تخريج الدفعة الأولى من حفظة التوأمة العربية التركية على يد المعصراوي

تم تخريج الدفعة الأولى من حفظة القرآن الكريم ضمن مشروع التوأمة العربية التركية الذي يقوم عليه وقف أنوار القرآن بتركيا الجمعة الماضية بحضور الدكتور أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية.

وفي بداية الحفل قال محمد إبراهيم الداعية الإسلامي وأحد المشرفين على المشروع: إن هناك لحظة فارقة في عمر الزمن انتظرتها البشرية قرونا طويلة، تلك اللحظة التي اتصلت فيها السماء بالأرض لتتلقى فيها المنهج الشامل الرباني المتكامل الذي فيه صلاح الدنيا والأخرة، اللحظة التي انتقلت فيها قيادة البشرية من بني اسرائيل إلى العرب بقيادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- لحظة ميلاد الأمة الخيرة الراشدة: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، اللحظة التي نزل فيها أمين الوحي جبريل عليه السلام إلى الأرض ليقول للصادق الأمين "اقرأ"، واستمر ذلك لعدة قرون، وذلك بسر القرآن الكريم الذي أحيا قلوبا ماتت.

وأوضح أن هدف مشروع "وقف أنوار القرآن" بالعودة إلى القرآن حفظا وفهما وعملا ونشرا في أنحاء الدنيا، وبناء جيل قرآني فريد يحمل القرآن لبناء الأوطان والأمة.

وأشار أن القائمين على المشروع يستهدفون تخريج مليون حافظا للقرآن الكريم من خلال توأمة عربية تركية تقوم على أربعة أركان: منهج التحفيظ حفظ وتجويد، ومحور تربوي روحي لتخريج جيل يعيش بالقرآن، ومحور رياضي، ومحور ترفيهي.

وأضاف أنه يوجد بالمشروع طلاب من 10 دول هي: ماليزيا، إندونيسيا، مصر، تركيا، داغستان، سوريا، اليمن، رومانيا، العراق، فلسطين.

وفي كلمته قال د. أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية: إن الوقف عمل مبارك، وأصله يرجع لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "إذا مات ابن آدم انقطع مال له إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به".

 وطالب المعصراوي أصحاب الأموال وضع جزء من مالهم في الوقف الذي ينفع الأخرين حيث إنه مال الله الذي استخلفهم فيه.

وأوضح أن هذه المؤسسات الوقفية تجعل جموعا كثيرة من بلاد عديدة تكون سببا في وجود الراغبين لحفظ كتاب الله، وتحقق الخيرية التي أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

وفي نصيحته للأبناء الذين يحفظون كتاب الله، قال: لقد شرفكم الله بهذا الفضل، وهو اختيار الله لكم "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" فهذا اصطفاء لكم، وهذا خير وبركة اختاركم الله لتكونوا من أهله وخاصته.

وطالبهم بتدبر القرآن هو الهدف الأسمى من الحفظ "ليدبروا" فنمتثل أمره وننتهي عما نهنا، وهذا ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم (كنا لا نتجاوز العشر حتى نفهمها ونعمل بما فيها)، ثم التحلي بخلق القرآن الذي كان عليه حبيبنا صلى الله عليه وسلم.

وأشار الشيخ عبد الخالق الشريف، الداعية الإسلامي، إلى أن للقرآن حق كبير على الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، فرحم الله من قال: القرآن دستورنا، ومن قال: مارأيت محتفظ به أشبه بمضيع من القرآن، مضيفا أنه ما من بيت إلا به عشرات النسخ لكنه أين أثره في الأمة؟

وأوضح أن الناس يتذكرون القرآن في المآتم، في حين كان القرآن من قبل سدة المحاكم، وإذا احتكم الناس احتكموا للقرآن ، وإذا افتخرت الأسرة فبحملة القرآن.

واستشهد بموقف المندوب السامي البريطاني في الهند في القرن السابع عشر عندما وجد طفلا في السابعة من عمره يحفظ القرآن قال: لن نستطيع أن نحكم هذه الأمة إلا بإبعادهم عن القرآن.

وأضاف الشريف أن القرآن شهيد لك أو عليك، كم منا يقرأ "ألا لعنة الله على الظالمين" وربما هو منها، كم منا يأتي بالظلم والظلمات على نفسه وعلى الناس وهو يقرأ هذه الكلمات؟

وعبر عن افتخاره بهذا الوقف الذي يتجمع مع المؤسسات الأخرى في خدمة القرآن حتى تتجمع الأمة.

وأشار مصطفى غنيم، مدير المشروع أن المشروع بدأت فكرته من مسجد الفاتح باسطنبول بعدد قليل ثم وجد إقبالا كبيرا على الرغبة في حفظ القرآن وتدبر معانيه من مختلف الجنسيات فكان وقف أنوار القرآن.

وأضاف أن الطلاب يسابقون الزمن في الحفظ والتدبر ليرجع كل منهم بلده ليكون نبراسا ونورا يحمل الخير لوطنه وأهله ويعلمهم القرآن وقيمه.

وفي نهاية الحفل تم توزيع شهادات الإجازة على عدد من الطلاب على يد الشيخ أحمد المعصراوي.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم