مولده ونشأته 

محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، قاض، ومن العلماء بالحديث وسائر علوم الدين. ولد في حماة عام 639هـ. ونشأ في بيت علم وزهد وولي الخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء الشام، ثم قضاء مصر إلى أن هرم وعمي، وتوفي بمصر عام 733هـ.

الفكر التربوي عند ابن جماعة

اشتهر عنه مهارته في إنشاء المدارس وتأسيسها، وأكد على أهمية المعلم في العملية التعليمية، وأن هناك معايير يجب أن تتحقق في المعلم كي يقوم بالعملية التعليمية السليمة ومنها المعرفة التامة بالتخصص والثقافة العامة  ومعرفة طبيعة المتعلمين وخصائصهم.

ومن أهم أركان الفكر التربوي لابن جماعة:

الاهتمام بالمعلم

حدد ابن الجماعة صفاتا للمعلم الجيد منها: الالتزام بآداب تعليم العلم، وتنزيه العلم عن المطامع، والرفق بالتلاميذ والصبر عليهم، واتصال المعلم بالحياة الاجتماعية، إضافة إلى العدل والموضوعية في معاملة التلاميذ، والعناية بالمظهر العام.

تزكية نفس المتعلم

يرى ابن جماعة أن القلب بدون تطهير لا يصبح قابلاً لتلقي العلـم وحفظـه وهـذا مـا تنـادي به التربية الحديثة للتهيؤ للقبول والتعليم.

 ويدعو ابن جماعة المتعلم إلى معالجة انفعالاته ومحاولة التخلص من تأثيرها الضار معتمداً على الجانب التفكيري الإدراكي عنده فيذكر المتعلم بأضرار الانفعال ويبصره بأنه يحول بينه وبين تحقيق الفائدة من التعليم، ويدعو إلى تدبر ذلك وتعقله وإلى  ضرورة أن يطهر قلبه من غش ودنس وغل وحسد وسوء عقيدة وخلق ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه.

أهم أفكاره التربوية 

دعا إلى بعض الآداب التي ينبغي على المعلم أن يلتزم بها في نفسه، منها: مراقبة الله في السر والعلن، والسكينة والوقار والتواضع، وصيانة العلم وتنزيهه عن جعله سُلمًا للوصول إلى الشهرة أو كسب المال والسمعة.

 وحث على بعض الآداب التي ينبغي على المعلم أن يلتزم بها في درسه، ومنها: النظافة في الجسم والملبس، والسلام على الناس إذا وصل مجلس التدريس، واختيار الوقت المناسب للتدريس.

 كما نادى ببعض المبادئ في التدريس مثل:  ألاَّ يقوم بالتدريس إلا من كان مؤهلاً وقادرًا على التدريس،  والبدء بقراءة شيء من كتاب الله تبركاً وتيمناً، ثم الدعاء  التحكم في نبرات الصوت فتكون بقدر الحاجة، فلا ترتفع أكثر من المطلوب، وصيانة مجلس الدرس من اللغط والجدل والنقاش الحاد، وتعدد وجهات النظر، والالتزام بمبدأ أدب السماع والإنصات أثناء السؤال والإجابة، وزجر من ضحك من المتعلمين استهزاءً أو تحدث مع غيره، وألاّ يتحرج من قول (لا أدري) إذا سئل عما لا يعلمه.

من آداب المتعلم مع المعلم

نادي ابن جماعة بآدب المتعلم مع المعلم من خلال الطاعة والتواضع له، والحرص على التعلم منه، والتأدب معه أثناء الحديث، مقابلته بلطفٍ، وملاقاته في هيئةٍ كاملةٍ ونظيفةٍ، ومناداته بقول: يا أستاذي، وعدم مقاطعته أو مسابقته أثناء الدرس، والاستماع إليه بإنصات، وانتظاره حتى يفرغ وعدم الدخول عليه إلا باستئذان.

آداب المتعلم مع الكتب

ولم ينسي ابن جماعة الاهتمام بتحصيل الكتب شراءً، أو نسخًا، أو إعارةً؛ لأنها آلة العلم ووسيلته، لذلك وجب المحافظة على الكتب والعناية بها، وعدم إهمالها بعد الانتهاء من دراستها، ولا بأس بكتابة الفوائد والتعليقات على الهوامش لا بين الأسطر.

 أساليب التعليم عند ابن جماعة

وللتعليم عن ابن جماعة أساليب لإثارة دافعية التلاميذ للتعلم، منها: مراعاة مستوى ذكاء المتعلم، والاعتماد على فعالية المتعلم ونشاطه، المرونة والتوازن، العناية بالصحة النفسية للمتعلمين.

تنظيم المنهج ومراحل التعليم

وأشار إلى أهمية أن يقدم للطالب الأشرف فالأشرفمن المناهج والدروس، فيقدم تفسير القرآن ثم الحديث ثم أصول الدين ثم الفقه ثم المذاهب ثم الخلاف ثم النحو وعليه تتكون مراحل التعليم من :

المرحلة الأولى: حفظ مختصرات من كل موضوع من الموضوعات السابقة .

المرحلة الثانية: النظر في جميع الموضوعات الشرعية  .

المرحلة الثالثة: الموضوعات المطولة ومواضع الإشكال.