إنّ بناء الأمم يقوم على التعليم، فهو الوسيلة الأساسية لتكوين الأبناء في كلّ المجالات والمستويات. ولكي يكون بناء الإنسان كاملًا ومتوازنًا، فلا بدّ من شموليّة التعليم الذي يُعَلّم للأبناء، فيبدأ بترسيخ العقيدة وبالتربية الإيمانية العميقة، وبإكسابهم الأخلاق الحسنة، وبتزويدهم بالمهارات والخبرات التي تتلاءم مع العصر الذي يعيشون فيه ليساهموا في التطور والتقدم مع المحافظة على هويتهم الدينية والأخلاقية.
ولا بدّ أيضًا من تعريف الأبناء بتراث الأمّة التي ينتمون إليها وبثقافتها في كلّ مناحي الحياة.. والذي سيقوم بعملية التعليم هذه هو المعلم، وذلك بالقيام بدوره كما ينبغي وكما يُراد منه.
لذلك كانت شخصية المعلم ولا زالت وستظل محط اهتمام التربويين المهتمين بالارتقاء بالعملية التعليمية، فالمعلم الذي يمتلك بعض الخصائص والصفات الشخصية والوظيفية المتميزة هو المعلم الذي يقدر على بناء الإنسان بناءً شموليًا متكاملًا.
وفى دراسة للباحثين بكلية التربية فى جامعة طرابلس بلبنان، تمام أحمد ليلى و مفلح عبد الكريم موعد، بعنوان: (المعلــم المتميـــز بين الواقــع والمُرتجى)، يرون أنه رغم كثرة المؤسسات التعليمية، وإقبال النّاس على التعلم، إلاّ أنّ نواتج التّعلم المرجوّة في المتعلمين تكاد تكون مفقودة، وتلعب شخصية المعلم دورًا هامًا وكبيرًا في تحصيل هذه النواتج والمتمثلة بزيادة المعارف والخبرات والمهارات وتنمية الشخصية لدى المتعلم وتعديل سلوكه، وإكسابه ثقافة دينية واجتماعية واسعة، أما غير ذلك فإنها تكون سببًا في فشل الطالب من تحصيلها.
تعريف المفاهيم
■ المعلم لغةً: من يتخذ مهنة التعليم.
المعلم في القرآن الكريم:
- الله عزّ وجلّ أول معلم للإنسان، علّمه العلم اللّدنّى فأسجد الملائكة له ولعلمه:{وَعَلَّمَ ءَادَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 3].
- الله علّم الإنسانَ القرآن فبدأ باسمه ثمّ بتعليمه ثمّ بخلقه ثم كرر، علمه: {الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } [الرحمن: 1-4].
- لولا الله عزّ وجلّ المعلم العظيم لما تعلّم الإنسان: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق: 4-5].
- المعلم يعلم الأدب والرشاد: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66].
- المعلم يُعلم الكتاب بعد أن يكون قد تعلّمه وطبّقه: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79].
- المعلم التقي يؤتى العلم من الله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].
- المعلم يمتلك ملكة الفهم والإدراك: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43].
- المعلم يخشى الله ويخلص في علمه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
■ المتميز لغةً: من امتاز الشيء، بلا فضله على مثله. ومن المَيْز: الرّفعة
- البروز كفارق ووضوح: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
- الظهور والتفوق: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ} [الأنفال: 37].
- العلامة الفارقة: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس: 59].
■ الواقع لغةً: من وقع: أي حصل. الأمر الواقع: الأمر الحاصل.
■ المُرتجى لغةً: من رجّاه أمّله وترجاه. والترجي: ارتقاب شيء محبوب ممكن. المُرتجى: المرتقب حصوله.
سمات المعلم في واقع المؤسسات التعليمية
من خلال إجراء بعض المقابلات مع بعض مدراء مؤسسات تعليمية، وبعض المنسقين والمشرفين التربويين، وبعض الطلاب والمعلمين، ومن خلال التجربة الشخصية مع بعض هذه المؤسسات، سُجلّت هذه النتائج.
أولا، المعلـم فـي المدارس الحكوميــة:
- تشكو أكثر المدارس من الفراغ الإداري، فالإدارة حاضرة غائبة وإنْ حضرت.
- لا توجد رقابة ذاتية ولا رقابة إدارية على المعلم، لذلك يندر وجود المعلم المخلص.
- أكثر المدارس غير مُجهزّة تجهيزًا كافيًا ممّا يعيق عمل المعلم.
- معلمو اللغة العربية يكثرون من اللهجة العامية في شرح الدرس وفي مخاطبة الطلاب.
- معلمو اللغة الأجنبية يتحدثون باللغة العربية أثناء الدرس.
- لوحظ أنّ عددًا من المعلمين القُدامى لم يتطوروا مع التطور الحاصل في العملية التعليمية والتربوية.
- المعلم القدوة والمعلم المثل الأعلى يفتقده الطلاب.
- لم يُلاحظ أيّ توظيف للتربية الإسلامية ولا للدين الإسلامي في العملية التربوية والتعليمية.
- عدد قليل من المعلمين يتقنون استعمال الكمبيوتر والانترنت.
- معظم المدارس لا يوجد فيها أجهزة كمبيوتر، وإن وُجد فجهاز واحد فقط.
- الدورات التربوية التي تساعد في رفع المستوى التعليمي للمعلم قليلة جدًا. فقط بعض الدورات الخاصة بالمنهجية الحديثة خضع لها معظم المعلمين ولا تفي بالغرض.
- لم يُلاحظ مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين من المعلم، بل لوحظ نوع من التمييز بين الطلاب لأسباب مختلفة من بعض المعلمين.
ثانيا، المعلــم فـي المدارس الخاصــة:
كانت النتائج في المدارس الخاصة (محل الدراسة) على الشكل التالي:
- أكثر المعلمين لم يخضعوا لدورات تعليمية وتدريبية في طرق التدريس.
- الدورات التربوية قليلة جدًا، وتكاد تنعدم في بعض المؤسسات.
- لوحظ أن بعض المعلمين غير مؤهلين للعملية التعليمية من جهة التخصص العلمي... وإنما تمّ تعيينهم بكفاءات قليلة ليتقاضوا أجورًا قليلة.
- بدا وجود فجوة بين المعلمين منسقي بعض المواد وخاصة اللغة الأجنبية، وظهر رفض المعلمين التجارب مع التوجيهات والإرشادات بحجة عدم كفاءة المنسق.
- الشكوى شبه عامة عند المعلمين من أنّ الإدارة المدرسية تستنـزف طاقاتهم ولا تقدر جهودهم، وتستغل أوقات الفراغ وأيام الإجازات لمصلحتها.
- الطالب أهم من المعلم عند أكثر الإدارات لأنه مصدر للكسب المادي.
- كانت سمة التسلط واضحة عند إدارات هذه المؤسسات مما أوجد فجوة وجفاء في العلاقة بين الإدارة والمعلمين.
- الإدارة التربوية في أكثر المدارس ضعيفة، ووصفها بعض المعلمين بالإدارات الفاشلة وغير المؤهلة.
- المعلم يؤدي عملًا ووظيفة يعيش منها، ويندر المعلم الذي يؤدي عمله على أنّه رسالة سامية وعظيمة.
- علاقة المعلمين بالطلاب يغلب عليها التسلط والتذمر معًا.
- توظيف المادة التعليمية في التربية الإيمانية والخلقية لم يُلاحظ في المدارس الإسلامية.
ثالثا، المعلــم فـي مدارس الأونـروا:
مدارس الأونروا، مدارس أُسست من قِبَل الأمم المتحدة لتشغيل وتعليم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ عام 1948م ورئاستها في فيينا. وهذه المدارس لها منهجها التعليمي الخاص ولها منهجيتها التربوية.
ويتم اختيار المُدرسين فيها وتعيينهم بعد تدريبهم في دارٍ للمعلمين خاصة بالأمم المتحدة في منطقة (سبلين) جنوبي لبنان، أو ممّن تخرجوا من الثانويات والجامعات، وهؤلاء يخضعون لدورات تربوية مكثفة فـي مدينـة بيـروت، وكانـت النتائج في هذه المدارس (التي خضعت للبحث) على الشكل التالي:
- ظهر التقصير في تطبيق المنهجية الجديدة لنقص الكفاءة عند كثير من المعلمين، فالتأهيل ليس كافيًا.
- اشتكى المعلمون من اكتظاظ الصفوف بالطلاب في كل المراحل- الابتدائية والمتوسطة- مما يعيق مشاركة أكثر الطلاب ويؤثر على ضبطهم وانضباطهم.
- أجمع الطلاب على أنّ العلاقة مع المعلمين غير جيدة، لاستعمال بعضهم التوبيخ الجارح والألفاظ غير اللائقة لعقاب المقصرين في الدروس أو المشاغبين.
- التواصل بين المعلم وأولياء أمور الطلاب مفقود، وهذا التقصير يتحمله المعلم والإدارة وأولياء الأمر أنفسهم.
- لوحظ أنّ الطلاب لا يُكِنّون الاحترام لمعظم المعلمين ويَعزون ذلك للمعلم نفسه فهو شارحٌ للدرس وملقن ولا يقوم بدوره كمربٍ.
- عدم توافر الوسائل التي تساعد المعلم في تطبيق المنهجية الحديثة كالمختبرات وأجهزة الكمبيوتر...
- منهجية أكثر المعلمين بعيدة عن المنهجية الإسلامية، ولم يُلاحظ توظيف المادة التعليمية في التربية الإيمانية والخُلقية.
- المعلمون الجدد تنقصهم الكفاءة العلمية والمتابعة والتوجيه المطلوب.
- لوحظ أنّ بعض المعلمين الجدد كفاءتهم عالية، وشخصيتهم متميزة وأداؤهم ذو منهجية تربوية إسلامية، يوظفون مادتهم التعليمية أحسن توظيف ليصلوا بالطلاب إلى المُرتجى منهم (ولكنهم قلّة قليلة).
رأي التربويين العرب والغرب والمسلمين في سـمات المعلم المتميّز
- سـمـات المعلــم عنـد التربوييـن المعاصرين:
الدراسات التربوية في العالم المعاصر، أشارت إلى وجود علاقة إيجابية بين امتلاك المعلم لعدد من الصفات الشخصية والوظيفية ومدى فاعليته التعليمية، وأهم هذه الصفات والخصائص:
1- الرغبة في التعليم:
الرغبة في التعليم تولد الحب والدافعية وتوفر الاستعداد الذي يضمن الحماس للعملية التعليمية، ومن ثمّ يضمن الحافز لتطوير القدرات العلمية واكتساب الثقافة الواسعة. والرغبة في التعليم تدفع المعلم إلى أداء عمله كمهنة إنسانية ورسالة سامية يجب القيام بها على أكمل وجه.
2- الالتزام بمتطلبات مهنة التعليم:
الالتزام بمتطلبات مهنة التعليم يحقق أهداف التعليم ونواتجه المرجوة في المتعلمين، ويؤدي إلى إنتاج تعليم منتظم ومؤثر وهادف. ويُشجع المعلم على التجديد والابتكار لتطوير العملية التعليمية.
3- الذكاء المناسب:
يتطلب التعليم معلمًا ذكيًا ليقدر على تشكيل الشخصية الإنسانية المتكاملة للطالب. فالمعلم الذكي هو القادر على القيام بالعملية التعليمية التربوية المتكاملة كالتعليم والتوجيه ومعالجة المشاكل وحلها وإدارة الصّف، وكسب احترام الطلاب ومحبتهم... إلخ.
4- المعرفة الكافية:
قسّم العلماء التربية كفايات المعلم المعرفية إلى خمسة أنواع:
أ) معرفة عامة في أنواع العلوم ومبادئها.
ب) معرفة خاصة بالمادة التي يُعلمها. فالتمكن من المادة العلمية يُمكن من صياغة أهدافها ويُمكن من توصيلها مما يجعله معلمًا ناجحًا في التعليم.
ج) معرفة طرق التعليم ووسائله: يحتاج المعلم إلى المعرفة التربوية المهنية التي تؤهله للقيام بالتعليم الفعال، فالجهل بطرق التعليم النظرية والعلمية يعني الجهل بالعملية التعليمية الناجحة والفشل في القيام بها.
د) معرفة الطلاب الذي يعلمهم: وهذه المعرفة مهمة لاختيار الأساليب التعليمية المناسبة وللمساعدة في حل مشاكلهم وتوجيههم ومراعاة الفروق الفردية بينهم.
هـ) معرفة المعلم لذاته: المعلم الفعّال هو الذي يعرف قدراته وإمكاناته، لأن هذه المعرفة تساعده على اتباع طرق تعليمية واختيار وسائل تتلاءم معه.
5- الصحة الجسمية والعقلية:
الصحة الجسمية تساعد على حيوية المعلم أمام طلابه. والصحة العقلية تعني الاتزان وضبط الانفعالات والتحكم في العواطف والمشاعر في التعامل مع الطلاب والإدارة وأولياء الأمور، مما يحفظ للمعلم مكانته وصورته المشرفة عند الجميع.
6- المظهر المناسب:
المظهر الحسن للمعلم ينعكس إيجابًا على تقبل التلاميذ له. فالعناية الجيدة بالثياب والنظافة العامة والرائحة الطيبة للمعلم تحبب الطلاب به وتُقربهم منه، على ألا يُفرط في العناية أو في الإهمال فهذا يُعرّضه لسخرية الطلاب وتهكمهم.
7- المهارة في العلاقات الاجتماعية:
المعلم الناجح هو من يحافظ على العلاقة الإيجابية الفعّالة والمتعاونة والإنسانية مع كل أفراد المجتمع المدرسي الذي يعيش فيه من معلمين وإداريين وطلاب وعمال وعاملين.
8- الصوت الواضح المسموع:
الصوت الواضح والمسموع من أهم أسباب التفاعل بين المعلم وطلابه، فشرح الدرس والحوار مع الطلاب يجب أن يكون بصوت واضح مسموع، ويجب على المعلم أن يُغيّر من نبرة صوته بما يتناسب مع الموقف أو الكلام.
9- العدل في معاملة الطلاب:
نجاح المعلم مع طلابه وكسب ثقتهم واحترامهم مرهون بمعاملته العادلة لهم. فلا ينحاز لأهوائه ونزعاته الشخصية.
10- الصبر:
الرسالة التعليمية التربوية تتطلب معلمًا يتحلى بالصبر والحِلم وطول البال، فهو يتعامل مع مستويات عقلية مختلفة ومستويات اجتماعية وأخلاقية متفاوتة من إداريين وطلاب وأولياء أمور.
11- الإخلاص والحماس لمهنة التعليم:
الإخلاص في أي عمل يعني الجودة في هذا العمل. فالإخلاص في التعليم هو الذي تتميز به الكفاءة العلمية والقدرة المهنية بين معلم وآخر. فإخلاص المعلم لمهنته تدفعه لتحمّل المتاعب وإلى الحماس الذي يؤدي إلى الجودة في العملية التعليمية.
12- الاطلاع الدائم والتعلم المستمر:
المعلم الناجح هو الذي يُطور نفسه بالتعليم الدائم والاطلاع المستمر على كل جديد في مهنة التعليم وما يتعلق بها.
فالتطور التكنولوجي انعكس على العملية التعليمية، وبات المعلم المعاصر مطالبًا بتطوير نفسه وأساليبه التعليمية.
(التربية والمدرسة والمعلم – قراءة اجتماعية ثقافية د. السيد سلامة الخميس- دار الوفاء الإسكندرية) بتصرف
سـمات المعلم عند علماء التربية العرب في العصر الحديث
خلُصَت الكتابات والدراسات العربية حول سمات وواجبات المعلم إلى ما يلي:
1- إعداد الدرس إعدادًا جيدًا.
2- الدقة والنباهة.
3- العناية بالمظهر الحسن.
4- الذكاء المناسب لمهنة التعليم.
5- الخُلق الحسن.
6- حب مهنة التعليم وأداؤها كرسالة.
7- احترام الطلاب والمساعدة في حل مشاكلهم.
8- استخدام الوسائل التعليمية بشكل جيّد وبأساليب علمية.
9- الصحة الجسمية والعقلية.
10- القدرة على التحمل وضبط النفس.
11- الابتكار والتجديد.
12- احترام القوانين الدراسية.
13- العدل بين الطلاب والموضوعية في معاملتهم.
14- الصدق في القول والعمل، مع الذات ومع الآخرين.
15- المرونة والمرح.
16- الابتكار والتجديد.
17- التخطيط الجيد لكافة الأنشطة.
18- التمكن من المادة الدراسية.
سـمات المعلم عند علماء التربيـة الغـرب
1- القدرة على التكيف مع الآخرين.
2- التعاون مع الزملاء في العمل.
3- الثقافة العالية.
4- المظهر المناسب والنظافة الدائمة.
5- الإخلاص في العمل والحماس والدافعية له.
6- اليقظة الدائمة بالتعامل مع الطلاب.
7- الدّقة.
8- الطموح والتجدد والمثابرة في العمل.
9- محبة الطلاب والتعاطف معهم.
10- القيادة والثقة بالنفس والحزم مع التلاميذ.
11- الاستقرار العاطفي.
سـمات المعلم عند علماء التربيـة المسلمين
1- الرحمة والشفقة
2- التمكن من المادة العلمية.
3- القدرة على التعليم.
4- المحافظة على وقت الطالب.
5- النصح والإرشاد والتوجيه للطالب.
6- القدوة الحسنة بحيث يطابق القول الفعل.
7- البعد عن الخبائث والرذائل.
8- العدل في معاملة الطلاب.
9- النزاهة في العمل.
10- الإخلاص في العمل.
11- زجر المعلم على سوء الأخلاق.
12- الصبر والتواضع وحُسن الخلق مع المتعلم
13- تعويد المتعلم على الأخلاق الفاضلة.
14- ترغيب المتعلم وتحفيزه على التعلم.
15- استخدام وسائل الإيضاح.
16- السكينة والوقار.
17- اللطف مع المتعلم.
18- الشفقة في التعامل مع المتعلم.
19- التوجه بالعمل لله سبحانه وتعالى.
20- التمكن من المادة العلمية.
21- الاتجاه الديني.
الرســول المعلــم
لقد منح الله عزّ وجلّ رسوله الكريم- صلى الله عليه وسلم- علمًا لم يمنحه أحدًا من البشر، وربّاه تربية، جعلت منه عليه الصلاة والسلام أكمل البشر. قال تعالى: {... وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
فكان عليه الصلاة والسلام المعلم الأول، بشخصية فريدة جمعت العلم والخُلق والأسلوب المتميّز، فاستطاع أن يُربي جيلًا متميّزًا من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
المعلـم الأول
لقد أثبت القرآن الكريم أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم بُعث رسولًا معلمًا:
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2].
كما أثبتت السنّة المُطهرة ذلك: قال النبيّ: «إنّ اللهَ لم يبعثني مُعنّتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني مُيسرًا» (رواه مسلم 81: 10) في كتاب الطلاق.
وقد تجلّت شخصية المعلم المتميّزة في الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال ما تميّزت به سمات ظهرت في خلقه وعلمه وسلوكه.
سـمات الرســول كمعلـم
تميز الرسول بسمات جعلته بحق المعلم الأول ومن أهم الخصائص في شخصيته عليه الصلاة والسلام:
قال تعالى يصف أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. فكان خلقه القرآن يهتدي بهديه ويعمل فق أحكامه والخلق العظيم للنبي صلى الله عليه وسلم تتجلى في الصفات الآتية:
لقد كان عليه الصلاة والسلام معلم الرأفة والرحمة وترك العنت وحب اليُسر، والرفق بالمتعلم، والحرص عليه وبذل العلم والخير له في كل وقت ومناسبة، كان بالمكان الأسمى والخُلق الأعلى، فالرحمة والرفق واللين من أهم سماته، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
عن الحسن بن علي قال: قال الحسين بن علي: سألت أبي- علي بن أبي طالب-عن سيرة النبيّ في جلسائه فقال: (كان رسول الله دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخّاب، ولا فحّاش، ولا عيّاب، ولا مدّاح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يُؤيِس منه راجيه، ولا يخيب فيه. لقد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدًا ولا يعيبه، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه. إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون ويتعجب مما يتعجبون منه).
ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم. ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلاّ من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجور فيقطعه بنهي أو قيام.
وكان صلى الله عليه وسلم يعطي كل واحد من جلسائه وأصحابه حقه من الالتفات إليه والعناية به حتى يظن كل واحد منهم أنه أحبّ الناس إلى رسول الله
قال تعالى مخاطبًا نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]. وقد برزت كفاءته العلمية في تعدد الأساليب التي اتبعها في التعليم وفي نشر الدعوة.
والقرآن الكريم حثَّ على النزول عند رأي الخبراء الأَكْفاء كلٍّ في مجاله، قال تعالى: {وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]. قال تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 14]. قال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
وكذلك السنّة الشريفة ورد فيها ما يُؤكد هذا المعنى، فنرى سلمان الفارسي رضي الله عنه يشير على الرسول بحفر الخندق حول المدينة المنورة وذلك في غزوة الأحزاب، وقد ساهم هذا الخندق في إرهاب العدو ودبّ الفزع في نفوسهم.
أساليـب الرســول التعليمية
تعددت الأساليب التعليمية للرسول عليه الصلاة والسلام، فقد كان يستعمل الأسلوب المناسب لكل موقف. ومن هذه الأساليب:
- إثارة التفكير:
وهذا الأسلوب يفتقده أكثر المعلمين في تعليمهم. فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «بينما نحن عند النبي جلوس، إذ أُتي بجمّار نخلة (الجمّار قلب النخلة وشحمها) فقال وهو يأكله: «إنّ من الشجر شجرة خضراء، لَمَا ببركتها كبركة المسلم لا يسقط ورقها ولا يتحاتُّ (لا يتناثر) وتؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربّها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟».
- أسلوب الحوار:
وذلك لإثارة الفكر والانتباه: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أنَّ نَهرًا بباب أحدكم، يغتسل منه كلَّ يوم خمس مرّات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا».
- أسلوب المقايسة والتمثل:
روى البخاري عن ابن عبّاس أنّ امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنّ أمي نذرت أن تحجّ، فلم تحجّ حتى ماتت، أفأحجّ عنها؟ قال: نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم، فقال: اقضوا الله الذي له، فإنّ الله أحق بالوفاء».
- أسلوب استعمال الإشارة لتوضيح الكلام:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا، ثمّ شبَكّ رسول الله بين أصابعه».
- استعمال الأمثال والتشبيه:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا».
- استعمال الرسم في التعليم:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ، وَقَالَ: «هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا».
- التعليم بالتدرج:
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فقال: «إنّك ستأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقة، تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائم أموالهم، واتّق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».
- التعليم بالمداعبة والممازحة:
كان النبي يُداعب المتعلمين ويمازحهم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا ولي أخ صغير يُكنى أبا عُمير، وكان له نغرٌ يلعب به فمات، فدخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينًا، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نغره، فقال: يا أبا عمير ما فعل النُغير؟
- الكلام الواضح المتأني:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان رسول الله يسرد كسردهم هذا ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل (واضح) يحفظه من جلس إليه».
- الاعتدال في التعليم:
كان الرسول يُعلّم ويُذكّر ويراعي الاعتدال كراهية أن يملّ المتعلمون من الصحابة لأن ضجر المتعلم وملله يُفوت المقصود من العلم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال: «يسروا، ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا».
وعن منصور عن شقيق أبي وائل قال: (كان عبد الله يُذكر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن- كنية عبد الله بن مسعود- إنّا نحب حديثك ونشتهيه، ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم فقال: ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة، كما كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها مخافة السآمة علينا).
- مراعاة الفروق الفردية:
كان الرسول يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين عند مخاطبتهم أو الإجابة على أسئلتهم. عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنّا عند النبيّ فجاء شاب فقال: يا رسول الله، أُقبّل وأنا صائم؟ قال: لا، فجاء شيخٌ فقال أُقبّل وأنا صائم؟ قال: نعم، فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله: «قد علمت لمَ نظر بعضكم، إنّ الشيخ يملك نفسه».
يقول الشيخ د. يوسف القرضاوي في كتابه (السنّة مصدر للمعرفة والحضارة): «والمعلم الموفق هو الذي يُعطي كل إنسان- فرد أو جماعة- من العلم ما يُلائمه ويصلح له بالقدر الذي يصلح به، وفي الوقت الذي يتنفع به».
وكان معلم البشرية الأول- محمد صلى الله عليه وسلم- خير المراعين لهذا الجانب نظيرًا وتطبيقًا. فقد اختلفت وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم باختلاف الأشخاص الذي طلبوا منه الوصية، واختلفت الإجابة على السؤال الواحد باختلاف السائل. وكان يُكلّف الشخص بقدر ما يُطيق، ويَقبل بعض المواقف والسلوكيات من بعض الأفراد لا يقبلها من غيرهم.
وهذه بعض وصاياه صلى الله عليه وسلم لبعض من سأله قائلًا أوصني: فقال لبعضهم: «قل آمنت بالله ثم استقم». وقال لبعضهم: «لا تغضب».
وقال لآخر: «اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». فكان يوصي كل واحد بما هو أحوج إليه.
وكان عليه الصلاة والسلام يُكرم كرماء القوم، ويداري سفهاءهم إذا ما دخلوا عليه تقريبًا لهم واتقاء لسفههم. وكان يُراعي أهل البادية من الأعراب ويغتفر لهم ما لا يغتفره لأصحابه، وكان يراعي طبائع أصحابه ومنازلهم فكان عليه الصلاة والسلام يُسوي ثيابه عند دخول عثمان رضي الله عنه، ولا يفعل ذلك مع أبي بكر وعمر ويقول: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».
يقول ابن مسعود: «ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة»، ويقول الإمام الغزالي: «إنّ من وظائف المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه، فلا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخلط عليه عقله».
- العدل والمساواة:
كان عليه الصلاة والسلام أكثر عدلًا ومساواة للمتعلمين في مجلسه. عن علي رضي الله عنه قال: «كان يُعطي كل جلسائه بنصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه».
- القدوة الحسنة:
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب: 21]. عن ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمرو بن العاص يدعوه إلى الإسلام، فقال: «لقد دلني على هذا النبي الأمي: أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شرٍّ إلا كان أول تارك له، وإنه يغلب فلا يَسْطر، ويُغْلب فلا يهجر- أي لا يقول القبيح من الكلام- وأنه يفي بالعهد، وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي». انتهى.
- التواضع للمتعلم والرفق به:
كان عليه الصلاة والسلام أشدّ تواضعًا للمتعلم، السائل منهم والضعيف في الفهم وأشد رفقًا به. عن أبي رفاعة العددي قال: «انتهيت إلى النبي وهو يخطب، قال: فقلت: يا رسول الله، رجلٌ غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه. قال: فأقبل عليّ رسول الله، وترك خطبته حتى انتهى إليّ، فأتى بكرسي حسبتُ قوائمه حديدًا، قال: فقعد عليه رسول الله وجعل يعلمني مما علمه الله، ثمّ أتى خطبته فأتم آخره».
فالمربون والمعلمون هم أولى الناس بالرفق في تعاملهم مع المتعلمين ليبلغوا الغاية. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أنّ رسول الله قال لها: «يا عائشة! أرفقي، فإنّ الله إذا أراد بأهل بيت خيرًا دلّهم على باب الرفق». وفي رواية: «يا عائشة عليك بتقوى الله عزّ وجلّ والرفق، فإنّ الرفق لم يكُ في شيء قط إلا زانه، ولم يُنزع من شيء إلاّ شانه».
وفي رواية: «يا عائشة! إنّ الله يحبُ الرفق في الأمر كلّه». عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول في بيتي هذا: «اللّهم من وليّ من أمرٍ أمّتي شيئًا فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن وليّ من أمر أمَّتي شيئًا فرفق بهم فارفق به».
.