التربية بالألعاب تستكشف جوانب شخصية طفل ما قبل التاسعة

أكدت عدد من الأبحاث التربوية أن الأطفال كثيراً ما يخبرون الآباء بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها، ويعتبر اللعب وسيطاً تربويا يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة؛ وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها تؤدي دوراً فعالا في تنظيم التعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغلاله وتنظيمه. فالفيلسوف أفلاطون قال ساعة لعب تعرفك بالشخص أكثر من سنة محادثة.

وأفادت أبحاث تربوية بأن من أهم مسؤوليات المهتم بالشأن التربوي والتدريبي محاولة فهم أفراده واستكشاف مكنوناتهم وطاقاتهم، وتلمس جوانب الضعف والقوة في شخصياتهم، والتعرف على جوانب الخلل في ذواتهم التي بحاجة إلى إصلاح، والألعاب التربوية تتيح له فرصا كثيرة لمراقبة سلوك أفراده في مواقف تحاكي الواقع وتقترب منه، والشواهد في الحياة كثيرة تؤيد ما وصل إليه الفليسوف أفلاطون من أن ساعة لعب تعرفك بالشخص أكثر من سنة محادثة.

وتشير التربوية غيداء الجيفانى، صاحبة فكرة مشروع حديقتى الصغيرة للترفيه إلى أن استخدام الألعاب في دوراتها التدريبية التربوية خلال السنوات العشر الماضية في حقلي التربية والتعليم، وما لاحظته في مؤتمرات تربوية، وعايشته في ورش عملية كثيرة، ولامسته من تشجيع ومؤازرة واهتمام من الإخوة المربين والمدربين أثناء تقديمها للألعاب التربوية في منتدياتهم، كرست لديها قناعة بأهمية هذه الأداة التربوية التي من الممكن أن تضيف إضافة جديدة إلى التجربة التربوية، وتحديثها بما يتلاءم مع متطلبات البيئة الحاضرة، وحاجة العمل التربوي إلى تحديث في وسائله وأدواته. والحكمة دائما ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق الناس بها، جاءته من غرب أو شرق.

واستطرت الأكاديمية السعودية بالقول: «لا أدعي أن ما أعرضه هنا بدعة جديدة، فالألعاب التربوية ممارسة في وسائلنا التربوية، لكنها اجتهادات فردية تفتقر إلى التأصيل، فالألعاب طريقة تربوية لها تأصيلاتها النظرية في جامعات عالمية عريقة، وتطبيقاتها العملية المشاهدة في الدورات التدريبية، والفصول التعليمية في المدارس الغربية، تستند إلى ثروة من الأبحاث والدراسات الأكاديمية، تقدم تحت عنوان (التعلم من خلال الممارسة) تارة، أو (التعليم الترفيهي Edutainment) أو (التعليم بالمرح)، وما العمل التربوي في محصلته النهائية إلا عملية تعلم هدفها إكساب الفرد معلومة جديدة، وغرس سلوك حميد وتنقيته من آخر شائن، وتغيير اتجاهات وقناعات، فالدراسات تؤكد أن الأفراد يتعلمون بصورة أفضل عندما تكون عملية التعلم ممتعة، فالألعاب طريقة جذابة وطبيعية، فنحن مفطورون على حب المرح الذي أحد مصادره اللعب، فـ(في داخل كل منا طفل يتوق للعب)، كما يقول نيتشه».

مشروع حديقتي الصغيرة

المنتج عبارة عن بيت زراعي من خلال المحتويات المرفقة بالنموذج يتم تعرف الطفل على أن الأرض تحتوي على طبقات، كما أن الطفل يقوم بفرش الطبقات ومن ثم يزرع البذور ويسقيها لمرة واحدة، وبالتالي يسجل الطفل ملاحظاته كما يلاحظ تكون البخار الصادر عن التبخر من الماء في التربة وكيفية تكون قطرات تمثل المطر.

والمشروع عبارة عن صندوق مكونات يحاكي الحديقة وكيفية الزراعة والرعاية بالنبات مع قصه شيقة مزوده بالرسومات الديناميكية والألوان وأسطر ليتمكن الطفل من تسجيل ملاحظاته، وهي أيضا ضمن منهج مادة العلوم للصفوف الابتدائية من خلال هذه الأداة التعليمية والتي تخدم منهج مادة العلوم، وسوف يتعلم الطفل دورة الإنبات والبيئة الكاملة التي تحاكي الطبيعة مما يسهل وينمي عملية التعليم والملاحظة والبحث.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم