تمر اليوم ذكرى ميلاد أحد المربين العظام في العالم المعاصر، رجل بذل حياته لله مربيا وعاملا لدينه ودعوته، إنه شيخ الدعاة والمربين محمد مهدي عاكف.
ولد محمد مهدي عثمان عاكف عام 1928، وفي إحدى قرى مدينة المنصورة شمال القاهرة.
وتربى على يد عدد من العلماء والمشايخ وعلى رأسهم الإمام حسن البنا، وكان من أحبِّ المشايخ إلى نفسه العالم محب الدين الخطيب.
نشأ على القيم الأساسية مثل العزة رفض الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد، ولذلك عندما التحق بكلية الحقوق عام 1951م رأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) لتدريب الشباب من أجل الحرب ضد الإنجليز في القناة وتحرير تراب الوطن من الغاصبين.
قُبض عليه في أول أغسطس 1954م، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء عبدالمنعم عبد الرؤوف - أحد قيادات الجيش وأحد أعلام الاخوان - والذي أشرف على طرد "الملك فاروق" - وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبد، خرج من السجن سنة 1974م.
عمل مستشارًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسئولاً عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها وتربية النشء على القيم الإسلامية، حيث شارك في إنشاء أكبر المخيمات التربوية للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية،والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا.
أدار المركز الإسلامي بميونخ بألمانيا على مبادئ سامية تهتم بالجاليات الإسلامية في الغرب وتساعدهم على إيجاد مناخ تربوي اجتماعي إسلامي معتدل.
شغل عضوية مكتب الإرشاد داخل جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1987م وأشرف على كثير من أقسامها خاصة التي تهتم بالشباب والطلاب وتعمل على تربية الأجيال الجديدة.
انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة ،وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الاخوان الانتخابات تحت مظلتها وقدم مع أعضاء التحالف عددا من مشاريع القوانين التي تحافظ على القيم التربوية للمجتمع وتعمل على تماسك نسيجه وإيجاد جيل قيادي رائد.
ثم تولى منصب المرشد العام للإخوان المسلمين بعد وفاة المستشار محمد المأمون الهضيبي وذلك في يناير من عام 2004م واستمر حتى انتهت فترة ولايته في يناير من عام 2010م واعتذر عن الاستمرار لفترة ثانية، وتم اختيار الدكتور محمد بديع خلفا له.
سجن في سبيل أفكاره التربوية والدعوية في مختلف العصور التي عاشها بدء من العهد الملكي وحتى الآن وما زال رهن الاعتقال، لكنه ظل متمسكا بقيمه ومبادئه التي نشأ عليها
استطاع بريادته للعمل الإسلامي والتربوي أن يقدم نموذجا حيا للمربي والداعية في كل الميادين ولذلك له علاقات طيبة بمعظم الدعاة والمربين وقادة العمل الإسلامي في العالم.
من كلماته الخالدة: "من أراد الجنة فلا يرى لنفسه حقاً على أحد.. ولا ينقص من أقدارنا أن يهاجمنا بعض الناس، ويتهموننا بالباطل، ولكن الذي ينقص من أقدارنا هو أن نخطئ نحن..".
.