Business

العناد عند الأطفال.. كيف نعالجه؟

العناد شقيق الكبر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذره من كبر)، وفيه: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" أي ظلمهم. لذا وجب تربيه الأولاد على عدم العناد حتى لا يشبوا على هذا الخلق المشين.

وفي هذه الدراسة، يستعرض جمال عبد الرحمن، كيف أن العناد سلوك مشين يهدد الأسرة ويصل بها إلى طريق مسدود، وعواقبه وخيمة لأنه يعني اتباع الهوى وتصعيد المواقف، وتوسيع رقعة الشر، وتكثير المفاسد، وعدم النظر في العواقب، فإذا تعلم الطفل أو جبل على شيء من هذا فإنه يسبب إزعاجا كثيرا لأهله وأوليائه ومعلميه.

 

أسباب العناد عند الأطفال

  1. أحياناً يكون عناد الطفل رد فعل لإصرار الأبوين أحدهما أو كلاهما على أن يفعل الطفل شيئا لا يرغبه، كأن يطلب منه أبوه عدم ركوب الدراجة حتى يتماثل جرح في رجله للشفاء، أو يمنعه من نزول الشارع لما فيه من خلطة سيئة، والطفل يريد الانطلاق غير مدرك للعواقب.
  2. أحياناً يرفض الطفل اللهجة الجافة والأسلوب العنيف.
  3. الميوعة والتدليل وتلبية كل رغبات الطفل دونما تعليم وتوجيه وإرشاد يجعل الطفل عند مواقف الجد والحسم لا يستجيب، بل يعترض ويعاند.
  4. تسمية الطفل ووصفه بأنه معاند وحكاية ذلك للآخرين يجعل الطفل يتعرف على العناد شكلا وموضوعا ويتمادى فيه، ويتعامل دائما على أنه المعاند كما سموه.
  5. إظهار الضعف والاستسلام أمام الطفل على أنه لا يقدر أحد على عناده.
  6. وجود تفرقة بين الأولاد تجعل الذي يشعر بالغبن والظلم كثير الاعتراض والامتعاض واللجوء إلى العناد.
  7. الكذب على الأولاد وعدم الوفاء لهم بالوعود التي أخذها الأب أو الأم على عاتقه بأن ينجزها لهم، وكذلك التدخل المباشر في كل سلوكيات الطفل يكسبه الملل والضجر.
  8. التهديد بما لا يستطيع الأبوان تنفيذه يجعل الطفل يفقد الثقة في أي تهديد ووعيد، وبالتالي لا يخاف التهديد بعد ذلك فيعارض ما يطلب منه، ويصر على ما يفعل.
  9. إحراج الطفل أمام الآخرين يؤثر عليه نفسيا واجتماعيا ويجعله كثير التبرم والاحتجاج.
  10. حرمان الطفل من احتياجاته، وتركه للرفقة السيئة، فيتطبع بطباعهم، ويتخلق بأخلاقهم السيئة، فإذا أراد أهله توجيهه رفض السمع والطاعة وأصر على موقفه وعناده.
  11. ظهور سلوكيات العناد من الأبوين أمام الأبناء( القدوة السيئة)، فيقلدون أهلهم، وأكثر ما يتميز به ظاهره التقليد لأفعال الآخرين.

 

علاج العناد عند الأطفال

نرشد الأبوين أولاً إلى أن الرفق سبيل الوصول إلى الهدف المأمول والرفق مأمور به شرعا، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه".

  1. فعلى المربين الترفق مع الأولاد بعيداً عن الجو المشحون بالعصبية والعنف، ونطمئن الآباء والأمهات إلى أن الطفل ليس مولودا عدوانيا، وإنما ولد على الفطرة السوية؛ لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه". وتكون هذه السلوكيات حالات عارضة لا يفعلها الطفل بالمفهوم الذي يفهمه الكبار، وإنما تبدو منه عفوية بدون خبث الطوية.
  2. الابتعاد عن تمييع الطفل وتدليله بطريقه يريد فيها أن يقضي ما هو قاض، ولابد من الموازنة بين عدم القسوة عليه، وبين الابتعاد عن تمييعه وتدليله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : "ولا يجني والد على ولده".
  3. عدم التدخل المباشر المرهق في كل صغيرة وكبيرة من حياة الطفل، وتجنب كثرة نقده وتوبيخه وإحراجه أمام الآخرين، ويستفاد هنا من غيرة الأطفال بعضهم من بعض، بأن يمدح أمامه طفل ما بأنه يسمع ويطيع لأبوية ولا يخالفهما.     وكثير من الآباء يضيق على أولاده، لماذا تجلس هكذا؟ لماذا تمشي هكذا... الخ.
  4. تجنب التعدي على ممتلكات الطفل من اللعب والهدايا التي يعتز بها؛ لأن ذلك يثير كوامن في نفسه ويدفعه إلى العدوان والعناد، والثأر والانتقام.
  5. ينبغي أن يكون هناك موازنة بين عدم حرمان الطفل من إشباع غرائزه وطفولته، وبين عدم تلبيه كل طلبات الطفل بحيث يصعب بعدها الاعتذار له، فلا تحرم الطفل حرمانا شديدا، فإن هذا يكسر نفسه ويحرق سلوكه ، ولا تلبي كل رغباته، فيصعب المنع عند اللزوم.
  6. تعليمهم بالقصص الهادفة التي يفهمون منها الطاعة والامتثال ويستحسن أن يجري لهم مسابقة وأسئلة فيما سمعوا، ويكافأ الفائز، والذي يسلك سلوكا يوافق الفهم الصحيح تزيد مكافأته، وأول ذلك الثناء عليه إمام أخوانه وأقرانه لتشجيعهم واستزادته هو من حسن السلوك.
  7. المربي الذي يجمع بين الرغبة والرهبة، بين الهيبة والحب، يسلم أولاده بإذن الله من السلوكيات المشينة، فينبغي للمربي مع أولاده أن يكون شديدا حازما في غير عنف، وأن يكون سهلا لينا في غير ضيق.
  8.  تجنب التهديد بما لا يقدر على إنفاذه الأبوان لأنه يدرب الطفل على التمرد والعصيان.
  9. تجنب إقناع الطفل بأنه معاند حتى لا يتعامل على أنه هكذا.
  10. عدم منع الأطفال من اللعب: قال العلماء: "إن منع الطفل من اللعب دائما يميت قلبه، وببطل ذكاءه، وينغص عليه العيش، حتى يطلب الخلاص ويحتال في ذلك، وينفعل ويعاند".
  11. الابتعاد عن لوم الطفل وعتابه بصورة كبيرة مملة: إن كثرة الملامة تجر الندامة، والإسراف في التوبيخ والتأديب يزيد الطفل في فعل القبيح المعيب.
  12.  وجماع هذا كله اللجوء إلى الله تعالى الكبير، الذي بيده الملكوت والمقادير، والتضرع إليه بصلاح النشء والذرية، والله تعالي يقول: {أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62] ويقول: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60 ]، وينبغي أن يكون الدعاء مصحوباً باليقين بالإجابة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".

 

.

اقراءة المزيد من مواضيع

متعلقة بالقسم