Business

إلى المعلم.. كيف تدير نقاشا مع تلاميذك؟

تعتبر طريقة المناقشة من الطرق الفعالة التي تضمن اشتراك المتعلمين في الدرس اشتراكاً إيجابياً، فهي تجعلهم يواجهون المشكلات التي يعرضها الدرس ويشتركون في تحديدها ويبدون الآراء بشأنها أو يقترحون لها الحلول وما إلى ذلك من العمليات التي تعتبر تدريباً لهم على عمليات التفكير السليم.

وهى من جهة أخرى تجعل الصلة قائمة بين المعلم والتلاميذ طوال الوقت مما يساعد المعلم على معالجة الدرس معالجة تتلاءم ومستويات التلاميذ وخبراتهم السابقة، ومن الواضح أنه حين تنقطع هذه الصلة يصبح المعلم في واد والتلاميذ في وادِ آخر مما يعرض جهد المعلم للضياع.

أسلوب المناقشة يكشف عما لدى التلاميذ فيساعد المعلم على توجيه درسه في كل خطوة بما يتمشى وما تكشف عنه المناقشة من معلوماتهم وخبراتهم السابقة.

ومن جهة أخرى فإن طريقة المناقشة تساعد التلاميذ على توجيه تفكيرهم باستمرار وتركيز انتباههم في نقاط الدرس ومراحله المتتالية.

والخلاصة أن هذه الطريقة فيها توجيه لكل من المعلم والمتعلم.

ومن الواضح كذلك أن هذه الطريقة تساعد المعلم على تقويم مستويات التلاميذ طوال عملية التدريس فكل سؤال يوجهه المعلم يعتبر بمثابة اختبار للتلميذ، كما أن إجابات التلاميذ تكشف عن مدى نجاح المعلم في تحقيق الأهداف المرجوة، ومن ثم ففي المناقشة تقويم لكل من المعلم والمتعلم.

ولعله يتبين لنا من هذا أن نجاح استخدام هذه الطريقة كأسلوب للتدريس يقتضي أن يكون المعلم على درجة كبيرة من الخبرة والمرونة والقدرة على التغيير.

  • طبيعة المناقشة:

تعتمد هذه الطريقة من طرق التدريس على لون من الحوار الشفوي بين المعلم وتلاميذه يؤدى بهم في النهاية إلى التوصل إلى جوانب التعلم المعرفية الأساسية.

  • مميزات طريقة المناقشة:

1- تنقل التلاميذ من الموقف السلبي إلى الموقف الإيجابي فتساعد بذلك على تحقيق الفهم السليم والتعلم الصحيح وهما لا يتمان بغير مشاركة المتعلم بنشاط في العملية التعليمية.

2- تجعل المعلم أقدر على توجيه درسه على أساس حال التلاميذ وحاجاتهم الفعلية.

3- تتيح للتلاميذ فرص التدريب على التفكير العلمي والتعبير السليم.

4- في طريقة المناقشة تقويم فوري لكل من المعلم والمتعلم.

  • مواطن ضعف في طريقة المناقشة:

الأسئلة التي توجه إلى التلاميذ قد تكون غير جيدة الصياغة والتحديد بحيث تشجع على التخمين، ويكون التوصل إلى إجابات صحيحة عنها من وجهة نظر المعلم مرجعه إلى الصدفة أكثر منه إلى الفهم والإدراك الصحيحين لما تتطلبه الإجابة عن السؤال من جوانب تعلم معرفية.

وقد يغالي المعلم في توجيه الأسئلة ويكثر منها فيتشتت انتباه التلاميذ، كذلك وقد يحدث مع المعلم غير المحنك أن يفقد سيطرته على النظام في الفصل فتكثر الضوضاء والإجابات الجماعية والمقاطعة مما يحد من فاعلية هذه الطريقة المهمة.

  • كيفية إدارة المناقشة:

ينبغي الالتزام بنظام ثابت لإدارة المناقشة، فكل من يريد الإجابة عن سؤال ما ينبغي أن يستأذن أولاً حتى لا تسير الأمور فوضى وإنما يكون للمعلم دوره الواجب في توجيه سيرها.

وفى حالة التلاميذ الذين لا يسهمون في المناقشة ينبغي تشجيعهم على المشاركة فيها، ومما يفيد في هذا أن توجه إليهم أسئلة تعتمد إجابتها على خبرات سابقة لديهم والغالب أن ينجحوا في الإجابة عنها، وننجح نحن من جانبنا في إخراجهم من عزلتهم وإدخالهم في نطاق المناقشة.

وعلى العكس من ذلك قد تحاول قلة من التلاميذ السيطرة على المناقشة باحتكارهم الإجابة عن معظم الأسئلة، ومما يساعد على اشتراك أكبر عدد من التلاميذ في الموقف التعليمي أن تكون الأسئلة مختلفة الصعوبة بحيث يجد كل تلميذ ما يناسبه منها، كما يجب أن يبذل المعلم جهداً مقصوداً لضمان عدالة توزيع الأسئلة على التلاميذ، ومن ذلك أن يوجه السؤال الصعب للتلميذ المتفوق والسهل للأقل تفوقاً وهكذا.

وينبغي أن نضع في اعتبارنا أن الإجابات الجماعية غير مرغوب فيها والسكوت عليها يشجع على تعود الكلام بدون نظام، وهى غالباً ما تكون دليلاً على أن السؤال كان من السهولة بحيث تمكن عدد كبير من التلاميذ الإجابة عنه فور إلقائه.

كذلك ينبغي على المعلم أن يتجنب المناقشات الجانبية مع بعض التلاميذ وأن يضع نصب عينيه أن تكون المناقشة موضع اهتمام الفصل كله.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم