Business

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم (دراسة منهجية)

‏طالبت دراسة علمية حول نصرة النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة تضمين سيرته العطرة في المناهج التربوية والتعليمية في المناهج الدراسية في العالم الإسلامي.. كما أوصت بضرورة تخصيص قنوات فضائية ومواقع إلكترونية لتحقيق ذات الهدف.

وأضافت دراسة بعنوان (نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.. دراسة منهجية)، صادرة عن الباحث د.يوسف عبد الله مصطفى، أن على جميع المسلمين في كل بقاع الأرض الذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته، والدفاع عنه وذلك بالعمل بما جاء به من عند الله تعالى، ودراسة سيرته ونشر دعوته وتبليغها للناس، والتصدي لافتراءات المستهزئين والكفرة والمشركين ملحدي هذا العصر أمثال أولئك الذين قاموا بنشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم أولئك الذين لا يريدون للإسلام خيرًا.

وتدور محاور الدراسة حول سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، من حيث إِنهُ مرسل من عند الله إلى الناس كافة، اختاره الله تعالى من صفوة خلقه بشيرًا ونذيرًا وهاديًا للخير بإذنه وسراجًا منيرًا، وقد اشتمل البحث على ما واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم من معارضة المشركين له وعنادهم في قبول دعوة الإسلام وما لقيه صلى الله عليه وسلم منهم من الإساءة والأذى.

كما أبرزت الدراسة الدور الكبير الذي قام به المؤمنون في ‏الصدر الأول من تاريخ الإسلام حيث آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقوا برسالته ونصروه وآزروه وفدوه بالمال والنفس، ووقفوا معه في كل المواقف، فجاهد الرسول صلى الله عليه وسلم في الله حق جهاده وأدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.


 

دفاع أمة الإسلام عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته

إن الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته، أمر عظيم وعلامة من علامات الإيمان والمحبة والإجلال، قال الله ‏تعالى: (للفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته يقتضي أمورًا عدة منهم:

  • الدفاع عن أصحابه رضي الله عنهم: فقد أجمعت الأمة على أن جميع الصحابة رضي الله عنهم ثقات وعدول وأنهم أفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة في بيان فضلهم.

  • الدفاع عن زوجاته صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.

  • الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها: إن الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم يكون بحفظها وتنقيحها وحمايتها من تحريف الغالين وتأويل الجاهلين، وبيان أكاذيبهم.

مظاهر محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إن مما يدعو إلى محبة النبي صلى الله ‏عليه وسلم أمور كثيرة منها:

  • موافقة مراد الله عز وجل في محبته لنبيه صلى الله عليه وسلم وتعظيمه له، فقد أقسم بحياته صلى الله عليه وسلم تعظيمًا له في قوله: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)، كما أثنى عليه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم)، ورفع شأنه فقال: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).

  • إن محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم من شروط إيمان العبد، بل الأمر كما قال ابن تيمية: (إن قيام المدحة والثناء عليه والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله).

  • ما ميزه الله تعالى به من شرف النسب، وكرم الحسب، وصفاء النشأة، وكمال الصفات والأخلاق والأفعال.

  • محبه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وشفقته عليها ورحمته بها. قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).

وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين، قال تعالى: (قلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).

وقال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)‏، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: ‏(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ...)‏، ‏وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)، وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر). قال ابن حجر: «أي: الآن عرفت فنطقت بما يجب».

‏ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني عن بعض العلماء قوله: محبة الله على قسمين: فرض، وندب، فالفرض: المحبة التي تبعث على امتثال أوامره والانتهاء عن معاصيه والرضا بما يقدره، فمن وقع في ‏معصية من فعل محرم أو ترك واجب فلتقصيره في محبة الله حيث قدم هوى نفسه. والتقصير تارة يكون مع الاسترسال في المباحات والاستكثار منها: فيورث الغفلة المقتضية للتوسع في الرجاء فيقدم على المعصية أو تستمر الغفلة فيقع في المحظور.

‏والقسم الثاني: ألا يتلقى شيئًا من المأمور والمنهيات إلا من مشكاته، ولا يسلك إلا طريقته، ويرضى بما شرعه حتى لا يجد في نفسه حرجًا مما قضاه، ويتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والتواضع، وإذا استقرت تلك المحبة الصادقة في القلب كان لها لوازم هي في حقيقتها مظاهر للتعظيم ودلائل عليه، تظهر على اللسان والجوارح.
 

اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم

أولًا: تقديم النبي صلى الله عليه وسلم وتفضيله على كل أحد.

ثانيًا: التزام الأدب معه صلى الله عليه وسلم، ويتحقق بالأمور التالية:

  • الثناء عليه صلى الله عليه وسلم بما هو أهله، وأبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه عز وجل به، وما أثنى هو على نفسه به، ومن ذلك: الصلاة والسلام عليه: لأمر الله عز وجل وتوكيده: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

  • الصلاة عليه مشروعة في عبادات كثيرة كالتشهد والخطبة، وصلاة الجنازة ، وبعد الأذان، وعند الدعاء، وغيرها من المواطن. ‏

  • ‏ولا يخفى على مسلم ما في الصلاة عليه من الفوائد والثمرات من كونها سببًا لحصول الحسنات، ومحو السيئات، وإجابة الدعوات، وحصول الشفاعة، وصلاة الله على العبد، ودوام محبة النبي صلى الله عليه وسلم وزيادتها، والنجاة من البخل.

  • الإكثار من ذكره، والتشوق لرؤيته، والتأدب عند سماع حديثه، وأن لا يذكر اسمه مجردًا، إذ لم يخاطبه الله تعالى قط باسمه مجردًا.

  • ‏ الأدب في مسجده، وكذا عند قبره، وترك اللغط ورفع الصوت، وحفظ حرمة بلده المدينة المنورة فإنها مهاجره، ودار نصرته، وبلد أنصاره، ومحل إقامة دينه، ومدفنه، وفيها مسجد خير المساجد بعد المسجد الحرام، وهذا أمر واجب في حق من سكن المدينة أو دخل فيها.

  • ‏ احترام حديثه: والتأدب عند سماعه، والوقار عند دراسته، وقد كان لسلف الأمة وعلمائها عمومًا والمحدثين خصوصًا منهج رصين وإسهام قوي في إجلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوقير مجلس الحديث، والتحفُز لاستباق العمل به تعظيمًا له.

 

 النتائج

  1. ‏إن الله تعالى تولى الدفاع عن رسوله وحماه وكفاه شر المتربصين والكفرة والمشركين.

  2. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هؤلاء هم الصحابة الذين آزروا النبي صلى الله عليه وسلم ووقروه ودافعوا عنه وعن الدين الذي جاء به.

  3. امتاز الرسول صلى الله عليه وسلم بشخصية جاذبة ومؤثرة واتصف بالصفات القيمة والمثل الرفيعة، وتحلى بالصبر والحلم والجد والمرونة والأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة مع جميع الخلق الأمر الذي ساعد في نشر دعوة الإسلام وقبولها عند عامة الناس.

  4. إن السيرة النبوية حافلة بجلائل الأعمال وإن المسلمين في حاجة إلى دراستها ليأخذوا منها الدروس والعبر.

  5. ‏إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي اتباع منهجه والعمل بسنته.


 

 التوصيات

  1. ‏وضع السيرة النبوية مادة أساسية في مناهج التدريس في جميع دور العلم في بلاد المسلمين ليطلع المسلمون على سيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويتعلموا من هديه.

  2. إنشاء قنوات فضائية عالمية تنشر فيها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته وشمائله.

  3. أهمية إنشاء مواقع إسلامية في الأنترنت ‏قوية تنافس المواقع العالمية حتى يتمكن المسلمون من أخذ ما يحتاجون إليه من المواد البحثية.

  4. عمل دورات ومؤتمرات إقليمية ودولية في ‏دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله ومناقبه.

  5. نشر كتب في اللغات الأجنبية ذات محتوى يدافع عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعن رسالة الإسلام.

  6. على المسلمين الاقتداء بالصحابة في جهادهم وحمايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرتهم لدين الإسلام.

  7. على المسلمين اليقظة والحذر تجاه أولئك الذين يسعون للنيل من الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم والرد عليهم بما يسكتهم ويبطل دعواهم.

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم