الداعية محمد سليم.. والأسلوب العملى فى التربية

كان المهندس محمد سليم مصطفى، حركة لا تتوقف منذ أن تعرَّف على دعوة الإخوان؛ وساند بجهده المبارك المقاومة الإسلامية في فلسطين وعلى ضفاف قناة السويس حتى اعتقل عام (1954م) مع إخوانه المجاهدين، فكان في خدمة إخوانه في المعتقل، حتى أطلقوا عليه لقب "الريس".

 

وكان له أسلوب عملي فى التربية يعتمد على احتضان الشباب، ودفعهم إلى مشاركته في إنشاء وإدارة المشروعات ذات الفائدة، ومن خلال هذه المشاركة يربي الشباب على البذل والعطاء لدينهم ووطنهم وأمتهم، واضعًا أقدامهم على طريق الدعوة، موضحًا لهم معالم الطريق.

 

يتحدث الحاج عباس السيسي عن المهندس محمد سليم- عليهما رحمة الله- في كتابه "الطريق إلى القلوب- الجزء الأول": "عرف الطريق إلى القلوب بأسلوب متفرد يختص الله تعالى به أولي العزم من الرجال، فطريقه إلى القلوب ليست الخطابة ولا الكتابة، بل (وقل اعملوا) في صبر وصمود وتجمل وتجرد".

 

يحدثنا أحد الإخوان أنه كان إذا أراد زيارة الحاج محمد سليم في بيته يذهب إليه إما قبل السابعة صباحًا أو بعد صلاة العشاء، فقد كان يبدأ يومه قبل صلاة الفجر فإذا أشرقت الشمس تجده مشرق الروح منطلقًا بسيارته البيضاء في حركةٍ دائبةٍ لا تتوقف، ساعيًا في قضاء حوائج الدعوة وحوائج أحبابه والناس أجمعين، حتى يعود إلى بيته في المساء قرير العين مرتاح البال، يرعى زوجته وأولاده وأحفاده.
 

ومما يذكره أحد الإخوان أن بعد زواجه حملت زوجته، وأتى عليهما أول عيد، ولم يتمكنا من السفر إلى بلدتهما لقضاء أيام العيد بين الأهل، وعند عودتهما إلى منزلهما في مساء ليلة العيد، وجدا الحاج محمد سليم تاركًا لهما "كرتونة" بها كعك العيد والترمس وما إلى ذلك مما اعتاد الناس تناوله في صباح يوم العيد.. فيعلم من بعده كيف تكون رعاية المربي لإخوانه وشعوره باحتياجاتهم وتلبيتها.

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم