بضعة أحرفٍ تُكوّن كلمةً صغيرة في حجمها وهي كلمة الوطن، غير أنها كبيرة في معانيها؛ فالوطن هو بمثابة الأمّ والأسرة، وهو الحضن الدّافئ لكلّ مواطنٍ على أرضه، وهو المكان الذي نترعرع على أرضه، ونأكل من ثماره ومن خيراته، فمهما ابتعدنا عنه يبقى في قلوبنا دائمًا، ويُولد مع الإنسان، ولذا فحب الوطن يعد أمرا فطريا يتربى عليه الفرد. وحب الوطن ليس حكرا على أحد؛ فكل إنسان يعشق ويحب وطنه، ولا يملك أحد أن يتهم أحد– بدون دليل- عدم حبه لوطنه، ولقد عمق ديننا الإسلامي حبنا لأوطاننا والوفاء لها، ولنا في رسول الله r المثل الأعلى حينما أُجبر على فراق وطنه مكة التي ولد ونشأ فيها فقال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»، فمن كلام رسولنا الكريم يتبيّن لنا واجبُ الحبّ الذي يجب أن يكون مزروعًا في قلب كلّ شخصٍ تجاه وطنه، سواءً أكان صغيرًا أم كبيرًا.
وقد يظن كثيرٌ من النّاس أنّ هناك تعارضٌ بين الوطنيّة والإسلام، ولا شكّ أنّ هذا الظنّ أو الاعتقاد عائدٌ إلى ما علق بأذهان النّاس من تفسيراتٍ خاطئة لمفهوم الوطنيّة وما يتعلّق بها من مظاهرَ وتعبيرات.
كما يشير مفهوم الوطنيّة إلى ذلك الانتماء العاطفيّ والوجدانيّ الذي يحمله الإنسان في قلبه اتجاه وطنه ويعبّر عنه بأشكال مختلفة من السّلوك الإنساني، وما يصنع هذا الإحساس الوجداني هو ميلاد النّاس في هذه الأرض التي يعتبرونها وطنًا لهم، ونشأتهم فيها بكلّ ما تحمله هذه النّشأة من معاني جميلة في الحياة.
وفي هذا الدراسة الخاصة (بالمنتدى الإسلامي العالي للتربية) للباحث عبده دسوقي حول (التربية الوطنية عند الإخوان المسلمين) يناقش فيها دور التربية عند الإخوان المسلمين في تعميق حب الأوطان والوفاء لها، والدفاع عنها؛ ويسرد نماذجَ عملية تُترجم هذا الحب على أرض الواقع.
الإخوان وحب الوطن
بين الفنية والأخرى تظهر الدعوات التي تتهم الإخوان في وطنيتهم خاصة حينما يحتدم الصراع بين النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، ورغم مرور ما يقرب من تسعين عاما على نشأة الجماعة إلا أنه لم يستطع أحد إثبات تهمة خيانة الوطن على أحد من جماعة الإخوان، وبالرغم من تبعية البوليس السياسي للمحتل الانجليزي إلا أنه لم يتهم الإخوان بهذه التهمة كما لم يحاول إسقاط الجنسية عن أحد من الإخوان حينها؛ إلا أنه ما كاد العسكر يُمسكون بزمام الحكم إلا وأصدروا قرارًا بإسقاط الجنسية عن سعيد رمضان (صهر الأستاذ البنا) وعبد الحكيم عابدين (سكرتير العام للجماعة) وكامل الشريف (قائد الإخوان في حرب فلسطين) وسعد الدين الوليلي (مسئول قسم الجوالة) وعبد المنعم عبد الرؤوف (من الضباط الأحرار) وذلك في عام 1954م وبالرغم من ذلك تجلت وطنيتهم أثناء العدوان الثلاثي على مصر فأرسلوا رسالة جاء فيها: «سيادة الرئيس جمال عبد الناصر- القاهرة-، قلوبنا مع الجيش الباسل والشعب الأبيّ في جهاده ضد الاستعمار والصهيونية، نعلن باسم إخواننا أن دماءنا وجميع ما نملك تحت تصرف الوطن في أي ميدان يوجهنا إليه، وكفى بالله نصيرًا» سعيد رمضان – سعد الدين الوليلي – كامل الشريف – دمشق :31 تشرين الأول 1956م.
وما كاد أنور السادات يتولى الحكم إلا وأصدر قرارا بإعادة الجنسية إلى هؤلاء بالإضافة لعبد المنعم عبدالرؤوف مع ترقيته لرتبة فريق([1]).
التربية الوطنية في مضمون فكر الإخوان
عمد الإمام البنا والإخوان إلى تربية المجتمع على معاني الوطنية الحقيقية والتي أقرها الإسلام وهي أن أي بلد من بلاد المسلمين هي وطن لكل مسلم يذود عنه ويدفع الضر عنه، ولا ينظر لرقعة الأرض التي يسكن عليها فقط، فهذا المعنى المتحقق للوطنية، والتي وصفها الشاعر بقوله:
ولست أدرى سوى الإسلام لي وطنًا الشام فيه ووادي النيل سيان
وكلمـــا ذُكر اسم الله في بلــد عددت أرجاءه من لب أوطـاني
لكنْ نظر البنا والإخوان أيضا إلى الأرض التي ولدوا وتربوا عليها وعملوا عن الدفاع عنها، وتقديم كل غالٍ ورخيص من أجل هذا الوطن، وطالبوا الشعب والحكومة بالدفاع عن الوطن والعمل على إجلاء المحتل عنه.
ومن ثم نجد أن الأستاذ البنا صاغ أهم النظريات السياسية والاجتماعية المعاصرة في تعدد وتكامل دوائر الانتماء الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية، مع الإشارة إلى دور مصر الرائد والقائد في تحقيق هذه الوحدة المنشودة لأمة الإسلام.
فيقول الأستاذ البنا تعريفا بمعاني الوطنية الحقيقية: «وطنية الحنين؛ إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الأرض وألفتها والحنين إليها والانعطاف نحوها، فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة، مأمور به في الإسلام من جهة أخرى. وطنية الحرية والعزة؛ وإن كانوا يريدون أن من الواجب العمل بكل جهد في تحرير البلد من الغاصبين وتوفير استقلاله له، وغرس مبادئ العزة والحرية في نفوس أبنائه، فنحن معهم في ذلك أيضًا، وقد شدد الإسلام في ذلك أبلغ التشديد. وطنية المجتمع؛ وإن كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد، وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، فذلك نوافقهم فيه أيضًا، ويراه الإسلام فريضة لازمة([2])».
غير أن الأستاذ البنا حارب الوطنية الحزبية والقومية المتعصبة وربى أتباعه على ذلك ونادى المجتمع بنبذ هذه الوطنية الزائفة، فقال:
«وإن كانوا يريدون بالوطنية تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر، وتتضاغن، وتتراشق بالسباب، وتترامى بالتهم، ويكيد بعضها لبعض، وتتشيع لمناهج وضعية أملتها الأهواء، وشكلتها الغايات والأغراض، وفسرتها الأفهام وفق المصالح الشخصية، والعدو يستغل كل ذلك لمصلحته، ويزيد وقود هذه النار اشتعالًا، يفرقهم في الحق ويجمعهم على الباطل، ويحرم عليهم اتصال بعضهم ببعض وتعاون بعضهم مع بعض، ويحل لهم هذه الصلة به والالتفاف حوله، فلا يقصدون إلا داره، ولا يجتمعون إلا زواره، فتلك وطنية زائفة لا خير فيها لدعاتها ولا للناس».
فها أنت قد رأيت أننا مع دعاة الوطنية، بل مع غلاتهم في كل معانيها الصالحة التي تعود بالخير على العباد والبلاد، وقد رأيت مع هذا أن تلك الدعوى الوطنية الطويلة العريضة لم تخرج عن أنها جزء من تعاليم الإسلام([3]).
لقد عمد الإمام البنا إلى تربية الإخوان المسلمين على أن يكونوا أشد الناس إخلاصًا لأوطانهم، وتفانيًا في خدمتها، واحترامًا لكل مَن يعمل لها مخلصًا، إلا أنه يقرر أن هناك فروقًا بين الوطنية كما يفهمها، وبين دعاة الوطنية المجردة، فيقول:
إن الذين يظنون الإسلام يهدم الوطنيات مخطئون؛ لأنه يفترض على أبنائه حماية أرضهم، وإن الذين يظنون أن الإسلام عصبة خطيرة على العالم مخطئون؛ لأنه أخوة توحد بينهم وتسوى صفوفهم، وإن الذين أدركوا الإسلام حق الإدراك علموا أنه- بحق- صيانة للوطن ورحمة للعالمين. وهي كلمة حكيمة سمعتها من سياسي كبير تشربت روحه بفضائل الإسلام لا تزال ترن في أذني، وستظل كذلك لما فيها من روعة وعذوبة، فقد قال في إيمان عقيدة: «لو عرف الناس الإسلام حق معرفته لعلموا أنه دين وجنسية([4])».
حينما أنشأ البنا قسم الأشبال لتربية النشء منذ الصغر كان يهدف من وراءه غرس المعاني الإسلامية والوطنية في هذا النشء حتى يشب على حب الوطن والأرض التي عاش عليها ويعيش عليها كل مسلم، ويضع هذا الدفاع كوفاء بالعهد الذي تعهد به على نفسه أن يدافع عن وطنه فيقول الأستاذ البنا:
«وهذا الوفاء سيحمى الوطن مما يهدده من أخطار اجتماعية داهمة، ويعيد الطمأنينة والسكينة إلى النفوس والقلوب، لكنه يستلزم حالا تغيير الاتجاهات والأوضاع كلها، والمجاهرة بأن وادي النيل هو حامل رسالة الإسلام ومنفذها ومبلغها في غير مواربة ولا وهن، ولا يغنى عن العمل الكلام([5])».
لم يكتف الأستاذ البنا بالتربية النظرية بل وضع الأطر العملية للمجتمع والحكومات لتخليص البلاد من التبعية الاستعمارية والحصول على الاستقلال الوطني فقال:
«فيجب أن نعلن اعتبار أمة وادي النيل معهم في حالة حرب- ولو سلبية- وننظم حياتنا على هذا الاعتبار؛ اقتصاديًّا: بالاكتفاء والاقتصار على ما عندنا وعند إخواننا من العرب والمسلمين والدول الصديقة إن كانت؛ واجتماعيًّا: بتشجيع روح العزة والكرامة وحب الحرية؛ وعمليًّا: بتدريب الشعب كله تدريبًّا عسكريًّا حتى يأتي أمر الله، وتهيأ نفوس الشعب لذلك بدعاية واسعة تامة كاملة، كما تفعل الأمم إذا واجهت حالة الحرب الحقيقية، وتتغير كل الأوضاع الاجتماعية على هذا الأساس. وهذا العمل لا يتسنى للأفراد ولا للهيئات ابتداء، ولكن الحكومة هي المسئولة عنه أولًا وآخرا([6])».
ثم أكد على الخطوات العملية فطالب باستقلال النقد، وتمصير الشركات، واستغلال منابع الثروة، والتحول إلى الصناعة فورًا، ومحاربة الربا، وتشجيع الصناعات المنزلية([7]).
لقد أخلص الإخوان لوطنهم وضحوا من أجله وعمدوا إلى غرس هذه الروح في نفوس الناس حتى تحقق ذلك فحينما اندلعت حرب فلسطين 1948م، ومن شعور وطني اندفع كثير من شباب الأمة يشاركون شباب الإخوان حربهم ضد الصهاينة للحفاظ على أمن مصر القومي من التهديدات التي ربما تأتي من الجهة الشرقية لو احتلت فلسطين، كما كان نفس الشعور الذي دفعهم لمحاربة الانجليز في حرب القنال عام 1951م ولذا يحث الأمام البنا على هذا الأمر بقوله:
«وإن دعوتنا إلى تقوية الوحدة العربية، وتحرير الشعوب الإسلامية، أمر تفرضه علينا مصلحتنا الوطنية ورابطتنا القومية، كما يفرضه كذلك الشعور الإنساني الذي يجب أن يؤمن به كل إنسان في هذا الوجود، ويفرضه الإسلام ويحتمه ويدعو إليه([8])».
دور الإخوان في تربية المجتمع وطنيا
يؤكد الأستاذ البنا هذه الوطنية التي تربى عليها الإخوان وأنه يجب أن يتعرفها الإخوان ويعلمونها الناس كما يعلمونهم فاتحة الكتاب، فيقول: «إن أول وسائلكم: الإيمان القوى بهذه الحقوق، وتعرفها بالإجمال والتفصيل، وحفظها والمحافظة عليها، فتعرفوا جيدًا حقوقكم وأهدافكم، وآمنوا بها من أعماق قلوبكم، ولا تقبلوا فيها مساومة ولا جدلًا، ثم انشروا هذا الإيمان في كل نفس، وصلوا به إلى كل قلب، وستعمل قيادة الإخوان على ذلك، وستكافح هذه الأمية الوطنية مكافحة لا تدع لها وجودًا، وسندفع بدعاة الإخوان وشباب الإخوان إلى القرى والنجوع، والعزب والكفور والمدن والأمصار ليذيعوا في الشعب حقه وليجمعوه عليه، وستكون الحقوق الوطنية سورًا تُحفظ، وأناشيد ترتل، وأورادًا تردد، وسنحفظها للناس كما نحفظهم فاتحة الكتاب([9])».
ويقول:
«اجمعوا الشعب على الأهداف والحقوق، واصرفوه عن كل ما سواها من معانى المهاترة والانقسام، وأفهموا الناس ضرر الخوض في هذا الهراء الذى لا يجدي ولا يفيد، وستجدون في الناس استعدادًا لهذا إن شغلتمونهم به، فإن اليد الفارغة تسارع إلى الشر، والرأس الخاوي معمل الشيطان! فاشغلوا الفراغ في نفوس الناس بالجد من الأمور، وبدراسة هذه الحقوق، وأفيضوا فيهم معانى هذه الدراسة الناضجة، فإذا اجتمع الشعب على ذلك فقد قضى الأمر([10])».
ويتجلى معنى التربية الوطنية حينما وقف يعلن أن أحد الأصدقاء عرض عليه أن ينشغل الإخوان بالأغراض الأدبية والاجتماعية والاقتصادية من برنامجها- وهى من الإسلام أيضًا- ويتركون الناحية القومية أو الوطنية، أو السياسية بعبارة أخرى لسواها من الهيئات حتى لا يتعرض للعواصف القاسية، ورحب الأستاذ البنا بهذا الكلام غير أنه ذكر له أن الأمة تحتاج لكل ساعد من سواعد أبنائها للتحرير، ويحتاج هذا الشعب لمن يبث روح الوطنية في قلبه دون خوف أو تزييف لهذه الوطنية، وكان من واجب الإخوان ذلك فيقول الأستاذ البنا:
«والشعور الوطني كما ترى في ثورة وقوة وحماس، وبخاصة في هذا النفر من الشباب المثقف، وإن لم يكن في هذا الشعب كله الذي ألح عليه الفقر، وأتعبه الجوع والعرى، وأكل منه الغلاء والجهد، وما لم تقده أيد حكيمة، وتصرفه عقول مجربة، فقد يسير في طريق لا تؤدى إلى نجاح، ولا تصل إلى غاية».
وإلى جانب هذا الشعور الوطني هذا التهيؤ من جانب الأمة العربية، وما جاورها من أمم الإسلام للوحدة والاجتماع، والرغبة في تنسيق الجهود والأعمال، وليست هيئة من الهيئات أقرب إلى قلوب هذه الشعوب وأقدر على الظهور في هذا الميدان من الإخوان.
كل ذلك -يا أخي- جعلنا وقد قضينا سبعة عشر عامًا في الإعداد والاستعداد، وأفهمنا الناس فيها الأمر على حقيقته، من أن السياسة والحرية والعزة من أوامر القرآن، وأن حب الأوطان من الإيمان، ولم يتبق بعد هيئة من الهيئات على وحدتها وثقة الناس بها وأملهم فيها إلا الإخوان، كل ذلك -يا أخي- جعلني أشعر شعورًا قد ارتقى إلى مرتبة الاعتقاد أننا لم يعد لنا الخيار، وأن من واجبنا الآن أن نقود هذه النفوس الحائرة، ونرشد هذه المشاعر الثائرة، ونخطو هذه الخطوة([11])».
ولتأكيد المعنى يقول:
«ويخطئ من يعلن أن الإخوان المسلمين يتبرمون بالوطن والوطنية؛ فالإخوان المسلمون أشد الناس إخلاصًا لأوطانهم، وتفانيًا في خدمة هذه الأوطان، واحترامًا لكل من يعمل لها مخلصًا، وها قد علمت إلى أي حد يذهبون في وطنيتهم، وإلى أي عزة يبغون بأمتهم. ولكن الفارق بين الإخوان وبين غيرهم من دعاة الوطنية المجردة؛ أن أساس وطنية الإخوان العقيدة الإسلامية. فهم يعملون لمصر، ويجاهدون في سبيل مصر، ويفنون في هذا الجهاد؛ لأنها من أرض الإسلام وزعيمة أممه، كما أنهم لا يقفون بهذا الشعور عند حدودها، بل يشركون معها فيه كل أرض إسلامية، وكل وطن إسلامي([12])».
ويقول الأستاذ عمر التلمساني:
وليس معنى حب الوطن التنكر للمسلمين في العالم كله، أو أننا لسنا أمة واحدة، لا! فإن المسلمين على اختلاف أفكارهم أمة واحدة كما يقول القرآن الكريم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء: 92)، إننا يجب أن نحب وطننا وليس معنى هذا الحب أن نتعصب للوطنية.
إن الكلام عن الوحدة الوطنية، أمر ليس له معنى، ودردشة غير ذات موضوع، ذلك لأن المقيمين على أرض وطن واحد مفروض فيهم أنهم جميعًا يحافظون على كرامة هذا الوطن. إن الوحدة الوطنية التي يحرص عليها كل مواطن مخلص، تجد لها في ظل الشريعة الإسلامية دعائم راسخة وضمانات واسعة، توقف كل مسلم عند حده إذا ما اعتدى على غير المسلم أو انتقصه حقه أو كلفه ما لا يطيق أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس([13])».
الوطن والمواطنة عند الإخوان
الإخوان لا يفرقون بين أبناء الوطن في شيء؛ لا في لون، ولا جنس، ولا دين؛ فالكل سواء تحت سقف الوطن لكل واحد عليه نحو وطنه واجبات وله حقوق.
يقول الأستاذ البنا:
«ويخطئ من يظن أن الإخوان المسلمين دعاة تفريق عنصري بين طبقات الأمة، فنحن نعلم أن الإسلام عني أدق العناية باحترام الرابطة الإنسانية العامة بين بني الإنسان في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات: 13)، كما أنه جاء لخير الناس جميعًا، ورحمة من الله للعالمين، ومهمته أبعد ما تكون عن تفريق القلوب وإيغار الصدور؛ ولهذا جاء القرآن مثبتًا لهذه الوحدة، مشيدًا بها في مثل قوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة: 285). وقد حرّم الإسلام الاعتداء حتى في حالات الغضب والخصومة فقال تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (المائدة: 8).
وأوصى بالبر والإحسان بين المواطنين وإن اختلفت عقائدهم وأديانهم: {لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} (الممتحنة: 8).
وفى إنصاف الذميين وحسن معاملتهم فلهم ما لنا، وعليهم ما علينا. نعلم كل هذا فلا ندعو إلى تفرقة عنصرية، ولا إلى عصبية طائفية([14])».
نماذج لوطنية الإخوان
لقد ترك الإخوان أعظم الآثار الوطنية في نفوس كل فرد ليس فقط في مصر بل في نفس كل مسلم، ونفس كل من عرفوهم من الأمم، ولذا لم يُتهم منهم أحد في أي دولة من دول العالم بخيانة وطنه الذي يعيش فيه، ولم تؤثر عليه كونه في جماعة عالمية تعمل لرفعة الإسلام، لكن كل فرد في وطن يكن له كل الوطنية والإخلاص له، ولا تلزمه قرارات قد تضر بوطنه.
ولننظر لهذه النماذج التي أثبتت قطعا بوطنية الإخوان سواء في المحافل الدولية أو الإقليمية أو الداخلية:
1- مصطفى مؤمن وقضية مصر في مجلس الأمن:
في عام 1947م قررت مصر عرض قضيها على مجلس الأمن واندفع الإخوان من واجبهم الوطني يشجعون الحكومة والشعب على هذه الخطوة، واندفعت مظاهرات الإخوان تحث النقراشي باشا على هذه الخطوة، ولم يكتف الإخوان بذلك بل أوفد الأستاذ البنا مصطفى مؤمن إلى مجلس الأمن ليشحذ التأييد لموقف النقراشي، وبالفعل وقف في شرفة مجلس الأمن معلنا أن جموع الإخوان ومن خلفهم الشعب المصري يؤيدون حكومة النقراشي في عرض قضية مصر، مما جعل المجلس يضطر لإخراج مصطفى مؤمن من نيويورك كلها، فإلى بريطانيا لعرض القضية والخروج في مظاهرات منددة بالاحتلال.
وحينما أرسل النحاس باشا رسالة إلى رئيس مجلس الأمن يطلعه فيها أن النقراشي لا يعبر عن الأمة وأن الوفد هو المعبر الحقيقي عن آمال الشعب المصري، اندفع الأستاذ البنا وكتب ورسالة وبرقية لرئيس مجلس الأمن يخبره فيها أن الشعب المصري كله يقف خلف رئيس الوزراء النقراشي باشا في عرض قضية بلاده على مجلس الأمن؛ لتنال مصر استقلالها كما نالت سوريا ولبنان وإندونيسيا استقلالهم حيث جاء في الرسالة:
«جناب رئيس مجلس الأمن- ليك سكس: يستنكر شعب وادى النيل البرقية التي بعث بها إلى المجلس وإلى هيئة الأمم المتحدة رئيس حزب الوفد المصري ويراها مناورة حزبية لا أكثر للحرص على الاعتبارات القومية فيها.
لا دخل لأحد في شئوننا الداخلية
وسواء أكانت حكومة مصر ديموقراطية، أو ديكتاتورية، فإن الشعب المصري يعلن على الملأ أمام هيئة الأمم المتحدة أن ذلك أمر يعنيه وحدة، ولن يسمح لأية دولة أجنبية أو هيئة دولية أن تتدخل في أخص شئونه الداخلية، فله وحده الحق في أن يختار نوع الحكم الذى يريده طبقا لميثاق الأطلنطي، ومبادئ هيئة الأمم، وله وحده الحق في أن يفرض على حكومته ما يريد وأن يؤاخذها على كل تقصير بما يراه.
الجلاء والوحدة
كما يعلن كذلك أن حقوقه الثابتة في الجلاء التام عن مصره وسودانه، والحرص الكامل على استقلاله أمر لا يقبل جدالًا ولا مساومة، وأن الوحدة الدائمة بين شماله وجنوبه حقيقة واقعة وضرورة لا محيص عنها ولا يحول بينها وبين الظهور على حقيقتها وروعتها إلا هذه الإدارة المتعالية التي فرضتها بريطانيا عليه بألا تراه والتي طلبت الحكومة المصرية في عريضة دعواها إنهاءها، وأشارت إلى بطلان المعاهدة التي سجلتها بريطانيا، والتي لم يرض عنها الشعب المصري ولم يسلم بها يوما من الأيام.
الضمير العالمي
وأنتهز هذه الفرصة فأؤكد لأعضاء المجلس والهيئة أن شعب وادى النيل عظيم الأمل في أن تنصفه المؤسسة الدولية الناشئة، أزيد بذلك اطمئنان الأمم والشعوب إليها وتضاعف ثقتهم بمبادئ العدالة الدولية ويقظة الضمير العالمي، وإنه لن يستقر سلام في الشرق ولن تهدأ ثائرة شعوب العروبة وأمم الإسلام حتى ينال وادى النيل حقه كاملا، وليس إرضاء مجموعة من البشر قوامها أربعمائة مليون بالشيء الذى يستهين به الحريصون على الأمن والسلام([15])».
كما جاء في البرقية:
«رئيس مجلس الأمن.. ليك سكس- نيويورك
في هذا اليوم الذى تنظرون فيه قضية وادى النيل تأمل الأمة المصرية الديمقراطية حكومة وشعبا، أن تظفر من المجلس بقرار يؤكد حقها الثابت في الجلاء والوحدة، ويعيد ثقة الشعوب بالعدالة الدولية ويصون الأمن والسلام في ربوع الشرق وديار العروبة والإسلام([16])».
2- حافظ النجار والخواجات وسب مصر
لقد اشتعلت نار الوطنية في قلوب الإخوان فأبوا حتى على أهل الغرب أن يهينوا وطنهم أو ملكهم، وركز بلادهم أمامهم فكانوا نموذجا للجميع، فيذكر الأستاذ البنا في مذكراته:
«أن المسيو (سولنت- مهندس القنال ورئيس قسم السكسيون) استدعى الأخ حافظ ليصلح له بعض أدوات النجارة في منزله وسأله عما يطلب من أجر فقال: 130 قرشًا، فقال المسيو (سولنت) بالعربي: «أنت حرامي»، فتمالك الأخ نفسه وقال له بكل هدوء: «ولماذا؟»، فقال: «لأنك تأخذ أكثر من حقك»، فقال له: «لن آخذ منك شيئًا، ومع ذلك فإنك تستطيع أن تسأل أحد المهندسين من مرءوسيك، فإن رأى أنني طلبت أكثر من القدر المناسب فإن عقوبتي أن أقوم بالعمل مجانًا، وإن رأى أنني طلبت أقل مما يصح أن أطلب فأسامحك في الزيادة»، واستدعى الرجل فعلًا مهندسًا وسأله فقدر أن العمل يستوجب 200 قرش، فتأكد المسيو (سولنت) مما قاله الأخ حافظ وأمره أن يبتدئ العمل، فقال له: «سأفعل ولكنك أهنتني فعليك أن تعتذر وأن تسحب كلمتك»، فاستشاط الرجل غضبًا وغلبه الطابع الفرنسي الحاد، وأخذته العزة بالإثم وقال: «تريد أن أعتذر لك ومن أنت؟! لو كان الملك فؤاد نفسه ما اعتذرت له»، فقال حافظ في هدوء أيضًا: «وهذه غلطة أخرى يا مسيو (سولنت)، فأنت في بلد الملك فؤاد وكان أدب الضيافة وعرفان الجميل يفرضان عليك ألا تقول مثل هذا الكلام، وأنا لا أسمح لك أن تذكر اسمه إلا بكل أدب واحترام»، فتركه وأخذ يتمشى في البهو الفسيح ويداه في جيب بنطلونه، ووضع حافظ عدته وجلس على كرسي واتكأ على منضدة، وسادت فترة سكوت لا يتخللها إلا وقع أقدام المسيو الثائر الحائر، وبعد قليل تقدم من حافظ وقال له: «افرض أنني لم أعتذر لك فماذا تفعل؟»، فقال: «الأمر هين سأكتب تقريرًا إلى قنصلكم هنا وإلى سفارتكم أولًا ثم إلى مجلس إدارة قناة السويس بباريس، ثم الجرائد الفرنسية المحلية والأجنبية ثم أترقب كل قادم من أعضاء هذا المجلس فأشكو له، فإذا لم أصل إلى حقي بعد ذلك استطعت أن أهينك في الشارع وعلى ملأ من الناس، وأكون بذلك قد وصلت إلى ما أريد، ولا تنتظر أن أشكوك إلى الحكومة المصرية التي قيدتموها بسلاسل الامتيازات الأجنبية الظالمة، ولكني لن أهدأ حتى أصل إلى حقي بأي طريق»، فقال الرجل: «يبدو أنني أتكلم مع (أفوكاتو) لا نجار، ألا تعلم أنني كبير المهندسين في قناة السويس، فكيف تتصور أن أعتذر لك؟»، فقال حافظ: «وألا تعلم أن قناة السويس في وطني لا في وطنك وأن مدة استيلائكم عليها مؤقتة وستنتهي ثم تعود إلينا، فتكون أنت وأمثالك موظفين عندنا، فكيف تتصور أن أدع حقي لك؟»، وانصرف الرجل إلى مشيته الأولى وبعد فترة عاد مرة ثانية وعلى وجهه أمارات التأثر، وطرق المنضدة بيده في عنف مرات وهو يقول: «أعتذر يا حافظ، سحبت كلمتي»، فقام الأخ حافظ بكل هدوء وقال: «متشكر يا مسيو (سولنت)»، وزاول عمله حتى أتمه.
وبعد الانتهاء أعطاه المسيو سلولنت مائة وخمسين قرشًا فأخذ منها مائة وثلاثين قرشًا ورد له العشرين، فقال له: «خذها (بقشيشًا)»، فقال: «لا، حتى لا آخذ أكثر من حقي فأكون (حرامي)»، فدهش الرجل، وقال: «إني مستغرب لماذا لا يكون كل الصناع أولاد العرب مثلك؟ أنت (فاميلي محمد)»، فقال حافظ: «يا مسيو (سولنت) كل المسلمين (فاميلي محمد) ولكن الكثير منهم عاشروا (الخواجات) وقلدوهم ففسدت أخلاقهم»، فلم يرد الرجل بأكثر من أن مد يده مصافحًا قائلًا: «متشكر، متشكر، كتر خيرك»، كان فيها الإذن بالانصراف([17]).
3- التلمساني وعدم نقد حكومة بلده خارجها
يقول الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله:
«كان مراسلو الصحف والإذاعات يأتون لإجراء أحاديث، والظاهرة العجيبة في كل تلك الأحاديث، أن المراسلين كانوا يحاصرونني بأسئلة دقيقة رغبة منهم في أن يحصلوا منى على انتقاد أو هجوم على الحكومات القائمة، وكنت أفسد عليهم هذه المحاولات؛ حتى قال لي أحد المراسلين في لندن: «إنك تتهرب من الإجابات عن أسئلة واضحة»، فكان جوابي: «إن التهرب ليس من خلقي، ولكن طباعي تأبى عليّ أن أنقد حكومتي خارج وطني، ولا أشنع عليها في الخارج، بل أوجه مآخذي إليها مباشرة داخل مصر، وهو مبدأ وليس سياسة([18])».
4- المأمون الهضيبي ووطنيته ضد اليهود
المستشار محمد المأمون الهصيبي كان يعمل رئيسا لمحكمة غزة عام 1956م، وشارك في أعمال المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956م، وقد وقع في الأسر لدى اليهود، وكان الفريق محمد فؤاد الدجوي هو الحاكم العسكري لغزة وقد وقع في الأسر أيضا، وقد حاول اليهود مع المستشار الهضيبي أن يقول (لفظًا) في وطنه فأبى ورفض الخضوع والخنوع للمحتل الصهيوني، وهذا بخلاف الفريق الدجوي الذي بكى مثل الأطفال بعدما سلم نفسه وجيشه لهم، وأذاع من إذاعتهم أن مصر تُحكم حكمًا دكتاتوريًّا وأن الجيش المصري لا يصلح للحرب، كما أرشد المحتل على البنية التحتية للدولة والجيش في المدينة.
يقول مصطفى أمين:
«استدعاني الرئيس جمال عبد الناصر، وطلب مني أن أركب وحدي أول طائرة مصرية مدنية تغادر مصر أثناء العدوان، وأن أحمل معي صور العدوان وأنشرها في جميع أنحاء العالم.. ووصلت إلى مدينة نيويورك وفوجئت بجميع تليفزيونات أمريكا تعرض فيلمًا للواء فؤاد الدجوي حاكم غزة، وهو يستسلم للجيش الإسرائيلي، كان الفيلم مُهينًا للجيش المصري ولمصر كلها، وكان الحاكم المصري يقف ذليلًا أمام ضابط إسرائيلي يقدم له خضوعًا، ويثني على الجيش الإسرائيلي وشجاعته وقوته ومروءته وإنسانيته، ويدلل على هذه المروءة بأن زوجته كانت مريضةً وأن اليهود نقلوها إلى مستشفى في تل أبيب لإجراء عملية جراحية لها.
هل يغفر لهم كل هذه الجرائم من أجل أنهم أجروا عمليةً جراحيةً لزوجة الدجوي؟! مع وجود أطباء مصريين أخصائيين ومستشفى مصري مجهز بجميع الأجهزة؟! وقد طلب منه الأطباء أن يجروا لها العملية وهي كيس دهني ولكنه رفض، وطلب نقلها إلى تل أبيب، والأطباء المصريون شهود الحادث أحياء يرزقون.
وعندما عدت الى القاهرة، ورويت للرئيس ما قال اللواء الدجوي في التليفزيون قال لي الرئيس إنه سمع بنفسه في الإذاعات هذه الأقوال نفسها، وصوت الدجوي نفسه من محطة إسرائيل، وإن الدجوي أسير حرب في إسرائيل الآن، وإنه ينتظر عودته مع الأسرى ليحاكمه محاكمةً عسكريةً وليُضرب علنًا بالرصاص.
وعاد اللواء محمد فؤاد الدجوي من الأسر، ولم يحاكَم، ولم يعدَم رميًا بالرصاص! وفوجئتُ بعد ذلك بأن الاختيار يقع دائمًا على الدجوي ليكون قاضيًا في أي محاكمة يرى المسئولون أن أدلتها ضعيفةٌ أو لا أساسَ لها([19])».
مما سبق ندرك معنى الوطنية الحقيقية الذي تربى عليه الإخوان وعملوا على تربية المجتمع به مما جعل منهم من يضحى بروحه وماله من أجل هذا الوطن سواء في حرب 1948م أو حرب القنال 1951م، ويطلبون أيضا وهم في السجون من عبد الناصر أن يخرجهم ليردوا العدوان الثلاثي، فإن ماتوا استراح وإن انتصروا أو هُزموا عادوا لسجونهم مرة ثانية.
هذه الوطنية التي سيظل يعيش بها الإخوان ولن يكونوا يومًا من الأيام خائنين لهذا الوطن، أو وطنهم الإسلامي الكبير الذين يعملون لعزته.
مصادر:
([1]) عمر محمد العبسو، د. سعيد رمضان سفير الدعوة،
([2]) رسالة دعوتنا، مجلة الإخوان المسلمين، العدد الثاني، السنة الثالثة، 20 محرم 1354ﻫ/ 23 أبريل 1935م، ص(3-5).
([3]) رسالة دعوتنا، المرجع السابق.
([4]) مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (12)، السنة الثانية، 14 ربيع الثاني1353ﻫ- 27 يوليو 1934م، ص(3-7).
([5]) رسالة مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي، جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (473)، السنة الثانية، 4 محرم 1367ﻫ- 17 نوفمبر 1947م، ص(1، 5).
([6]) مجلة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (475)، السنة الثانية، 6 محرم 1367ﻫ- 19 نوفمبر1947م، ص(1، 5).
([7])رسالة مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي، المطبعة العالمية، د.ت، ص(73-100)،نشرت بتاريخ 30 ديسمبر سنة 1947.
([8]) مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (74)، السنة الثالثة، 14 ذو القعدة 1364ﻫ- 20 أكتوبر 1945، ص(3- 6).
([9]) مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، المرجع السابق
([10]) رسالة المؤتمر الشعبي الأول للإخوان في القاهرة أكتوبر 1945م
([11]) مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (70)، السنة الثالثة، 14شوال 1364ﻫ- 20 سبتمبر 1945م، ص(3-15).
([12]) رسالة إلى الشباب، من رسائل الإمام البنا، دار الكتاب العربى، 1951م.
([13]) عبده مصطفى دسوقي، عمر التلمساني وقضايا الأمة : إخوان أون لاين، 28/5/2008
([14]) رسالة إلى الشباب، مرجع سابق
([15])جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (374)، السنة الثانية، 3 رمضان 1366 ه/ 21يوليو 1947م
([16]) جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (375)، السنة الثانية، 4 رمضان 1366 ه/22 يوليو 1947م.
([17]) حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية صـ86، 87.
([18]) مواقف من حياة المرشدين، محمد عبد الحليم حامد، دار التوزيع والنشر الإسلامية, 1993م.
([19]) مصطفى أمين، صحيفة الأخبار، فكرة، 1979م.
.