كشفت دراسة علمية أن المستويات التعليمية والاقتصادية، لا تؤثّر في أدوار الوالدين في تشكيل شخصية الأبناء الاجتماعية، لأّنهم يعيشون ضمن منظومة واحدة من القيم والعادات الاجتماعية.
وأوضحت الدراسة الميدانية التي أعدّتها د. باسمة حلاوة عن "دور الوالدين في تكوين شخصية الأبناء الاجتماعية" أن الطفل يولد خالياً من الخبرات والمعارف والسلوكات الاجتماعية، ويتلقى الدروس الأولى في العلاقات الاجتماعية الإنسانية من أسرته بشكل عام، ومن والديه شكل خاص، بما يسهم في تكوين شخصيته المتوازنة، وتشكيل وعيه وإدراكه لذاته ولمحيطه الاجتماعي، وبما يكفل له بالتالي التواصل الإيجابي مع الآخرين، والتكيف معهم وفق علاقات إيجابية متبادلة.
وأكدت الدراسة أن التربية وإن كانت عملية اجتماعية، من حيث طبيعتها وأهدافها ومضمونها، فإن أساليب التربية الاجتماعية في الأسرة تكتسب أهمية كبيرة لتربية الأبناء وفق منظومة القيم الاجتماعية، بما تتضمنه من معايير وقوانين وأنظمة تحدد العلاقات بين أبناء المجتمع، والتي يجب أن تترجمها الأسرة أمام الأبناء في علاقاتها الداخلية والخارجية، باعتبارها المؤسسة الاجتماعية الأولى التي يولد فيها الطفل، ويعيش فيها مرحلة طويلة ريثما يستطيع الاعتماد على ذاته.
وأوصت الدراسة بضرورة عقد ندوات تربوية في المراكز الثقافية، ومقار المنظمات الأهلية، لتوعية الوالدين حول استخدام الأساليب التربوية المتوازنة في التعامل مع الأبناء، فلا إفراط ولا تفريط، سواء في المرونة أم في الشدة، بما يعزز دور الأسرة التربوي في ظلّ معطيات العصر المتداخلة.
كما وضعت بعض المقترحات على صورة تأكيدات لضمان دور الوالدين التربوي في تكوين الأبناء تكويناً اجتماعياً سليماً، وإدخال مادة تدريسية باسم (التربية الأسرية) في مناهج المرحلة الثانوية أو الجامعية، تتضمن مفهوم الأسرة ومكونانها ووظائفها، والعلاقات الزوجية السليمة، وكيفية التعامل مع الأبناء.
كما أكّدت على ضرورة الاتفاق بين الوالدين حول كيفية الحفاظ على النظام الأسري باعتباره الرابط القوي للعلاقات الأسرية السليمة من جهة، وباعتبار الأسرة هي الخلية الاجتماعية الأولى من جهة أخرى، وحثّت على إعطاء الوالدين القدوة للأبناء، سواء في التعامل فيما بينهما أو في تعاملهما مع الآخرين، وعدم إظهار خلافاتهما الحادة أمام الأبناء، وحلّ مشكلات الأبناء بالحوار والمناقشة الهادئة.
.