الحج

عشرون وقفة تربوية من فريضة الحج

فيما تغمر العالم الإسلامي فرحة أيام الحج ومناسكه التي شرعها الله، تطهيراً ورحمة لعباده، تنطق الأقلام، وتسطر الحناجر، وقفات إيمانية وروحية وعلمية وتربوية وجهادية، تنهل من مدرسة الحج نماذج وأفكار وعبر كثيرة.
فلا يوجد في الدين الإسلامي ركن أو نهج أو عمل، إلا وكانت حكمة عظيمة وراءه، دبرها العزيز المنان، وكشف بعضاً منها لأولي العلم من الناس، يتدبروا فيها عظمة الخالق وجبروت مالك الملك، ورحمة الرحمن الرحيم.

ولذا استخرج الباحث عقيل بن سالم الشمري، الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود، العديد من المبادئ والوقفات التربوية المتعددة من فريضة الحج، من بينها:

1ـ تربية على التوحيد قولاً وعملاً.

2ـ تربية على كثرة حمد الله، ويظهر هذا من خلال لفظ الحمد في التلبية، ويتكرر بتكرارها، فيأتي العبد المصاب بمصيبة والفقير والمريض والغريب والمبتلى، وكلهم يحمدون الله وكأنهم أغنياء وأصحاء وأقوياء.

3ـ تربية على أن يكون اللسان رطباً من ذكر الله.

4ـ تربية على تذكر الموت، وذلك بلبس الكفن، فيتذكر المؤمن تلك النهاية، ويشعر بها فتؤثر على قلبه وأعماله.

5ـ تربية للناس على الزهد في الدنيا وملذاتها، فمهما كان الشخص غنياً أو أميراً أو وزيراً إلا أنه لا يلبس غير ذلك اللباس الأبيض، ولو أراد أن يتفنن بلبس غيره مما يملكه فإنه يمنع.

6ـ تربية للناس على القناعة وأنها هي الغنى، فيكفي من اللباس ما يستر العورة، ومن النوم ما يطرد الكسل والعجز، ومن الأكل ما يقيم الصلب.

7ـ تربية للناس على أن أمور الدنيا ليس لها عند الله اعتبار بحد ذاتها، فالناس متساوون في اللباس والأعمال.

8ـ تربية على مبدأ الوحدة الإسلامي في أفعالهم وأعمالهم وأماكن وجودهم وأوقات عباداتهم، وسيأتي للوحدة مزيد بيان.

9ـ تربية للناس على الصبر عن المعصية .

10ـ تربية للناس على الإخلاص والصدق، اللذين هما رأس الأعمال القلبية، وبهما يقبل العمل عند الله ، ويقع الموقع الحسن.

11ـ تربية للناس على التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه في أداء العبادة وتسهيلها.

12ـ تربية للناس على التوكل الحقيقي، والذي لا يتعارض مع بذل الأسباب المأمور بها.

13ـ تربية للناس على قهر النفس عما تشتهي ما دام الشرع يحرمه، فالطيب وتغطية الرأس وجميع المحظورات يتركها المسلم مع شهوته لها لا لشيء إلا لأجل تحريم الشرع إياها.

14ـ تربية للناس على التقيد بما قيده الشرع وحدده، ويظهر هذا من خلال المواقيت وتحديدها بالمذكورة ووقت الرمي ووقت الانصراف من عرفة وغير ذلك.

15ـ تربية للناس على الركن الثاني لقبول الأعمال: وهو المتابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك قال: "خذوا عني مناسككم " متفق عليه.

16ـ تربية للناس عملية على فقه الخلاف، ويظهر هذا من خلال ما يلي:

أ ـ اختلاف الناس في أنواع النسك.

ب ـ اختلاف الناس في أعمال يوم النحر.

ج ـ اختلاف الناس في الذكر حال الانصراف من منى إلى عرفة، "منا الملبي ومنا المكبر".

د ـ اختلاف الناس حال الانصراف من مزدلفة إلى منى من حيث العجز وعدمه.

هـ ـ اختلاف الناس حال التعجل من مكة أو التأجيل.

و ـ اختلاف الناس حال التقصير أو الحلق، فكل هذه مواقف تربوية للناس على فقه التعامل مع الخلاف والمخالف، ولم ينقل لنا أن الصحابة دار بينهم نقاش واتهام في سبب اختيار نسك على آخر، ولو كان المختار نوعاً مفضولاً وليس فاضلاً.

17ـ تربية للناس على الترتيب والنظام، وأن هذا من ذات الإسلام وليس من خصائص ديار الكفر.

18ـ تربية للناس على أداء العبادة على أكمل وجه وأحسن صورة، ولذلك قال تعالى: " فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ".

19ـ تربية للناس على التكيف في حال تغير العادة، والوضع الذي تعود عليه الإنسان.

20ـ تربية للناس على الدعاء، ففي المناسك أغلب المواطن السنة فيها أن يدعو المسلم ربه سبحانه.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم