نظمت أول أمس السبت، 10-2-2018، جمعيةُ «صناعة الغد» بالتنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية والحرف بولاية البليدة، بدولة الجزائر، ندوة حول أثر ممارسة الألعاب الإلكترونية على الأطفال والتي جاءت تحت شعار «لنحمي أبناءنا».
وعلى هامش الندوة صرح رئيس جمعية «صناعة الغد» الدكتور والوزير الأسبق بشير مصيطفى، أن عنوان الندوة تم اختياره عقب الحراك الجاري في قطاع التربية من خلال النزاعات المهنية وكذا تأثر قطاع التربية بالمعلوماتية والألعاب الإلكترونية ولاسيما لعبة «الحوت الأزرق» مشيرًا في ذات السياق أن هذه الأخيرة مازالت تلقي بظلالها على المجتمع لكن حسب مصيطفى تم تناول الموضوع من الناحية الإعلامية فقط ولم يتم تناوله من الناحية الفنية وكذا تقديم الحلول البديلة.
ومن جانبه، طالب وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى، الآباء والأمهات بمراقبة هواتف أبنائهم الذكية؛ لحمايتهم من الموت، بإزالة لعبة «الحوت الأزرق» من هواتفهم، بعد أن تسببت في مقتل خمسة مراهقين بأقل من شهر.
وعكس ما يشاع من كون اللعبة عبارة عن تطبيق يتم تحميله من خلال متجر بلاي ستور، أو غيره من المتاجر الإلكترونية، فإن الخبير في تكنولوجيا الاتصال كريم خلواطي، يؤكد أن: «اللعبة ليست تطبيقًا؛ بل عبارة عن محادثات تتم من خلال مجموعات سرية ومغلقة على شبكات التواصل الاجتماعي».
وكشف أن «من يقفون وراء اللعبة يستعملون الماسنجر للتواصل مع ضحاياهم، حيث يمارسون عليهم أساليب التأثير النفسي والسيكولوجي، من خلال مجموعة من التحديات التي تبدأ كتحديات بسيطة كالاستيقاظ باكرًا، ومشاهدة أفلام الرعب، وتنتهي بالتحدي الأكبر وهو تحدي الانتحار».
وفي كل تحدٍّ من التحديات الــ50، يُطلب من المشارك إرسال صور لمسؤولي المجموعة، ويُعتبر رسم الحوت الأزرق على الذراع باستعمال آلة حادة أول تحدٍّ يعلن من خلاله المشترك دخوله الفعلي في المسابقة.
وفي حال محاولة الانسحاب من اللعبة، يتم ابتزاز المشترك بالمعلومات التي سلَّمها لهم، أو يتم تهديده بالقتل، أو قتل أفراد من عائلته.
اللعبة حسب تحقيق نشرته «الديلي ميل» البريطانية في 29 يونيو الماضي، برزت أول مرة عام 2013، وتحديدًا في روسيا، من خلال المطور فيليب بوديكين طالب علم النفس الذي طُرد من الجامعة، والذي أنشأ مع رفقائه مجموعة (F57)، وهي مجموعة على السوشيال ميديا بموقع التواصل الاجتماعي (vk.com) المنتشر في روسيا والدول المحيطة بها.
بوديكين نجح في تحريض العشرات من الضحايا بدول عديدة على الانتحار، من خلال وضع ضحيته في وضعية نفسية كئيبة تدفعه وتشجعه في النهاية على وضع حد لحياته، وقد أدين بالسجن بعد اتهامه بالتورط المباشر في تحريض 16 فتاة روسية على الانتحار.
تسجيل حالات انتحار بالجزائر بين أوساط المراهقين والأطفال، وربطها مع هذه اللعبة، أثارا تساؤلات ومخاوف عديدة، وحذر رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة الإلكترونية بمديرية الشرطة القضائية، العميد سعيد بشير، من «خطورة ممارسة الألعاب الإلكترونية غير المعروفة المصدر، والتي توجَّه في غالب الأحيان إلى الأطفال»، مؤكدًا أن هذه الألعاب «تحوي في العادة مضامين عنيفة، وتتم صناعتها انطلاقًا من عادات وتقاليد غريبة عنا، وتخلُّ بالتوازن النفسي لأبنائنا».
وفي غياب نظام للحماية العائلية، أكد أن الاستخدام السيئ للإنترنت من قِبل الأطفال تسبب في ارتفاع نسبة الجريمة الإلكترونية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث سجلت مصالح الأمن 567 حالة عام 2015، و1055 حالة في 2016، و1500 حالة في 2017، وهو الأمر الذي يعكس، برأيه: «غياب ثقافة التبليغ بين أفراد المجتمع».
وعن سبل مواجهة الاستخدامات السيئة للإنترنت على الأطفال، نوّه الخبير في مجال تكنولوجيا الاتصال يونس قرار، إلى أهمية الحماية العائلية، حيث نصح العائلات بـ «ضرورة المراقبة الدائمة لأطفالهم وتفحُّص أجهزتهم الإلكترونية الذكية، مع ضرورة وضع أجهزة الكومبيوتر الموصولة بالشبكة في أماكن تتيح مراقبتها، ومنع عزلة الأطفال بهذه الأجهزة، مع مراقبة أبنائهم وملاحظة أي تغيير يطرأ على سلوكياتهم وتصرفاتهم».
.