Business

دور التربية الإيمانية في الصمود والتضحية من أجل المبادئ الأوطان

يبرز دور التربية الإيمانية كأحد فروع التربية التي لابد أن تهتم بها المؤسسات التربوية، سواء من حيث إشعال جذوتها في نفوس أفرادها، أو جعلها الدافع الرئيسي لسلوكهم وأعمالهم، بحيث يربطون كل ما يقومون به بتحقيق رضا الله تعالى، والفوز بجنته ونيل الثواب في الآخرة، مما يحقق نتائج عظيمة ويحدث نهضة حياتية.

ويقول الكاتب الفلسطينى أويس عثمان، المتخصص في الشريعة الإسلامية والسياسة، تحت عنوان: "التربية الايمانية.. من هنا نبدأ"، إن التربية الإيمانية تهدف إلى ربط الأفراد بأصول الإسلام وما تستمد منه منهجيتها وفكرها، تماماً كما فعل الرسول –صلى الله عليه وسلم- مع صحابته، حيث رباهم على القرآن، فهماً وتلاوة وتدبراً، مما جعل معانيه وأحكامه تنغرس في نفوسهم وتنعكس على تصرفاتهم.

ويضيف أنه لا يصح أن تكون التربية الإيمانية مهمشة، أو ثانوية في مقابل أمور أخرى؛ لأن ذلك سيؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل الداخلية والخارجية. والتربية الإيمانية تولد الطاقة والدافعية التي تعين على القيام بالواجبات الدعوية المختلفة، وتظهر داخل الصف الدعوي أبطالاً لا يرهبون بطشاً ولا عدواناً، ويضربون أروع الصور في الجهاد والتضحية.

ويؤكد على أن التربية الإيمانية تنمي الوازع الداخلي الذي يضبط سلوك الصف المسلم، ويقوي وحدتهم، كما أن لها دوراً مهما في تحقيق المراجعة الذاتية، والاعتراف بالتقصير والخطأ حال حدوثه، لأنها تربي في المسلم الخوف من الله، ومحاسبة النفس، وتجعل منهم أصحاب همم ومبادرات وعطاء، مما يعني القضاء على البطالة الدعوية وانتظار الأوامر للتحرك دون وجود دافع ذاتي.

ويؤكد أن التربية الإيمانية تسهل على الدعاة توضيح المقاصد والغايات الدعوية التي تبغيها الدعوة، بغض النظر عن أذى الناس وتجاهلهم للدعوة، ومحاولتهم لحرف بوصلتها وتشويهها، فهي تجعل تحقيق مرضاة الله والسعي للتمكين لهذا الدين بين عينيه، لا تحيد بوصلته مهما كانت الظروف، ولا تؤثر على وجهته وطريقه.

وللتربية الإيمانية دور هام في صمود الدعوات أمام المحن والشدائد، وقلب موازين المعركة لصالحهم، وتحقيق الانتصار رغم قلة عددهم وضعف قوتهم، فقوة الإيمان تهب المؤمنين دافعاً يعجز عن إخماده أي شيء، وذلك موجود في التاريخ منذ آدم عليه السلام، وتجلى في العهد النبوي ومع جيل الصحابة الكرام، وقد استمر ذلك على مدار التاريخ الإسلامي، وفي عصرنا الحاضر نموذج ما حدث مع أهل ميدان رابعة العدوية بمصر فى يوليو وأغسطس 2013.

 فقد كانت رابعة ميدانا وميقاتا لإعداد أمة جديدة ومخيما ربانيا عجيبا لشعب تاق للحرية والتخلص من العبودية والاستبداد، فإذا انتقلت بين خيام الاعتصام، تجد لكل قرية خيمة، وساكنوها من مختلف الطبقات والأعمار والتوجهات، وقاسمهم المشترك رفض الظلم، وهم بين القرآن والتزكية والنقاش، ورغم الازدحام الشديد ينفصل الرجال عن النساء في أدب راقٍ وخلق رفيع.

أما مسجد رابعة فقد أصبح مؤسسة تربوية سياسية اجتماعية إعلامية صحية علمية أدبية متكاملة، وقد خصصت فيه ساحة للنساء. وظل المعتصمون بالميدان في مخيم تربوي ثابتين صامدين بفعل تربيتهم الإيمانية حتى يوم 14 أغسطس 2013.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم