Business

كيف تنمي مهارة العقاب في تربية الأبناء؟

تعد مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان، وعليها سيكون الإنسان سويًا أو مريضًا، فجميع الأمراض النفسية تقريبًا تنشأ نتيجة لسوء فهم طبيعة هذه المرحلة ومتطلباتها.

ومسألة عقاب الأبناء وضربهم من المسائل التي تثير الكثير من التساؤلات عند الآباء والأمهات، أعاقب أم لا؟ أضرب أم لا أضرب؟

وإثـابــة المـحـسـن عـلى إحـسـانه، وعقاب المسيء على إساءته مبدأ إسلامي أصيل لقوله تعالى: {هـَـلْ جَـزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ} [ الرحمن:60]، وقوله جل من قائل: {وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [ الشورى:40].

غير أنه أحياناً قد يشكل وجود الأب في المنزل اضطراباً وقلقاً ورهبة للأسرة، فهناك عينات من الآباء هم سبب رئيسي في ظهور أمراض نفسية لدى الأبناء. فتعامله مع الأبناء يرتكز على إظهار الشدة والقسوة في لفظه وفعله. وعلاقته مع أبنائه هي علاقة الأمر والنهي، فكل ما يعرفه من وسائل التربية هو التهديد والوعيد والحرمان ويعتقد أنه بذلك ينشئ طفلاً ناضجاً سوياً مطيعاً والعكس هو الصحيح، فالمعاملة القاسية تحدث شرخاً في نفسية الطفل؛ بل إن التعامل مع طفلك هي عملية تبادلية فأنت تأمر وتنهى وتصرخ وتحرم كل ذلك يحدث صدى سيئًا عن علاقته بك وتتكون فجوات بينكما.

إننا نشعر بالخوف حين يعصي الأطفال أوامرنا، وحين يفشلون في أمر ما، وحين لا يعرفون شيئا، أو حين تنتابهم نوبات الغضب، ونلجأ إلى ما نظنّه العلاج الأكثر تأثيرا؛ العقاب أو المنع أو الابتزاز أحيانا، وهي وسائل فعالة حقا لكن فقط على المدى القصير.

تقول آية ممدوح: لا يمكن للآباء والمعلمين الاستمرار في قيادة الأطفال، يجب أن يكتسبوا القدرة على أن يكونوا قادة ديمقراطيين.

إن الطفل قبل العقاب يجب أن يُعلم ما هو الصواب والخطأ، فلا تتصور أن الطفل لديه المعلومة أو التجربة السابقة ما لم تخبره بذلك، فالعقاب يأتي بعد التعلم واستنفاد سُبل التغيير.

 

عقاب يخرج رجالًأ

أولا: لا تجعل العقاب هو الحل الرئيسي لجميع المشاكل فأنت بذلك تحطم علاقة المحبة والصداقة بينك وبين ابنك، والعقاب الخطأ يضر الأولاد مثله مثل تأجيل العقاب.

يرى د. سبوك - الخبير النفسي الشهير - أن علينا أن نؤدب أبناءنا دون حاجة إلى العقاب، فالعقاب ليس الوسيلة الوحيدة لمنع الطفل من أن يتصرف تصرفًا مزعجًا، أو خارجًا عن حدود الآداب العامة، تمامًا كما أن العقاب لا يمنع السارق من السرقة، ولا القاتل من ارتكاب الجريمة.

إن العقاب هو أسلوب قد نلجأ إليه عندما نستنفذ كل الأساليب الأخرى، وحين نفشل تماما في توجيه الطفل ناحية السلوك السليم.

لكن إن اضطر الآباء أو الأمهات إلى العقاب فهناك روشتة من الوسائل والأساليب التي تختلف لكنها تؤتي بثمار حسب شخصية كل طفل، وذلك وفق ما ذكره الأستاذ محمد سعيد مرسى - الخبير التربوي – مثل (النظرة الحادة، والهمهمة: وهي أسلوب ينبه الطفل إلى ما وقع منه، مدح غيره أمامه دون إفراط، الإهمال: فتدخل وتسلم، ولا تخصه بالتحية، ولا تسأل عما فعل اليوم، كما كنت تسأل، وإن حدثك فأدر وجهك للجانب الآخر، وهكذا حتى يشعر بخطئه وحينئذ أسرع ببيان خطئه، ولا تتماد في إهماله؛ لأن دورك التعليم وليس التعنيف، والحرمان من مصروف أو نزهة، وأيضا الهجر والخصام، والتهديد شرط أن ينفذ إذا تهاون الطفل، وأخيرا الضرب حيث يكون آخر الدواء الكي).

ولابد من التدرج في العقاب حتى لا يكون تأثيره سلبيا على الطفل أو يصل به إلى درجة اللامبالاة من العقاب:

- أولا: اعرف طفلك وخصائص مرحلته العمرية حتى تقرر آلية عقاب على خطئه.

- حاول أن تعطي إنذارًا وتذكيرًا للطفل قبل العقاب.

- لا تعاقب طفلك على سلوكيات هي جزء من نموه الطبيعي كالتبول الليلي، أو مص الأصبع.

- لا تعاقب طفلك على أخطاء عفوية أو غير مقصودة كأن يسكب الشاي على السجاد.

- اطرح أسئلة أكثر من إصدار الأوامر واجعله يختار الحل والعقاب إذا ارتكب الخطأ، وافتح أمامه الاختيارات.

- امدح ما أعجبك في سلوك الطفل وشجعه على الاستمرار فيه، فمن الإشكاليات أن تعطي ابنك أشياء ممتعة ثم لا تعطيه المكان المناسب ليستمتع بها.

- لا تحاصره دائما وتجاهل بعض السلوكيات الخاطئة، وعلّمه التعبير عن مشاعره.

- حافظ على كرامة الطفل وتعامل معه بهدوء ولا تجرح مشاعره أمام أقرانه خاصة.

- اجلس مع طفلك واسمع منه ما يجول في خاطره وأجب عن تساؤلاته وافتح له أفق المعرفة.

- عدم الضرب أثناء الغضب الشديد وعدم الانفعال أثناء الضرب.

- نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به، ولا تأمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب.

- عندما ينتهي العقاب، اظهر حبك وقبولك لطفلك، لا تدع العقاب لطفلك يبعدك عنه، أخبره أن عقابك هو لسلوكه الخاطئ وليس له كشخص، فهذا أمر ضروري كي تكون العلاقة حميمة بينكما وأكثر ألفة وانسجامًا.
 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم