيل حواراتهم ومقارنتها بنماذج صوتية صحيحة، مع استجابات المستمعين لأحاديثهم.
- أن يكافئ المتعلمون ذواتهم عقب أداء الحوار بنجاح، وذلك من خلال العبارات المشجعة أو بعمل شيء محبب لنفسهم.
- أن يقوم المتعلمون بطرح الأسئلة أثناء الحوار؛ لاستيضاح شيء مبهم أو تصـويب شيء خاطئ؛ حتى يضمن كل متعلم أنه أدي مهارات الحوار على الوجه الصحيح.
- أن يردد المتعلمون على أنفسهم عبارات مشجعة قبل البـدء في الحـوار؛ تأكـيدًا لأنفسـهم بأنهم متحدثون مهرة، وأنهم قادرون على التركيز والنجاح.
- أن يراعي المتعلمون- أثناء الحـوار- مشـاعر وأفكـار بعضـهم، وذلك من خلال استنتـاج معـاني العبارات والأساليب التي يقولها كل طرف للآخر.
- أن يتعاون المتعلمون مع بعضهم أثناء الحوار، ويوحدوا جهودهم؛ حتى يمكنهم تحقيق أهدافهم المشتركة.
- إثارة دافعية المتعلمين نحو التعلم، وذلك من خلال معرفتهم لمردود تعلمهم لمهارات الحوار كنجاحهم في معرفة أصدقاء جدد.
- إتاحة الفرصة للمتعلمين للأعداد والتخطيط للحوار المطلوب منهم إجراؤه، وذلك من خلال تجميع المعلومات وتكوين الأفكار ذات الصلة بموضوع الحوار.
- إتاحة الفرصة أمام المتعلمين لتبادل الأفكار والخبرات، ولمناقشة المشكلات والصعوبات اللغوية التي تواجههم أثناء الحوار.
- إتاحة الفرص للمتعلمين لممارسة الحوار عمليًا، وذلك من خلال الاشتراك في الأنشطة اللغوية المتعددة مثل المناظرة.
مراعاة خطوات مدخل المهارات والتي تتمثل فيما يلي:
- وجود مخطط محدد لتقديم المهارات، يسير في إطار برنامج متكامل له أهدافـه ومحتـواه وطرق تدريسه وأنشطته ووسائل تعليمه وأساليب تقويمه.
- مناقشة المتعلمين فيما قاموا به من إجراءات لأداء المهارة، مع مراجعة القواعد والخـطوات التي اتبعها هؤلاء المتعلمون أثناء أداء المهارة.
- التدريب المكثف على المهارات الفرعية لكل مهارة رئيسية؛ لأن ذلك من شأنه العمـل على إتقان المهارة الرئيسية.
- عمل تمرين تطبيقي آخر للمتعلمين بمساعدة وإشراف المعلم؛ للتأكد من إتقانهم للمهارة، ويمكن أن يعمل المتعلمون فرادى أو في مجموعات صغيرة.
- مساعدة المتعلمين على تطبيق المهارة خطوة بخطوة مع الإشارة إلى الهدف والقـواعد والأساليب وراء كل خطوة.
- إجراء المعلم نقاشًا عامًا بهدف استجلاء الخبرات الشخصية للمتعلمين فيما يتعلق بمعرفتهم للمهارة؛ وكيفية أدائهم لها.
- العرض التفصيلي للمهارات الفرعية التي تتضمنها المهارة العامة، مع عرض المعلومات والمعارف المرتبطة بكل مهارة عند استخدامها.
- تقديم المهارة المقرر تدريسها ضمن سياق الموضوع، ومع ذكر اسم هذه المهارة وكتابته، وتعريفها بصورة مبسطة وعملية.
أشكال الحوار
تتعدد أساليب الحوار أو أشكاله، فمنها ما يتخذ شكل السؤال والجواب، أو المحادثة، أو المناقشة، أو التفاوض، أو المناظرة، أو الجدال، وفيما يلي تفصيل لهذه الأساليب والأشكال:
السؤال والجواب:
يعتبر طرح الأسئلة واستدعاء الإجابات من أساليب الحوار التي تشبع في مواقف الحياة اليومية؛ رسمية كانت أو غير رسمية، وهو أسلوب فعال للتواصل الإنساني بعامة، والأسلوب الأكثر شيوعًا في الحياة التعليمية بخاصة.
وعادة ما يستخدم الكبار؛ آباءً، ومعلمون السؤال كمثير، وأداة إيجابية فاعلة وخلاقة في الحصول على المعلومات.
ولا يمكن تصور موقف تعليمي، أو مكان تحصيل علم، أو موقع عمل ناجح، أو أي نشاط من مناشط الحياة يخلو من استخدام الأسئلة، ويستدعي تلقي إجابات، وعلى هذا الأساس يمكن القول أنه لا حياة بلا تفاهم، ولا تفاهم بلا تواصل، ولا تواصل بلا حوار، ولا حوار بين طرفين إلا كان أحدهما يسأل، والآخر يجيب.
ومن الضروري تعليم الناشئة كيفية إعداد الأسئلة وصياغتها وكيفية توجيهها، ومن ثم تعويدهم الاستماع إلى الإجابة، والتعقيب عليها، ومعاودة الاستماع إلى سؤال تالي، والانتظار والتفكير، ثم الإجابة، وهكذا.
المحادثة:
وهي أسلوب من الأساليب غير الرسمية للحوار، يتم في مواقف الحياة اليومية مثل: المحادثات الهاتفية، وأحاديث الأصدقاء وغير ذلك، وهو حوار لا يخضع لقواعد معينة أو أسس محددة تنظمه، يحتاج المشاركون فيه إلى مهارات، وعليهم مراعاة مجموعة من الآداب.
ومحادثات الكبار مع الصغار أو محادثات المعلمين مع المتعلمين تثري العقل، وتشبع الوجدان، وترقي المشاعر، وتنمي المهارات التي تجعل المحادثة أمرًا ميسرًا وفعالًا.
المناقشة:
عبارة عن حوار بين طرفين، وغالبًا ما تكون موقفًا مخططًا يشترك فيه مجموعة من الأفراد تحت إشراف وتوجيه قيادة معينة.
ومضمون مواقف المناقشة يتحدد في مشكلة تحتاج إلى بحث وحل، أو موضوع نود عرضه وتحليله أو حادثة نستقصي أسبابها ونتائجها، وما دار خلالها من حوارات بالوصول إلى أفضل الحلول للمشكلة، وأدق التحديد للموضوع، وأشمل الدراسة للحادثة أو الموقف، وبإحصاء كامل وفهم تام لكل طرف لما لدى الطرف الآخر من معلومات أو أفكار أو آراء.
التفاوض:
التفاوض هو فن التعامل مع الاختلاف من أجل الحفاظ على كفاءة العلاقات بين أطراف اختلفت مصالحهم أو تعارضت، وخروج كل طرف بأكبر قدر من المكاسب، وتستلزم عملية التفاوض مراعاة مجموعة من الأسس والقواعد، التي يؤدي التزام طرفي التفاوض بها إلى نجاح العملية التفاوضية.
ومن أهم هذه الأسس التي ينبغي مراعاتها لنجاح عملية التفاوض ما يلي:
- استيضاح أي غموض في الأفكار والآراء المطروحة.
- انتهاج مبدأ تحقيق الممكن وعدم الاندفاع وراء الحب الفطري للكمال.
- تجنب التفكير الأحادي لأنه يجعل المتحاور سجين فكرة واحدة دون النظر للبدائل.
- تجنب التقوقع والانغلاق والخوف من المواجهة الإيجابية مع الآخرين.
- تجنب المغالطات والدفاع عن الأوضاع الخاطئة.
- تجنب سوء الظن بالآخرين، والتصنيف المتعسف لهم دون معرفة حقيقة مواقفهم.
- تحديد النقاط التي يمكن التفاوض بشأنها.
- تحديد أولويات التفاوض، من خلال تحديد أهمية ووزن كل نقطة من النقاط.
- التركيز على حل المشكلات، وتجنب التعرض للأشخاص بالتجريح.
- تعرف وظائف الأسئلة جيدًا؛ لاستفادة منها في عملية التفاوض.
- التقويم المستمر لموقف التفاوض؛ للتعرف على المستجدات أثناء عملية التفاوض.
- تنمية مهارة الاستماع، وتجنب هيمنة الافتراضات المسبقة على أذهان المشاركين.
- عدم القابلية للاستهواء، وتصديق كل ما يقال دون برهان واضح.
- مراعاة طريقة وأسلوب التحدث، وتعبيرات الوجه، وحركات اليد، وحدة الصوت.
- مراعاة كمية المعلومات التي تطرح أثناء التفاوض
المناظرة:
حوار بين شخصين أو فريقين؛ يهدف الوصول إلى الحق وجلاء الصواب، ويتم السير فيها وفقًا لضوابط وتوجيهات، وقواعد يجب مراعاتها، واحترامها. والمناظرة موقف حواري حيوي، طرفاه- غالبًا- مختلفين، وربما متناقضين في أفكارهما، وتوجهاتهما، ولدى كل طرف حججه وأسانيده، ولديه- أيضا- ما يدحض حجج الطرف لآخر، ويرد على ما يدعيه، وهو- بهذه الصورة- يمثل أرقى أشكال الحوار، وأعلاه.
الجدال:
هو حوار بين متنازعين، لكل منهما وجهات نظر يتمسك بها ويدافع عنها، ويرفض كل منهما التنازل عنها، وقبول غيرها، وهو يرى في ذلك أنه الأحق.
والجدال يكون محمودًا عندما يأتي الحوار فيه هادئًا بهدف إقناع أحد الطرفين للآخر بوجهة نظر معينة وصولًا للحق. ويكون مذمومًا عندما يكون الحوار أثناءه صاخبًا، والغضب يملأ الطرفين، مما يؤدي إلى عدم التفاهم أو التراضي أو الوصول لوجهات نظر متوافقة، وقد يصل الأمر إلى الخصومة والكراهية.
إن تعويد الناشئة منذ نعومة أظفارهم على الحوار المنظم والهادئ، المعتمد على حسن الاستماع للسؤال الموجه، أو وجهة النظر الأخرى، أو التعليق المطروح، وتدربيهم على التروي وإعمال العقل، وتنظيم الفكر؛ للإجابة عن السؤال، أو طرح وجهة النظر المقابلة، أو الرد على التعليق، وفي ذات الوقت يجب على الكبار الاهتمام بمتابعة حوارات الصغار؛ للحد من صخبهم، وثورتهم أثناء الحوار، وللتخفيف من حالات غضبهم أو عصبيتهم، وحثهم على الرضا عن الآراء الأكثر قبولًا، والموافقة على وجهة النظر الأكثر منطقية.
ختامًا
ومازالت أزمة الحوار قائمة، والعسر فيها ملموس، وما زلنا نلحظ- بوضوح- الآثار السلبية التي تترتب على معظم مواقف الحوار، وما ينتج عنها من مشكلات اتصالية، ومجتمعية؛ مما يفسد للود معظم قضاياه.
ويرجع عسر الحوار- في أغلب الحوار- إلى أشكال التربية السائدة، ولاسيما التنشئة الاجتماعية جملة، يصاحبها من تربية لغوية، لا تولي اهتمامًا للاستماع، والتحدث كمهارتين لغويتين يحتاجان إلى تعليم مقصود، يستهدف إكساب عادتهما، وتنمية مهاراتهما.
إن الاهتمام بالاستماع، والحرص على فعاليته؛ سيضمن قدرات لدى الناشئة تتصل بالتذكر، والاستنتاج، والتمييز، والتوقع، وسيؤدي إلى تنمية الكثير من مهارات التفكير إلى جانب العادات السلوكية المرغوبة مثل: عدم مقاطعة الآخرين، وإظهار الاهتمام بالمتكلمين، وإعطائهم وقتًا للتعبير عن أفكارهم، وآرائهم، وعدم إظهار الملل من المتحدث أو موضوع حديثه، إلى جانب حسن الوقوف أو الجلوس أمامه، والنظر إليه، والأهم هو عدم التحامل عليه، وفهم ثقافته عند تقويم كلامه؛ مما يؤدي إلى الموضوعية في الحكم على حديثه، وهذه، وغيرها أساسيات لحوار آمن وفعال.
ولا يكتمل لموقف الحوار أمنه وفعاليته دون أن يفكر المتحدث قبل أن يبدأ بالكلام، ويجيد صياغة جمله، وعباراته، ومعرفة كيفية توضيح فكرته، وتسلسل أفكاره، مع حسن الأداء في الصوت، والحركات، واختيار الوقت والمكان والظروف الملائمة.
إن احترام المتكلم للمستمع، ومراعاة ثقافته، وتقدير أحواله وحالاته، ومستوى ثقافته وتعليمه، وغير ذلك مهارات وعادات أراها لازمة لتجنب العسر في الحوار والوقاية من أزماته، وتخطيها دون مشكلات.
وأؤكد على أن الأسرة هي الوسيط الأول لغرس العادات الصحيحة للحوار لدى الأطفال، وإكسابهم- ولو ضمنيًا- مهاراته، ويكون عبء ذلك على الوالدين، والكبار، وتنتقل هذه المسئولية إلى معلمة الروضة، بمجرد التحاق الطفل بها.
ولا يعني اهتمام الروضة بتدريب الطفل على الحوار الفعال توقف دور الأسرة؛ بل يستمر هذا الدور مع الناشئة إلى مراحل النضج، والتأكد من امتلاك المهارات.
إن المدرسة هي المؤسسة التربوية الأكثر اضطلاعًا بهذا الدور بشكل منظم ومقصود، من خلال التخطيط لمواقف الحوار، وإكساب المتعلمين المعارف المرتبطة بها، وتقديم نماذج صحيحة للمحاكاة، وإتاحة فرص للمتعلمين للأداء الفعلي، وتقويم هذا الأداء وصولًا إلى التمكن منه.
وتأتي دروس اللغة الأكثر مناسبة لإكساب المتعلمين عادات الحوار الجيد، وتعليمهم مهاراته، ويأتي بذلك، معلم اللغة؛ ليكون المسئول الأول داخل المدرسة عن هذا المجال، ويجني الآخرون- داخل، وخارج المدرسة- نتاج جهده في هذا الجانب، ويعانون- في ذات الوقت- من أي تقصير منه في تعليم الحوار بالصورة المنشودة. ومعنى ما سبق، أن مهارتي الاستماع والكلام يجب أن يحظيا بالمزيد من الاهتمام في دروس اللغة، وأن واقع الحصص الدراسية المخصصة لهما يجب أن يتحسن، ويصبح من الضروري الاهتمام بذلك في برامج إعداد معلمي اللغة، وبرامج تدربيهم أثناء الخدمة.
وبالتأكيد؛ فإن الناشئة ينتظرون من الوسائط التربوية الأخرى: الإعلامية، والدينية، والمجتمعية نفس القدر من الاهتمام، ويتوقعون ألا تُطِل من نوافذ هذه الوسائط إلا النماذج الجيدة من المتحاورين الذين يستحقون أن يكونوا قدوة لهم في حواراتهم المدرسية وغير المدرسية.
.