Business

حنان عطية تكتب: رهاب الواجبات المدرسية .. هل من مهرب؟!

 

تشكل الواجبات المدرسية عبئا ثقيلا على كاهل الطلبة وكاهل أولياء الأمور، وتشكل هاجسا مخيفًا لدى التلاميذ الذين ينتمون لعائلات ترزح تحت الفقر والأمية، إذ يفتقر الطفل إلى من يساعده في كتابة الواجبات أو يعينه على فهم ما يلتبس عليه، وحتى في الأسر المتعلمة تصبح الواجبات المدرسية عبئا ثقيلا على الأم أو من يقوم بمساعدة الطفل على الاستذكار وكتابة الواجب.

وقد نشأ اتجاه حديث لدى علماء النفس والتربية يقضي برفض الواجبات المدرسية نهائيا، لما تسببه من ضغوط نفسيه علي الطفل وعلى العائلات، ويطرح علماء النفس القراءة كبديل للواجب المدرسي، وقد استجابت دول متقدمة مثل فلندا وفرنسا وغيرها لهذه المطالبات، وتم إلغاء الواجب المدرسي كلية من النظام التعليمي بكافة مراحله.

ويري البعض أن الواجب المدرسي يمكن العمل به بدءا من المرحلة الإعدادية ثم الثانوية، حيث يكون الطالب قد أصبح قادرا على الاعتماد على نفسه، بحيث يصبح بمقدوره أداء واجباته على الصورة المطلوبة، ودون أن تشكل عبئًا نفسيًا عليه أو على عائلته.

وفى المقابل فإنه هناك فئة تربوية، لا يمكن تجاهل رأيها، ترى أن الواجب المدرسي جزء مكمل للعملية التربوية، وهو يضمن مراجعة التلاميذ لما درسوه خلال اليوم الدراسي وحل التمارين حوله يؤكد المعلومة ويرسخها.

لكن أين يقع نظام التعليم العربي من كل هذا؟

يعتبر نظام التعليم العربي بمكوناته التي تشمل المناهج والمعلم والكتب والوسائل، ليست مؤهله لفعل ما فعلته فلندا وفرنسا من إلغاء الواجبات، حيث أن النظام التأهيلي لعناصر العملية التعليمية في دولة كـ(فنلندا) تعتبر الأولى في العالم في جودة التعليم، تمكنهم من إيجاد بدائل غير روتينية بديلة عن الواجب، وأيضا تمكنهم من قياس درجات التزام الطلاب بما طلب منهم من قراءات بديلة عن الواجب.

وتنشطر مدارسنا العربية بين رأيين.. فهناك من يميل إلى العمل بفكرة الواجب ومنهم من لا يميل إلى الفكرة من حيث أداءها في المنزل، وبين القول بالمنع والإباحة فإن الحقيقة تقول أننا في عالمنا العربي ما زال السائد هو العمل بنظام الواجبات المدرسية كلزومية قديمة في العملية التعليمية، وهو رغم كونه أحد الضغوطات الواقعة على كاهل الأسرة إلا أنه يمكن تطوير التعامل بحيث لا يشكل ضاغطا نفسيا كبيرا على الطفل خاصة طفل الروضة وطفل المرحلة الابتدائية.

وإلى حين تطوير نظامنا التعليمي، يصبح على الأسرة التصرف، لتخفف من وطأة الأمر على الطفل من خلال إضافة بعض اللمسات، التي يمكن أن تكسر حدة الجو الروتيني المحيط بعملية أداء الواجبات، وذلك بأداء الواجب في أماكن مفتوحة أو بالقرب من النافذة ووضع أصيص زرع أمام الطفل، وتقديم العصائر والشطائر التي يحبها والسماح له باللعب والترفيه لتجديد النشاط عقب كل نصف ساعة في كتابة الواجب أو الاستذكار، والكف عن التهديد والوعيد إذا لم يقم الطفل بأداء واجباته، وإفهامه أن الواجب ليس عقوبة ولكنه ضروري، وأنه من الضروري لكي يكون متفوقا لابد أن يحل تمارين وأسئلة أكثر، ولا مانع من مكافأة بعد الانتهاء من الواجب تنسيه جمود الفترة الطويلة التي قضاها في كتابة واجباته المدرسية.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم