Business

التخطيط الهادف للإجازة الصيفية

حينما نبدأ بالتخطيط لأي فكــــرة أو عمل؛ فإن علينا التفكير بالأهداف لهذا العمل ولهذا الشخص، فالأهداف هي المنطلق في هذه الحياة وخط السير المعين على الانطلاق السليم، ولعل التخطيط للعطلة الصيفية لا ينفصل عن التخطيط لأي عمل في واقع الحياة، غير أنه قد يختلف في الزمن والمضمون، فالإجازة الصيفية لا تعني الإجازة من كل شيء!

من الجميل أن نتذكر وقبل أي تخطيط أن الإجازة الصيفية لا تعني الكسل والخمول والنوم طوال النهار وإضاعة الوقت في التقلب بين الأجهزة الإلكترونية دونما فائدة، فإن كان كذلك فقد أضعت ساعات طويلة من عمرك أو من عمر أبنائك دون أي إنجاز، وقد يكون مع كسب بعض الإثم لإضاعة الوقت أو النظر لغير المباحات مما تعرضه تلك الأجهزة الإلكترونية.
وفي هذه الدراسة، ترى د. آندي حجازي، أن الراحة والخروج عن الروتين لا يعني معصية الله تعالى أو التهاون والتغافل عمّا حرّم الله تعالى، ولا يعني الجلوس بلا عمل أو إنجاز! بل بالعكس؛ فإن السعادة الحقيقية تشعرها عند الإنجاز.

 

عند التخطيط للسفر في الإجازة الصيفية

إن خططت في الإجازة الصيفية للسفر مع أبنائك لإحدى الدول الأجنبية مثلا، فإن من المفيد أن تتذكر أنك مسلم وأنك في تصرفاتك وسلوكاتك تمثل أخلاق المسلم وتعكس صورة الإسلام سواء أقصدت ذلك أم لم تقصد، ولذلك عليك مراعاة هذه السلوكات، لأن حتما هناك من يلتقي بك من أهل ذاك البلد أو زواره ويرقب سلوكك، وقد يهتدي لطريق الحق من موقف جميل تتصرفه معه أو أمامه، أو العكس لا قدر الله!

فحينما نخطط للسفر أنصحكم بالسفر للأماكن التي تقل بها المعاصي، وتجنب الأماكن التي ينزل بها غضب الله تعالى وسخطه، فبإمكانك اصطحاب أبنائك وأنت في السفر إلى بعض الأسواق الشعبية التي تعطيكم صورة جميلة عن تلك البلد وأهلها وطباعهم، أو زيارة بعض المتاحف أو الآثار أو المعارض أو النشاطات التي تصادف وجودكم، فهي تجارب جميلة جدا وثرية، والجميل جدا زيارة حدائق ذلك البلد وأماكنه الطبيعية التي تعكس جمال الطبيعة فيه وجمال مناخه وخاصة في الصيف. فأنصحكم بالبحث في المواقع الإلكترونية عن تلك الأماكن قبل السفر إلى ذلك البلد.

 

دور الوالدين في التخطيط للإجازة الصيفية

والتخطيط للإجازة الصيفية يتضمن توجيه الأبناء قدر الإمكان لاستغلال طاقاتهم ومواهبهم وإمكاناتهم لما هو مفيد ونافع ودونما إجبار أو إكراه. فكثيرا ما نرى بعض الآباء خاصة ذوي الدخل المحدود يجبرون أبناءهم الذكور خاصة على العمل في الصيف في أي عمل من أجل جني المال للإنفاق على نفسه أو عائلته.
وهنا نرى أن من الأفضل الجلوس مع الابن وإقناعه بفائدة هذه المهنة وماذا سيتعلم منها وفائدة ذلك لحياته ومستقبله، مع ضرورة أن تكون برغبته وبما يناسب ميوله، وبساعات عمل قليلة لا تتجاوز الأربع ساعات في النهار، فهو يعتبر طفلا حتى وإن بلغ سن البلوغ فما زال بحاجة لبعض العناية والراحة في الإجازة الصيفية مع عمل لساعات مناسبة.

ولذلك من الجميل أن يجلس الأب أو الأم مع أبنائهم ومساعدتهم على وضع برنامج مكتوب لما سينجزونه في هذه العطلة الصيفية ، ففرق كبير بين الأب الذي يخطط مع أبنائه ساعة بساعة ويوما بيوم، ويتابع ويراقب ويشجع ويعزز ويجتهد في تنمية شخصية أبنائه وترقيتها، وبين الأب الغافل المتكاسل عن واجباته التربوية وجلّ همّه جلب النقود لأبنائه لتوفير المأكل والمسكن والملبس لهم، اعتقادا منه أن هذا هو الأهم في حياة أبنائه.

 

دليل مقترح لأنشطة صيفية للأبناء

لتخطيط برنامج مفيد وجميل مع الأبناء للاستفادة من الإجازة الصيفية فإن هناك بعض المقترحات منها:

  • حفظ بعض السور أو الأجزاء من القرآن الكريم، ويمكن للوالدين استخدام أساليب مختلفة في تعزيز وتشجيع أبنائهم، كتقديم الجوائز والمكافآت المادية والحسية كالقيام برحلات ترفيهية وغيرها.
  • حفظ بعض الأحاديث النبوية، كحفظ جزء من الأحاديث الأربعين النووية أو رياض الصالحين، ولنتذكر كيف كان علماء المسلمين يقضون أوقاتا كثيرة في تعلم دينهم وحفظ الأحاديث النبوية والأشعار ذات الفائدة.
  • تعلم لغة معينة يرغب بتعلمها الطفل، من خلال الذهاب لمعهد لغات والاستماع لأشرطة معينة أو فيديوهات وقراءة قصص بها. فإن من أجمل إنجازات الابن أو الابنة تعلم لغة معينة أو تقوية نفسه بلغة ما.
  • قراءة بعض الكتب أو القصص والمجلات، وهنا يأتي دور الأهل في توفير مثل هذه المقروءات من أجل مساعدة أبنائهم على الإنجاز، كأن يضع ضمن البرنامج إنجاز قصة أو مجلة كل أسبوع ومساعدته في اختيار ما يحب من تلك المجـــلات أو الكتب أو القصص.
  • وضع ضمن البرنامج زيارات الأهل والأقارب، فلابد من تشجيع الأبناء على صلة الرحم لعماتهم وأعمامهم وخالاتهم وأخوالهم.. فالإجازة الصيفية فرصة للتواصل مع الأقارب بدلا من التواصل الجاف الدارج اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعية والتي تكون عن بعد، بعيدة عن المشاعر والأحاسيس الحقيقية!
  • القيام برحلات ترفيهية سياحية داخل البلد، خاصة إن تعذر السفر خارج البلد فمن الضروري للأب التخطيط مع الأبناء لزيارة الأماكن أو المدن التي يرغبون بزيارتها داخل بلدهما، لما لذلك من أثر كبير في تجديد النفس وتنشيط الفكر والذاكرة والإلهام.
  • ممارسة الرياضة، سواء داخل البيت أو في مركز أو ناد معين -إن تيسر التسجيل به- كممارسة السباحة أو الجري وألعاب القوة أو الكرة أو الرماية.. فالرياضة مفيدة جدا ومهمة لتنشيط الجسد وتقويته وإكسابه الصحة والعافية.
  • زيارة بعض المعارض أو المهرجنات الصيفية التي تقيمها بعض الجهات الراعية في الصيف من أجل الفائدة والمتعة للأبناء.
  • توجيه الأبناء الكبار الذين هم في المرحلة الثانوية نحو تعلم مهنة معينة أو تعلم طبخات جديدة للفتيات من أجل استغلال الوقت بما يعود بالنفع.
  • اصطحاب الأبناء الذكور خاصة للمسجد في أغلب الصلوات إن أمكن من أجل تعويدهم على الصلاة في المسجد والصلاة في وقتها.
  • تشجيع الأبناء على حضور مجالس الوعظ أو الندوات الدينية أو النوادي الصيفية الهادفة، فالإجازة الصيفية فرصة لزيادة المعلومات الدينية والتقرب إلى الله تعالى.
  • تشجيع الأبناء المساهمة في أعمال خيرية وأنشطة تطوعية على مستوى المجتمع تعود بالخير على الآخرين من أجل تعويدهم حب الخير والمشاركة الجماعية والتعاون.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم