الموت في سبيل الله أسمى أمانينا

 

حينما تربى شباب الإخوان ونساؤهم على شعار الموت في سبيل الله أسمى أمانينا لم يتربوا عليها في جلساتهم أو أسرهم فقط لكنهم تربوا عليه ليقدموا نموذجا عمليا لأخلاق جيل الصحابة في القرن العشرين.

تربوا على أن يبيعوا أنفسهم لله فوهبهم الله الحياة الكريمة بالرغم مما تعرضوا له وعانوه في حكامهم الذين باعوا الدين والوطن.

ومن هذا الجيل الذي حيا بالقرآن كانت زوجة المستشار حسن الهضيبي وبالرغم مما عانته وزوجها وأولادها إلا أنها في أحلك الظروف تظهر عزتها وشموخ تربيتها.

فيذكر محمد عبد الحليم حامد بعض مواقفها منها:

أنه بعد حادثة المنشية التي وقعت يوم 26 أكتوبر 1954م قبض على زوجها المستشار حسن الهضيبي وقدم للمحاكمة أمام جمال سالم وأنور السادات وحسين الشافعي (وكان ضابطًا في الجيش) فحكموا عليه مع بعض الإخوان بالإعدام فتوسط الملك سعود بن عبد العزيز لدى عبد الناصر لتخفيف حكم الإعدام عن المرشد العام أرسلت السيدة أم أسامة (زوجة الهضيبي) خطابًا للملك موقع باسمها وأسماء بناتها قالت فيه: «يا جلالة الملك، إننا إذ نشكر كريم عاطفتك نؤكد على أننا على عهد الدعوة وميثاق الجهاد، وسواء استشهد الهضيبي أم طالت به حياة فلن تقف عجلة الصراع، إنه في الواقع ليس صراعًا بين الهضيبي وعبد الناصر، ولا بين الإخوان والثورة، ولكنه الصراع الأزلي الأبدي بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، بين الهدى والضلال، بين جند الله وحزب الشيطان، وسيظل لواء الدعوة مرفوعًا وعملها موصولاً، ولو ذهب في سبيله آلاف الشهداء، من رجال ونساء، حتى تعلو كلمة الله، ليحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون».

...............................................

زوجة المستشار حسن الهضيبي هي ابنة الشيخ محمد خطاب أحد علماء الأزهر الشريف، وتعرف المستشار عليها وتزجا والتحق سويا بركب الدعوة في بداية الأربعينيات، ساهمت مع زوجها في شراء دار المركز العام للإخوان المسلمين في الحلمية الجديدة عام 1944م، وآزرت المجاهدين في نجدة فلسطين ووضعت البيت تحت تصرف الدعوة، كما شاركت في العناية بأسر المعتقلين من الإخوان المسلمين، وتولت قسم الأخوات فترة حتى اعتقل زوجها وأبنائها وظلت تعمل للدعوة وتوفير المعيشة لأسر المعتقلين حتى كانت أحداث 1965م فاعتقل عبد الناصر كل أفراد الأسرة حيث كان المستشار الهضيبي في السجن واعتقل المأمون الهضيبي وأسامة وإسماعيل كما اعتقلت زوجة المستشار الهضيبي واعتقلت ابنتيها علية وخالدة وظلوا في السجون مدة طويلة ما بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر حتى خرج النساء، وظلت صابرة حتى رحل زوجها في 11نوفمبر 1973م، فكانت السيدة أم أسامة مثالاً للسكينة والوفاء والصبر والاحتساب حتى لقيت ربها راضية مرضية في 9مارس 1976م الموافق ربيع الأول 1396ﻫ.   

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم