أكدت ورشة علمية إقليمية بعنوان «دور التّربية الدّينية في الوقاية من التّطرّف العنيف والرّاديكالية»، نظمتها منظمة التعاون الإسلامي، بالاشتراك مع البنك الإسلامي للتّنميّة والجامعة الإسلاميّة بالنّيجر في نيامي، عاصمة جمهورية النّيجر، وذلك يومي 29 - 30 يناير 2018، على ضرورة إيجاد آلية مشتركة لإعادة النّظر في المناهج الدّراسيّة بالمنطقة، بغية توحيدها وتحديثها لمواكبة مستجّدات العصر وتحدّياته.
وأوصت الورشة بإعادة صياغة البرامج التعليمية داخل المناهج الدراسية في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة في المنطقة بهدف تعزيز ثقافة التّعدّدية والتّعايش السّلمي بين أطياف المجتمع كافّة، وإشاعة روح المحبّة والتّعاون والتّحذير من الأفكار التّي تسبّب الفرقة والبغضاء والتّشاحن، وذلك كلُّه في ضوء الجهود المبذولة في تحديث المناهج وتطويرها.
ونبه المشاركون إلى ضرورة إعادة إدراج مادّة التّربية الدّينيّة والأخلاقيّة بساعات كافية في المنظومة المدرسيّة الرّسمية من الابتدائيّة إلى الثّانوية قصد غرس الأخلاق النّبيلة والقيم الإنسانية السّاميّة التي تعدّ دعامة التماسك الاجتماعي، وتُكسب المجتمعات الإنسانية مناعة ذاتية من الانزلاق إلى هاوية الأفكار المتطرفة.
ودعت الورشة إلى توفير الوسائل التعليمية والتربوية المناسبة، وخلق فضاءات التدريب والتأطير الملائمة للمعلمين والمعاهد العلمية والجامعات؛ لتمكينها من الاضطلاع بدورها المنوط بها على أحسن وجه، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين الجامعات والمدارس وطواقمها التربوية والأكاديمية إقليميًا ودوليًا.
وطالبت بإعادة النظر في المنظومة التربوية بالمنطقة بحيث تكون مشاعة بين الجميع على غرار ما كان عليه الأمر في المجتمع الإفريقي قديمًا، وألا ينظر إلى التربية على أنّها شأن يختص به التّربويون بحكم تخصّصاتهم الجامعيّة أو وظائفهم المهنيّة.
وشددوا على أهمية استنفار كافة المؤسّسات الدّينية والتّعليمية والتّربوية المختلفة في التصدي للاستفزازات الصريحة من أدعياء العلمانية في المنطقة، والمتمثلة في الطعن في عقيدة الأمة والتشكيك في ثوابت الدين بدعوى حرية التعبير، لاسيما في وسائل الإعلام والفضائيّات العامة والخاصّة، التي أثبتت الدراسات أنها من أكبر العوامل المؤدية إلى التطرف الفكري والراديكالية لدى الغيورين من الشباب المسلم خاصة.
.