توصلت دراسة تربوية حديثة إلى أن مخاوف الطفل المدرسية لها تأثير شديد على نفسية الطفل، خاصة إذا لم تكن هناك رعاية جيدة بهذا النشء الصغير من طرف المربين والأهل، مؤكدة أنه على كل الأطراف من تربويين ومعلمين بالإضافة إلى الوالدين ضرورة المشاركة فى علاج هذه الاضطرابات النفسية بهدف مساعدة الطفل فى التقليل من مخاوفه والسعى وراء توفير متطلباته المادية والمعنوية.
وأضافت الدراسة التى قامت بها الباحثتان الجزائريتان: زهور نفيسة، وفراج شهيرة، حول أهم مشكلة نفسية يتٌعرض لها الطفل وهى الفوبيا المدرسية، أن للطفل أهمية كبرى فى حياة كل المجتمعات، وكلما تقدم المجتمع فى مضمار الحضارة كلما زاد اهتمامه بأطفاله وزادت أوجه الرعاية التى تقدمها لهم، وعلى ذلك فإن تربية الطفل وإعداده للحياة ليس أمرًا سهلا فقد تعتري هذا الطفل عدة مشكلات نفسية تؤثر عليه.
وجدت الباحثتان، أن الفوبيا المدرسية لا تؤثر على التحصيل الدراسى للأطفال الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع المعلمين وطرق تدريس فعالة، ووجود فعالية في البرامج الدراسية الجديدة وتوفر كل الإمكانيات، الأمر الذي يسمح لهم بمتابعة دراستهم بشكل عادي دون أية مشاكل.
وخلصت الدراسة إلى أن المخاوف المدرسية تتأثر على نحو طبيعى بتاريخ الطفل وبالوضع الذى تحدث فيه المواقف المثيرة للخوف، ويرتبط ميل الطفل إلى الاستجابة الزائدة للخوف على نحو وثيق بالحساسية الوراثية الخاصة بجهازه العصبى الذاتى، ومن المعتقد أن التأثيرات البيئية المبكرة جداً، وحتى تلك التى تعود إلى بيئة الطفل الأولى رحم الأم، تجعل الطفل حساساً على نحو خاص، بحيث تكون استجابة للخوف زائدة.
وفى ختام بحثهما، اقترحت الباحثتان:
- وجود أخصائى فى علم النفس التربوي في كل مدرسة، ليكون قادراً على حل المشكلات النفسية والسلوكية التى يعانى منها الأطفال.
- أن يعمل أفراد العملية التعليمية كجماعة متكاملة، للتعرف على مشكلات الأطفال، ومعرفة أنواعها والعوامل المسببة لها، وذلك بهدف وضع خطة عمل شاملة من أجل التصدى لحل هذه المشكلات.
- حسن معاملة الطفل من قبل الوالدين والمعلمين وتلبية احتياجاته العمرية لتجنب العوامل التى يمكن أن تسبب له الفوبيا.
- مساعدة الطفل على تنمية المهارات التى يستطيع بواسطتها أن يتغلب على الموقف أو الموضوع المخيف، وذلك بمحاولة ربطه بمثيرات سارة يستشعرها الطفل.
- التأكيد على ضرورة تواجد ولى الأمر مع التلميذ خلال الأسبوع الأول من الدراسة، حتى لا يشعر التلميذ بالخوف من المدرسة ويكره الدراسة.
- التأكيد على الوالدين على ضرورة عدم التفريق فى المعاملة بين الأبناء، وذلك لعدم شعورهم بالكراهية والحقد على بعضهم، والشعور بعدم الأمان والخوف.
- توعية الأسرة على ضرورة العلاقة الجيدة بين الزوجين من أجل رعاية الأطفال فى جو يسوده التفاهم والرحمة والود، والتأكيد على أهمية تدريب الطفل على الاستقلال الذاتى والاعتماد على نفسه.
- ضرورة متابعة الطفل من قبل الوالدين وخاصة فى السنة الأولى من التحاقه بالمدرسة.
- تعويد الأطفال على مقومات السلوكيات الاجتماعية التى تساعدهم على القدرة على التكيف داخل المجتمع وعدم تعويدهم على السلوكيات الانفعالية التى قد تسبب لهم بعض الاضطرابات النفسية.
10. إعطاء الفرصة للأطفال للتعبير عن رأيهم حول الأشياء التى يخشونها وتجعلهم يرهبون المدرسة.
.