اهتمت التربية الإسلامية بالمعلم اهتماما بالغا لكونه الركيزة الأساسية في العملية التربوية، وعليه يقع العبء الأكبر في تطويرها وإثرائها، فالمعلم هو الذي ينقل الاتجاهات والقيم والمعارف والمهارات، لذلك توجب إعداده، وتأهيله، ليصبح معلماً ناجحاً داعية إلى االله في كل حين.
وتشير دراسة "فلسفة إعداد المعلم المسلم" للدكتور زياد علي الجرجاوي، المقدمة لمؤتمر الدعوة الإسلامية ومتغيرات العصر، المنعقد بالجامعة الإسلامية بالسعودية، إلى الكشف عن واقع الفلسفة التربوية الموضـوعة لإعداد المعلـم المـسلم.
فالمعلم فـي المجتمعـات الإسلامية الأولى كان مثلاً يحتذى به في كل شيء، والتغيرات الاجتماعية أحدثت اختلافاً جذرياً في مهمة المعلم ومكانته التي يمنحها إياه الإسلام، فمعلم اليوم يُنظر إليه على أنه مجرد موظف يتقاضى راتبا، لقاء مسئوليات محـددة يقـوم بهـا وتنتهـي واجباتـه بانتهـاء هـذه المسئوليات، ولا تتعداها.
أهمية وضع وضع فلسفة لإعداد المعلم المسلم
إن الهدف الرئيس مـن تربيـة المعلم المسلم هو إخراج إنسان بخبراته وطاقاته وقدرته في بناء الجيل الجديد على أسس الإيمـان بالله، ومن الضروري لإعداد المعلم المسلم من رسم السياسات التعليمية التي تقلـل المشكلات وتوفر التسهيلات الضرورية اللازمة، وتخلق مناخاً يساعد المعلم في أداء مهمته، ويمكن تحديد فلـسفة إعداد المعلم في المجتمع الإسلامي بالمبادئ التالية:
1. إن التربية الصالحة تعتبر أهم العوامل المساعدة على تنمية شخصية الفرد والمجتمع تنمية متكاملة.
2. إن المعلم الجيد ينبغي أن يُعتبر الركيزة الأولي والشرط الأساسي للتعلم الصالح.
3. إن تحسين إعداد المعلم ورفع مستوى تدريبه يعتبر من أولى خطوات إصلاح النظام التعليمى.
4. ان تربية المعلمين تشمل في مفهومها الواسع جميع العمليات ذات الارتباط بإعداد المعلمين من تحديد فلسفة وأهداف ومنهج لهذا الإعداد، واختيار لطرقه وأساليبه ووسائله، وتقويم لنتائجـه، واختيار للمرشحين له، وارشاد وتوجيه للمنتسبين إلى مؤسساته، ومتابعة الخريجين مـن هـذه المؤسسات وتوجيههم وتقويمهم، وتدريب لمن تم انخراطهم بالفعل في مهنة التدريس، وما الـى ذلك.
5. إن إعداد المعلم ينبغي أن يخطط له في إطار فلسفة المجتمع العامة وقيمة وحاجاتـه ومطالبـه وفلسفته التربوية، وفي إطار احتياجات المعلم وتوقعات المجتمع منه، وفي إطار التقدم العلمـي والتوسع المعرفي.
6. إن خير السبل لجذب القادرين والصالحين لمهنة التعليم الدخول إلى مؤسسات إعداد المعلمين ورفع مستوى الإعداد في هذه المؤسسات، والاختيار الانتقائي للمتقدمين للالتحاق بها، بحيث لا يقبل منهم فيها إلا من تتوفر فيه الشخصية القوية المتكاملة فـي نموهـا والممتلكـة للـصفات الضرورية للنجاح في التدريس والتوجيه.
7. إن منهج إعداد المعلمين ومقرراتهم وبرامجهم ينبغي التخطيط لها في ضوء الأهداف الفردية والاجتماعية والمهنية المحددة لإعداد المعلمين في مجتمع اسلامي معـين، وأن تكـون وظيفتـه ترتبط بحاجات الطلاب كمعلمين في المستقبل وكأفراد صالحين مؤثرين في مجتمعهم الإسـلامي وبحاجات المجتمع الإسلامي نفسه الذي يعيشون فيه.
8. بما أن نجاح المعلم في حياته العامة وفي تدريسه يتوقف إلي حد كبير على مدى سعة ثقافتـه العامة ووعيه بمشاكل مجتمعه وأمته والعالم الواسع الذي يعيش فيه، فانه من الضروري أن يكون التعليم العام أو الثقافة العامة جزءاً أساسيا من منهج إعداد المعلمين وبرامجهم فـي المجتمعـات الإسلامية.
9. إن كل معلم بقطع النظر عن سن التلاميذ الذين سوف يقوم بالتدريس لهم بعد تخرجه وعـن المرحلة التي سوف يدرس فيها، ينبغي أن يكون له ميدان تخصص، لأن التخصص في ميـدان معين من شأنه أن يكسب المعلم شيئاً من الاحترام بين زملائه وتلاميذه، ويزيـد مـن إمكانيـة الاستفادة منه في الميدان المتخصص فيه.
10. بالإضافة إلى الثقافة الواسعة والتعمق في ميدان تخصص معين، فإنه ينبغـي أن يكـون للمعلم أيضا إعداد فني مهني يشمل القدر الضروري من الدراسات التربوية والنفسية والخبـرات العملية في التدريس، لمساعدته على تكوين المعارف والمفاهيم والمهارات،والاتجاهات التربويـة والفنية اللازمة، للبداية الناجحة في التدريس.
11. إن طرق التدريس في مؤسسات إعداد المعلمين ينبغي أن تقوم على أساس مـن مبـادئ التعلم الصحيح، والتفكير العلمي السليم، والعلاقات الإنسانية الـسليمة، والأخـلاق الإسـلامية النبيلة.
الأهداف التربوية اللازمة لإعداد المعلم المسلم
المقصود بأهداف إعداد المعلمين هو "التغيرات المرغوبة التي يسعى إلى تحقيقها إعداد المعلمين، سواء في سلوك الطالب وشخصيته ومعارفه ومهاراته واتجاهاته، الطالب المعلم الذي يعد نفسه لمهنة التدريب والتعليم، أو في حياة المجتمع الذي يعيش فيه هذا المعلم وتتم فيه عملية الإعداد في مهنة التعليم التي سوف يعمل في إطارها الطالب المعلم بعد تخرجه واتمام إعداده الأولي".
ولإعداد المعلمين ثلاثة أنواع من الأهداف هي: أهداف فردية تتعلق بشخصية المعلم نفسه وتعتبر من التغيرات المرغوبة التي تسعى عملية إعداده لإحداثها في سلوكه ومعارفه ومفاهيمه ومهاراته واتجاهاته وقيمه وطرق أدائه، وأهداف اجتماعية تتعلق بالتغيرات المرغوبة في حياة المجتمع الذي يعيش فيه المعلم، وأهداف مهنية تتعلق بمهنة التعليم التي سوف ينتمي إليها الطالب المعلم بعد تخرجه وبالتغيرات المرغوبة التي يمكن أن تساهم فيها عمليات إعداد المعلمين بالنسبة لمهنة التعليم.
وإذا كانت أهداف إعداد المعلمين تشمل الأهداف العامة والأهداف الخاصة فإننا نكتفي في السطور التالية بالإشارة الموجزة إلى أهم الأهداف العامة التي ينبغي أن يسعى إلى تحقيها إعداد المعلمين في مجتمع إسلامي، وهذه الأهداف العامة هي كما يلي:
1. ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس طلاب المعلمين وتعميق إيمانهم بالقيم الإسلامية العليا وتقويـة وازعهم الديني والخلقي.
2. مساعدتهم على تحقيق النضج الانفعالي المناسب والتوازن النفسي المطلوب والتكيف مع مدرسيهم وزملائهم في الدراسة، والمجتمع.
3. مساعدتهم على تنمية قدراتهم العقلية المختلفة، وعلى توسيع مداركهم وثقافتهم العامـة ووعـيهم بمشاكل وقضايا مجتمعهم وأمتهم.
4. مساعدتهم على إصلاح لغتهم العربية قراءة،وكتابة، ومحادثة، وفهماً، وعلى الإلمـام بقواعـدها وآدابها والتمرس على استعمالها.
5. مساعدتهم على تنمية قدرتهم على إدراك الجمال وتذوقه والتمتع به في أشكاله ومظاهره المختلفة.
6. مساعدتهم على بناء الإيمان بقيمة الأسرة وعلى إعداد أنفسهم لمسئولياتهم الاجتماعية وعلى تنمية حبهم لأمتهم.
7. مساعدتهم على تحقيق صحة جسمية جيدة ولياقة بدنية سليمة، وعلى امتلاك المعارف والعـادات والاتجاهات الصحية والغذائية السليمة.
8. تمكينهم من فهم طبيعة النمو البشري والعوامل المؤثرة فيه، وفهم خصائص ومطالب وحاجـات التلاميذ، وفهم طبيعة العملية التربوية، وفهم الأسس النفسية، والتاريخية، والفلسفة، والاجتماعية، والاقتصادية، للعملية التربوية، وفهم العلاقة التي تربط بين التربية من ناحية وبين المجتمع والثقافة القائمة في المجتمـع مـن ناحية أخرى، وكذلك تمكينهم من بناء المهارات الـضرورية فـي التدريس.
9. المساهمة في دعم الحياة الروحية والثقافية والاجتماعية والسياسية والنهوض بمهنة التعليم وتحسين مستوى التدريس في المجتمع.
وقد اهتم علمـاء التربيـة وعلماء النفس بالأهداف العامة وأكدوا على ضرورة اشتقاقها مـن فلسفة المجتمع وعقيدته، حتى لا يحدث انفصام بين المدخلات والمخرجات في العملية التربوية، وتتلخص السلبيات المرتبطة بالأهداف العامة في كليات إعداد المعلمين في اغلب الدول الإسلامية في النقاط التالية:
1. عدم وضوح الأهداف التي تسعى الكليات والمعاهد إلى تحقيقها سوى تخريج أفواج لسد الفـراغ بالإعداد المطلوبة من المدرسين.
2. الأهداف يغلب عليها الطابع العلماني في غالبية الكليات والمعاهد.
3. كتبت الأهداف بأسلوب إنشائي غير إجرائي، وهي بالتالي نظرية غير عملية يصعب تطبيقها في ظل الظروف السياسية والاقتصادية.
4. الازدواجية في الأهداف، ففي كلية واحدة نجد الأهداف العلمانيـة إلـي جانـب الإسـلامية.
5. ليس الله نصيب كبير فيها إلا ما ندر عند بعض الكليات أو المعاهد.
مواصفات المنهج الإسلامي
تقيم المناهج على ضوء الأهداف التي تـسعى لتحقيقهـا، فلمعرفـة المنهج الإسلامي ينبغي معرفة النتائج المتوقعة منه ويمكن إجمال أهمها:
1. يزيد من إيمان الدارسين، ويقوي صلتهم باالله سبحانه وتعالى.
2. يتخذ القرآن والسنة المطهرة إطارا مرجعياً أساسيا.
3. ينطلق من الفكر الإسلامي ويبين أصالة الأمة الإسلامية.
4. يربط الدارسين بماضيهم وتراثهم الإسلامي المجيد.
5. يعمل على تهذيب أخلاق الطلاب ويبث فيهم الآداب الإسلامية.
6. يسعى لإسعاد الإنسان في دنياه ويعده لآخرته.
7. يؤدي إلى تكوين الشخصية الإسلامية التي تعتز بدينها وقيمتها ومبادئها.
8. يؤصل كافة مقرراته تأصيلاً إسلاميا.
معايير اختيار محتوى المقررات الدراسية
1. أن تكون الموضوعات التي تناقش ذات صلة بالتربية، وبما يفيد المسلم عند أداء واجبه في المدرسة والمجتمع.
2. إعادة النظر فيما كتب في العلوم التربوية الغربية على ان يستفاد مما يتمشى مع المبادئ الإسلامية ويحذف ما يتعارض معها.
3. أن يقوم علماء التربية في العالم الإسلامي بإضافات جديدة كل في ميدان تخصصه.
4. أن يتصف العالم المسلم الذي يتصدى للكتابة في أي من العلوم التربوية بـصفات العـالم المـسلم.
5. يجب أن يكون المحتوى خالياً من المصطلحات والكلمات الأجنبية، فلغة القرآن الكريم قادرة علـى استيعاب سائر العلوم.
السمات الأساسية للمعلم
طبيعة عمل المعلم هو أنه {أب روحي ينمي عقله} ويربي فكر المتعلم ويـصقل مداركه ويرتقي بمشاعره وإحساسه ويطبع اتجاهه وتصوره وإذا كان الأب سـببا فـي وجـود الإنسان بجسمه، فالمعلم هو الذي يصنع سموه الروحي وعقله الواعي ويرتقي به صعدا في أنماط السلوك الطيب والخلق الرفيع ويعايشه بتربيته له وتعليمه إياه معطيا له القدوة السحنة حتى يصل به إلى أن يكون إنسانا عاقلاً وكائناً اجتماعياً وعضوا نافعاً مضيئاً مستعلياً عن غرائـز البهـائم وشهوات الأنعام وبهذا يفضل المعلم الأب من الدم واللحم فشتان بين من ينمي جسمه ومن يربي عقله، بل إن المعلم يكاد أن يصل إلى مرتبة الأنبياء والرسل لأنه ينتظم فـي سـلوكهم ويـؤدي وظيفتهم.
لقد صنف العلماء السمات الأساسية التي ينبغي أن تتوفر لدى المعلم في المجتمع المسلم ومنها:
1- سمات الإيمانية: يجب على المعلم أن يكون ملتزماً بالإسـلام، عقيـدة ومنهجـاً حيـاة لان المتعلمين ينقلون عنه الغث والثمين ويقلدونه في كل صغيرة وكبيرة ويعرف أن عمله الذي يؤديـه لوجه االله تعالى، فلابد من الإخلاص وسلامة النية والمقصد.
2- السمات النفسية والاجتماعيـة: يحتاج الموقف النفسي معلما ناصحاً محباً لغيره، ومجداً بمهنته وطلبته، ذي شخصية قوية يتحلى ببعض السمات القيادية متمسكاً بقيم مجتمعة، ويشعر بالرضـا عن عمله داعياً االله في كل حين.
3- مات الجسمية والجمالية: إن اهتمام المعلم بحسن مظهره وكمال هيئته من المؤشرات الدالـة على تكيفه الصحي والجمالي وغالباً ما ينبئ المظهر عن الجوهر، إن امـتلاك المـتعلم عقلية متميزة ومتفتحة تعود بالنفع على طلبته لأنهم سيأخذون عنه فهذا يـساعدهم علـى نمـوهم المعرفي ويساعدهم في حل مشاكلهم ويزيد من امتلاكهم للتحدث بعقلانية ومنطقية عـن أفكـارهم وتطلعاتهم وحاجاته، أما المدرس المهزوز المهزوم وجدانيا فأثره السلبي واضـح وبـالغ علـى طلابه، فالمفكر لا يتسرع في اتخاذ القرارات.
4- مات المهنية: يحتاج التعليم الى معلم عارف في مهنته مجدا ومطورا لها يعـرف فنونهـا ووسائلها" معرفة بخصائص المتعلمين في كل مرحلة يعرف طرائق التدريس يتقن فن التعامل مع الآخرين.
الاستراتيجيات التربوية لوضـع مـنهج إعداد المعلم
لابد أن يرتبط إعداد المعلم المسلم بالأهداف التربوية التي نسعى لتحقيقهـا والتي صيغت من خلال سياسة تعليمية وفلسفة تربوية سليمة وواضحة القصد والمعنى تنطلق من كتاب االله وسنة رسوله، تحدد من خلالها ملامح المنهج وتوجيه العملية التربوية، وبناء على ذلـك فإن فلسفة إعداد المعلم المسلم لابد أن تنطلق من المفهوم الإسلامي العقائدي، قال صلى االله عليه وسلم {من تعلم علماً لغير االله أو أراد به غير االله فليتبوأ مقعده من النار}، وتمشيا مع المبادئ والأهداف العامة التي ذكرناها لإعداد المعلم في مجتمع إسلامي فانه لابد لهذا الإعداد من مناهج وطرق تدريس ووسائل وأساليب صالحة تكون فـي مـستوى تلـك المبـادئ والأهداف وتساعد على تحقيقها.
والمنهج التعليمي أو الدراسي لأي نوع من أنواع التعلـيم يعني: "مجموع العوامل والقوى والخبرات والأنشطة التعليمية والتربوية التي تهيئهـا المؤسـسة لتعليم وتربية تلاميذها أو تحدث تحت رعايتها وتوجيهها سواء تمت داخل المؤسسة أو خارجهـا بقصد الوصول إلى الأهداف التربوية المرسومة، وحسب هذا المفهوم الواسع والشامل للمنهج فان للمنهج أربعة أركان أو عناصر رئيسية هي:
1. الأهداف التربوية التي يسعى المنهج إلى تحقيقها.
2. المفاهيم والمعارف والمعلومات والخبرات واوجه النشاط التي تتكون منها مادة ومحتويات المنهج.
3. الطرق والأساليب والوسائل والمعينات المتبعة والمستعملة فـي تـدريس مـواد المـنهج ومقرراته وفي توضيح مفاهيمه ومعلوماته وتقديمها وتقريبها إلى أذهان المتعلمين.
4. طرق وأساليب ووسائل التقويم المتبعة في قياس تحصيل المتعلمين، وتقويم نتائج العمليـة التربوية بأكملها، وتحديد مدى النجاح الذي أمكن إحرازه فـي تحقيـق الأهـداف التربويـة المرسومة.
مـنهج إعداد المعلمين يمكن تقسيمه إلى السمات الخمسة الأساسية التالية:
1. مواد ومقررات وخبرات الثقافة العامة.
2. العلوم والمواد والخبرات ذات العلاقة بالتخصص والتعمق في مجال من مجـالات المعرفـة الإنسانية.
3. علوم وخبرات التربية المهنية والفنية المتمثلة أساسا في القدر الـضروري مـن الدراسـات التربوية والنفسية والخبرة العملية في التدريس.
4. أوجه النشاط البدني والعسكري والثقافي والاجتماعي وغيرها، وما إلى ذلك مـن نـشاطات يزاولها الطلاب تحت إشراف ورعاية معاهدهم ومؤسسات إعدادهم، وأساتذتهم.
5. الخدمات التعليمية والتوجيهية والصحية والاجتماعية وغيرها التي يتلقاها الطلاب المعلمـون أثناء دراستهم، في مؤسسات إعدادهم، والتي تساهم في إعدادهم، ولكل هذه المجالات شـواهدها وأدلتها في الفكر التربوي الإسلامي التي يمكن الرجوع إليها فيما سبق لنا كتابته في هذا المجال.
أبعاد خطة إعداد المعلم المسلم
- الإعداد العام: وهو ما يتعلق بالثقافة العامة للمعلم فالمعلم يحتاج إلى تنمية معلوماته العامة بحيث ينفتح على آفاق ثقافية جديدة تزوده بأهم المعلومات والمهارات اللازمة لإعطائه خلفية ثقافية عامة تساعده على فهم ما يجري حوله في بيئته المحلية، وفي العالم الخارجي.
- الإعداد الأكاديمي: وهذا البعد الثاني من أبعاد خطة تربية المعلم يتعلق مباشـرة بما سوف يقوم بتدريسه في المدرسة، وهو القدر اللازم من الدراسة من مختلف المجالات التـي سوف يقوم بتدريسه وكما يعطيه خلفية قوية تساعده على الابتكار والابداع في تدريسه.
- الإعداد المهني: مثل ما يتعلق بالطرق والأساليب والأدوات التي يمكن المدرس من فهم تلميذه كشخصية لها خصائصها النمائية والتحصيلية، كما تمـده بـالطرق والأساليب والأدوات التربوية التي بها يتمكن من تفجير طاقات المتعلم للتعلم وجعل التعلم متعـة شخصية له.
توصيات
1. الاستمرار في نمو المعلم ورفع كفايته التعليمية وتطوره التربوي واعادة بناء خبراته التعليمية والتربوية والثقافية وتجديدها المستمر.
2. رفع المعمل المسلم إلى موقع الصدارة في تخصصه، وفي ثقافته العامة وابعاد شبح التخلـف عنه حتى يكون دائما ملما بالمستحدث في المادة، والطريقة، لمقابلة تحديات الحضارة المعاصرة والسيطرة عليها.
3. تأهيل المعلم تربوياً حتى يتمكن من مقابلة احتياجات مراحل النمو التي يمر بها طلبتـه حتى يتمكن من تهيئة المناخ الملائم لهم نفسياً.
4. اختيار أساتذة كليات التربية على أساس التزامهم بالفكر التربوي الإسلامي.
5. التخطيط القبلي والبعدي لكليات إعداد المعلمين لمواكبة التغيرات المجتمعية العالمية.
6. وضع القواعد والأسس اللازمة للمناهج والمقررات حتى يقدم للطالب المعلم المعلومات مـن منابعها الإسلامية الأصيلة.
7. الاهتمام بإعداد الندوات والمحاضرات العامة والمؤتمرات الخاصة بالنمو المعرفـي للمعلـم والزام المعلمين بالحضور.
8. تكثيف ورش العمل والدورات التدريبية والأيام الدراسية الخاصة بالمعلم.
9. الاهتمام بالنشاطات غير الصفية التي تدعم المنهاج الضمني ولكونها من ضمن عمل المعلم.
10. إبراز دور وسائل الإعلام لخدمة المعلم وابراز إنجازاته وما يقدم إليه.
11. تزويد مؤسسات إعداد المعلمين بأفضل الكوادر الإسلامية.
12. اتباع سياسة تربوية إسلامية تمكن المعلم من أداء مهمته على الوجه الصحيح.
13. ضرورة إعادة صوغ فلسفة إعداد المعلم وتأصيلها إسلاميا، على ضوء الكتاب والسنة وكذلك الاستفادة مما توصلت إليه البحوث والدراسات العربية والأجنبية في مجال إعداد المعلم بشرط عدم مخالفتها للعقيدة الإسلامية.
14. ضرورة إعداد المعلم المسلم الداعية إلى االله لأن في ذلك الخير الكثير، والدعوة لا تقتـصر على دارسي الشريعة الإسلامية أو الدراسات الإسلامية وانما يجب أن تعـد المعلـم فـي كافـة التخصصات العلمية لحمل رسالة الإسلام ويبلغها لغيره.
.