Business

المنهج النبوي في التربية الإيمانية للشباب

 الشباب في أي قطر من الأقطار هم عماد حضارة الأمم، وسر نهضتها؛ لأنهم في سن الهمم المتوثبة والجهود المبذولة، سن البذل والعطاء والتضحية والفداء. وشباب الإسلام على الأخص، هم عماد الحضارة الحقيقية التي انبثقت من مكة المكرمة، تلك الحضارة التي أخرجت الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

ولقد أدرك أعداء الإسلام هذا الأثر لشباب الأمة الإسلامية، وأدركوا معه السبب الذي يبلغوا به هذا الأثر فوضعوا مخططاتهم، وبذلوا مجهوداتهم للحيلولة دون الشباب وتلك الأسباب، فأصبح شباب الإسلام يواجه فتناً متنوعة، تهدف إلى إضعاف إيمانهم وإذابة شخصياتهم.

وفى بحث بعنوان "المنهج النبوي في التربية الإيمانية للشباب والاستفادة منه في العصر الحاضر"، يستعرض الدكتور الدكتور سليمان بن قاسم العيد، بجامعة الملك سعود، منهج النبي في تربية شباب الصحابة، ابتداء من تعليمهم قضايا الإيمان الأساسية، ومروراً بمتابعة هذا الإيمان وتقويم اعوجاجه، وانتهاءً بوضع توجيهات لتحصين هذا الإيمان مما ينقصه ويفسده.

غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الشباب

1- تعليم الإيمان منذ الصغر

من الأمور المهمة في التربية الإيمانية التعليم المبكر في مرحلة الصغر، لما في التعلم في هذه المرحلة من صفة الثبات، فعن علقمة قال: (ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة).

ولما كان الحال كذلك من أهمية العلم في الصغر، فقد اهتم رسول الله بتعليم صغار الصحابة أمور العقيدة، ومما يدل على ذلك ما ورد عن جندب بن عبد الله قال: "كنا مع النبي ونحن فتيان حزاور، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا".

وهذا مما يدل على المبادرة بتعليم الإيمان للنشء قبل تعلم القرآن، وتعليم الإيمان يقتضي التعريف بالله سبحانه وتعالى، وأحقيته بالعبادة دون من سواه، وما له من صفات الجلال والكمال والعظمة، وكذلك التعريف برسوله -صلى الله عليه وسلم- ووجوب الإيمان به، وماله من حقوق على أمته، ونحو ذلك مما يتعلق بأمور الإيمان و يتناسب مع حال الناشئ، وهذا مما يفيد الناشئ قبل تعلم القرآن، في تعظيم القرآن والازدياد به إيماناً.

ومما كان يسلكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعليم الصغار الإيمان حرصه على تعليم الأطفال بعض الأدعية التي تتضمن بعض جوانب الإيمان كدعاء القنوت، كما يقول الحسن بن علي: علمني رسول الله كلمات أقولهن في الوتر، اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت.

ونستخلص منهج النبي مع تعليم الإيمان للصغار في:

  •  أن الصغير في هذا العصر يبدأ سنه التعليمي في السنة السادسة من عمره، وهي السنة التي في الغالب يبدأ معها تعلمه للقرآن، فهنا يحسن بالآباء تعليم أبنائهم مقدمات الإيمان قبل هذا السن الذي يبدأ معه في تعلم القرآن الكريم، وذلك من أجل أن يعرف قيمة هذا القرآن ويزداد به إيمانه.
  •  الحرص على تعليم الصغار بعض السور القصيرة من القرآن الكريم، كسورة الفاتحة، وكذلك سور الإخلاص والمعوذتين ونحوها، وتنبيههم على ما فيها من الجوانب الإيمانية، وتوجيههم لقراءتها في مناسبات معينة.
  •  الحرص على تعليم الصغار أنواعاً من الأدعية، والتأكيد على حفظهم لهذه الأدعية، والمداومة على ذكرها وتردادها.

 

2- التوضيح والبيان 

 لقد كان كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعليمه للناس بيناً واضحاً، كما تقول عائشة -رضي الله عنها: (( كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من سمعه))، ومع هذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلك في تعليمه للشباب وغيرهم أمور الأيمان وسائل التوضيح والبيان، ومن ذلك على سبيل المثال:

  • ضرب الأمثال: وهو أسلوب من أساليب الإيضاح والبيان، إن لم يكن أقواها في إبراز الحقائق المعقولة، في صورة الأمر المحسوس. والغرض من ضرب الأمثال تشبيه الخفي بالجلي، والغائب بالشاهد، فيصير الحس مطابقاً للعقل، وذلك هو النهاية في الإيضاح. وضرب المثل هو حالة تشبيه تحدث في النفس حالة التفات بارعة، يلتفت بها المرء من الكلام الجديد إلى صورة المثل المأنوس. ومن الأمور المهمة في هذه المسألة أن يكون المُمَثل به أمراً معروفاً ومشهوراً لدى الممثل لهم، لتعم الفائدة، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمثل لأصحابه بالنخلة والتمر، والبعير، والشوك. ومن أمثلته -صلى الله عليه وسلم- في توضيح الإيمان ما رواه الشباب أنفسهم، فقد مثل بالزرع كما في حديث أبي هريرة قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفأ بالبلاء، والفاجر كالأرزة، صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء".
  • استخدام وسائل الإيضاح: إن مما يساعد في إدراك الأمور المجردة لقضايا الإيمان توضيحها ببعض الوسائل المعينة، كالرسوم ونحوها، ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغفل هذا الجانب لتوضيح بعض كقضايا الإيمان، ومن ذلك ما ورد في حديث عبد الله بن مسعود قال:خط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط، خارجا منه، وخط خططاً صغاراً، إلى هذا الذي في الوسط، من جانبه الذي في الوسط، وقال:((هذا الإنسان وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا، نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا)).
  • القصص: إن مما يزيد قضايا الإيمان وضوحاً، عرضها بشكل قصصي، يجعل السامع يتصور مشاهدها، ويتخيل أحداثها، وكأنها رأي العين، فضلاً عمَّا في الأسلوب القصصي من جذب انتباه -وخاصة للشباب- فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يعرض هذه الأمور بشكل قصصي، وخاصة الغيبيات، كنعيم الجنة وأحوال أهلها، وعذاب النار وأحوال أهلها، وذكر المسيح الدجال ... ونحو ذلك.
  • إجابة التساؤلات: وتتم عملية توضيح أمور الإيمان  للشباب بعد ضرب الأمثال، واستخدام التخطيط، وعرضه بالقصص، بإجابة الاستفسارات الواردة منهم، وتوضيح المشكل عليهم، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيح للشباب السؤال في هذا المجال، بل ويشجعهم عليهم، ويجيبهم عنه، ويزيد أحياناً في الإجابة على مطلوب السائل، لمزيد الإيضاح، ومن ذلك على سبيل المثال سؤال الشاب عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها".
  • إثارة الانتباه واغتنام الفرص: من منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الشباب إثارة الانتباه لما يريد أن يعلمهم إياه، ويعرفهم به، وذلك يجعل الشاب مستعداً لما يلقى إليه، بتوجيه حواسه وتركيز ذهنه، إضافة إلى ذلك فإن النبي يغتنم الفرصة المناسبة لهذا التعليم، والمواقف في هذا كثيرة، فمنها ما حصل لمعاذ بن جبل حيث يقول: بينما أنا رديف النبي، ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: "يا معاذ! قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك! ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك رسول الله وسعديك! قال: هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك رسول الله وسعديك! قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم".

 

3- المتابعة وتقويم الأخطاء

  • التعاهد بالوصية: إضافة لما كان يسلكه الرسول في غرس الإيمان في نفوس الشباب من التعليم في الصغر ثم التوضيح والبيان وإثارة الانتباه واغتنام الفرص، فقد كان يحرص على متابعة هذا الغرس، وتعاهد الإيمان في القلوب، ببذل الوصايا لهم، ومن وصاياه في هذا الجانب ما يلي: "احفظ الله يحفظك"، "اتق الله حيثما كنت"، "استحيوا من الله حق الحياء".

 

  • امتحان إيمان الشباب: قال تعالى {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، يقول سيد قطب حول هذه الآية: إن الإيمان ليس كلمة تقال، إنما هو حقيقة ذات تكليف، وأمانة ذات أعباء، وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال، ولا يكفي أن يقول الناس: آمنا، وهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة، فيثبتوا عليها، ويخرجوا منها، صافية عناصرهم، خالصة قلوبهم، كما تفتن النار الذهب، لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة، العالقة به. إن الإيمان أمانة في الأرض لا يحملها إلا من هم لها أهل، وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص. ولما كانت هذه حقيقة الإيمان، وهذه حال المؤمن، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- حريصاً على أن يبلغ الشباب حقيقة الإيمان، لتكون لهم القدرة على حمل الأمانة، والقيام بالتكاليف، والثبات عند الفتن، فكان يمتحن ما عندهم من الإيمان ومدى رسوخهم فيه، وبهذا يتسنى له إكمال نقصه، وإصلاح خلله، وتفسير غامضة، ومن مواقفه في امتحان الشباب: عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال:"كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالميشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون).

 

  • تقويم إيمان الشباب: وإذا كانت مرحلة إيمان الشباب مرحلة مهمة لمعرفة ما يوجد من الخلل والنقص عند الشباب في هذا الجانب، فإن الأمر لا يتوقف عند هذا بل تأتي مرحلة التقويم لذلك الخلل، فقد كان النبي لا يغفل عن سلامة عقيدة شباب أمته وقوة إيمانهم، فعندما يدرك الخطأ يبادر في إصلاحه، ويسد خلله، ويكمل نقصه، حتى ينشأ الجيل قوي الإيمان ثابت الجنان، وكان أسلوبه في تقويمه للأخطاء أسلوباً حكيماً. ومن الأسلوب الحكيم في تقويم الأخطاء في الإيمان:

* التعليل وإيجاد البديل: فعن عبدالله بن مسعود، قال: كنا نصلي خلف النبي، فنقول : السلام على الله. فقال النبي: "إن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".

*الإشعار بعظم الخطأ: عن أسامة بن زيد، قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار، رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي، فقال: يا أسامة! أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله". قلت: كان متعوذاً. فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.

*الإيحاء بالغضب: عن علي بن أبي طالب، قال: أهدى إلي النبي حلة سيراء فلبستها فرأيت الغضب في وجهه فشققتها بين نسائي.

 

  • تحصين إيمان الشباب: وذلك من خلال:

*الحث على التمسك بالكتاب والسنة: الإيمان في قلوب الشباب ليس أمراً ثابتاً، لا يزول، ولا يحول، ولا ينقص ولا يزيد، بل هو معرض للنقص والزيادة، وفوق هذا فإنه معرض أيضاً للزوال بالكلية من القلب، فيعود الإنسان إلى الضلال بعد الهدى، وإلى الكفر بعد الإيمان، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خشي على شباب الصحابة من نقص الإيمان وزواله، بسبب الفتن التي يتوقع مواجهتها في حياتهم. ولقد نبه الرسول شباب صحابته إلى شيء من هذه الفتن بأحاديث كثيرة، منها ما ورد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تَشَرَّف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذاً فليعذ به. ولما كانت الحال كذلك فإن رسول الله لم يترك عقائد الشباب نهباً لهذه الفتن، فقد حرص عليه الصلاة والسلام على صيانة هذه العقيدة وتحصين هذا الإيمان بأمور كثيرة من أهمها الحث على التمسك بالكتاب والسنة، ومن التوجيهات النبوية في ذلك ما يلي: عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله يقول: "ألا إنها ستكون فتنة" فقلت: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال : "كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحُكمُ ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جَبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، وهو حبلُ الله المتين، وهو الذكر الحكيــــم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلمــاء، ولا يخلق على كثـــرة الرد، ولا تنقضي عجــائبـــه، هو الذي لم تنته الجــن إذ سمعته حتى قــالــوا :{إنا سمعنا قرءاناً عجباً يهدي إلى الرشد} من قال به صُدِّقَ، ومن عَمِلَ به أُجِرَ، ومن حَكَمَ به عَدَل، ومن دَعَا إليه هَدَى إلى صراط مستقيم".

*التحذير من أماكن الفتن: قد تتمثل الأخطار التي تواجه الشباب في عقائدهم في أماكن معينة، ولذا فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يغفل هذا الجانب، فقد حذر صحابته بعض الأماكن التي يتعرضون فيها للفتنة في دينهم، ومن ذلك على سبيل المثال ما ورد في حديث أنس بن مالك أن رسول الله قال له: "يا أنس، إن الناس يُمصَّرُونَ أمصـاراً، وإن مصراً منها يقال له البصرة، أو البصيرة، فإن أنت مررت بها، أو دخلتها فإياك وسِباخها وكَلاَّءَها وسُوقَها، وباب أُمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون خَسفٌ وقذفٌ وَرَجفٌ، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير".

وقد تتمثل الفتنة في مركز عملي أو منصب وظيفي، يكون سبباً في هلاك الشاب في دينه، وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طلب المناصب لمن لا يقدر عليها، وليس أهلاً لها، فعن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله: "يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة أُكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها".

* التحصن بالعمل الصالح: لم يكتف النبي لتحصين إيمان الشباب بالحث على التمسك بالكتب والسنة، وبالتحذير من أماكن الفتن، والتحذير من الخوض في الشبهات، بل أضاف إلى ذلك حثهم على التحصن بالعمل الصالح، لما فيه من النفع الكبير لسلامة عقائدهم، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال، فستكون فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا". وفي بيان أثر العمل الصالح على سلامة الفرد في عقيدته، ما ورد في وصية رسول الله لابن عمه الشاب ابن عباس: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..." فإن حفظ العبد ربه يستلزم طاعته في أوامره، يستلزم القيام بالعبادات على وجهها، كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، وفعل من تيسر من نوافل العبادات. فإن نتيجة ذلك حفظ الله لعبده، ومن أجل ذلك حفظه في عقيدته، وسلامته من الفتن التي تواجهه.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم