البيئة التربوية وأثرها في حراسة الدعوة

في كل معركة حاسمة للإسلام كانت هناك كتيبة تتحمل العبء الأكبر والمسئولية العظمى وهى التي تقوم بالمهمة الأساسية وتُحسم بها نتائج المعركة، ففي اليرموك [300] شهيد من الصحابة تحملوا عبء الصدمة وحولوا نتيجة المعركة بفضل الله، وقبلها في أحد وحنين ومواقف كثيرة في تاريخنا الإسلامي والدعوي، والعاملون في مجال التربية يمثلون هذه الكتيبة في العمل الأساسي الحقيقي لحراسة الدعوة وتربية الصف وتحقيق الأهداف المطلوبة.

وأركان العملية التربوية كما هو معلوم أربعة: المربي والمتربي والمنهج والبيئة التربوية .

فالبيئة التربوية أحد العناصر المهمة لنجاح العملية التربوية، وحين يأتي ذكرها ربما تكون الصورة صورة مجملة لا تفاصيل لها.

** البيئة التربوية هي جملة العلاقات التي تربط أطراف العملية التربوية والمناخ المحيط بهم والآداب والأعراف التي تنشأ بينهم. فتتناول المربي والمتربي ومن يتعامل معهم والعلاقات الأفقية بين الأفراد وبعضهم والعلاقات الرأسية بين الأفراد وقيادتهم وبالعكس وكذلك الآداب والأعراف والجو الغالب على المناخ الذي يتحركون في ظلاله (الربانية – الأخوّة – الجهادية).

** البيئة نعيد تشكيلها ولا نبدأ تشكيلها لأنها موجودة بالفعل وقائمة في مؤسساتنا وتجمعاتنا التربوية ولكن فيها جوانب مطلوب تعديلها، لأن بعض الأفراد خلال المرحلة الأخيرة تأثروا ببعض العوامل من البيئة الخارجية التي تؤثر في البيئة التربوية، ووجدت مشاهدها أحياناً في العلاقات والمعاملات، في الأمر والتنفيذ، في الهم والاهتمام، وفى الأداء وجودته، ............... .

** وتحتاج البيئة التربوية لجهدٍ كثير لضبطها والارتقاء بها إلي المستوى المطلوب.

المعايشة:

** هناك معايشة بين المربي والمتربي وكل حركة للفرد والمسئول داخل الصف معايشة بشرط أن تكون بتخطيط ورؤية، لأن هناك أهدافاً للمعايشة لابد من تحقيقها، ولكي تتحقق لابد من مهارة ولابد أن تكون متكررة وليست خاطفة وأن يكون فيها تواصل قلبي، و المناخ العام الذي تتم فيه المعايشة لابد أن يكون مناخاً صحياً جيداً يقبل هذه المعايشة وينميها، وهى ليست مجرد دردشة، وليست مجرد قضاء وقت، بل لابد من مستهدفات واضحة يتم الترتيب لتحقيقها، ولابد من مظاهر واضحة وبالتالي لابد من الإعداد لها والتخطيط (تخطيطها أياً كان وقتها).

** ومن أخَصّ مهام النقيب الآن إعادة تشكيل البيئة التربوية والارتقاء بها وحمايتها – وتحصينها – ومعالجة الخلل الذي ينشأ فيها – ولذلك لابد من وضع ملامح تلك البيئة.


 

ملامح البيئة المطلوبة (مظاهر وجودها)

المناخ المطلوب أن يسود داخل البيئة التربوية:

1 – مناخ الربانية: -

استشعار الأفراد أن ما يجمعنا هو عبادة الله عز وجل وأن ما نقوم به هو طاعة كاملة لله عز وجل، فينتج ذلك ترتيب الأولويات والحفاظ على الوقت وكثرة الاستغفار والدعاء واللجوء إلى الله، وإحساس الفرد بأنه موصول بالله عز وجل، وهذا أيضاً يثمر الهمة العالية، والاستعداد للتضحية وعدم التضجر من الأعباء، والصبر علي تكوين النفوس وبناء القلوب المؤمنة، لأن المهمة طويلة المدى وجهدها كثير والتغيير فيها غير سريع، ولو كانت هذه المعاني ضعيفة فإن مناخ الربانية من الطبيعي أن يكون ضعيفاً وبالتالي يكون هناك خلل في البيئة التربوية.

** يجب أن يوجد الإحساس الدائم بالقرب من الله كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يربط الصحابة دائما بالجنة ورضا الله.

2 – الحب الوثيق: القلبي للإخوان المشاركين في كل عمل، وكذلك غير المشاركين.

3- احترام القيادة والثقة فيها: (كقائد وشيخ ووالد وأستاذ)، بدءاً من مسئول الأسرة، وأداء حقوقها بالمظهر وبالروح وأن نسمع لقيادتنا بقلوبنا وليس بأذاننا فقط، وهذا الاحترام لا ينفى النصيحة وإبداء الرأي، وإن كان مخالفاً، ولكن في بيئة صحية إيجابية متحابة متآخية.

4 –التكافل بين الإخوان: بكل صوره وليست المادية فقط .

5 – روح الابتكار والإبداع : وهذا من حب الأخ لدعوته وشغفه بها، وهى خاصة بالفرد ولكن عدم وجودها معناه وجود مشكلة في البيئة التربوية .

6 – المحاسبة الذاتية: (النفس اللوامة لضبط الأداء، قبل أن يحاسبه غيره).

7 – آداب العلاقات:

أدب الحديث داخلياً وخارجياً – أدب الاستماع – معاني الإيثار والعفة – روح سلامة الصدر وهذا يقتضى التغافر وإحسان الظن – التواصل الاجتماعي بين الإخوان – روح المحاسبة وأدب المحاسبة، أدب توجيه الأمر، وأدب الاستماع للنصيحة من الأفراد للقيادة والعكس.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم