إعداد/ عبده مصطفى دسوقي
تحدثنا في حلقة سابقة عن دور الإخوان نحو النشء والطفولة وأبرزنا الجهود سواء الإعلامية أو الملموسة من أجل إيجاد جيل ينهض بهذه الأمة نهوضا صحيحا ويعلوا بشأنها.
وفى هذه الحلقة سنتعرف على آلية البرامج التي وضعها الإخوان للرقي بالنشء والطرق العملية لتصحيح المفاهيم وأثر هذه التربية على هؤلاء الأشبال.
ظل الإخوان يحلمون بتوفير أماكن يستطيعون خلالها تطبيق كل منهجهم وفكرهم التربوي المستمد من الكتاب والسنة والرؤية التربوية لدى السلف الصالح ولذا حاولوا إيجاد نموذج تربوي يخدم المجتمع تحت مسمى مدارس الجمعة ولذا قرروا إنشاء قسم يقوم على رعاية تلاميذ تلك المدارس، ويقوم بجانب من التربية الدينية، وتكون تلك المدارس مكملة لبرامج الإخوان التي تتولى بالرعاية والتوجيه الشاب والرجل والمرأة، فيضاف لها الطفل، وبذلك تكتمل الحلقة، فيتكون الفرد الصالح، والأسرة المسلمة، والشعب الصالح، ومنهم جميعًا تتكون الدولة المسلمة كنتيجة طبيعية لاكتمال التربية.
وفي دراسة حصرية (للمنتدى الإسلامي العالمي للتربية) للباحث عبده دسوقي حول (الأشبال وأثر مدارس الجمعة للإخوان في الفرد والمجتمع) بيّن فيها الدور التربوي الفارق الذي أحدثته مدرسة الجمعة في الفرد والمجتمع، وأوضح جانبًا من المناهج والأنشطة التي كانت تُؤدى في تلك المدارس.
الرؤية التربوية من مدارس الجمعة
ومدارس الجمعة عبارة عن فصول حرة تعقد قبل صلاة الجمعة بحوالي ثلاث ساعات، وتقبل الأطفال من سن السابعة حتى الرابعة عشرة، وقد اختار مكتب الإرشاد الأستاذ عبد العزيز كامل رئيسًا للقسم، والأستاذ سالم غيث مشرفًا عليه من قبل مكتب الإرشاد وهذا القسم هو البداية التي تطور عنها قسم الأشبال بعد ذلك، وقد وضع الإخوان برنامجًا لعمل تلك المدارس، تضمن الغرض من المشروع ومناهجه، وتنظيم العمل داخل المدارس، ومالية هذه المدارس([1]).
غرض المشروع
تكوين الجيل الجديد على الأساس الإسلامي والخلق القوى والتربية الرياضية والتفكير المنظم، وهذا يأتي عن طريق التربية الروحية والألعاب الرياضية والتنظيمات الاجتماعية وحسن التوجيه، يشمل ما يرقى بالطفل إلى استقرار النفس، وانتظام المعاملة والعادات الصحية، والعلم والإنتاج. أما الغرض القريب فهو بث الروح الإسلامية فى النفوس الناشئة حتى تشب على حب الإسلام واتباع منهاجه.
والعادات الصحية: ينبغي على المشرف الاهتمام بغرس العادات الصحية فى نفوس الأطفال مثل التنفس من الأنف، الجلوس الصحي، عدم العبث بالأصابع فى الأنف والفم، غسل اليد قبل الطعام وبعده، التأني فى الطعام، المبادرة باستشارة المشرف إذا أحس بمرض أو بدت عليه عوارض، الثقة بالطب الحديث (عن طريق التجربة) وعدم اللجوء إلى الاستشارات (البلدية=التقليدية) فى الأمور الصحية، الاجتهاد فى لبس القبقاب أو النعل إذا أمكن، غسل الرأس بالماء والصابون وكذلك الوجه فى الصباح، عدم قضاء الحاجة فى الأراضي الرطبة بل قصد (المراحيض)، عدم التهاون بفوائد الوضوء وبالحكمة القائلة (لا صحة مع قذارة ولا مرض مع نظافة).
المنهاج
وقد تضمن منهاج تلك المدارس التربية الروحية، والثقافة العامة، والتربية الدينية، ووسائل كل ذلك، كما تضمن ما يمكن عمله فى الريف والمدينة، وما يمكن تقديمه من خدمات وأنشطة اجتماعية، كما تضمن أيضًا تنظيم عمل المدرسة، وكيفية تمويل تلك المدارس يتمثل كل ذلك في:
التربية الروحية:
- الغرض منها: تبصرة النشء عمليًا بشعائر الدين.
- إذكاء الروح الإسلامية فيه.
- صبغ سلوكه بالصبغة الإسلامية.
ويمكن أن يصل إلى ذلك عن طريق الوسائل الآتية:
- التعليم العملي للعبادات.
- القصص، لتكوين المثل العليا وتتم بالطريقة الآتية:
1. أن يجلس المشرف مع الأطفال فى مكان مريح بحيث يراهم جميعا ويرونه.
2. البساطة فى الإلقاء. هدوء الصوت. انتقاء العبارة. القصد فى الحركات.
3. براعة الاستهلال. الخبرة الشخصية الأسئلة.
4. أن يخلق بنبرات صوته وإشاراته الجو الذي يريده مع الاهتمام بالمواقف الأساسية.
5. أن يستعين (ما أمكن) ببعض وسائل الإيضاح.
- أناشيد دينية سهلة الأداء واضحة المعنى جميلة التلحين.
- قطع تمثيلية دينية.
- أجزاء من التاريخ الإسلامي فى مناسباتها مع حفلات سمر بسيطة يقوم بها الأطفال، ويحسن اشتراك آبائهم فيها تقوية للرابطة.
- آيات قرآنية قدر ما تصح به الصلاة.
- دراسة قصصية عن الأطفال الصغار فى الإسلام (قصص الأنبياء وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقصص الصحابة([2]).
وينبغي أن تراعى فيها الإرشادات الآتية:
1- أن تكون تأدية العبادات بالرغبة لا بالرهبة.
2- أن تتضح فى نفوس الأطفال الفوائد التي تعود عليهم من العبادة ويحسن في هذا الدور تقريب المعاني المجردة والاهتمام بالنواحي المحسوسة.
3- إحكام الهدف من القصة الدينية
4- أن يفهم الأطفال (الأناشيد) فهما طيبا واضحا، ويجب أن تمتاز بـــ:
* السهولة؛ للفهم.
* صحة الأداء؛ للتكوين.
* التلحين (الموسيقى)؛ للإمتاع.
* بساطة التعبير والتقسيم والأداء.
أما عن التعليم العملي للعبادات؛ فأهم ما يشمله هذا الجانب هو: الطهارةَ والوضوءَ والصلاةَ والصومَ:
الطهارة: إرشاد عام فى الماء الطاهر وطهارة البدن بدون التعرض للتفاصيل.
الوضوء: أداء الوضوء عمليا مع شرح فوائده الصحية ونواقضه ويحسن أن يؤخذ الوضوء (ككل) مع بيان فرائضه أساسا.
الصلاة: الصلوات الخمس وعدد ركعات كل منها وطريقة أداء الصلوات مع بيان أصل الحكمة فيها (ذكر الله عز وجل) وأنها لشكر نعم الله وتنظيم المواعيد والصحو المبكر والتأمل فى الطبيعة، وغيرها من الفوائد.
الصوم: وهذا مقصور على القادرين.
هذه هي أهم النواحي العملية فى العبادات الي نعنى بها وبتدريسها للأطفال وهناك نواحٍ نظرية لابد من استكمالها ويحسن أن يكون ذلك خلال الأناشيد وهي قواعد الإسلام الخمس (التوحيد، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج) وبيان حكمة كل منها فى بساطة ووضوح.
طابور النظافة:
- عرض الأطفال وقت مجيئهم ويشجع النظيف منهم بأن يكلف ببعض الأعمال الخاصة كقيادة طابور النظافة أو بجائزة خاصة أو التقاط صورية فى ملابسه النظيف (إذا أمكن، أو كتابة اسمه فى لوحة الشرف) لمدة أسبوع.
- أن يجتهد فى تعهد أظافر الأطفال وعيونهم ونظافتهم العامة ما أمكنه ذلك.
- ملاحظات تكوين وتنمية العادات الصحية عند كل طفل.
التربية الثقافية:
المعلومات العامة، الغرض منها:
- تزويد النشء بالقدر اللازم من الثقافة الإسلامية الموافقة لِسِنِّهِ دينيًا وعقليًا.
- إشعاره بالبيئة المحلية والوطن والطبيعة.
- توسيع الأفق العقلي للطفل.
- إحياء الشعور بمجد الآباء.
- فتح باب العلم أمام الجاهل، وتشجيع الراغب، ومعاونة السالك، ويمكن أن نصل إلى ذلك بالوسائل الآتية:
- دراسة قواعد الصحة العامة مع العناية بالأمراض المحلية.
- دراسات فى البيئة المحلية وأهم معالمها وعيوبها وطريق تجنب ما فيها من ضرر، من ذلك:
- توجيه العناية فى الريف إلى قواعد النظافة العامة والمعاملات الاجتماعية.
- تشجيع الأطفال على العناية بملابسهم وحاجياتهم وأجسامهم.
- توجيه العناية فى المدينة إلى أخطار المرور وعلامات الطريق واحترام النظام.
- تمرين الحواس، وتشجيع الأعمال اليدوية النافعة (اختياري) وبإذن خاص، ويكون ذلك بما يأتى:
فى الريف:
- العناية بقطعة أرض (نموذجية) يتولاها الأطفال بالتناوب.
- زراعة التيل وعمل الحبال.
- صناعة الصابون والغزل وتربية الدواجن والنحالة والمنشآت من الخوص والحبال.
- عمل معارض دورية للمنتجات محلية أو مركزية.
- ركن مدرسة الجمعة فى سوق القرية للدعاية والتمرين على أعمال السوق وبيع المنتجات.
فى المدينة:
- أعمال المنتجات البسيطة والإصلاحات السهلة: الحنفيات والقباقيب مع عمل دولاب خاص لأدوات الأولاد.
- القيام بالأعمال الخاصة بحفلات السمر، والاعتماد على النفس فى عمل المناظر والرسم.
- عمل لعب بسيطة وأشغال يدوية وأثاث حجرة الجمعة.
تشجيع الهوايات المختلفة وتشجيع الأطفال على القيام بالإصلاحات اليدوية والبسيطة ويحسن لذلك أن تحصل المدرسة على بعض هذه الأدوات الأولية لإصلاح ما تحتاج إليه الدار بمعاونة الأطفال (ولو صوريا).
قصة مصر: دراسة سهلة قصصية عن تاريخ مصر، مع الاهتمام بدراسة الشخصيات وعدم دراسة التفاصيل.
الغرض من هذا القسم بث روح الوطنية فى نفس الطفل وإظهاره على الحقائق الآتية:
1- أن آباءه الذين سكنوا هذا الوادي من أقدم العصور كانوا سادة العالم.
2- أنهم وصلوا إلى ذلك المجد والعمل والنظام والعلم والصبر والدين.
3- أن المصريين تأخروا عندما تركوا هذه الأخلاق.
4- أن الله من عليهم بالإسلام فكتب للعامل منهم نعيم الآخرة وعز الدنيا.
5- أننا نستطيع أن نكون كما كانوا.
وهنا نؤكد أن القصة لابد أن تحتل (المكان الأول) والرحلات إلى الأماكن الأثرية القريبة الإسلامية ومصرية.
- تقوية صلة النشء (بالطبيعة"، وكيف يقدر ما فيها من جمال وروعة؛ ففي هذا تقوية لشعور الطفل بالإنسان وبالله، وإذا وقر فى نفسه تعظيم ربه والشعور بذلك مع شعوره بنفسه وتقديرها حق قدرها يفيده ذلك كثيرًا فى الاستقرار النفسي وتنظيم الحياة.
- دراسات مصرية العامل الفلاح، وتشجيع نمو روح الكرامة فى الطفل، مهما كانت ظروفه وتثقيفه وتشجيعه على الإنتاج بمعاونته على الالتحاق بعمل إذا كان عاطلا، أو معاونته فى عمله الذي يقوم به.
- تشجيع الأولاد على جمع المعلومات عن البيئة المحلية ومعالمها.
التربية البدنية:
تكوين الجيل الجديد قوى الروح قوى الجسد أن سعت روحه لم تقعد به قوته، وتفضل الألعاب التي تقوم بها الفرقة كلها والتي تحتاج إلى تغيير فى الأوضاع الأساسية وهى: الصف، القطار، والطائرة.
الغرض منها:
- جسمي: ينشط الولد ويقوى عضلاته وأجهزته.
- خلقي: يعوده الصدق والأمانة وضبط النفس والطاعة.
- اجتماعي: يعوده حسن معاملة الغير وتقديره ويعوده النظام.
- قومي: يملأ الفراغ بما يجدي، وينشر فى الأمة روح الاستفادة من الوقت.
- نفسي: تمرين الحواس؛ السمع البصر واللمس والتوازن والنوافل، والترويح عن الطفل وإشعاره شيئًا من السرور والانشراح.
ويمكن أن نصل إلى ذلك التمرين بالوسائل الآتية:
- الحركات الرياضية: مع الاهتمام بالعضلات الكثيرة عند الأطفال، وتجنب التمرينات الصعبة، والاهتمام بتمرينات المرونة وضبط المشي والوقوف والتنفس الصحيح.
- الألعاب الجمعية الصغيرة لصغار الأولاد حالة عدم وجود المكان والمال والأدوات الكثيرة، وللكبار (12 سنة) إذا وجد المكان والمال والأدوات.
وهناك ألعاب يمكن أن يقوم بها الرائد فى الحجرة أو الفناء أو الملعب، ويحسن بقدر الإمكان الاجتهاد فى الحصول على الأدوات الأولية، وعلى حصول الأولاد على رداء بسيط يمكنهم من سرعة الحركة، وليكن (قميصا وسروالا قصيرا من الدمور).
الخدمة الاجتماعية:
الغرض منها:
- دراسة الحالات الفردية للأولاد، والحالة الجمعية للفريق لمعاونة الفرد والجماعة على التغلب على المشاكل التي تعترض الحياة الخاصة والعامة.
- مساعدة الولد على اتخاذ الاتجاه الصالح له فى حياته بعد محاولة الكشف عن ميوله ومواهبه، وقد يكون من الصعب وجود (المشرف الاجتماعي) فى كل مدرسة؛ لذلك سيبدأ المشروع أول الأمر يحصر المشرفين الذين يستطيعون القيام بهذا العمل الفني فى المنطقة، وتوزيع العمل فيما بينهم، وتوجيه المشرفين المحليين فيما هم بسبيله، ويمكن تأجيله إذا لم يوجد الشخص الكفء للقيام به.
النشاط الاجتماعي:
الغرض منه تقوية الأولاد، وتعويدهم المسئولية والإنتاج والتنظيم، ونشر روح الجماعة بينهم؛ فهو تطبيق لما أخذوه نظريًا، واستعداد للحياة العملية أو صورة منظمة منها، ويشمل ما يأتى:
- حفلات السمر: تمثيل، أناشيد، ألعاب، وتحتاج إلى إعداد المناظر والملابس والمكان وتوزيع العمل والتمثيل والإشراف والقيام ببعض المهام.
- الحفلات الرياضية بما فيها: طابور السير، الألعاب الجمعية، الألعاب المحلية. تحتاج فى القرية إلى تمهيد الأرض وتخطيطها، وتحديد مداخلها، وأماكن الجلوس فيها، والإشراف على النظام.
- معسكرات تدريبية رياضية دورية وعامة ومركزية للمتفوقين من الأولاد، يرسلون إليها على نفقة المدرسة، يكون فيها إشراف منظم على أيدي اختصاصيين، ويعدون للمساهمة الفعالة فى إنجاح المشروع.
- حجرة الجمعة (ركن الجمعة): يجب تخصيص مكان للمدرسة يكون مظهر نشاطها وتقدمها، تعلق فيه لوحة الشرف والصور الخاصة والتذكارية، وتحفظ فيه السجلات وأدوات المدرسة، وهذه الحجرة أو الركن مهمة جدًا فى وضوح شخصية المدرسة.
- الاشتراك فى الحفلات العامة للشعبة بالتمثيل أو النشيد والمعاونة والاستفادة.
- تبادل الزيارات بين المدارس المتجاورة للتعارف والتنافس والمباراة والاستفادة.
- إحكام الصلة بين الآباء والمدرسة، وعمل اجتماعات دورية للآباء والمشرفين، ويحسن أن تكون حفلات سمر يتعاون فيها الجميع على النهوض بالطفل.
- أعمال الدعاية للمدرسة فى القرية أو الحيّ.
- المعارض الدورية لمنتجات المدرسة، وهي تحتاج إلى مال للخامات والأدوات، ثم إلى تعاون فى القيام بالعمل وتنظيم وتنسيق وعرض.
القيام بمشروعات محدودة نافعة يدوية: مثل عمل المنشآت أو اللعب، أو تجارية مثل تعهد توزيع المجلة أو شارات الجماعة، أو علمية مثل جمع معلومات عن أمر خاص.
تتنوع طرائق التطبيق بحسب ظروف البيئة إلا أن هناك أمورا عامة يمكن إجمالها فيما يلي:
- استخدام الرمل المبلل وتمثيل بعض حوادث القصة.
- الاستعانة ببعض قطع الأخشاب أو الدمى والورق.
- الاستعانة بالرسم (فى المدينة) إذا أمكن الحصول على الورق أو ألواح الإردواز.
- بعض التمثيليات الصغيرة بمعاونة وإرشاد المشرف.
يحسن فى هذه الأحوال تخصيص دولاب توضع به منتجات الأولاد أو أدوات العمل أو تخصيص( ركن الجمعة) لعرض الرسومات أو المناظر.
يقوم بذلك قسم محاربة الأمية أيضا وعند الأطفال– خصوصا فى القرية– مبادئ لا بأس بها فى الحساب وعلى المشرف أن يتولى هذه المعلومات بالتنسيق على أن يهتم بالحساب العقلي وأن يجعله مادة (سمر) متجددة فى الحفلات والجلسات وأن لا يهمل الألعاب المعتمدة على المقدرة الحسابية والانتباه وسرعة القيام بالعمليات على أن يصحبها حركات ويشترك فيها أكبر قدر ممكن من الأطفال إذا مكنت المناسبات أثناء الحفلات والألعاب.
كثيرا ما يكوم عند الفقير (شعور بالنقص) سببه الفقر فينبغي التزام الحيطة والحذر فى تدريس الصحة وعدم تكليف الأطفال إلا ما يستطيعونه فى حدود موارد أسرهم المحدودة. وينبغي أن يتجنب تجنبا تاما أن يظهر للطفل ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس وخير ما يتبع فى تدريس قواعد الصحة (طريقة القصص)، ويجب على كل شعبة أن تجتهد فى تكوين صيدلية صغيرة فى الدار ولا مانع من الاستعانة بصيدلية.
تنظيم المدرسة:
- لا يزيد عدد أفراد الفرقة عن 35 إلا باستثناء خاص، فإذا زاد الأفراد عن ذلك العدد تكونت مجموعة جديدة يشرف عليها أخ جديد، ويمكن ضم الفرقتين فى القصص والأناشيد، وعمل منافسات بينها، خصوصًا فى النواحي الرياضية.
- يحسن تنظيم سجلات للمدرسة تقيد فيها مظاهر نشاطها واجتماعاتها، وسجلات للأولاد تقيد فيها معلومات عن كل منهم إذا أمكن؛ تمكينًا للأخ من دراسة وعلاج مشاكلهم الاجتماعية إذا تيسر ذلك.
يشرف على النظام فى المدرسة أحد الإخوان الذين هم بحكم ثقافتهم أو ميولهم يستطيعون القيام بالواجبات المتنوعة التي تلقى على الأخ المشرف، وعليه أن يهتم بالناحية الروحية والرياضية والاجتماعية، ومراعاة حالات الأفراد الخاصة، وتنظيم السجلات الخاصة، وله أن يستفيد بمن تدعو الحاجة إلى الاستعانة به من الإخوان.
مهمة المشرف:
1- ملاحظة حالة الأولاد الصحية ملاحظة دقيقة ويحسن توقيع الكشف الطبي على الفرقة ليتعرف إلى أمراض الأطفال وليحاول بهم صحيا.
2- إرشادهم إلى خير الطرق التي يسلكونها إلى حياة صحية مع ضرب أمثلة عملية لأثر الصحة فى الحياة.
الجدول:
يبدأ النشاط قبل صلاة الجمعة بساعتين تقريبًا، ويمكن للأخ أن يغير فى الجدول وفق ظروف المدرسة الخاصة أو ظروف الجو:
1. طابور حضور.
|
2. تمرينات رياضية.
|
3. ألعاب.
|
4. تربية روحية.
|
5. نشيد.
|
6. احتياطي.
|
7. كلمة الأسبوع.
|
8. استعداد للصلاة.
|
9. الصلاة.
|
10 انصراف.
|
ويحسن بالأخ أن يكون عند الأولاد تقاليد للمدرسة من الهتاف عند الحضور والانصراف وقراءة النشيد([3]).
أثر تربية الإخوان للأشبال على المجتمع
- كان من نتاج تلك الأعمال والجهود المتتالية للإخوان مع الأشبال أن قامت وزارة المعارف بتعديل برنامج التعليم الديني في المكاتب العامة وقررت ما يلي:
قررت وزارة المعارف تعديل برنامج تعليم الدين في المكاتب العامة ابتداء من أول السنة المكتبية الحاضرة حسب ما يأتي: (في مكاتب البنين: القرآن الكريم والدين حصتان في السنة الأولى تعطى منها محادثة في الدين وتحفيظ بعض ما يرد من الآيات الكريمة في دروس الدين للاستشهاد مع تحفيظهم سور الفاتحة والمعوذتين والإخلاص مساعدة لهم على أداء فريضة الصلاة والطفل مأمور بها في سن السابعة وأربع حصص في السنة الثانية وخمس في الثالثة وست في كل من السنتين الرابعة والخامسة وفي مكاتب البنات تكون الحصص كما هي عليه في مكاتب البنين تمامًا.
وفي المدارس الأولية للبنين: القرآن حصتان في السنة الثانية وثلاث في السنة الثالثة وأربع في السنتين الرابعة والخامسة ولا تعطي حصص في السنة الأولى، والدين حصتان في كل سنة من السنوات الخمس. وفي مدارس البنات يكون البرنامج مماثلًا لما في مدارس البنين)([4]).
2. انتشار المدارس الإسلامية في ربوع مصر
كان للجهد الطيب الذي بذله الإخوان أن سار على منهجهم كثير من المدارس الإسلامية لكنهم ما زالوا على تفوقهم حيث أثبتت التجارب جدية مدارس الإخوان في كل محافظة ومنها مدارس (الرضوان) بالحي السابع فى مدينة نصر، ومدار فضل بالجيزة، ومدارس (الهدى والنور) بالمنصورة، ومدارس الجيل المسلم بالغربية، ومدارس الدعوة ببني سويف، مدارس دار حراء تابعة للجمعية الإسلامية بأسيوط والتي كانت تديرها وفاء مصطفى مشهور، وغيرها من المدارس المنتشرة في المحافظات والتي تركت بصمة وأثر ما زال المجتمع يتلمسه.
3. انتشار النشء الإسلامي في ربوع البلاد
لا يخفى على أحد أثر عناية الإخوان بالأطفال في الصغر فلا تجد بيت أو مدينة أو قرية إلا وتجد بها الكثير الذين تعلموا في صغرهم على يد الإخوان المسلمين وتأثروا وأثروا في بيوتهم سلوكيا وفكريا وهذا من أثر التربية الإخوانية لهؤلاء وهم أطفال والعناية بها تنظيميا أو فكريا بقية حياتهم.
ولا غروا أن نجد كثيرًا من أبناء قيادات الجيش والقضاء في مدارس الإخوان لاعترافهم بأهمية التربية التي حذتها الإخوان المسلمين.
الجزء الأول من الدراسة:
([1]) المركز العام – قسم المراقبة العامة – نشرة إدارية عامة رقم (2) – غرة رجب 1363هـ / 22يونيو 1944م.
([3]) مذكرة تفصيلية عن منهاج مدارس الجمعة، مطبعة الإخوان المسلمين، توزيع مكتبة دار الأنصار
([4] جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية – السنة الثالثة – العدد 22- 12جمادى الآخرة 1354هـ / 10سبتمبر 1935م.
.