نظمت جامعة قسنطينة بالجزائر، ندوة تربوية بعنوان «التربية ودورها في بناء شخصية المتعلم»، أمس 3/2/2018، بهدف البحث في كيفية بناء شخصية المتعلم بناء متوازنًا سويًا، يحقق الانسجام والتكامل بين جوانب شخصيته الثلاثة: المعرفية والمهارات السلوكية والوجدانية الانفعالية، في علاقتها ببناء وترسيخ القيم الأصيلة لديه، حتى يكون فاعلًا في مجتمعه، قادرًا على الدفاع عن حقوقه ووطنه وإثبات هويته، متكيفًا مع إكراهات حاضره، ومستعدًا لتحديات مستقبله.
تم التطرق في هذا الموضوع إلى نقاط عديدة، أولها عناصر التكامل في شخصية المتعلم وتقاطعها مع التربية على القيم، وكذا سبل التنزيل الفعلي الناجح للتربية على القيم بالمؤسسات التعليمية.
يحظى المتعلم في المنظومة التربوية على مستوى العالم بأهمية خاصة، باعتباره محور الرحى الذي تدور حوله مختلف الأنشطة التربوية بالمؤسسات التعليمية، وقد خصته الوثائق التربوية الرسمية بعناية واهتمام فائقين في العديد من الدول، لجعل المتعلم في قلب الاهتمام والتفكير والفعل، وقد جعلت الجزائر الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين قضية الارتقاء بالفرد والمجتمع ومن الركائز الأساسية للمدرسة التربوية، ولن يتأتى هذا إلا بالتفكير العملي الجاد في كيفية بناء شخصية المتعلم بناء متوازنًا سويًا.
اختتمت الندوة بمجموعة من التوصيات، منها أن المدارس العربية والعالمية بصفة عامة، من خلال تنويع أنشطتها، تعمل على تأهيل المتعلم لبناء شخصيته، بناء متوازنًا وسويًا ومتكاملًا من الناحية المعرفية والمهارية والانفعالية، كما أن العمل على تكامل الشخصية يفيد التنسيق المنسجم بين جوانب الشخصية المختلفة وتوافقها مع بيئتها، إلى جانب الانسجام بين الجوانب المعرفية والمهارية السلوكية والوجدانية الانفعالية، وأهمية ذلك في بناء وترسيخ القيم الإنسانية الدينية والخلقية.
تمت الإشارة إلى أن الارتباط الوثيق بين الجانب المعرفي والقيمي يجد تأصيلًا له في النماذج المتقابلة في القرآن الكريم، خاصة النموذج الذي يربط القيم بالمعرفة، وهو ما يبحث عنه العالم حاليًا. فالقرآن الكريم يربط بين العلم والخبرة، ويصل بين المعرفة والقيم، والله عز وجل خلق آدم عليه السلام وزوده بالمعرفة والقيم معًا.
.